صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-31@16:42:05 GMT

معارك الفاشر.. سيناريوهات منتظرة

تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT

معارك الفاشر.. سيناريوهات منتظرة

تخوض الفاشر معارك مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط دعوات لفك الحصار عن المدينة. يحشد الطرفان قواتهما، بينما تتحرك تعزيزات عسكرية نحو دارفور. تتباين المواقف بين دعم الجيش وانتقاده، وسط اتهامات للقوات المشتركة بالمحاباة. يبقى مصير الفاشر معلقًا بين استمرار القتال أو حلول سياسية غير مضمونة.

.

التغيير: الخرطوم

“فك الحصار عن الفاشر” وسم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، يوجه مناشدة إلى قيادة الجيش السوداني لإنقاذ المدينة التي خاضت حتى الآن 180 معركة ضد قوات الدعم السريع.

المعارك المتواصلة أسفرت عن سقوط المئات من المدنيين والعسكريين، وسط تساؤلات حول مدى قدرة المدينة على الصمود، في ظل انتظار تدخل حاسم من الجيش لتحويل المعركة من الدفاع إلى الهجوم، فيما يستمر الدعم السريع في حشد قواته للسيطرة على المدينة التي استعصت عليه لمدة عام كامل.

سباق عسكري نحو الفاشر

كشفت صفحات تابعة للدعم السريع عن تعليمات صدرت لمنسوبيهم في جميع ولايات دارفور، إضافة إلى ليبيا وإفريقيا الوسطى وتشاد، للتوجه نحو الفاشر في أكبر عملية تعبئة عسكرية لدخول المدينة.

في المقابل، أكد مصدر لـ”التغيير” أن زحف القوات المشتركة سيبدأ قريباً من الخرطوم والجزيرة نحو الفاشر لفك الحصار، ومن ثم التقدم نحو بقية ولايات دارفور.

وبحسب المصدر ذاته، فإن القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، منح الضوء الأخضر للقوات المشتركة للتحرك غرباً، حيث بدأت هذه القوات بالانسحاب من وسط البلاد والتوجه إلى الفاشر، تمهيداً لبدء عمليات تحرير نيالا والجنينة.

وأضاف المصدر أن أولى التحركات العسكرية انطلقت الأربعاء، نهاية يناير، من ولاية نهر النيل باتجاه فاشر السلطان.

تحركات واستعدادات عسكرية

رئيس حزب التحرير والعدالة، بحر إدريس أبو قردة، أكد أن الدعم السريع يعتمد على “الخطة ب”، التي تستهدف السيطرة على الفاشر، داعياً القائد العام للجيش إلى تحريك ثلاث وحدات عسكرية فوراً لمنع سقوط المدينة.

وقال أبو قردة: “يجب أن تتحرك القيادة العامة اليوم قبل الغد، مع تشكيل غرفة عمليات خاصة بالفاشر يقودها البرهان بنفسه خلال الساعات المقبلة، لقطع الطريق أمام المخطط الكبير الذي يستهدف المدينة”.

وأضاف: “وصلتنا معلومات خطيرة عن تحركات ومؤامرات تحاك ضد الفاشر، ولا نريد أن تضيع الانتصارات التي تحققت، خاصة بعد أن أصبح النصر الكامل قريباً”.

مواقف متباينة حول مستقبل الفاشر

من جهته، أكد القيادي بحركة العدل والمساواة، الشفيع محمد أحمد، لـ”التغيير”، ثقته في الجيش السوداني ودعمه الكامل للقوات المشتركة والفرقة السادسة بالفاشر.

وقال: “الترويج لفكرة تخلي الجيش عن المشتركة لإضعافها مجرد دعاية لأنصار الدعم السريع، الذين فشلوا في اختراق دفاعات المدينة، حيث تكبدوا خسائر كبيرة أمام القوات المشتركة والمستنفرين والجيش”.

وتابع الشفيع: “لقد خرجنا من موقف الحياد بإرادتنا بعد الانتهاكات المتكررة التي مارستها المليشيات ضد المدنيين. كنا نعلم أن المعركة صعبة، لكن الوقوف مع الحق مسألة أخلاقية ودينية. سيطرة الدعم السريع على الفاشر تعني قيام حكومة متسلطة وعنصرية، ونحن لن نسمح بذلك”.

جدل حول دور القوات المشتركة

الكاتب والمحلل السياسي، جمعة عيسى، اتهم القوات المشتركة بأنها “قبضت الثمن” من الجيش للقتال ضد الدعم السريع، مشيراً إلى أن موقفها الحيادي السابق كان مجرد انتظار لمعرفة من سيدفع لها أكثر، حسب قوله.

وقال عيسى: “الدعم السريع رفض دفع الأموال للمشتركة، لأن المعركة بالنسبة له معركة استعادة الديمقراطية والتخلص من الكيزان، فاختارت المشتركة التحالف مع الجيش بعد أن قبضت الثمن. لكن الجيش قد يتخلى عنها قريباً، وحينها لن يكون لها وجود عسكري على الأرض بسبب طاحونة المعارك التي ستلتهمها”.

وأضاف: “هؤلاء مجرد طلاب سلطة، ليس لديهم مبادئ. قاتلوا الإسلاميين سابقاً تحت شعار الحرية والعدالة، لكنهم الآن يتحالفون معهم من أجل المناصب. حتى لو انتصر الجيش، فلن يكون لهم سوى الفتات”. حسب تعبيره.

