مديرة الثقافة في معهد ثربانتس: “المغرب هو أفضل محفّز لنا لتوسيع عملنا المشترك في إفريقيا”
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
زنقة 20. الرباط
تعتزم إسبانيا تنفيذ برنامج ثقافي واسع النطاق في المغرب خلال عام 2025، يشمل أكثر من 600 فعالية ونشاط ثقافي.
جاء هذا الإعلان على لسان راكيل كالييا Raquel Caleya ، مديرة الثقافة في معهد ثربانتس، خلال تقديم البرنامج السنوي اليوم الخميس في مقر السفارة الإسبانية بالرباط.
وأوضحت كالييا أن “العام الثقافي في المغرب يتضمن أكثر من 600 فعالية ونشاط”، مشيدةً بمبادرة السفير إنريكي أُوخيدا في تقديم هذه “الإعلان عن النوايا، ليس فقط لتعزيز العمل، بل لتوسيعه وتحسينه“.
وأكدت أن التبادل الثقافي بين إسبانيا والمغرب يمثل فرصة لتعزيز الإثراء المتبادل، مبرزة أهمية الإرث المشترك للبحر الأبيض المتوسط.
وقالت في هذا الصدد: “الثقافة الناطقة بالإسبانية، مثلها مثل الثقافات التي تحملها اللغات الكبرى كالإسبانية والعربية، تملك إمكانيات واسعة للإثراء المتبادل“.
وأشارت إلى أن المغرب يشكل “أفضل محفّز لتوسيع عملنا المشترك في إفريقيا”، كونه بوابة للانفتاح على مختلف اللغات والثقافات في القارة.
في هذا السياق، أعلنت عن إطلاق سلسلة “شيء من إفريقيا“ (Algo en Áfica)، وهو فضاء مخصص لتبادل الأفكار بين الكتّاب والمفكرين الأفارقةوالمغاربة والإسبان.
وشددت كالييا على أن الهدف الأساسي للحضور الثقافي الإسباني في المغرب هو “خلق فضاءات للثقافة، للحوار، وللتبادل”، مؤكدةً على التعاون الوثيق مع المؤسسات المغربية في تنظيم فعاليات كـمهرجان فاس للموسيقى الروحية، مهرجان فن الفيديو في الدار البيضاء، المهرجان الدولي للذاكرة المشتركة، والمهرجان الدولي للرقص المعاصر في مراكش.
كما سيستمر العمل المشترك في تنظيم أيام التراث بالتعاون مع وزارة الثقافة المغربية.
وأكدت أن تشجيع الترجمة وتعزيز الحضور في قطاع النشر يشكلان عنصرين أساسيين في عملية تبادل المعرفة، قائلةً: “لهذا السبب، نواصل التعاون مع جميع معارض الكتاب وسنعمل على تكثيف جهود الترجمة ونشر الأدب الإسباني في المغرب“.
كما أشارت إلى مشاريع مثل المؤتمر العالمي للفلامنكو، الأسبوع الثربانتيني، والمهرجان الجديد للشعر المتوسطي في طنجة، باعتبارها أمثلة على التعاون المستمر بين السفارة الإسبانية والمشهد الثقافي المغربي.
من جهة أخرى، سلطت الضوء على دور المرأة في الإبداع الثقافي، مشيرةً إلى إطلاق سلسلة من المؤتمرات وورش العمل والدراسات التي تتناول مسألة عدم المساواة في اللغة والتواصل، بعيدًا عن الجدل حول اللغة الشاملة.
وبمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، سيتم تعزيز استخدام الإسبانية كلغة لنشر المعرفة العلمية.
كما أعلنت كالييا عن إطلاق برنامج حول الطب الحيوي والتكنولوجيا الحيوية في تطوان، بالإضافة إلى دعم مشاريع في مجالي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع المركز الدولي للذكاء الاصطناعي في المغرب.
وأوضحت أن توسيع نطاق الوصول إلى الثقافة يعد أحد الأولويات الأساسية، حيث سيتم العمل على استكمال مشاريع مثل “ارقص إسبانيا ” و“مدارس الحاضر” في الدار البيضاء، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأجيال حول الذاكرة والتحديات الاجتماعية.
وأشارت أيضًا إلى أهمية الاستدامة والبيئة، مؤكدةً أن البرنامج يتضمن معرضًا حول أهداف التنمية المستدامة لعام 2050.
