بوابة الوفد:
2025-01-31@20:03:04 GMT

مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية

تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT

فى عالم يتجه نحو التعددية القطبية واحترام سيادة الدول، يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ما زال يعيش فى حقبة مختلفة، حيث يتصور نفسه «حاكماً بأمره» فى شئون دول أخرى. ترامب، الذى يعتقد أن بإمكانه فرض إرادته على الشعوب والحكومات، يغفل حقيقة أساسية: أن العالم لم يعد يتقبل منطق التهديدات والاستعلاء، وأن عهد الاستعمار والهيمنة المطلقة قد ولى منذ زمن طويل.


ترامب، الذى يعمل وفقاً لسياسة «أمريكا أولاً»، يتصرف كأن العالم ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية. لكنه ينسى أن لكل شعب حقاً فى تقرير مصيره، ورفض ما لا يتوافق مع مصالحه الوطنية. الشعوب اليوم ليست مستعدة للخضوع لإملاءات خارجية، خاصة عندما تأتى بشكل تهديدات واستعلاء.
فى قضية غزة، حاول ترامب فرض رؤيته الشخصية على مصر والأردن، متصوراً أن بإمكانه إجبارهما على استقبال لاجئين من غزة. لكن الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى كان واضحاً فى رفضه القاطع لهذا الطرح. السيسى أكد أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين، ولن تكون طرفاً فى أى مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. هذا الموقف يعكس إرادة شعبية راسخة، ترفض الانصياع لضغوط خارجية، مهما كان مصدرها.
ترامب، الذى اعتاد أسلوب التهديد، يبدو أنه لم يستوعب بعد أن هذا الأسلوب لم يعد يجدى نفعاً مع الشعوب التى تتمسك بسيادتها وكرامتها. مصر، كدولة ذات تاريخ عريق وإرادة قوية، لن تنكسر أمام تهديدات، ولن تسمح لأحد أن يفرض عليها ما يتعارض مع مصالحها الوطنية.
ترامب، الذى بدأ ولايته الرئاسية بموجة من القرارات المثيرة للجدل، لم يحصد سوى كراهية الشعوب حول العالم. من المكسيك إلى بنما، ومن الدنمارك إلى كولومبيا، توالت ردود الأفعال الرافضة لسياساته التهديدية والاستعلائية.
فى المكسيك، رفضت الحكومة استقبال طائرة محملة بالمهاجرين، وهددت بالتعامل مع الولايات المتحدة بالمثل. وفى بنما، رفض الرئيس خوسيه راؤول مولينو تصريحات ترامب التى طالبت بتبعية قناة بنما للولايات المتحدة، مؤكداً أن بنما دولة مستقلة ولن تقبل أى مساس بسيادتها.
أما فى الدنمارك، فقد رفضت رئيسة الوزراء ميتى فريدريكسن بشكل قاطع أى محاولة لشراء جزيرة جرينلاند، مؤكدة أن «جرينلاند ليست للبيع». وفى كولومبيا، وصف الرئيس جوستافو بيترو ترامب بأنه يمثل «عرقاً أدنى»، ورفض مصافحة «تجار الرقيق البيض»، فى إشارة إلى سياسات ترامب العنصرية.
حتى القضاء الأمريكي، رفض العديد من قرارات ترامب، خاصة تلك المتعلقة بالهجرة والمهاجرين. العالم بأسره، لأول مرة، يتفق على رفض سياسات ترامب، ما يعكس مدى العزلة التى يعيشها الرئيس الأمريكي.
ترامب، الذى يعتقد أنه قادر على فرض إرادته على العالم، يغفل حقيقة أن الشعوب لم تعد تقبل منطق التهديدات والاستعلاء. العالم اليوم مختلف، والسيادة الوطنية لم تعد مجرد شعارات، بل واقع يعيشه كل شعب. ترامب، الذى يحصد العداء من كل حدب وصوب، عليه أن يعيد النظر فى سياساته، وأن يدرك أن العالم ليس ملكاً لأحد، وأن الشعوب لن تقبل بأن تكون مجرد أدوات فى لعبة القوى العظمى.
فى النهاية، العالم يتجه نحو التعددية واحترام السيادة، وترامب، إن أراد أن يترك إرثاً إيجابياً، عليه أن يتكيف مع هذا الواقع الجديد، بدلاً من الاستمرار فى سياسات عفا عليها الزمن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزاد أمجد مصطفى الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين

إقرأ أيضاً:

د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!


