القدس المحتلة- رنا شمعة - صفا

تؤكد شخصيات مقدسية أن المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك باتت على درجة كبيرة من الخطورة، في ظل تبني حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة ودعمها الرسمي لمشروع "جماعات الهيكل" هدم المسجد والتحضير النهائي لبناء "الهيكل" مكانه.

ويوافق يوم الاثنين، الحادي والعشرين من آب/ أغسطس، الذكرى الــ54 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، في وقت تصاعدت فيه الأخطار المحدقة بالمسجد.

مرحلة متقدمة

رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي يقول: إن "المسجد الأقصى يمر هذا العام بواقع مؤلم وأكثر خطورة، ليس لأن الاحتلال استطاع الوصول لمرحلة متقدمة في سيطرته عليه، بل لأننا كفلسطينيين ما زلنا لا نملك خطة استراتيجية ترفع الاعتداء والظلم عن المسجد".

ويضيف الهدمي، في حديث لوكالة "صفا"، أن "هذه الذكرى الأليمة تتجدد كل عام، لتؤكد أن حريق المسجد الأقصى ما زال مستمرًا، فلم يعد الأمر يقتصر على الاقتحامات فقط، بل أصبحنا نشاهد الصلوات التلمودية العلنية وعقود الزواج والنفخ بالبوق، وغيرها".

ويشير إلى أن الاحتلال لم يعد يجعل قضية بناء "هيكل أسطوري" مزعوم مكان الأقصى قضية سرية، بل باتت هي العنصر الأهم لإقناع يهود العالم بالهجرة إلى فلسطين.

ويوضح أن الاحتلال بات يتحدث باستمرار عن بناء "الهيكل" المزعوم، "ونرى خطواته المتلاحقة نحو السيطرة على المسجد المبارك، وإبعاد كل أشكال الرعاية الأردنية والفلسطينية عنه".

ووفقًا للهدمي، فإن "الاحتلال مستمر في مخططه الاستراتيجي، بينما نحن لم نعد أي خطة فاعلة لوقف الهجمة الإسرائيلية على الأقصى وحمايته، وكل ما يجري مجرد ردود فعل على زيادة اقتحام المسجد في الأعياد اليهودية".

ويتابع أن "الاحتلال يُعزز سيطرته على المسجد يوميًا، ويزيد ويُطور من أساليب وأشكال الاعتداء عليه، ونحن ما زلنا ننادي بالرباط فقط، والذي أصبح يفقد قدرته على مواجهة مخططات الاحتلال، وخاصة حين يُغلق مداخل القدس وأبواب البلدة القديمة والأقصى".

ويؤكد الهدمي ضرورة التفكير في تطوير أساليب وطرق لحماية المسجد الأقصى من مخططات الاحتلال، ومحاولته السيطرة عليه، وتقدّمه نحو تحقيق هدفه في بناء "الهيكل" مكانه.

خطر حقيقي

أما الباحث المختص في شؤون القدس أمجد شهاب فيؤكد أن المسجد الأقصى يتعرض لخطر شديد جدًا، في ظل دعم حكومة الاحتلال المتطرفة رسميًا لمخططات "جماعات الهيكل" المزعوم، ومحاولاتها تحقيق أطماعها وأحلامها في بناء "الهيكل" مكان المسجد.

ويوضح في حديث لوكالة "صفا"، أن هذا الخطر يتركز في عدة اتجاهات، منها: استمرار منع ترميم وصيانة المسجد رغم حاجته الماسة لذلك، ومواصلة الحفريات أسفله وفي محيطه، بالإضافة إلى الترويج لفكرة هدمه وقصف قبة الصخرة المشرفة بالصواريخ من جهة جبل الزيتون.

والخطورة تكمن أيضًا، وفق شهاب، في وجود قرار شبه رسمي بغطاء قانوني وسياسي وديني لتقسيم الأقصى مكانيًا وفرض السيادة الاحتلالية الكاملة مباشرة عليه، مع تفريغه من الوصاية الأردنية الهاشمية.

ويشير إلى تصاعد وتيرة الاقتحامات اليومية للمسجد، ما يفرض واقعًا جديدًا عليه، في ظل عدم وجود أي ردود فعل فلسطينية وعربية وإسلامية حقيقية، أو أي تحرك دولي لوقف هذه الاقتحامات، التي يتخللها "صلوات تلمودية واستفزازات وأداء السجود الملحمي ونفخ البوق ورفع علم الاحتلال".

ويسعى الاحتلال، كما يؤكد الباحث المقدسي، إلى استنساخ تجربة المسجد الإبراهيمي في الخليل، على المسجد الأقصى، وتقسيمه بين المسلمين واليهود.

ويضيف أن حكومة الاحتلال تدعم وتتبنى فكرة الجماعات المتطرفة لبناء "الهيكل" مكان الأقصى، "وهذا يرسل رسائل تحذيرية مفادها أن المسجد يمر بمرحلة أكثر خطورة من ذي قبل".