وفي الختام، أعلنت كالييا عن توسيع نطاق سلسلة “منابر الإسبانيةالمغربية“ على المستوى الوطني، معربةً عن امتنانها لحضور سفراء الدول أمريكا اللاتينية، ومؤكدةً أهمية التعاون في نشر الثقافة الناطقة بالإسبانية. كما أشارت إلى مشاركة إسبانيا في معرض الكتاب في غواتيمالا، مع احتمال زيارة الكاتب سيرخيو راميريز إلى المغرب، واصفةً إياه بأنه “أحد الرموز الأدبية الناطقة بالإسبانية“.
معهد سيرفانتيسالمصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: فی المغرب
إقرأ أيضاً:
مجلة «كتاب» تتناول الجذور الثقافية العربية للإسباني غويتيسولو
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتناولت مجلة «كتاب» في عددها الـ78، رحلة الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو لاستكشاف جذوره في الثقافة العربية، إذ أكّد ارتباط الثقافة الغربية بإرث عربي إسلامي. وكان الروائي الذي بدأ مشواره الأدبي برواية «اللعبة السحرية» عام 1954، وتوفي في مدينة مراكش عام 2017، يرى أن مهمّة الكاتب الرئيسية تتمثّل في البناء على الإرث الأدبي، وتوظيفه بطرق جديدة لتنمو «الشجرة الأدبية» التي ينتمي إليها بوصفه إنساناً قبل أن يكون كاتباً.
ونشرت المجلة التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب موضوعات عن الكتابة والنشر والقراءة، من بينها حوار مع الأديب السنغالي ماروبا فال، الذي وصف الثقافة العربية بأنها «مذهلة». وتناول استطلاع للمجلة مع أدباء عرب أهمية اختيار عناوين الكتب، بوصفها عتبات أولى تثير اهتمام القراء.
ورصد مقال عن الشاعر ياروسواف إيفاشكيفيتش حضور الثقافة العربية في الأدب البولندي.
وفي افتتاحية العدد الجديد، كتب الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، رئيس تحرير المجلة، أحمد بن ركاض العامري، مقالاً بعنوان «الشارقة تشرق في المغرب»، تناول فيه دلالات الاحتفاء المغربي بالشارقة، ضيف شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، من 17 حتى 27 أبريل الجاري. وقال إن هذا التتويج للشارقة يأتي «تقديراً لمكانة إمارة المحبة والكتاب، ومشروعها الثقافي التنويري القائم على المعرفة والجمال والإبداع، وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وبدعم سموه ورعايته الكريمة».
وأضاف: «تتواصل جهودنا في تعزيز التبادل الثقافي مع عواصم الثقافة العربية والإقليمية والعالمية، بتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، التي تؤكد أهمية مشاركة الشارقة بصفتها ضيف شرف معرض الكتاب في العاصمة الرباط، لما يمثله هذا الحضور المشرق في المغرب، أرض الثقافة العريقة، وأرض الحضارات»، مؤكداً أنّ «آفاق التعاون بين إمارة الشارقة والمغرب مفتوحة على صيغة شاملة، في صناعة النشر والمعمار المعرفي والجمالي، وفي الحفاظ على التراث، الذي يشكّل رسالة الأجداد إلى الأجيال، ويُعدّ أحد أركان الهوية الثقافية».
وتضمن عدد أبريل من مجلة «كتاب» موضوعات عن أدباء وكتّاب من المغرب واليابان وفلسطين وفرنسا ومصر وإسبانيا والأردن والسنغال وبولندا وسوريا والصين، فضلاً عن زوايا لعدد من الكتّاب.
وفي زاويته «رقيم»، كتب مدير تحرير مجلة «كتاب» علي العامري مقالاً بعنوان «المغناطيس المغربي»، قال فيه «الآن، في الربيع، ومع احتفاء المغرب بالشارقة ضيف شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط، تتجلّى الكلمة، وتتجلّى المحبة، ويتجلّى الجمال». وتحدّث عن سحر الطبيعة والثقافة الشعبية والآداب والفنون المغربية التي استقطبت عدداً كبيراً من مشاهير الأدباء والرسامين الذين زاروا المغرب أو اختاروه مقاماً لهم حتى وفاتهم.