قال المدير العام لمنظمة «أطباء بلا حدود» ستيفان كورنيش إن الاحتياجات الإنسانية في السودان باتت أكثر إلحاحاً، وأن هناك الآلاف من المدنيين المحرومين من الغذاء والرعاية الصحية، وكثيرون منهم فقدوا أرواحهم أو نزحوا، أو أنهم محاصَرون في ظروف مروِّعة.

مدير «أطباء بلا حدود»: أزمة السودان الإنسانية كارثية
كورنيش قال لــ«الشرق الأوسط» إنهم تعرضوا لـ80 هجوماً العام الماضي

بورتسودان: الشرق الأوسط: وجدان طلحة

قال المدير العام لمنظمة «أطباء بلا حدود» ستيفان كورنيش إن الاحتياجات الإنسانية في السودان باتت أكثر إلحاحاً، وأن هناك الآلاف من المدنيين المحرومين من الغذاء والرعاية الصحية، وكثيرون منهم فقدوا أرواحهم أو نزحوا، أو أنهم محاصَرون في ظروف مروِّعة.

وأضاف، في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، أن الأزمة الإنسانية في السودان «كارثية» وستتفاقم أكثر، وإذا لم يجرِ اتخاذ إجراءات حاسمة فسيكلِّف هذا فقدان ملايين الأرواح، في حين لم يتخذ المجتمع الدولي وصُناع القرار إجراءات هادفة للضغط على الأطراف المتحاربة من الدخول في مفاوضات سلام، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الأشدّ حاجة.

وأشار إلى أن الاحتياجات الصحية والإنسانية في تصاعد مستمر، في خِضم قتال عنيف يدور في عدة مناطق بالسودان، مع تسجيل حالات طوارئ صحية متعددة في وقت واحد. ورأى كورنيش أن الحرب أثّرت على الصحتين البدنية والعقلية بشكل مأساوي، وألحق النزاعُ والنزوح القسري خسائر فادحة بصحة الناس ورفاهيتهم.

وقال إن منظمة الصحة العالمية قدَّرت أن ما بين 70 و80 في المائة من المرافق الصحية بالعاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة وكردفان ودارفور تضررت بشدة، وما تبقَّى منها يعمل في ظروف صعبة. وأضاف أن النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة يعانون وفيات يمكن الوقاية منها، لكنها تحدث بسبب عدم كفاية الرعاية قبل الولادة، وخدمات الولادة غير الآمنة، وانتشار سوء التغذية بين الأمهات على نطاق واسع.

وأوضح مدير «أطباء بلا حدود» أن القتال العشوائي ونهب المرافق الصحية ونقص الموظفين والإمدادات وضعف الاستجابة الدولية تسببت في انقطاع الخدمة وتعطُّل العمل في كثير من المرافق، في الوقت الذي يحتاج فيه الناس إلى هذه الخدمة أكثر من أي وقت مضى. وذكر أن المنظمة «تعرضت لأكثر من 80 هجوماً، في العام الماضي، وبعد أن فشلت جميع التدابير الممكنة لحماية المرافق الصحية، لم يبقَ لنا خيار سوى اتخاذ القرار الصعب بتعليق الأنشطة في بعض المرافق».

حالات الاغتصاب
وأفاد مدير المنظمة بأن العنف الجنسي أصبح عنصراً ثابتاً في الحرب، ما يزيد من حِدة التهديدات التي يواجهها المدنيون «بشكل صادم»، خصوصاً في ظل نقص الرعاية الطبية والصحة النفسية لضحايا العنف الجنسي.

وأشار إلى أن المنظمة كانت قد أجرت مسحاً ميدانياً، خلال الفترة من يوليو (تموز) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2023، في مخيمات اللاجئين السودانيين بشرق تشاد، أظهر أن مِن بين 135 ناجية من العنف الجنسي عالجتهن «أطباء بلا حدود»، تعرضت 90 في المائة منهن للاعتداء على يد مسلَّحين.

وقال كورنيش إنه على الرغم من أن سوء التغذية يمثل مشكلة مزمنة في السودان، فقد أدت الحرب إلى تفاقم الوضع بشكل جذري، وسيعاني الناس قدراً أكبر من الجوع في موسم الجفاف. وأشار إلى أن 6.24 مليون شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وأن 700 ألف شخص تقريباً يواجهون ظروفاً أشبه بالمجاعة، خصوصاً في إقليميْ دارفور وكردفان، غرب البلاد.

الإرادة السياسية
ورأى كورنيش أنه مع اقتراب الحرب من نهاية عامها الثاني، فإن غياب الإرادة السياسية لإنهاء الحرب جعل الملايين من السودانيين في حاجة ماسّة إلى المساعدة، وحضَّ المجتمع الدولي الإنساني على أن يوجه مزيداً من الاهتمام والموارد نحو السودان لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية السريعة.

