أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، أهمية الدور المحوري لمنظمة اليونسكو ومكاتبها الإقليمية، في ظل العلاقات التاريخية التي تربط مصر بالمنظمة الأممية والتي تمتد لأكثر من 75 عاما، مشيرًا إلى الدور المهم الذي يقوم به مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة في خدمة المنطقة العربية في مجالات التربية، والعلوم، والثقافة، والمعلومات، والاتصالات، موضحًا أهمية التعاون بين اللجنة الوطنية ومكتب اليونسكو الإقليمي في تنفيذ فعاليات وأنشطة على نحو يُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠.

وفي هذا الإطار نظم مكتب اليونسكو الإقليمي بالتعاون مع اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة ورشة عمل حول "برامج وأنشطة اليونسكو للعلوم البيئية والإيكولوجية في مصر: تحديث الرسالة والرؤية" بحضور الدكتورة نوريا سانز، مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، والدكتور أنطونيو دي سوزا مدير شعبة العلوم البيئية وعلوم الأرض، وأمين برنامج الإنسان والمحيط الحيوي المآب بمنظمة اليونسكو بباريس، والدكتورة هالة عبد الجواد، مساعد الأمين العام للجنة الوطنية لشؤون اليونسكو، ود. شيماء طه مدير عام المكتب الفني لقطاع حماية البيئة بوزارة البيئة، ولفيف من الخبراء في هذا المجال، وذلك بمقر مكتب اليونسكو الإقليمي بمدينة السادس من أكتوبر.

وفي كلمة مُسجلة نقل الدكتور أيمن فريد، مساعد وزير التعليم العالي للتخطيط والتدريب والتأهيل لسوق العمل ورئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات والمشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، تحيات د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو وتمنياته لأعمال هذه الورشة بالتوفيق والنجاح، مؤكدًا أهمية العلاقة الوثيقة بين مصر واليونسكو، مشيدًا بالدور المهم للمنظمة في تعزيز التعاون مع مصر في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتشجيع تبادل الخبرات والمعارف على المستوى العربي والإفريقي والدولي.

وأشار المشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة إلى أهمية الدور المحوري الذي تلعبه اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، ومساهمات مصر القيمة في التنوع البيولوجي، ومحميات المحيط الحيوي في إطار برنامج الإنسان والمحيط الحيوي المآب، مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون المستقبلي بين جمهورية مصر العربية والمنظمة الأممية في سياق برنامج الإنسان والمحيط الحيوي، والعمل على زيادة محميات المحيط الحيوي خاصة في ظل أهمية التراث الطبيعي لمصر، إضافة إلى البحث والابتكار من خلال الشراكة مع الشبكات العلمية لليونسكو، وكذا الحفاظ على البيئة وتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية في إدارة المحميات وحماية التنوع البيولوجي، وإنشاء برامج تعليمية، والمبادرات السياحة البيئية في محميات المحيط الحيوي لزيادة الوعي بالاستدامة البيئية وخلق فرصا جديدة للشباب.

ومن جانبها أكدت د. نوريا سانز أن منظمة اليونسكو هي الوكالة الوحيدة التي تتبع نهجًا متعدد القطاعات للحفاظ على التنوع، حيث تعمل اليونسكو على التنوع البيولوجي والتنوع اللغوي والتنوع الجيني والتنوع الجيولوجي، مشيرة إلى أن المنظمة الأممية تعمل على دعم الدول الأعضاء لتوجيه الموارد إلى الحفاظ على مواقع التراث الطبيعي والأراضي الرطبة ومحميات المحيط الحيوي والشعاب المرجانية والحفاظ عليها لأنها ذات قيمة حقيقية، وذلك بموجب اتفاقيات اليونسكو.

ومن جهتها أكدت د. شيماء طه أن وزارة البيئة بذلت الجهود المكثفة من أجل حماية الثروات الطبيعية، وذلك من خلال استعراض السياسات وحالة البيئة في مصر، ومكافحة التصحر والحفاظ على التنوع البيولوجي، وشبكة المحميات الطبيعية التي بلغت 30 محمية تمثل حوالى 14 % من مساحة مصر، والتي تضم كثير من التراكيب والتكوينات الجيولوجية والمناظر الطبيعية والتنوع البيولوجي، مشيرة إلى أن وزارة البيئة قد وقعت العديد من الاتفاقيات التي تعنى بقضايا البيئة، وأولت اهتمامًا بإدارة مواقع المحيط الحيوي في مصر في محمية وادى  العلاقي بجنوب مصر، ومحمية العميد في غرب مصر، وإدارة موقع التراث الطبيعي العالمي بمنطقة وادى الحيتان بمحمية وادى الريان بالفيوم.

