صنعاء.. انطلاق المؤتمر الحقوقي الحواري تحت شعار (اليمن تحديات وآفاق) بمشاركة حقوقيين وقانونيين وسياسيين من دول عربية وأجنبية
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
انطلقت، اليوم الاثنين، فعاليات المؤتمر الحقوقي الحواري لوزارة حقوق الإنسان بعنوان (اليمن تحديات وآفاق) بمشاركة نخبة من الحقوقيين والقانونيين والسياسيين من عدة دول عربية وأجنبية.
وفي كلمة له خلال المؤتمر أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور أن الملف الإنساني من أهم الملفات ولا يمكن لنا أن نستسلم لمجرد لغة القوة التي تمارسها قوى العدوان الأمريكي السعودي.
وقال رئيس الوزراء: نحن كتلة فاعلة في اليمن ورئيسية والمرتزقة في الجزء الواقع تحت الاحتلال لا يستطيعون التحرك إلا بأوامر سعودية إماراتية.
وأوضح أن المرتبات تأتي من بنود وموارد عديدة وكلها بيد تحالف العدوان ونحن ليس في أيدينا سوى النزر القليل وهو ما يمثل 7% من حجم الإيرادات.
وأضاف أن قرارات مجلس الأمن الدولي يتم شراءها وليس هناك أي استغراب، وتحملنا طيلة 9 سنوات عبء قرارات مجلس الأمن، مشيرا إلى أنه منذ الحرب العالمية الثانية وقرارات مجلس الأمن مسيطر عليه أمريكا.
وشدد رئيس الوزراء على أن السعودي والإماراتي تركوا بصمات جرائمهم في اليمن في كل شبر وهذا الملف من أبرز الملفات التي سنحاكمهم عليها.
وزير حقوق الإنسان: الأمم المتحدة تتفاعل مع الدول التي تمتلك المال
من جهته، قال وزير حقوق الإنسان علي الديلمي: إن الصمت عن جرائم العدوان أدان لفقدان قرارات الشرعية الدولية مكانتها بسبب الدور السلبي للأمم المتحدة فيما يتعلق بالعدوان على اليمن.
وأضاف: إن المنظمة الدولية تحولت إلى أداة لتكريس العدوان وأجندته بغرض جعله أمراً واقعا وأصبحت أداة بيد القوى الكبرى.
وأشار إلى أن دول العدوان استخدمت أفتك الأسلحة المحرمة بحسب تقارير أممية محايدة متخصصة وأصبحت حربهم في عامها التاسع فاشلة وعبثية.
وتابع قائلا: كان أطفال اليمن ونساءه هم الضحية المسكوت عن الجرم المرتكب بحقها أمميا وعلى مدى تسع سنوات، معتبرا أن تحريف المصطلحات والحديث عن أطراف متعددة هي إلى جانب القتل والانتهاكات أحد الاسباب الرئيسية لمآسي أطفال اليمن.
وأردف الديلمي بقوله: إن الأمم المتحدة تتفاعل مع الدول التي تمتلك المال والدولار وهنا مكمن المشكلة ونحن نتحدث عن أكثر من 8 ألف طفل سقطوا من قائمة الأولويات.
وأشار الديلمي إلى أن أسماء المبعوثين الأمميين تعددت إلا أن الإحاطات واحدة في مضامينها وحينما نتحدث عن آخر الإحاطات لا نكاد نعرف سابقتها عن لاحقتها
وقال: إن المرتبات التي تناولها المبعوث الأممي بشكل فاضح تعمد فيها تجاهل حقيقة كونها استحقاقاً مشروعاً تتحمله دول العدوان ومرتزِقتها، موضحا أن المبعوث الأممي فيما يتعلق بالمرتبات تماهى مع الموقف الأمريكي الذي يربط مرتبات الموظفين باشتراطات سياسية.
بدوره قال أمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري: إن من يأتي ليقيم المرحلة الحالية عليه أن يحسب حساب تأثيرات العدوان والحصار ومن ثم يخضع الأمور على باقي المعايير.
