منذ عقود، كانت مسألة التهجير القسري للفلسطينيين جزءًا من الطروحات الإسرائيلية والأمريكية في سياق البحث عن حلول للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ومع ذلك، فقد برزت هذه الفكرة مجددًا على لسان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعاد خلال حديثه مع الصحفيين مساء الخميس طرح فكرة نقل سكان غزة إلى مصر أو الأردن، رغم الرفض القاطع لهذه المقترحات من قبل القاهرة وعمان.

ما يثير القلق هو أن تصريحات ترامب لم تكن زلة لسان عابرة، بل تأتي في سياق تاريخي طويل من المخططات الإسرائيلية والأمريكية التي تهدف إلى إعادة رسم خريطة المنطقة عبر محاولة التخلص من السكان الفلسطينيين أو نقلهم إلى خارج أراضيهم. وبدلًا من أن يكون ذلك مجرد تصريح فردي، تشير تقارير إعلامية إلى أن إدارة ترامب وإسرائيل ناقشتا بالفعل هذه الفكرة في سياق خطة أوسع، وهو ما يفتح باب التساؤلات حول مدى جديتها وإمكانية تنفيذها على أرض الواقع.

فهل نحن أمام مجرد تصريحات إعلامية، أم أن هناك بالفعل تحركات سرية لتطبيق هذا المخطط؟ وما هي ردود الفعل الإقليمية والدولية تجاه هذا الطرح؟

 

ترامب يعيد إحياء فكرة ترحيل الفلسطينيين

لم تكن تصريحات ترامب حول إمكانية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر أو الأردن جديدة، إذ سبق أن طرح مستشاره وصهره جاريد كوشنير فكرة تفريغ غزة خلال فبراير 2023، معتبرًا أن ذلك قد يفتح الباب أمام مشاريع اقتصادية جديدة، مستفيدًا من الموقع الاستراتيجي والواجهة البحرية للقطاع.

وفي هذا السياق، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن مصادر سياسية أكدت أن تصريحات ترامب ليست مجرد حديث عابر، بل هي جزء من نقاش جاد داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، حيث يتم بحث خيارات تشمل "النقل المؤقت أو الدائم" لسكان غزة إلى مصر والأردن.

 

خطة المخابرات الإسرائيلية لتهجير سكان غزة

بعيدًا عن تصريحات ترامب، كشفت وثائق إسرائيلية نشرت بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 أن المخابرات الإسرائيلية كانت قد أعدّت خطة لترحيل سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى سيناء المصرية.

وبحسب تقرير نشره موقع "Sicha Mekomit" الإسرائيلي، فإن الخطة تضمنت إنشاء "مدن خيام" في شمال سيناء لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين ولاحقًا، يتم العمل على بناء مدن دائمة لهم مع توفير ممر إنساني ورغم نفي الحكومة الإسرائيلية رسميًا لهذه الخطط، إلا أن الوثائق المسربة أثارت مخاوف إقليمية واسعة، خاصة في مصر، التي رأت في هذا الطرح تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

 

الموقف المصري: رفض قاطع للمخطط 

منذ بداية الحرب على غزة، كان الموقف المصري واضحًا وحاسمًا في رفض أي محاولات لفرض تهجير قسري على الفلسطينيين إلى أراضيها. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تقبل أن تتحول غزة إلى مشكلة مصرية بدلًا من أن تكون قضية فلسطينية - إسرائيلية.

ويعود هذا الموقف إلى مخاوف أمنية وسياسية، حيث ترى القاهرة أن إسرائيل تسعى منذ عقود إلى تفريغ غزة من سكانها وتحويلها إلى جزء من سيناء، وهو سيناريو يتعارض مع الأمن القومي المصري والجهود المصرية المستمرة لدعم القضية الفلسطينية.

أما الأردن، فقد رفض بدوره هذه المقترحات بشدة، حيث أكد مسؤولون أردنيون أن ترحيل الفلسطينيين هو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية. ويرى الأردن أن الحل الوحيد المقبول هو حل الدولتين، وليس تهجير السكان وخلق أزمات إقليمية جديدة.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: تهجير الفلسطينيين خطة نقل سكان غزة دونالد ترامب مصر والاردن الأمن القومي المصري القضية الفلسطينية إسرائيل وقطاع غزة الترحيل القسري مستقبل غزة تصریحات ترامب غزة إلى

إقرأ أيضاً:

فيلم عن تهجير الفلسطينيين يفوز بجائزة الأوسكار

لوس انجليس-رويترز 

فاز فيلم "لا أرض أخرى" (نو أذر لاند) الذي يتناول تهجير الإسرائيليين لمجموعة من الفلسطينيين بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي اليوم الاثنين.