هدفت الورشة إلى إبراز أهداف برنامج الإنسان والمحيط الحيوي ومخاطر التغيرات المناخية علي الطبيعة وإدارة الكوارث، وكذا مناقشة أهداف المؤتمر العام لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي 2025، إضافة إلى استعراض موضوعات عن محميات المحيط الحيوي وما يتعلق بها من مشكلات وتحديات، وكذا تقييم معايير هيئة EES والتي تهدف إلى تعزيز النظرية والممارسة والاستفادة من التقييم عالي الجودة في أوروبا وخارجها وكذا طرح مخرجات مؤتمر المناخ COP 29 و COP 16 وعرض مخرجات الاجتماع الذي نظم بالتعاون مع لجنة الإنسان والمحيط الحيوي بالصين.

شهدت الورشة العديد من الجلسات والتي تناولت العالم العربي ومصر في سياق أنشطة اليونسكو EES في ضوء برنامج الإنسان والمحيط الحيوي MAB، وبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي (MAB): نظرة عامة، ومحميات المحيط الحيوي في مصر والأمن الغذائي، والآفاق الوطنية للحدائق الجيولوجية في مصر، الفيوم الكبرى: مرشح واعد لإنشاء حديقة جيولوجية عالمية متميزة، أبحاث الحفريات ودورها في تطوير الحدائق الجيولوجية في مصر. حالة الوادي الجديد، البيئات الساحلية: البحر الأحمر، الرؤية الوطنية والإقليمية للحد من مخاطر الكوارث وأولويات العمل.

كما شهدت الورشة مشاركة الدكتورة منال فوزي أحمد، رئيس لجنة الإنسان والمحيط الحيوي (ماب) باللجنة الوطنية المصرية لليونسكو ورئيس قسم علوم البيئة الأسبق بكلية العلوم، وخبير باللجنة الاستشارية لبرنامج "ماب" الدولي باليونسكو، واللواء محمد عبد المقصود مساعد الأمين العام  رئيس اللجنة القومية لإدارة الأزمات والكوارث بمجلس الوزراء، والعميد طارق محمدين خبير أمانة شؤون إدارة الأزمات والكوارث بمجلس الوزراء، والدكتور أحمد سلامة مستشار رئيس جهاز شئون البيئة للمحميات، ود. أحمد حجازي عضو لجنة الماب باللجنة الوطنية، وأستاذ علم البيئة والعلوم البيئية بجامعة القاهرة، ود. أحمد البرقوقي أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، ود.بشر أمام بمكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة، ود. جبالي عبد المقصود أبو الخير بجامعة الوادي الجديد، ود. عمر أتوم، عالم أحياء الحياة البرية وأستاذ مشارك في علم الأحياء بجامعة إنديانا الولايات المتحدة الأمريكية، والسيد خليل نوبي الرئيس التنفيذي لهيئة الحفاظ على الطبيعة، وممثلين عن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التعليم العالي البحث العلمي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المزيد اللجنة الوطنیة المصریة للتربیة والعلوم والثقافة مکتب الیونسکو الإقلیمی التنوع البیولوجی التعلیم العالی المحیط الحیوی فی مصر

إقرأ أيضاً:

هل تزيد الكوارث البيئية إيمان الناس بالأشباح؟

في أعقاب الكوارث الطبيعية المدمرة من حرائق غابات وأعاصير وفيضانات، والتي تزداد وتيرتها نتيجة التغير المناخي، تشهد ظاهرة قصص الأشباح عودة ملحوظة، وفق مجلة "ناشونال جيوغرافيك".

إذ يبدو أن الصدمة النفسية الناتجة عن هذه الكوارث لا تؤثر فقط على الأجساد والممتلكات، بل تمتد لتغذي إحساسا باللاواقع، يُترجَم أحيانا إلى مشاهدات غريبة وتفسيرات خارقة للطبيعة.

تقول خبيرة الطب النفسي في سياق الكوارث ليزلي هارتلي جيز، والتي عملت مع ناجين من حرائق هاواي عام 2023، إن الحزن العميق يمكن أن يُحدث تغييرات ملموسة في الدماغ.

وتوضح أن "الكثير من الناس يعتقدون أنهم بدؤوا يفقدون صوابهم حين يرون أو يسمعون أحبّاءهم بعد وفاتهم، لكن في الواقع، هذه تجربة شائعة تعكس طريقة العقل في معالجة الفقد".

ويشير علماء النفس إلى أن مثل هذه "الهلوسات الحزينة" هي وسيلة دفاعية لعقل مرهق يحاول التكيف مع الخسارة، وفق المجلة.

وفي لحظات الأزمات، ترتفع معدلات الإيمان بالظواهر الخارقة. ففي المملكة المتحدة، خلال الأشهر الأولى من إغلاق جائحة كوفيد-19، سجل الاتحاد الوطني للروحانيين زيادة بنسبة 325% في طلبات العضوية.

كما أبلغ محققو الخوارق وطاردو الأرواح الشريرة في عدة دول عن قفزات كبيرة في الطلب على خدماتهم بعد كوارث مثل زلزال اليابان عام 2011 أو فيضانات ليبيا وحرائق ماوي عام 2023.

حرائق هاواي تسببت بخسائر كبيرة أدت لتغييرات ملموسة في أدمغة الناجين نتيجة الحزن (رويترز) آليات متشابكة

الآليات التي تفسر هذه المشاهدات متشابكة. فعلى المستوى البيولوجي، يؤدي الحزن والقلق إلى إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، التي بدورها تُضعف النوم وتزيد من حساسية الدماغ للمثيرات، مما قد ينتج عنه هلوسات واقعية للغاية.