وأضاف الحوري أن ما يقوم به المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ هي جهود في مراحل استثنائية حساسة لم يسبق لليمن أن عاشتها ورغم ذلك فنحن نخضعها للمعايير والتقييم والمراقبة
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
11 فبراير 2015.. الهروب المذل للأمريكيين من اليمن
ويقول بعض المجاورين للسفارة الأمريكية بصنعاء إنهم شاهدوا في العاشر من فبراير 2015، أي قبل يوم من رحيلهم ألسنة الدخان تتصاعد من داخل السفارة، معتقدين أن السفارة قد تعرضت للحريق، في حين أن الدخان المتصاعد كانت نتيجة لقيام الأمريكيين بعملية إتلاف الوثائق والملفات الأرشيفية الخَاصَّة بمخطّطاتها الإجرامية والتي تتضمن أسماء عملاء وخونة كبار كانت تستخدمهم السفارة لتنفيذ تلك المخطّطات.
وفي تلك الأحداث التاريخية نقلت وسائل إعلامية عن مصادر سياسية وأمنية أمريكية وثيقة الاطلاع، أن وكالة الاستخبارات المركزية الـ (سي آي أيه) نقلت محطتها الإقليمية في جنوب الجزيرة العربية من اليمن إلى سلطنة عمان؛ بسَببِ ما وصفته بالظروف الأمنية غير الملائمة في صنعاء، وكانت الوكالة قد أنشأت محطتها في صنعاء في أواخر عهد الخائن علي عبدالله صالح، وفقاً لاعتراف صالح نفسه في مقابلة قالها قبيل اندلاع ثورة 2011م.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية نقلاً عن مسؤولين أمنيين أمريكيين حاليين وسابقين: إن الـ “سي آي أيه” أجلت العشرات من عناصرها في اليمن، من ضمن حوالي 200 عنصر مدني وعسكري، كانوا يعملون في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء قبيل إغلاق السفارة، مؤكّـدة أن الأمريكيين غادروا السفارة الأمريكية على متن 30 سيارة مصفحة تحمل عدداً من الرجال والنساء، حَيثُ انطلقت من السفارة الأمريكية باتّجاه مطار صنعاء الدولي، وغادرت في طائرة قيل وقتها إنها عُمانية باتّجاه غير معلوم، وكان المحمولون على المصفحات جنوداً وعناصر استخبارات وموظفين أمنيين.
وتوضح المصادر الأمنية أن السلطات الثورية التي كانت موجودة في مطار صنعاء طلبت من الأمريكيين الخضوع للتفتيش قبل المغادرة في حادثة غير مألوفة لهم، ما جعلتهم يسخطون ويقيمون بتكسير أسلحتهم التي منعت منهم أثناء الرحيل.
وبعد يوم واحد من مغادرة الأمريكيين صنعاء، قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أيه” وصفوا خروجهم من صنعاء “بالانتكاسة الكبيرة”، مشيرين إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية سحبت عشرات من العملاء والمحللين والعاملين الآخرين من اليمن كجزء من عملية إخراج أكبر لحوالي 200 أمريكي كانوا متواجدين في صنعاء، ومن بين من تم إخراجهم ضباط رفيعو المستوى عملوا عن كثب مع المخابرات والأجهزة الأمنية اليمنية لاستهداف أعداء أمريكا في المنطقة.
وأقر المسؤولون الأمريكيون بأن الترتيبات الاستخباراتية الأَسَاسية والعلاقات التي تمت إقامتها تضررت بإغلاق السفارة ومغادرة عناصر رئيسية من الـ “سي آي أيه”.
أمريكا المسؤول الرسمي لإدارة البلد
وصفُ الصحف الأمريكية إغلاق السفارة الأمريكية ومغادرة المارينز “بالانتكاسة”، بالإضافة إلى تصريح السفير الأمريكي بأنه لم تعد أية مهمة للأمريكيين في اليمن يؤكّـد مصداقية ما تطرق إليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة العيد السادس لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، والذي أكّـد تدخل السفير الأمريكي قبل ثورة 21 سبتمبر في كافة شؤون اليمن بما يخدم السياسات الأمريكية الاستعمارية.
وذكر أن الأمريكيين دفعوا اليمنَ نحو الانهيار التام، وأوشك اليمن على الوصول إلى الهاوية لولا ثورة 21 سبتمبر، لافتاً إلى أن النظام السابق لم يدرك أن الشعب اليمني مؤهل للصمود أمام الاستهداف الأمريكي والحفاظ على حريته واستقلاله.
