الجزائر "العُمانية": يُقاربُ كتابُ "الأدب الأفريقي بين المركز والهامش" (128 ص) لمؤلّفه الدكتور وليد خالدي، موضوع أدب القارّة الأفريقية من خلال الرواية المكتوبة باللُّغة العربيّة.

ويُشير المؤلّفُ بين ثنايا هذا الإصدار، إلى أنّ الأدب الحقيقي، بكلّ ما تعنيه الكلمة من معانٍ، "يتجلّى في ذلك الأدب الذي يضع الموضوعات الإنسانية ضمن الاعتبارات الأولى في استقراء ما هو كائن؛ متجاوزًا في ذلك الاستعلاء الثقافي المتخندق في الرؤى الضيّقة، والإيديولوجيات المتكلسة، والتصنيفات الاختزالية المضلّلة بطبقاتها المتراكمة في نظرته إلى الكون، والحياة، والإنسان".

ويرى الدكتور وليد خالدي أنّ أهميّة العمل الروائي "تكمنُ في معالجته للمواضيع المتنوّعة، والإشكالات الراهنة، في ضوء الرؤيا الشاملة التي تلامس جوهر الإنسان والوجود، باتّباع منطق التمرُّد الخارج عن سنن التقاليد السائدة، وعن كلّ موروث في بناء النص؛ لأنّ مقاومة التنميط على مستوى الأفكار، والمضامين، والأشكال التعبيرية، يتمثل في الخروج عن النسق المعتاد والمألوف ضمن أفق الكتابة الإبداعية".

ويُناقش المؤلّفُ إشكالية الكتاب عبر محاور متنوّعة، أبرزُها "الأدب الأفريقي.. معاني ودلالات المفهوم"، و"الأدب الأفريقي.. ما بعد الكولونيالية والدرس الأدبي"، و"أدب ما بعد الكولونيالية.. عنف المتخيّل في رواية "الزنجية" للروائية الجزائرية عائشة بنور"، و"بلاغة التواتر السردي.. المحكي الإفرادي"، و"عنف المتخيّل وسؤال الوعي".

ويقول الدكتور وليد خالدي عن اختياره لرواية "الزنجية" للروائيّة الجزائرية عائشة بنور لدراستها كنموذج عن الأدب الأفريقي: "النظرة الواعية في إدراك حقيقة الأشياء؛ جعل من الروائيّة عائشة بنور من خلال منتوجها السّردي "الزنجية" تطرح - بطريقة ضمنية - الأسئلة المصيرية، والقضايا الأنطولوجية، التي شكّلت نواة هذا العمل الفني في انبنائيته، بحيث تحدّد طبيعة بنيته السّردية في تقديم الأحداث المتنوّعة، والمتعلّقة بالمادة الحكائية أو القصصيّة".

من جهة أخرى، يُشير مؤلّف الكتاب إلى أنّ القارئ المتتبّع لتفاصيل الرواية، على مستوى الأحداث، والشُّخوص، والأزمنة، والأمكنة؛ "يستشفُّ في ثناياها انتفاضة حقيقية ضد واقع مرفوض وغير مشروع، كردّة فعل واعية تجرُّنا إلى مساحات ثقافة المقاومة في تنوُّع صورها، بالمفهوم الإنساني، وعبر رؤية متماسكة تطالعنا في بناء لغويّ مُحكم يلوح في مضامينه بالإشادة إلى المعايير، والقواعد المرتبطة بالمنظومة القيمية، والوجدانية، والأخلاقية، يأتي في مقدّمتها معالجة موضوع الهجرة غير الشرعية، والتّمييز العنصري، والأمراض الفتّاكة التي تحصد أرواح البشر، منها: الإيبولا، والملاريا، كمادة دسمة لعملها الفني أو الإبداعي بأبنيته الفكرية، وأساليبه التعبيرية، ومواده الترميزية، وتشخيصاته الجوّانية، من خلال رصد حركة الذوات على مستوى الفعل، والتفكير، والوصف، بالإشارة إلى الأوضاع الإفريقية، وما تعيشه هذه القارة من هزائم متتالية ومتعاقبة كحالة مستمرّة تمارس استبدادًا بشقّيه المرئي واللامرئي".

ويضيف الدكتور وليد خالدي: "على ضوء هذه الحقيقة، فنحن إذن إزاء معادلة أفرزت لنا سيناريوهات ضيّقت من هامش الاختيارات، والممكن والمتاح؛ نتيجة الانزلاقات، والتجاوزات، والخروقات التي لامست الحياة الإنسانية، وهذا الإحساس المتعاظم، بتداعياته التي تتأرجح بين الصراع والتعايش، تبدّت ملامحه في الواقع المعيش المحاط بتلك الاضطرابات الداخلية، والنزاعات المتواصلة، والطبقات المتناحرة، والهويات المتصارعة، التي تعيش مجموعة من التوتُّرات، والتناقضات، على حساب الفعالية الإنسانية المنتجة؛ ما دفع بالممارسات الفردية، والجماعية إلى البحث عن حياة أفضل تضمن لهم لقمة العيش الذي يؤمّن لهم الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، بتحقيق الأمل المفقود، والحلم المنشود من أجل ضمان العيش الكريم، هذا المصير التراجيدي كان بمثابة الحافز الذي دفع المجتمعات الإفريقية المضطهدة، باتّخاذ مسالك الهجرة طريقًا للخلاص والنجاة بتجشم وعثاء السفر إلى أصقاع العالم، وقطع الآلاف من الكيلومترات، بحثًا عن حياة آمنة وهادئة توفر لهم نوعًا من الاستقرار النسبي، الذي يخفّف من وطأة الصُّعوبات والتوتُّرات النفسية، والتهديدات الأنطولوجية".