إعلان

أما في البيئة المحيطة بالكوارث، فإن الظلال الطويلة، الصمت الغريب، والأماكن المهجورة تضفي جوا شبه سريالي يجعل من السهل إسقاط الخوف على المحيط.

وتشير جيز إلى أن بعض الناجين يشعرون أنهم فقدوا إحساسهم بالواقع تماما، قائلة "يشعر البعض بأنهم ليسوا أنفسهم، أو أنهم مجرد أشباح في عالم لم يعد كما كان".

وفي أحيان أخرى، قد تسهم التلوّثات الكيميائية التي تنتشر بعد الكوارث الطبيعية -كالزئبق أو المبيدات- في تعزيز الإحساس بالهذيان أو "رؤية" أشياء غير موجودة.

أبعاد ثقافية

بعيدا عن التفسيرات البيولوجية، يذهب بعض الباحثين إلى أن قصص الأشباح تحمل بعدا ثقافيا واجتماعيا عميقا.

ويقول عالما الأنثروبولوجيا كريستين وتود فانبول إن الأشباح قد تكون رموزا تحذيرية، تُجسد مخاوف المجتمع من الجشع أو الفقد أو التغيير الجذري. وهي، بذلك، ليست فقط للتسلية أو الترويع، بل وسيلة للتكيف الجماعي وبناء سرديات تعزز التماسك المجتمعي.

في بعض الحالات، ترتبط الأشباح بالمكان أكثر من الإنسان. فقد تحدّث سكان جبال الألب عن "أشباح جليدية" بعد اختفاء الأنهار الجليدية التي رافقتهم لعقود، فيما يرى آخرون أن اختفاء المعالم الطبيعية يُولّد حدادا يشبه الحداد على إنسان.

لكن ما يجعل قصص الأشباح أداة فعالة، هو قدرتها على الحفاظ على الذاكرة. فبعد الزلازل المدمرة في تركيا عام 2023، واجه كثير من الناس صعوبة في دفن أحبائهم بسبب حجم الدمار، وهو ما أفضى إلى "صدمات ثانوية"، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وفي مثل هذه الظروف، تُصبح القصص وسيلة للحفاظ على الروابط العاطفية، واستمرار الحوار مع الماضي رغم غياب الأجساد.

في اليابان، بعد تسونامي عام 2011، انتشرت ظاهرة "الكايدانكاي"، أي سرد قصص الأشباح في جلسات جماعية، كوسيلة للشفاء الجماعي وتكريم الأرواح الغائبة.

وفي هاواي، كما تقول جيز، شعر أفراد من الجالية اليابانية بالصدمة لما حدث في وطنهم، رغم المسافة، في دلالة على الامتداد العاطفي العابر للحدود للكوارث الجماعية.

إعلان

وفي ظل استمرار الكوارث المناخية والبيئية حول العالم، تشير جيز إلى أن العالم قد يشهد المزيد من هذه الظواهر النفسية الخارقة.

وتربط بين ارتفاع القلق الجماعي والمعلومات المضللة والتدهور العقلي لدى بعض الأفراد، مما قد يدفعهم للعودة إلى تفسير العالم من خلال ما هو غير مرئي، موضحة "حين لا نجد تفسيرا منطقيا لمعاناتنا، نبحث عن أجوبة في أماكن أخرى، حتى لو كانت على شكل أشباح".

وهكذا، في زمن تتسارع فيه الكوارث، قد لا تكون الأشباح مجرّد خرافات، بل انعكاسات نفسية عميقة لجراح لم تندمل، ورسائل معلقة بين عالم فقَد استقراره، وآخر نحاول إعادة بنائه بكل ما أوتينا من ذاكرة وخيال، بحسب مجلة ""ناشونال جيوغرافيك".

مقالات مشابهة

  • 9 مايو.. اليونسكو تُعلن مد باب التقدم لـجائزة اليونسكو – اليابان للتعليم
  • تلاميذ مدرسة عين الجمعة بجماعة بوسكورة يستفيدون من قافلة طبية وأنشطة عن صحة الفم والأسنان
  • الوطنية لحقوق الإنسان تُطالب بالتحقيق في مقتل العميد «الرياني»
  • تقرير الاستدامة لـ"الوطنية للتمويل" يستعرض الالتزام بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية
  • تدشين فعاليات وأنشطة الذكرى السنوية للصرخة في محافظة صنعاء
  • تحالف العمل الأهلي: قرار العفو الرئاسي يترجم الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • صور| نبات "الصمعاء" يعزز التنوع الحيوي في براري الحدود الشمالية
  • «أمناء الوطنية لحقوق الإنسان» يعقد اجتماعه السادس عشر
  • هل تزيد الكوارث البيئية إيمان الناس بالأشباح؟
  • توقيع اتفاق تعاون بين اللجنة الوطنية ومركز البيان لمكافحة التطرف وتعزيز التماسك المجتمعي