وبشأن التحديات التي تواجه عمل المنظمة، قال كورنيش: «مع وجود مناطق تحت الحصار وفرض قيود على الوصول والعقبات البيروقراطية، كان من الصعب على المنظمة والجهات الفاعلة الأخرى أن تكون قادرة على الاستجابة بشكل مناسب». وأضاف أن «حوادث مهاجمة ونهب المستشفيات، أو منع القوافل أو إطلاق النار عليها، حرَمَتنا من الضمانات اللازمة للعمل بأمان في بعض المناطق، كما حدَّت من قدرة الناس على الوصول إلى المساعدات والرعاية المُنقذة للحياة، ويظل هذا الأمر تحدياً ومصدر قلق كبيراً».

وقال: «عملنا بجِد لتأمين تمويل إضافي من أجل ضمان قدرتنا على توسيع نطاق استجابتنا، وقمنا بهيكلة تمويل إضافي بقيمة 50 مليون يورو للمساعدة في توسيع نطاق الاستجابة؛ بغية تلبية الاحتياجات خلال الأشهر الأخيرة. وتلقينا 35 مليون يورو من مؤسسة (آيكيا) لمساعدتنا في تلبية الاحتياجات. كما حشدنا جهوداً مختلفة لجذب الانتباه إلى الأزمة، بما في ذلك الحملة العامة (تحدث عن السودان)».

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أطباء بلا حدود الإنسانیة فی فی السودان

إقرأ أيضاً:

شبكة أطباء السودان: مقتل طبيب في نيالا بعد اختطافه من قبل الدعم السريع 

الشبكة حذرت من استمرار استهداف الكوادر الطبية، داعية المنظمات الدولية إلى التدخل والضغط على قوات الدعم السريع لحماية العاملين في المجال الصحي.

نيالا: التغيير

قالت شبكة أطباء السودان – منظمة طبية مستقلة – إن الطبيب آدم عبد الله يحي قُتل على يد أفراد من قوات الدعم السريع بعد اختطافه من منزله في نيالا، حاضرة ولاية جنوب دارفور.

وأوضحت الشبكة أن الطبيب تم تصفيته بتهمة انتمائه للقوات المسلحة، وألقيت جثته خارج المدينة.

ونعت الشبكة الطبيب الراحل، مشيرةً إلى أنه ظل يقدم خدماته الطبية للمرضى رغم تواجده في مناطق خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.

كما حذرت من استمرار استهداف الكوادر الطبية، داعية المنظمات الدولية إلى التدخل والضغط على قوات الدعم السريع لحماية العاملين في المجال الصحي، نظراً لدورهم الحيوي في تقديم الرعاية الطبية للسكان الذين لم يتمكنوا من مغادرة المدينة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية وسيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من إقليم دارفور.

ومنذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، شهد إقليم دارفور انتهاكات واسعة النطاق، حيث تعرض المدنيون والعاملون في المجال الصحي للاستهداف وسط تدهور الأوضاع الإنسانية.

وسبق أن وثّقت منظمات حقوقية حالات اختطاف وقتل لمدنيين وكوادر طبية في مناطق النزاع، مما زاد من معاناة السكان الذين يجدون صعوبة في الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.

وتشكل استمرارية العنف تهديداً مباشراً لحياة الأطباء والعاملين الصحيين، ما أدى إلى نزوح عدد كبير منهم أو توقف المستشفيات عن العمل بسبب المخاطر الأمنية ونقص الإمدادات الطبية.

الوسومآثار الحرب في السودان إقليم دارفور شبكة أطباء السودان مدينة نيالا

مقالات مشابهة

  • "الصحة العالمية": الاحتياجات الصحية في غزة هائلة
  • جائزة زايد للأخوة الإنسانية تعلن المكرمين بجائزتها للعام 2025
  • «زايد للأخوّة الإنسانية» تعلن أسماء مُكرَّميها لعام 2025
  • شبكة أطباء السودان: مقتل طبيب في نيالا بعد اختطافه من قبل الدعم السريع 
  • أطباء بلا حدود: إعادة نجيم إلى ليبيا يتيح المزيد من الانتهاكات
  • شبكة أطباء السودان تحمل تشاد مسؤولية حياة لاجئين أبعدتهم قسراً
  • الصحة العالمية تحذر وتدعو لإنقاذ النظم الصحية في إقليم شرق المتوسط
  • الصحة تبحث مع منظمة أطباء بلا حدود سبل تعزيز التعاون الصحي ‏المشترك وتنسيق العمل الإنساني‏
  • “أطباء بلا حدود”: إزالة القذائف غير المنفجرة في رفح جنوب قطاع غزة قد تستغرق سنوات