يُشار إلى أنّ الدكتور وليد خالدي، حاصل على دكتوراه في الأدب العربي، ويُدرّس النقد الأدبي المعاصر، بجامعة طاهري محمد بولاية بشار (جنوب الجزائر)، ومن مؤلفاته: "فعل القراءة وما بعد الحداثة.. مقاربةٌ في رواية اليربوع للكاتب حسين فيلالي" (2020)، و "توهُّجات جسد" (نصوص شعرية/ 2020)، و"ضباب سيعودنا الليلة" (نصوص شعرية/ 2021).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

أفضل الأطعمة التي تحسن مزاجك

يعاني الإنسان من سوء المزاج خلال فترة تغير المواسم بسبب تقلبات الطقس وقصر ساعات النهار، ولكن يمكن تحسين المزاج باتباع نهج غذائي سليم.

ووفقا للدكتورة مارغريتا كوروليوفا خبيرة التغذية، يجب إضافة أطعمة معينة تحتوي على التريبتوفان إلى النظام الغذائي، لأن الجسم يحتاجه لإنتاج السيروتونين "هرمون السعادة".

وتشير إلى أن الناس عند الشعور بالكآبة، يتناولون الكثير من الحلويات والمعجنات وغيرها من الأطعمة غير الصحية. وهذا خطأ، لأنه قد يؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع نسبة السكر في الدم وتقلبات المزاج. وبدلا من ذلك، وفقا لها، يجب اختيار بدائل صحية مثل الفواكه المجففة والتمر والعسل والتوت، ويفضل تناولها في الصباح فقط. لكن أفضل الأطعمة التي تحسن المزاج هي تلك التي تحتوي على حمض التربتوفان الأميني، الذي يتحول إلى سيروتونين في الجسم.

 

وتقول: "يوجد التريبتوفان في مصادر البروتين الكاملة مثل اللحوم والدواجن والأسماك. ويفضل تناولها مع الخضراوات. فمثلا، يحتوي البروكلي وأنواع أخرى من الكرنب على كمية لا بأس بها من التربتوفان، ويمكن استخدامه كطبق ثانوي".

 

وتؤكد الخبيرة، أن التربتوفان والسيروتونين مادتان مترابطتان، أي من دون الأطعمة المحتوية على هذا الحمض الأميني، يتباطأ إنتاج الهرمونات. كما أن اتباع نظام غذائي صحي يساعد في الحفاظ على مزاج جيد وأداء عال، وهو أمر بالغ الأهمية خاصة خلال فصل الشتاء. كما أن الضوء، الذي يصبح نادرا بشكل متزايد، مصدر مهم للسيروتونين، لذلك يجب ممارسة المزيد من المشي خلال النهار.

 

وتوصي الطبيبة باتباع نظام غذائي يركز على الأطعمة الغنية بالبيوفلافونويد ومضادات الأكسدة والألياف النباتية. وتشمل هذه الأطعمة خبز الحبوب الكاملة والمكسرات والعصائد. كما تعتبر اللحوم والدواجن والأسماك مصادر للبروتينات الكاملة، وتؤكد على أهمية تناول الكربوهيدرات المعقدة، لأنها تهضم ببطء بعكس الكربوهيدرات البسيطة.

مقالات مشابهة

  • السعودية ترفض عرضًا من ميسي قبل كأس العالم 2026.. ما الذي دفعها إلى ذلك؟
  • حوارية فكرية في مركز الحسن الثقافي / الكرك حول كتاب (علم اجتماع الأحزاب) للأستاذ الدكتور حسين محادين
  • مي عمر بعد زيارتها للأهرامات: كل تفصيلة تحكي عن تاريخنا وحاضرنا الذي نفخر به
  • أفضل الأطعمة التي تحسن مزاجك
  • الدكتور محمد حسين: الجامعة حريصة على استمرار تضافر الجهود المشتركة مع المحافظة
  • «زانا» الذي رأى كل شيء
  • الخطيب: اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقي أداة رئيسية لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة
  • “الخارجية”: المملكة تُعرب عن بالغ قلقها واستنكارها للانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي جرت خلال الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر
  • عاهل الأردن يؤكد أهمية تعزيز العمل العربي لتكثيف جهود الاستجابة الإنسانية بغزة
  • الدقم.. المدينة التي تُصنع لتُعاش