داخل منزل متواضع في مدينة غزة، تخلو أرضيته من أي سجاد أو غطاء، وتغطي نوافذه المهشمة بفعل القصف الإسرائيلي قطع قماش بالية بديلة عن الستائر، جلست منى حمدان، زوجة القيادي الفلسطيني البارز محمد الضيف، رئيس أركان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تتحدث عن حياتها بعد إعلان استشهاده خلال عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على القطاع.

أول ظهور لزوجة قائد القسام

في مقطع فيديو سجّله الصحفي الفلسطيني عبدالقادر الصباح، ظهرت السيدة الأربعينية مرتدية ثوبًا أسود وغطاء رأس أبيض، وملتحفة بالشماغ الفلسطيني، وإلى جوارها أبناؤها الثلاثة، فتاة وولدان، يجلسون فوق قطعة أثاث بالية.

وتحدثت منى حمدان، الزوجة الأولى للضيف، عن حياة الزهد التي عاشتها معه قائلة: «بيتنا 4 فرشات وحصيرة، قبل الحرب وبعدها، طبعا هاي الأمر بيعمل صدمة لناس كتير لأنهم بيتخيلوا إن عائلات وأسر القياديين عايشين حياة رفاهية داخل قصور».

وأضافت أنها كانت تخفي هويتها نظرًا لحساسية موقع زوجها، لكن بعد استشهاده، أصبح بإمكانها الحديث عن علاقتها به: «بعد استشهاد زوجي محمد الضيف رحمة الله عليه تمكنت لأول مرة من كشف هويتي والافتخار بأني زوجة هذا المجاهد القيادي الشهيد الذي كان المطلوب الأول للاحتلال الإسرائيلي على مدار 30 عام».

كما كشفت أن اسمها الحقيقي لم يكن معروفًا، إذ كانت تستخدم ألقابًا مستعارة لحماية نفسها وأطفالها: حتى كنيتي «أم خالد»، التي كان الشهيد محمد الضيف معروفًا بها، لم أكن أستطيع أن أخبر بها أحدًا، كنت معروفة بـ«أم فوزي»، «أم فواز»، «أم حسام»، «أم السعيد»، «أم العبد» وهكذا، وأيضًا أولاده كانوا يخفون هويتهم الحقيقية، لكن الآن أستطيع أن أقول: أنا أم خالد، زوجة القيادي القسامي العظيم محمد الضيف، رجل الظل، وهؤلاء أبناؤه.

حركة حماس

«منى» التي تعمل مدرسة وأطفالها لم يسكنوا يومًا الأنفاق التي حفرتها المقاومة، ولكن كانت متواجدة بين المدنيين شأنها كغيرها: «هذي حياتنا كل شيء يادوب يمشي حالنا، غرفة متوسطة قسمتها لمطبخ وحمام وغرفة معيشة وبس»، فيما كانت أسرة «الضيف» دائما محل استهداف من قبل طائرات الاحتلال: «كنا مستعدين للشهادة طول الوقت لأن الضيف كان مستهدف وتسعى إسرائيل لاغتياله».

ويعد محمد دياب المصري، المعروف بـ«محمد الضيف» والمولود في مخيم خانيونس جنوب قطاع غزة، هو صاحب المسيرة الطويلة والمحاطة بالغموض في حركة حماس، حيث كانت له قدرة كبيرة على التخفي والإفلات من مطاردة الاحتلال التي وضعته على رأس قائمة المطلوبين منذ عقود.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محمد الضيف قطاع غزة غزة فلسطين القصف الإسرائيلي محمد الضیف

إقرأ أيضاً:

الجنائية الدولية ترفع اسم الضيف من قائمة الملاحقين بعد التأكد من استشهاده

ألغت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة التوقيف الصادرة بحق محمد الضيف، القائد العسكري الراحل لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والذي استشهد في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة العام الماضي.

وجاء قرار المحكمة، الذي صدر الأربعاء الماضي، بعد أن أبلغ المدعون القضاة في وقت سابق من هذا الشهر أن لديهم "معلومات كافية وموثوقة" تفيد بوفاة الضيف في تموز/ يوليو الماضي في غزة.

وقال القاضي نيكولا غيو في قرار مكتوب: "بناءً على ذلك، قررت الغرفة إنهاء الإجراءات ضد الضيف وإبطال مذكرة التوقيف الصادرة بحقه".

وأضاف أن هذا القرار "لا يمس إمكانية إقامة المزيد من الإجراءات إذا توافرت معلومات تشير إلى أن الضيف لا يزال على قيد الحياة".


يُذكر أن المحكمة الجنائية الدولية كانت قد أصدرت مذكرة توقيف بحق الضيف في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، إلى جانب مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت.

وقالت المحكمة إن لديها "أسباباً معقولة" للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت يتحملان "مسؤولية جنائية" عن جريمة الحرب المتمثلة في تجويع أهالي غزة، فضلاً عن الجرائم ضد الإنسانية مثل القتل والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللاإنسانية.

ورفض نتنياهو هذه الاتهامات ووصفها بأنها "معادية للسامية".

وكانت حركة حماس نعت، أواخر الشهر الماضي، قائد أركان جناحها العسكري "كتائب القسام" محمد الضيف، ضمن "ثلة من المجاهدين الكبار الذين استشهدوا من أعضاء المجلس العسكري للقسام" خلال المواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.


ويذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرضت الشهر الماضي، عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية رداً على إصدارها أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت. وشملت العقوبات الأمريكية إجراءات اقتصادية وحظراً على السفر تستهدف الأفراد الذين يشاركون في تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية مع مواطنين أمريكيين أو حلفاء للولايات المتحدة، مثل الاحتلال الإسرائيلي.

وأثارت هذه العقوبات رفضاً دولياً واسعاً، حيث أدانتها دول مثل الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا، بالإضافة إلى تنديد المحكمة الجنائية الدولية بها.

وأعربت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، عن دعمها للمحكمة، قائلة في منشور على منصة إكس: "تكفل المحكمة الجنائية الدولية المحاسبة عن الجرائم الدولية وتمنح الضحايا صوتاً في شتى أنحاء العالم. يجب أن تكون قادرة على مواصلة مكافحة الإفلات من العقاب عالمياً بحرية. ستدافع أوروبا دائماً عن العدالة واحترام القانون الدولي".

من جهة أخرى، تسببت قرارات المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو في إرباك تحركاته الخارجية، حيث بدأ يتجنب المرور ببعض الدول تجنباً لاحتمالات اعتقاله تنفيذاً لمذكرات التوقيف الصادرة بحقه.

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان يتألق في أحدث ظهور عبر إنستجرام
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • القيادي بحماس محمود مرداوي يعلق على تلاعب إسرائيلي مستمر باتفاق وقف إطلاق النار
  • السجن المشدد لمُسن وأبنائه بتهمة استعراض القوة وإطلاق النار في القليوبية
  • معاريف: القسام نفذت واحدة من أكبر خطط الخداع بالتاريخ العسكري
  • نتنياهو ردًا على فيديو القسام: إسرائيل لن تتراجع بسبب دعاية حماس
  • عائلة الأسير الإسرائيلي إيتان هورن تطالب بعدم وقف اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس
  • القيادة المركزية الأميركية تؤكد مقتل القيادي بالقاعدة “محمد يوسف زاي” بغارة في سوريا
  • الجنائية الدولية ترفع اسم الضيف من قائمة الملاحقين بعد التأكد من استشهاده
  • قائد الثورة يهنئ الأمة الإسلامية بشهر رمضان ويؤكد الوقوف إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني