لم يكن جيد شارلوت، ضابط التموين في الجيش البريطاني، يتوقع أن يقوده ضغط عشيقته لإثبات ثرائه إلى السجن، بعد أن استغل منصبه للاحتيال على الحكومة البريطانية، مستوليًا على إمدادات عسكرية بقيمة تقارب 500,000 جنيه إسترليني، ليُدان لاحقًا ويُحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات.

شارلوت بدأ علاقة غرامية، وبدأ سلوكه الاحتيالي عندما بدأت صديقته في الضغط عليه بشأن العطلات، واستخدم بريده الإلكتروني التابع لـ وزارة الدفاع البريطانية لطلب طابعات وحبر من مقاول للجيش قبل بيعها لشركات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إلى انكشف خداعه ووقع في يد العدالة.

من ضابط إلى مجرم احتيال  

بدأت مسيرة شارلوت، البالغ من العمر 45 عامًا، في الشرطة قبل أن ينضم إلى الجيش عام 2007، حيث تدرّج في الرتب حتى أصبح رقيب إمداد وتموين في سلاح المهندسين الكهربائيين والميكانيكيين الملكي، وهو منصب مسؤول عن إدارة الإمدادات العسكرية، براتب سنوي يبلغ نحو 38,000 جنيه إسترليني.  

ضرب بريطانيا.. اكتشف طرق الوقاية من فيروس HMPVفيروس جديد يضرب بريطانيا .. أعراض تشبه كورونا وهذه طرق العلاجقلق في بريطانيا من ظهور «فيروس تنفسي» خطيروزير خارجية بريطانيا: أتطلع للقاء قريب مع ماركو روبيو

لكن حياته انقلبت رأسًا على عقب حين بدأ علاقة خارج إطار الزواج، وأصبح تحت ضغط عشيقته التي طالبته بإثبات ثرائه عبر قضاء الإجازات الفاخرة وشراء الهدايا.  

احتيال ممنهج
 

وفقًا لما كشفته محكمة ساليزبري كراون، بدأ شارلوت عملياته الاحتيالية عندما استخدم بريده الإلكتروني التابع لوزارة الدفاع لطلب أكثر من 600 طابعة وخرطوشة حبر من أحد الموردين العسكريين في نوتنجهام، ثم قام ببيعها لشركات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة عبر موقع eBay، محققًا أرباحًا وصلت إلى 349,120 جنيهًا إسترلينيًا.  

وظل احتياله مستمرًا لأكثر من عام حتى لاحظت موظفة مدنية في وزارة الدفاع، أثناء استعدادها لمهمة في ألمانيا، نقصًا كبيرًا في الطابعات. وبعد التدقيق، اكتشفت أن وحدة شارلوت تجاوزت “بشكل كبير” ميزانيتها المخصصة للمشتريات.  

ادعاء الاختراق وكشف المستور 
 

وعندما تمت مواجهة شارلوت من قبل مسؤول رفيع، حاول التهرب مدعيًا أن حسابه الإلكتروني تعرض للاختراق. 

لكن التحقيقات اللاحقة كشفت الحقيقة، ليتم اعتقاله بعد مداهمة منزله، حيث عثرت الشرطة على حقائب لويس فيتون، وساعتين من طراز تاغ هوير، وساعة رياضية من غارمن، وقلم مونت بلانك، وهي مقتنيات اشتراها من أموال الاحتيال.  

وحرص شارلوت على إبقاء كل طلبية دون الحد الذي قد يثير الإنذارات الإدارية، حيث نفذ 676 طلبية خلال عام، لتجنب أي إشارات تحذيرية في النظام المالي لوزارة الدفاع.  

وفي رسالة تعود لشهر أكتوبر 2022، أبلغ شخصًا مجهول الهوية أنه “يفكر في تجميد حيواناته المنوية تحسبًا لاحتمال سجنه”.  

القضاء يقول كلمته 

 دافعت عنه محاميته ماري كوي، واصفة الجريمة بأنها غير مبررة؛ نظرًا لسجله العسكري الحسن، لكنها أقرت بأنه كان يعيش وهمًا شبيهًا بشخصية "والتر ميتي" الخيالية، ما دفعه إلى الاحتيال بدلاً من مواجهة مشاكله بطرق عقلانية.  

وفي جلسة النطق بالحكم، واجهه القاضي تايلور، قائلاً: “بدأت علاقة غرامية، وادعيت أمام عشيقتك أنك ثري، وهو أمر لم يكن صحيحًا، وفي نوفمبر 2021، بدأت تضغط عليك بالسؤال: ‘إذا كنت تملك كل هذا المال، فلماذا لا نسافر في عطلة؟’" 

وفي النهاية، أُدين جيد شارلوت بجريمة الاحتيال، بعد أن ترك الجيش في يونيو 2024، ليجد نفسه خلف القضبان، حيث سينقضي حكمه بعيدًا عن الحياة الفاخرة التي حاول تزييفها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جنيه إسترليني الجيش البريطاني وزارة الدفاع البريطانية سلاح المهندسين إمدادات عسكرية المزيد

إقرأ أيضاً:

بريطانيا وفرنسا وألمانيا ترفض قانونا إسرائيليا يحظر الأونروا

أبدى وزراء خارجية المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، في بيان مشترك، قلقهم الشديد إزاء حظر إسرائيل عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) داخل إسرائيل والقدس الشرقية وحظر الاتصال بين مسؤوليها والمسؤولين الإسرائيليين.

وأكدوا أنه لا يوجد أي كيان آخر أو وكالة تابعة للأمم المتحدة يمتلك القدرة أو البنية التحتية اللازمة للحلول محل الأونروا.

وشددوا على أن الأونروا جزء لا يتجزأ من الاستجابة للأزمة الإنسانية في قطاع غزة كما أنها المزود الرئيسي بالخدمات للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.

في الوقت نفسه دعوا الأونروا إلى مواصلة مسيرتها الإصلاحية لإظهار التزامها بمبدأ الحياد.

كما أبدوا دعمهم الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، ورحبوا بزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأبدوا امتنانهم للجهود المكثفة التي بذلتها الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوسط في اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024، صدّق الكنيست نهائيا وبأغلبية كبيرة على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل الأراضي الفلسطينية وسحب الامتيازات والتسهيلات منها ومنع إجراء أي اتصال رسمي بها.

إعلان

وتزعم إسرائيل أن موظفين لدى الأونروا شاركوا في هجوم طوفان الأقصى على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا الحياد، وتمسكها بمواصلة عملها، ورفضها الحظر الإسرائيلي.

مواصلة العمل

بدورها، قالت مديرة الاتصالات في الأونروا جولييت توما إن "أي توقف قسري لعمل الوكالة من شأنه أن يعرض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة للخطر".

ونقلت رويترز عن توما قولها إن عمل الأونروا في غزة وأماكن أخرى مستمر في الوقت الراهن رغم الحظر الإسرائيلي الذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 30 يناير/كانون الثاني الجاري.

وأضافت أن موظفي الوكالة الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية يواجهون بيئة معادية بشكل استثنائي مع استمرار حملة التضليل الشرسة ضد الوكالة.

وقبل أيام، شدد المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني على أن الأونروا لن توقف تقديم خدماتها، وستواصل عملها حتى آخر لحظة.

وتعاظمت حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أميركي على قطاع غزة على مدى أكثر من 15 شهرا، وخلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تعتزم مساعدة تونس في مكافحة الهجرة
  • بريطانيا وفرنسا وألمانيا ترفض قانونا إسرائيليا يحظر الأونروا
  • بريطانيا تعلن عن حزمة مساعدات لغزة ب 17 مليون جنيه إسترليني
  • بريطانيا تعلن حزمة مساعدات لقطاع غزة بقيمة 17 مليون إسترليني
  • بريطانيا تقدم 17 مليون جنية إسترليني لغزة
  • بـ 17 مليون جنيه إسترليني.. بريطانيا تعلن عن حزمة دعم لقطاع غزة
  • اجتماع الطاولة المستديرة السعودي – البريطاني يبحث فرص التعاون الثنائي لبناء شراكات دولية بقطاع الطيران المدني
  • اجتماع الطاولة المستديرة السعودي – البريطاني يبحث فرص التعاون الثنائي
  • بريطانيا تعلن عن دعم إنساني جديد لغزة بقيمة 17 مليون جنيه إسترليني