ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وكيل الأزهر الأسبق، ودار موضوعها حول "الناس في مواسم الطاعة بين الواقع والمأمول".

وقال شومان: كان النبي يستقبل الأشهر الحرم استقبالا خاصا بالطاعة والعبادة، نظرا لقدسية هذه الأشهر، فيدعو بالبركة فيها فيقول: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبارك لنا في رمضان)، لأن هذه الأشهر المباركة هي من مواسم الخير والأجر العظيم من الحق سبحانه وتعالى على الطاعات، لهذا حثنا الحق العظيم على فعل الخير وعمل الطاعات لما في هذه الأيام من بركة في الأجر والثواب، إضافة إلى أنها مقدمة لخير الشهور وهو شهر رمضان فعلينا التهيؤ لاستقباله، كما أن هذه الشهور فرصة لمراجعة النفس والعودة إلى طريق الحق والهداية.

وبين الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أنه يجب على الجميع أن يراجع نفسه في هذه الأيام، لأن هناك الكثير من السلبيات التي ملأت مجتمعاتنا، والتي لا تناسبنا كمسلمين، ولا تناسب مجتمعاتنا المسلمة، فمن غير أن تمارس بعض السلوكيات مثل الخطف والقتل والترويع الذي يمارسه أعضاء المجتمع المسلم في وضح من النهار، وهذه السلوكيات لا تعبر عن المجتمع المسلم، وإنما هي سلوكيات تعكس خطأ في تربية من قام به، لأن الأنشطة وفق الضوابط الإسلامية كفيلة أن تحول بين الفرد وبين هذه السلوكيات، وأن تظهر الصورة الحقيقة للمجتمع الإسلامي الذي لا يعرف غير التضامن والتكافل الإنساني والود والمحبة بين أعضائه، ويدور الحديث في هذا المجتمع حول الطاعات وأبواب الخير، وهي صورة حقيقية معايرة لما نراه اليوم في كثير من المجتمعات.      

وأضاف وكيل الأزهر الأسبق، أن من أبشع السلبيات التي انتشرت في مجتمعاتنا ما يصدر عن بعض الأفراد من عمليات قتل بشعة وتمثيل بالجثة، وهو تصرف وحشي ترفضه الفطرة السليمة فضلا عن جرمه العظيم في جميع الأديان، لأن من قتل نفسا وأحدة كأنما قتل ذرية آدم كلها، والقرآن الكريم حدد عقوبات قتل النفس بخمس عقوبات،  ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾، وبينت الآية هذه العقوبات بأنها،  جزاؤه جهنم، والخلود فيها، ويغضب الله عليه، ولعنة الله له، والعذاب العظيم الذي أعده الله له، ورغم أن الآية واضحة لا تقبل التأويل، لكن ما زال هناك البعض ينساق لشيطانه ولا يرتدع عن فعل هذه الجرائم البشعة بدافع التشفي والانتقام فيقوم بهذه الأفعال الوحشية، التي تعد الإفساد في الأرض ويستحق فاعلها العقوبة التي حددها الحق سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ويسعون فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذلك لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.


وأوضح الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن تسرب السلبيات إلى محراب العلم يعد مؤشر خطير يجب على المجتمع بأكمله أن يتنبه له، لأنه يشكل خطورة حقيقية، أن تصدر من الطلاب في سن مبكرة سلبيات كالتنمر والعنف، وتجد من يدافع عنها أو يبررها، فهو أمر كارثي، وعلى الأسرة أن تقوم بواجبها على أكمل وجه وأن يكف بعض الآباء عن الاتكاء على المؤسسات التعليمية في تربية أبنائهم، بل أن تتكاتف الأسرة مع المؤسسات التعليمية في ضبط سلوك الطلاب وأن لا تنشغل بجمع الأموال عن متابعة أبنائها لأنهم هم الثروة الحقيقة الأولى بالرعاية والعناية،  وهو ما يحتم على الأسرة أن تقف مع المؤسسات التعليمية لتخريج جيل قادر على حمل لواء الوطن لتحقيق رفعته، ولن يكون ذلك بدون وقف كل السلبيات كالعنف والتنمر ومحاولات الغش في الاختبارات، لأن من نشأ بهذه الصورة لا سبيل أمامه إلا أن يكون عضوا فاسدا يضر أول ما يضر بأسرته قبل أن يضر بمجتمعه.