 

يا صديقى إقرًا هذا المقال مرة وإثنين وثلاث !! ربما تجد فى سطوره ما يجعلك أسعد مما كنت قبل قرائته !!
جدد حياتك بإستمرار ،فالتغيير سنه الحياه الدائمه وكل الأشياء تتبدل وتتطور، فإذا بقيت على حالك ستغدوا غريبًا وحيدًا !!
إسع للتعرف على هوايات جديدة، تغنى بها حياتك وتكشف لك مواهبك المنسية.
غامر بإكتشاف أراضى جديدة، إذهب إلى الحى المجاور لكم ،فقد تصادف صديقًا يغير روحك بقلبه الطيب أو بحكمته العاليه ،إبحث عن الإهتمامات التى كنت شغوفًا بها يومًا ما وشغلتك عنها هموم الحياه ،سلم على جارك الذى لم تتحدث معه منذ زمن ،فقد تجد أنه يصلح أن يكون لك صديقًا رائعًا إبحث عن أصدقائك القدامى وزملائك أيام الدراسه قطعًا ستجد لديهم قصصًا ملهمه تنير لك دروب الحياة، فتجدد بذلك روحك وحياتك، إن عقلى هو أثمن ممتلكاتى سأجعل التعليم والنمو المستمر قانون حياتى.
سأكون طالبًا دائما فى مدرسه الحياه، سأعتبر حياتى رحلة جميله وفريدة ولن تتكرر، سأعمل شيئًا جديدًا كل يوم، وأقابل شخص لن أراه من قبل، وسأسافر إلى مكان غريب  ،سأتصفح جريدة لم أقرائها فى حياتى أتعرف على مهنه لم اعرف أسرارها بعد وسيكون لكل يوم يأتى طعم خاص !!
وأقص عليكم قصه كلكم مررتم بها ،ذهبت إلى بلدتنا فى أحد أيام الأجازات ،وحينما حان وقت الصلاه سمعت رجلًا كبيرًا فى السن ينادى علينا تعالوا "لنتجَدَّدْ" فلم أفهم مغزى كلامه وسألت صديق قريب من مكانى فى الجمع ،فشرح لى أن الرجل يقصد بكلمة (التجدد) أى "الوضوء" بالماء وعند أهلنا فى الريف أن الإنسان عليه أن "يتجدد" خمس مرات يوميًا قبل إقامه الصلوات الخمس.
قالتجدد الظاهرى هو الغسل بالماء أو "التيمم" أما التجدد الباطنى فهو غسل النفس والقلب من الأحقاد.
قاوم الرغبة فى البقاء على طول الخط فى الطريق العام كما يعيش سائر الناس أترك الطريق المألوف بين وقت وأخر وأسلك طريقًا أخر سواء بجانب نهر النيل أو فى أطراف المدينة أو الضاحية التى تعيش بها ،فقد تعثر على شىء تراه وكنت تبحث عنه ،أو تصادف شخص ماكنت تتوقع أن تراه.
إن كل طريق جديد قد يفتح لك طريقًا أخر وكل نافذه جديدة قد تقودك لأخرى لا تستكن للمألوف وما قد أعتدت عليه فى حياتك فيصبح يومك مثل أمسك !!
أن الذين أبتكروا لنا أشيائنا الجميله هم أناس خرجوا عن المألوف وقاوموا كل الأصوات الداخلية التى تدعوهم إلى الوقوف إلى ما إعتادوا عليه.
وليكن اّخر حديثى اليكم فى مقال اليوم أن الدهشه تملأ كيانى كلما راقبت الطبيعه وهى تجدد روحها بلا توقف فى كل لحظه.
ترى ذلك فى النباتات التى فى حديقتك أو حتى فى الشارع الذى تسكن فيه ،وفى المناخ الذى يتغير حولك من صيف إلى خريف إلى شتاء إلى ربيع بل تأمل ذلك فى جراحنا التى تندمل مهما طالت أوجاعها مع الأيام.
لا سبيل إلا بالتجديد فى حياتنا لكى نرقص معها !!
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • سياسات «ترامب» تزيد التوتر فى العالم!!
  • الرئيس المقاول
  • «الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار
  • اتهام «ترامب» بانتهاك الدستور.. وقاضٍ فيدرالى يوقف «تجميد المساعدات»
  • شكرًا ترامب
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا
  • وقفات احتجاجية في جنيف تطالب بتعويض الشعوب الأفريقية عن سنوات الاستعمار الغربي