وناشد مخرجا الفيلم العالم المساعدة في إنهاء الصراع، واتهما الولايات المتحدة بعرقلة التوصل لحل.

وأمضى المخرجان الناشط الفلسطيني باسل عدرا والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام خمس سنوات في صناعة الفيلم الذي يظهر جنودا إسرائيليين يهدمون المنازل ويطردون السكان لإعداد منطقة للتدريب العسكري إلى جانب اعتداء مستوطنين يهود على السكان الفلسطينيين.

ويسلط الفيلم الوثائقي الضوء على الواقعين المتوازيين اللذين يعيش فيهما الصديقان- فأبراهام لديه لوحة أرقام إسرائيلية صفراء تسمح له بالسفر إلى أي مكان بينما عدرا محاصر في منطقة تضيق بشكل مستمر بالنسبة للفلسطينيين.

وقال عدرا "يعكس فيلم ‘لا أرض أخرى‘ الواقع القاسي الذي نعاني منه منذ عقود وما زلنا نقاومه، وندعو العالم إلى اتخاذ إجراءات جدية لوقف الظلم ووقف التطهير العرقي للشعب الفلسطيني".

وأضاف أبراهام الذي كان يقف بجانبه "صنعنا هذا الفيلم، فلسطينيون وإسرائيليون، لأن أصواتنا معا أقوى. نرى بعضنا البعض، ونرى الدمار الوحشي الذي حل بغزة وشعبها والذي يجب أن ينتهي، والرهائن الإسرائيليين الذين اختُطفوا بوحشية في جريمة السابع من أكتوبر ويجب إطلاق سراحهم".

وتابع "عندما أنظر إلى باسل، أرى أخي، لكننا غير متساويين. نعيش في نظام حاكم حيث أنا حر بموجب القانون المدني وباسل يخضع للقانون العسكري الذي يدمر حياته ولا يستطيع السيطرة عليها".

وقال "هناك طريق مختلف. حل سياسي دون تفوق عرقي، مع ضمان الحقوق الوطنية لكلا شعبينا. ولا بد أن أقول في أثناء وجودي هنا إن السياسة الخارجية في هذا البلد تسهم في قطع هذا الطريق".

واختتم حديثه بقول "ولماذا؟ ألا ترون أن حياتنا متداخلة؟ وأن شعبي يمكن أن يكون آمنا حقا إذا كان شعب باسل حرا وآمنا حقا؟ هناك سبيل آخر. لم يفت الأوان بعد للحياة".

وقوبلت دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الشهر الماضي للفلسطينيين بالهجرة من غزة لدول من بينها مصر والأردن بتنديد واسع في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، ووصفها معارضوها بأنها تزعزع الاستقرار بشكل بالغ.

وعلى الرغم من فوز الفيلم بجوائز كبرى في أوروبا والولايات المتحدة، قال أبراهام لموقع ديدلاين الشهر الماضي إنه لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق بشأن توزيعه في الولايات المتحدة.

وردا على سؤال عن سبب اعتقاده بأن الموزعين الأمريكيين يتجاهلون الفيلم، قال أبراهام لديدلاين "أرى أنه فيما يبدو لأسباب سياسية".

مقالات مشابهة

  • جائزة الأوسكار لوثائقي عن تهجير الفلسطينيين في حفلة حضرت فيها السياسة بخجل
  • تهجير الفلسطينيين من غزة جريمة طبقتها إسرائيل قبل أن ينظّر لها ترامب.. كتاب جديد
  • فيلم عن تهجير الفلسطينيين يفوز بجائزة الأوسكار
  • الشرطة الإسرائيلية تعلن اعتقال شخص من بئر السبع يشتبه في تواصله مع المخابرات الإيرانية
  • هل يقيم الأردن منطقة عازلة لمنع تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية؟
  • احتجاجات في ستوكهولم رفضًا لخطط تهجير الفلسطينيين قسرًا
  • عاهل الأردن يشدد على ضرورة إعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين
  • احتجاجات في عمان ضد تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة
  • اتهمه بـالمقامرة بالحرب العالمية الثالثة .. إليكم تفاصيل الخلاف بين ترامب وزيلينسكي!
  • مسيرات شعبية حاشدة في العاصمة الأردنية عمان رفضاً لخطط تهجير الفلسطينيين