أيام قاسية

أما الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات فيؤكد أن المسجد الأقصى "تنتظره أيام ومناسبات صعبة وقاسية خلال المرحلة القليلة المقبلة، سيكون فيها التصعيد غير مسبوق من الجماعات التلمودية، لتنفيذ أوسع اقتحام، لأجل إحداث نقلة نوعية، تُكرس التقسيم الزماني والمكاني، وتفرض قدسية يهودية على طريق إقامة الهيكل عمليًا".

ويضيف أن "الأقصى يشهد في الآونة الأخيرة، ولاسيما بعد تشكيل حكومة اليمين المتطرف سعيًا محمومًا لتهويده وتكريس وقائع جديدة فيه، تخرجه عبر سياسات الإحلال الديني، من قدسيته الإسلامية الخالصة الى القدسية الدينية المشتركة، بعد استكمال طقوس ما يعرف بإحياء الهيكل المعنوي".

ويشدد على أن الأمر يحتاج الى مواجهة ومجابهة تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار الخجولة والمملة ومذكرات الاحتجاج والاستجداء على بوابات البيت الأبيض والمؤسسات الدولية.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: المسجد الأقصى إحراق الأقصى مدينة القدس المسجد الأقصى

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يواصل انتهاكاته في القطاع وجرائمه بحق المدنيين في الضفة

 

 