وأوصي خطيب الجامع الأزهر أولياء  الأمور والمعلمين في المؤسسات التعليمية، قائلا على الآباء أن لا يتهاونوا في أخطاء الأبناء والسلوكيات السلبية داخل محراب التعليم وخارجه، لأنه بذلك تكون قد وضعت قدمه على طريق الإفساد في المجتمع، وعلى المعلم أن يقوم بواجبه داخل مؤسسته، لأن هؤلاء الطلاب أمانه في يده، كما يجب عليه أن يقيم الطلاب بالتقييم المعبر عن مستواه، لأن السماح والتهاون في منظومة التقييم والاختبارات جرم في حق المجتمع، حصول الطالب على درجات لا يستحقها سواء بالغش أو التلاعب ، هي خيانة للوطن والدين، والمولى سوف يسألهم عن كل ذلك حينما يقفون بين يديه.

وفي ختام الخطبة وجه وكيل الأزهر رسالة إلى كل من يتربص بمصر، بأن جيش مصر ليس فقط الجنود المتهيئين للقتال، وإنما شعب مصر كله جيش، مستعد للتضحية والدفاع عن وطنه مهما كلفه ذلك، وعلى شعب مصر أن يظهر ذلك من خلال التفافه حول قيادته، وتماسكه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر الجيش المصري فلسطين خطبة الجمعة عباس شومان شعب مصر الوطن الأزهر الشريف الجامع الأزهر المزيد المؤسسات التعلیمیة وکیل الأزهر

إقرأ أيضاً:

جامعة دمياط تفتح ورشة عمل للإسعافات الأولية

افتتح  الدكتور حمدان ربيع المتولي رئيس جامعه دمياط، ورشة عمل الإسعافات الأولية التي تم تنظيمها بالتعاون بين وكالة شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكليتي الآثار والطب البشرى ، بحضور الأستاذة الدكتور أمنية البطراوي عميد كلية الطب ، والأستاذة الدكتورة يسر عز الرجال عميد كلية الآثار ، والأستاذ الدكتور باسم الديك وكيل كلية الطب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والأستاذ الدكتور نبيل مبروك وكيل كلية الآثار لشئون الدراسات العليا والبحوث.

جاءت ورشة العمل بهدف  كتدريب مجموعة من طلاب أسرة من أجل مصر و الهيئة المعاونة و قيادات كلية الآثار بمعمل المهارات الإكلينيكية بكلية الطب ، وذلك لإكسابهم مهارات الإنعاش الرئوى ومهارات الإسعافات الأولية .

وصاحب ورشة العمل تدريب اكلينكيى على النماذج التعليمية الطبية الموجودة بمعمل المهارات بإشراف  الدكتورة هبة عادل مقدم الدورة ، والأستاذ الدكتور  باسم سلامة الديك وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.

وخلال كلمته الافتتاحية، أكد الأستاذ الدكتور حمدان ربيع على أهمية مثل هذه الورش في تعزيز وعي الطلاب وتزويدهم بالمهارات الأساسية التي قد تكون حاسمة في حالات الطوارئ وقال: "هدفنا هو توفير بيئة تعليمية لا تقتصر على الجانب الأكاديمي فقط، بل تشمل أيضاً تمكين الطلاب من التعامل مع المواقف الحياتية بشكل فعال، خاصة في حالات الإسعاف الأولي والإنعاش الرئوي."

تعد هذه الورشة جزءاً من سلسلة من الأنشطة التي تهدف إلى تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لخدمة المجتمع والمساهمة في رفع مستوى الوعي الصحي داخل الجامعة.

مقالات مشابهة

  • نهلة الصعيدي: المرأة القوية التي تحسن تربية الأبناء وتقدر على صنع المستحيل
  • إقامة عروض مسرحية.. وزير الثقافة يكشف سب زيارته لمؤسسة الأزهر (فيديو)
  • انطلاق برنامج "نوابغ الأزهر" في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • وكيل تعليم الفيوم: استعدادات مكثفة لبدء الفصل الدراسي الثاني 2025 م
  • مناقشة الصُّعوبات التي تُواجه الطلاب «ذوِي الإعاقة» خلال الامتحانات
  • جناح الأزهر في يومه السابع بمعرض الكتاب.. فعاليات تعليمية وتربوية للأطفال والطلاب
  • وزير المالية الأسبق: المعاملات الرقمية المشفرة،يجب أن تدرس بعناية وفقًا للضوابط الشرعية
  • جامعة دمياط تفتح ورشة عمل للإسعافات الأولية
  • للمرة الأولى.. سوريا تشارك في مسابقة الدورة الثانية لألعاب الرياضيات التي ‏تقيمها الألكسو‏