هويدا الحسن (العين)
عقد مجلس شما محمد للفكر والمعرفة ندوة كتاب افتراضية بحضور رئيس المجلس الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، وعضوات المجلس لمناقشة كتاب «حضارة السمكة الحمراء» للصحفي الفرنسي برونو باتينو. شهدت الندوة مناقشة عميقة حول الأفكار التي تناولها الكتاب، والذي يبحث فيه الكاتب تأثير التكنولوجيا الحديثة على حياتنا اليومية والمجتمع.

استهلت الندوة الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، مرحبة بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد»، والذي يستهدف في المقام الأول تعزيز القيم الأصيلة للمجتمع الإماراتي مع دعم العلاقات الأسرية والترابط بين أفراد المجتمع، قائلة: كلي يقين أن هذا العام سيكون له ثمار إيجابية على المجتمع الإماراتي بكل مكوناته الوطنية. وأكدت إلى أن موضوع كتاب «حضارة السمكة الحمراء» يدور حول قضية ذات تأثير مباشر وقوي في المجتمع، ومحذراً من التأثيرات السلبية لسيطرة شبكات التواصل الاجتماعي على ذهنية الأفراد وانتباههم وتؤدي إلى العزلة المجتمعية للأفراد. وأوضحت أن علاقاتنا بشبكات التواصل تحكمها السيطرة والقيود التي تحيط بالعقول وكأن الهاتف المحمول هو مفتاح تلك القيود الذي يحكم غلقها وسيطرتها على الوعي الفردي والجمعي، مؤكدة بأن الأزمة تزداد حدتها مع التطور وانطلاق الذكاء الاصطناعي وسيطرته. إذ أن برونو يطرح مستقبل العقل البشري مقابل إشكالية فقدان الانتباه والتركيز حيث أصبحت العقول البشرية مثلها مثل ذاكرة السمكة الحمراء التي تمتد لثواني معدودة، لأن الإنسان المربوط طوعاً بتلك الشبكات أصبح ضعيف الذاكرة، في ظل ارتباطه بالشاشة الزرقاء يمرر التغريدات والفيديوهات دون وعي، كما أن الاستخدام المفرط لشبكات التواصل الاجتماعي والخضوع المستمر لمغريات الانتباه لها، ينعكس سلباً على الصحة النفسية.
ووجهت الشيخة د. شما العضوات للقيام بتجربة صغيرة وحساب عدد مرات مطالعة الهاتف وتسجيلها على مدار اليوم للتعرف على الإشعارات الجديدة وتدوينها، لتكون مادة حوار ونقاش في الندوة المقبلة، ووجهت الجميع أن تكون الخطوة الأولى في عام المجتمع هي إعادة صياغة علاقتنا بشبكات التواصل الاجتماعي وكسر العزلة الذي أصبحنا نعيش فيها، لتحل محلها الروابط الحقيقية بين الفرد والمجتمع، ودعوة إلى التفكير في كيفية استعادة الانتباه وكسر قيود العبودية الطوعية.
واختتمت الندوة بالتأكيد على أهمية الحوار حول تأثير التكنولوجيا الحديثة على المجتمع، وضرورة العمل على تعزيز الوعي حول مخاطرها، وتعزيز استخدامها بطريقة مسؤولة توعزيز الوعي حول مخاطرها على أفراد المجتمع.
 

أخبار ذات صلة «الأرشيف والمكتبة الوطنية» يستعرض دوره في المنظومة الثقافية مكتبة محمد بن راشد تحيي مئوية الأخوين الرحباني

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد بن

إقرأ أيضاً:

محمد الصباح: أهمية الدمج بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية

أكد رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي للأشياء الكويتية الشيخ محمد أحمد الصباح أهمية الدمج المنظم بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية لإنتاج رؤى أعمق وزيادة من مواءمة السياسات مع احتياجات المجتمع.
جاء ذلك خلال مشاركة الشيخ محمد في جلسة رفيعة المستوى بعنوان “تسخير الذكاء الاصطناعي من أجل الحوكمة الذكية والتنمية المستدامة في دول مجلس التعاون الخليجي” ضمن فعاليات “قمة إرثنا” التي انطلقت يوم الثلاثاء وتستمر على مدى يومين في “مشيرب” بالعاصمة الدوحة برعاية من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند.
وشدد على أهمية تبني نموذج تطوير سياسات يدمج بين الخبرات البشرية المتخصصة والنماذج اللغوية الكبيرة “أل أل أم أس”، محذرا من أن غياب هذا الدمج المنظم بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية قد يؤدي إلى استخدام عشوائي وغير منضبط لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي”.
وحذر أيضا من التراخي في مواكبة هذا التحول التكنولوجي، مؤكدا أن أجهزة الحوكمة مسؤولة عن ضمان الاستخدام الآمن والمسؤول للنماذج اللغوية في صنع السياسات وهو ما يستدعي استجابة فورية ومنظمة لتحديد المخاطر ووضع آليات فعالة للحد منها.
واعتبر أن الفرصة الأبرز في هذا السياق تكمن في توظيف الذكاء الاصطناعي لابتكار مسارات فعالة نحو اقتصادات مستدامة في دول مجلس التعاون تستخدم فيها عائدات النفط والغاز كرافعة للتنويع الاقتصادي لا كعمود فقري.
وأشار إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لتشغيل نماذج محاكاة طويلة الأمد لقياس الآثار متعددة الأبعاد للسياسات المقترحة بما يشمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والجيوسياسية.
وتسلط “قمة إرثنا” التي انطلقت اليوم تحت شعار “بناء إرثنا: الاستدامة والابتكار والمعرفة التقليدية” الضوء على التزام قطر بتعزيز الاستدامة في البيئات الحارة والجافة من خلال الاستفادة من تراثها الثقافي الغني ومنظوماتها البيئية الفريدة.
وتعد القمة منصة لاستكشاف كيف يمكن للابتكار والمعرفة التقليدية توجيه الاستدامة الحديثة وتشكيل مستقبل أكثر مرونة وشمولا.

مقالات مشابهة

  • الشيخة فاطمة: مبادرة “بركتنا” تعزز رؤية القيادة الرشيدة في دعم كبار المواطنين
  • البعثة الأممية تنظّم ندوة في بنغازي لتعزيز دعم الأمن والسلم الأهلي
  • محمد الصباح: أهمية الدمج بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية
  • “التعريف بمشروع محو الأمية” ندوة توعوية بتربية المنصورة
  • الشيخة فاطمة: مبادرة «بركتنا» تعكس رؤية الإمارات في بناء مجتمع مستدام
  • البشري يتفقد سير أنشطة الدورات الصيفية بمربع مدينة الحديدة
  • البشري يتفقد أنشطة الدورات الصيفية في مربع مدينة الحديدة
  • السيسي: الكلمات وحدها لا تكفي لإحداث تأثير في المجتمع بل يجب ترجمتها لأفعال إيجابية
  • مجلس الشيوخ يناقش سياسات توطين التكنولوجيا الصناعية
  • في ذكرى التأسيس .. نقابة صحفيي كوردستان تخشى من تأثير التكنولوجيا على العمل الإعلامي