الثورة / متابعات

استشهد فلسطينيان، أمس ، في قصف شنته مسيّرة صهيونية على تجمع من المواطنين المدنيين شرق مدينة غزة شمال القطاع.
وقالت مصادر طبية إن فلسطينيين اثنين استشهدا بقصف «إسرائيلي» استهدفهما قرب مسجد المعتصم نهاية شارع المنصورة في حي الشُّجاعية.
من جهته، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهدافه لفلسطينيين في شمال قطاع غزة، بزعم محاولتهم زرع عبوة ناسفة.
وقال، في بيان، إن قواته استهدفت ما زعم أنهم مقاتلو الفصائل الفلسطينية في المنطقة، لكنه لم يقدم تفاصيل إضافية.
ويأتي هذا الاستهداف في ظل استمرار التصعيد «الإسرائيلي» وعمليات التوغل في مناطق مختلفة من القطاع، ما يسفر عن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
والخميس، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة التي ارتكبتها دولة الاحتلال إلى “48 ألفا و446 شهيدا” منذ 7 أكتوبر 2023.
من جهة أخرى أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين ، صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، في بيان لها ، إن 85 ألف مصل أدوا العشاء والتراويح في اليوم السابع من شهر رمضان المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال على الوصول إلى المسجد الأقصى.
وبينت الأوقاف أن الاحتلال يُحرم آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى القدس لأداء الصلاة فيه.
وأدى عدد من المبعدين عن المسجد الأقصى من نساء ورجال صلاتي العشاء والتراويح في طريق المجاهدين الكائن بين بابي حطة والأسباط.
ويفرض الاحتلال القيود على المصلين تزامناً مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث منع دخول الشبان إلى المسجد من أجل أداء صلاتي العشاء والتراويح، وأبعد عدداً من المرابطين والمرابطات عن المسجد الأقصى.
وأدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك، في المسجد الأقصى وباحاته وعلى الحواجز، وسط إجراءات مشددة فرضتها شرطة الاحتلال «الإسرائيلي».
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، أن نحو 90 ألف مصلٍ أدوا صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
سياسيا أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية عن وصول وفد من قيادة حركة «حماس» إلى القاهرة مساء امس، لبحث إجراءات تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بغزة، ودفع المفاوضات للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأوضحت الهيئة في بيان لها، أن الاتصالات المصرية المكثفة مستمرة بالتعاون مع الجانبين القطري والأميركي، مع الأطراف المعنية، من أجل توفير الضمانات اللازمة للانتقال للمرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
من جانبها قالت حركة المقاومة الاسلامية حماس، أمس ، إن عدوان الاحتلال على المساجد في شهر رمضان المبارك، وما شهده العالم من اقتحام قوات الاحتلال ومستوطنيه للمسجد الأقصى ومحاولات تهويده، ومواصلة محاولات الاستيلاء الكامل على المسجد الإبراهيمي، وتدنيس وحرق عدد من المساجد في نابلس هو إمعانٌ في حرب الاحتلال الدينية واستهداف المقدسات الإسلامية ضمن حربه المفتوحة على شعبنا والأرض الفلسطينية.
وأكدت الحركة في تصريح صحفي، أن هذه الاعتداءات على المساجد في نابلس والخليل وإشعال غرف فيها، ومنع المصلين من أداء صلاة الفجر سابقة خطيرة، تستوجب بذل كل الجهود لعدم تكرارها، والوقوف سدًا منيعا أمام سياسات الاحتلال وأطماعه.
وأضاف: «إن شعبنا الفلسطيني ومقاومته سيبقون الدرع الحصين للدفاع والذود عن مساجدهم ومقدساتهم التي تتعرض لاعتداءات وتدنيس من الاحتلال ومستوطنيه، ولا سيما في شهر رمضان المبارك شهر البذل والجهاد».
ودعت، جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى تصعيد كل أشكال المقاومة، وإلى تكثيف الرباط وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والإبراهيمي وصد عدوان الاحتلال على المساجد والمقدسات.
في سياق آخر نشرت القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» مقطعا مصورا للجندي «الإسرائيلي» الأسير متان أنجرست وهو يناشد «الاسرائيليين» مواصلة الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو من أجل إتمام صفقة تبادل الأسرى.
وقال الجندي «الإسرائيلي» الأسير متان أنجرست في المقطع المصور «أقول للجيش ونتنياهو لن تنجحوا في إعادتنا بالقوة العسكرية ، والطريق الوحيد لإعادتنا هو صفقة تبادل والانتقال للمرحلة الثانية».
وتابع «شعورنا أن الجيش وقيادة «إسرائيل» تخلوا عن كل هذه المدة الطويلة في الأسر، ونحن الأسرى بدأنا نفقد الأمل ولا نرى النهاية».
وأضاف الجندي الأسير « قيادة «إسرائيل»، أتوسل إليكم أعيدونا أحياء، لا تُعيدونا في توابيت».
وأشار إلى أن التعامل معهم كجنود وليس كالأسرى العاديين المدنيين، الوضع صعب وبرد الشتاء يؤثر عليهم. كما وجه رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطالبًا إياه بالتدخل والضغط على حكومة الاحتلال لتحقيق الإفراج عنهم.
على صعيد الأوضاع الإنسانية أكد المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بمسألة الفقر وحقوق الإنسان، أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تزداد سوءًا بسبب استمرار الحصار وصعوبة إدخال المساعدات الإغاثية.
وأشار المقرر في تصريح صحفي، امس إلى أن آلاف المنازل دُمرت، والمرافق الصحية توقفت عن العمل جراء العمليات العسكرية للاحتلال، مما فاقم معاناة السكان المدنيين.
وتابع: «نحن بحاجة عاجلة إلى تكثيف الجهود لإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة».
واتهم المقرر «إسرائيل» بالسعي إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا وإخلاء مناطقهم، مشددًا على أن هذه الممارسات تشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.
كما دعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى وقف تصدير الأسلحة إلى «إسرائيل»، في محاولة للضغط نحو إنهاء الانتهاكات المستمرة وضمان حماية حقوق الفلسطينيين.
وناشد المجتمع الدولي لتقديم الدعم العاجل لسكان غزة، من أجل تعزيز صمودهم وتمكينهم من البقاء في أراضيهم رغم الظروف القاسية التي يواجهونها يوميًا.
من جهتها أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أن مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس في شمال الضفة الغربية أصبحت غير قابلة للسكن بسبب الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الاحتلال «الإسرائيلي».
وقالت الوكالة في بيان صحفي امس، إن عمليات الهدم الواسعة في هذه المخيمات تمثل نمطًا جديدًا مقلقًا يترك آثارًا غير مسبوقة على اللاجئين الفلسطينيين.
وأكدت، أن هذه العمليات تستهدف تغيير الخصائص الأساسية لهذه المخيمات بشكل دائم .
وأوضحت «الأونروا» أن مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس قد أُخليت تقريبًا من سكانها، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل ، في ظل هذه الظروف، يواجه الفلسطينيون احتمال عدم وجود مكان يعودون إليه.
وأشارت الوكالة الأممية إلى أن فرقها على الأرض تعمل لتلبية احتياجات النازحين، في وقت تواصل فيه المساحة الإنسانية في الضفة الغربية تقلصها بشكل مستمر.
وهجر الاحتلال قرابة 40 ألف شخص من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في جنين وطولكرم ونور شمس، على خلفية العدوان المتواصل منذ نحو 50 يوما.

مقالات مشابهة

  • ما وراء سماح إسرائيل بالصلاة في المسجد الأقصى في رمضان
  • 60 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى
  • 60 ألف مصلٍ يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى رغم إجراءات الاحتلال
  • قرار إسرائيلي بإبعاد مقدسية مرابطة في المسجد الأقصى منذ أكثر من عقدين
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل صحفيا من باحات المسجد الأقصى
  • كيف يمر رمضان على مرابطة مبعدة عن الأقصى؟
  • جيش الاحتلال يواصل انتهاكاته في القطاع وجرائمه بحق المدنيين في الضفة
  • نحو 90 ألف فلسطيني يؤدون الجمعة الأولى من رمضان في المسجد الأقصى
  • حماس: رفض الاحتلال افتتاح المسجد الإبراهيمي جزء مخطط للسيطرة الكاملة عليه
  • رغم قيود الاحتلال.. 90 ألف مصلٍ يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى / شاهد