وقال قائد الثورة الشعبيّة السيد عبدالملك الحوثي إن “السفير الأمريكي في صنعاء بشكل رسمي وبقرار من مجلس الأمن، المسؤول الأول في الوصاية على شعبنا وسلمت له السلطة في ذلك الحين، وكان يوجِّه الوزراء والمسؤولين بشكل مباشر”، مُشيراً إلى أن حرص الأمريكيين على نزع كُـلّ عناصر القوة من البلد، حَيثُ تدخلوا في السياسة التعليمية تدخلاً خطيراً يقوض المبادئ التي تجعل الشعب متماسكاً أمام التدخل الخارجي، وكذا سعيهم وعملاءهم لتغذية كُـلّ عوامل الانقسام الداخلي، فبرزت إثارة النعرات العنصرية والطائفية والمناطقية.
وبين قائد الثورة أن المسار الأمريكي كان يهدف إلى بعثرة الشعب اليمني، وتفكيك كيانه؛ كي لا يبقى رابطٌ يجمع أبناء البلد ويحميهم من الانقسام.
نهاية الوصاية
وبالتوازي مع مرور ثماني سنوات من خروج الأمريكيين من صنعاء يقول الناشط السياسي ماجد المطري: “إن قيام الأمريكيين بإتلاف كافة المراسلات والمحتويات داخل سفارتهم في صنعاء قبيل وصول اللجان الشعبيّة ما هو إلا محاولة أمريكية يائسة لإخفاء ما بات مكشوفاً من مؤامراتها التي كانت تحيكها في اليمن عبر مندوبها السامي “السفير الأمريكي” انطلاقاً من وكر المؤامرات في شيراتون”.
ويضيف: “وحتى لا تنفضح مسؤوليتها عن إدارة عملية الاغتيالات وإشعال النعرات بين اليمنيين وكذلك لكي لا تتضح خبايا طبيعة العلاقة المشبوهة بين أمريكا وأنظمة العمالة التي كانت تحكم اليمن تحت المظلة الأمريكية خُصُوصاً من الفترة التي أعقبت اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وما تلاها من انقلابات”، مؤكّـداً أن أمريكا مارست لسنوات مديدة سياسة المد والجزر في اللعب بمقدرات الشعب اليمني والتفريط بسيادته.
ويشير إلى أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 أنهت مخطّطات الأمريكان، ووضعت حداً للوصاية الأمريكية على اليمن، وأنهت دور سفيرها كمندوب سامي كان الحاكم الفعلي لليمن.
ويضيف المطري بالقول: ومن يراجع تحَرّكات السفارة الأمريكية وسفرائها في تلك الفترات سيدرك بما لا يدع مجالاً للشك بأن كُـلّ مشاكل اليمن والفساد الذي كان متأصلاً في هيكل الدولة من قمة الهرم إلى أسفله كان برعاية أمريكية مباشرة.
بدوره يوضح الأمين المساعد لحزب شباب التنمية الشيخ صالح السهمي أن إحراق الملفات من السفارة الأمريكية يكشف مخطّطات الأمريكيين التي كانت على درجة عالية من الخبث والخطورة لدرجة أنهم كان يخشون أن تقع هذه الأجندة في أيادٍ وطنية تفضح مؤامراتهم، وتستعرضها على الرأي العام ليكون على اطلاع بحقيقة ما يعمله الأمريكي وأدواته المجندة من المرتزِقة والعملاء والخونة الذين كانوا على رأس السلطة وحكموا هذا الشعب الكريم.
ويشير إلى أن الولايات المتحدة علمت بأن هناك وعيا شعبيا يتصاعد تجاه مخطّطات الأمريكيين وأنه ليس من السهل احتواؤه كما هو حال الأدوات المجندة التي كانت تحضرها لمرحلة قادمة.
ويلفت إلى أن توسع المشروع القرآني شكّل قلقاً بالغاً على أمريكا ودفعها إلى الرحيل من الميدان المحلي والبحث عن طرق أُخرى لتركيع الشعب اليمني والعودة من بوابة الخونة مرة ثانية، مردفاً القول: كان العدوان على اليمن الذي أعلن من واشنطن أحد الرهانات الفاشلة التي منيت بها أمريكا وأدواتها بفضل تنامي الوعي الشعبي وحنكة القيادة العظيمة.
ويرى السهمي أن الولايات المتحدة عندما تشعر بفقدان أدواتها أَو عدم وجود البيئة المناسبة لتنفيذ مخطّطاتها الإجرامية، فَـإنَّها تشعر بقلق كبير وتبدأ بالبحث عن وسائل للهروب والبحث عن مشاريع أُخرى قد تسهم في تحقيق أهدافها، بحسب وجهة نظرها.
المسيرة