مواقف متضاربة حول الإمداد العسكري

العميد (م) محمد يوسف سخر من الحديث عن عدم تقديم الجيش إمدادات للقوات المشتركة وتركها تواجه الدعم السريع بمفردها.

وقال: “معظم جنود وضباط الجيش الذين انسحبوا من نيالا والضعين وزالنجي والجنينة انضموا إلى الفرقة السادسة بالفاشر وخاضوا معها أكثر من 180 معركة. استشهد البعض، وأصيب آخرون، لكنهم لا يزالون صامدين”.

وأضاف: “الإمدادات العسكرية لم تتوقف، وهناك إسقاط جوي وغارات لسلاح الطيران، كما أن القيادة العسكرية ستنفذ عمليات التطهير بالفاشر، تماماً كما حدث في العاصمة الخرطوم. العملية بدأت بالفعل من أم روابة، وسيتم فك الحصار قريباً”.

وحول مستقبل القوات العسكرية في دارفور، أكد يوسف أن فكرة “القوات الموازية” لن تتكرر بعد القضاء على الدعم السريع، مشيراً إلى أن قيادات الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش تدرك أهمية وجود جيش واحد في البلاد.

مقترحات لحل النزاع في الفاشر

الكاتب جمعة عيسى حمل القوات المشتركة مسؤولية الوضع الحالي في الفاشر، مؤكداً أن المعارك قد تستمر لسنوات.

وقال: “هناك حل كان يمكن تطبيقه، وهو مقترح الجبهة الثورية بسحب الجيش والمشتركة من الفاشر وتسليمها لقوى محايدة. الجيش وافق، لكن المشتركة رفضت بحجة أن خروج الجيش سيفتح الباب أمام انفصال دارفور”.

وتابع: “الواقع على الأرض يؤكد أن دارفور لا تزال جزءاً من السودان، رغم انسحاب الجيش من أربع ولايات. هذه الحرب قد تطول، لكن حسمها لن يكون سهلاً لأي طرف”.

الوسومحرب الجيش والدعم السريع حصار الفاشر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع حصار الفاشر للقوات المشترکة القوات المشترکة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

«7» قتلى في قصف على مخيم أبوشوك بدارفور غرب السودان

 

أعلن مسعفون متطوعون سودانيون مقتل سبعة أشخاص وإصابة 11 آخرين بجروح جراء قصف لقوات الدعم السريع على مخيم للنازحين يشهد مجاعة قرب مدينة الفاشر المحاصرة عاصمة ولاية شمال دارفور.

الفاشر ــ التغيير

واستهدفت قوات الدعم السريع، التي تخوض حربا مع الجيش منذ أبريل 2023، مخيم أبو شوك للنازحين وسوقاً قريباً “بقصف مدفعي”، وفق غرفة الطوارئ في المخيم، وهي جزء من شبكة منقذين متطوعين منتشرة في كل أنحاء السودان.

ونُفّذ الهجوم في خضم مواصلة قوات الدعم السريع حصار مدينة الفاشر منذ أشهر، وهي آخر عاصمة ولاية في إقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد ما زالت تحت سيطرة الجيش.

وفي أحدث محاولاتها للسيطرة على المدينة، أصدرت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي إنذاراً يطالب الجيش وحلفاءه بالانسحاب.

والجمعة، استهدف هجوم بمسيّرة المستشفى الوحيد الذي بقي قيد الخدمة في الفاشر، نسبه مراقبون محلّيون إلى قوّات الدعم السريع وأودى بحياة 70 شخصاً، بينهم مرضى كانوا في حالة حرجة.
وصد الجيش وحلفاؤه هجمات متكررة شنتها قوات الدعم السريع في محيط المدينة في حين يرزح المدنيون تحت وطأة القصف المتواصل.

وفي ولاية شمال دارفور وحدها، نزح 1.7 مليون شخص بحسب الأمم المتحدة ويقدّر أن نحو مليوني شخص يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي و320 ألفا من المجاعة.

وفي المنطقة المحيطة بالفاشر، تسود المجاعة في 3 مخيمات للنازحين هي زمزم وأبو شوك والسلام. ويتوقع أن تتوسّع رقعة المجاعة لتشمل خمس مناطق أخرى بما فيها المدينة نفسها بحلول مايو، بحسب تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.

وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.

الوسومالدعم السريع الفاشر مجاعة مخيم أبو شوك هجوم

مقالات مشابهة

  • سودان تربيون: الدعم السريع تنقل عتادًا ثقيلًا من ليبيا إلى دارفور
  • شاهد بالفيديو.. على طريقة “الحكامة” الشهيرة.. أحد مشايخ الدعم السريع يخاطب الجنود وينزع “سرواله” أمامهم ويربط ارتدائه من جديد بدخول القوات للفاشر
  • «7» قتلى في قصف على مخيم أبوشوك بدارفور غرب السودان
  • قتلى وجرحى إثر قصف للدعم السريع بالفاشر
  • عائشة الماجدي: الفاشر (عزيزة)
  • الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وسط انسحابات مستمرة لقوات الدعـ ـم السريع
  • آلاف النازحين الجدد شمال دارفور خوفا من «الدعم السريع»
  • الهجرة الدولية: 3960 أسرة نزحت من الفاشر جراء هجمات “الدعم السريع”
  • منظمة أممية: الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع تسببت بنزوح الآلاف في شمال دارفور