الحوثيون على قائمة الإرهاب: ماذا يعني ذلك لليمن؟
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
في خطوة متوقعة، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، ملغياً بذلك قرار سلفه جو بايدن الذي أزالهم من القائمة في عام 2021.
هذا القرار يضع أساساً قانونياً لتحركات أوسع ضد هذه الجماعة المسلحة المتحالفة مع إيران، في إطار استراتيجية شاملة للتعامل مع طهران خلال ولاية ترامب الثانية.
"أمريكا لا تقاتل لتحرير الشعوب نيابةً عنها"
لم يصدر عن الحوثيين أي رد فعل فوري وواضح تجاه قرار ترامب إعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية أجنبية، رغم خطورة العواقب المحتملة لمثل هذا القرار.
هذا الصمت غير مألوف من جانبهم، إذ اعتادوا الرد بسرعة على المواقف المعلنة تجاههم.
من ناحية أخرى، رحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بقرار ترامب، وعبّرت عن شكرها له على ما وصفته بالقرار "التاريخي".
وكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في تدوينةٍ له على منصة "إكس" قائلاً: "انتظر اليمنيون طويلاً؛ ولا سيما أولئك الذين فارقوا الحياة أو عُذبوا أو اعتُقلوا ظلماً، أو دُمرت منازلهم، وشُرّدوا في أصقاع الأرض - انتظروا الإنصاف ومعاقبة الإجرام الحوثي بقرار التصنيف الإرهابي، كمدخل لإحلال السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة".
وتفاوتت ردود فعل النخب والأوساط السياسية والشعبية في اليمن إزاء قرار ترامب، إذ أعرب بعضهم عن مخاوفهم من أن يعيق هذا القرار الأمريكي إمكانية عودة الحوثيين إلى مسار المفاوضات والتسوية السياسية للنزاع اليمني، وفقاً لخارطة طريق كانت السعودية قد عملت على إنجازها بالتشاور مع الأمم المتحدة ووسطاء دوليين آخرين.
في المقابل، يرى آخرون أن الحوثيين قد أظهروا من خلال أنشطتهم الأخيرة خلال حرب غزة، رغبة في تقديم أنفسهم كـ"قوة إقليمية" تطمح إلى اعتراف العالم بهم كحكومة لصنعاء وكممثل لليمن، متجاوزين بذلك الأطراف الأخرى في الصراع الدائر في البلاد منذ نحو تسعة أعوام.
ويرى ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، أن قرار ترامب "يدفن نهائياً خارطة الطريق الأممية، ويستأنف تنفيذ قرارات البنك المركزي بنقل البنوك إلى عدن رغماً عن الجميع، ويجفف الموارد، ويعاقب شركاء الحوثيين، ويغلق باب السياسة والحوار معهم، ويصعّد إلى السطح أقصى سياسات الخنق الاقتصادي للجماعة، بما يبدو مساراً واضحاً لتقويضها اقتصادياً وسياسياً قبل تقويضها عسكرياً".
لكن ثمة من يخشى من أن يتجاوز التصنيف الأمريكي للحوثيين هذه الجماعة ليشمل فرض قيود وعقوبات مشددة على مصارف وشركات ومنظمات تعمل في مختلف أنحاء اليمن، وليس فقط في مناطق سيطرة الحوثيين.
هذا قد يلحق ضرراً كبيراً بمصالح غالبية اليمنيين، ولا سيما عائلات المغتربين التي تعتمد على تحويلات أبنائها في الخارج بواسطة البنوك وشركات التحويلات المالية، التي قد تجد نفسها أمام خطر وضعها في قوائم الإرهاب إذا تعاملت مع المناطق الخاضعة لهيمنة الحوثيين.
على الجانب الآخر، يعتقد العديد من اليمنيين أن أي تصنيف للحوثيين لن يكون ذا جدوى ما لم يقترن بإجراءات "صارمة" عسكرية حاسمة أو اقتصادية مباشرة وملموسة التأثير ضدهم. وكتب أحدهم معلقاً على قرار ترامب: "أمريكا لا تقاتل لتحرير الشعوب نيابةً عنها".
"لم تتغير قواعد اللعبة بل اللعبة نفسها انتهت"
ليس ضرباً في الرمال، أو قراءة في فنجان، القول إن تحركاً غربياً، وربما بدعم إقليمي غير معلن، يتشكل حالياً ليستهدف إنهاء سيطرة جماعة الحوثيين في اليمن، سواء عبر وسائل عسكرية أو اقتصادية.
هذا التوجه نابع من تجاوز الحوثيين لما تعتبره العديد من العواصم العالمية "خطوطاً حمراء"، ما جعلهم يشكلون تحدياً عالمياً.
وثمة أربعة أسباب وراء كل ذلك التغير في الموقف الدولي أو الغربي على وجه الخصوص:
أولاً، أن هجمات الحوثيين على خطوط الملاحة الدولية في البحرالأحمر وبحر العرب وخليج عدن ومضيق باب المندب ألحقت ضرراً بالغاً بالاقتصاد العالمي وباليمن نفسه.
على سبيل المثال، تسببت هذه الهجمات في زيادة تكاليف التأمين على السفن المتجهة إلى اليمن، وأثرت سلباً على قناة السويس في مصر، حيث بلغت خسائرها نحو سبعة مليارات دولار، وفقاً لبعض المصادر الرسمية المصرية.
ثانياً، استهداف الحوثيون مدينة تل أبيب أكثر من مرة، وهو أمر لا يمكن لإسرائيل التهاون معه.
ثالثاً، الهجوم على أرامكو: إذ يُعتقد أن الحوثيين متورطون في الهجوم على مجمع أرامكو النفطي في السعودية، الذي يُعد ذا أهمية استراتيجية لإمدادات النفط العالمية. كما يهددون بالعودة إلى شن هجمات مماثلة إذا اشتدت عليهم الضغوط الاقتصادية.
رابعاً، رفض الحلول السياسية: تعنت الحوثيين أمام أي حل سياسي للنزاع في اليمن حوّل البلاد إلى دولة فاشلة، حيث يعاني الشعب اليمني من "أكبر أزمة إنسانية في العالم"، وفقاً للأمم المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، أصبح الحوثيون يشكلون تهديداً للأمن والسلم العالميين في منطقة لا تحتمل مزيداً من الاضطرابات.
والأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للغرب هو أن الحوثيين لا يعملون كجماعة مسلحة خارجة عن القانون فحسب، بل يُعتقد أنهم يقاتلون بالوكالة عن طهران، مستخدمين أسلحة إيرانية في التطوير والاستخدام.
يؤكد سياسي يمني بارز كان على صلةٍ وثيقةٍ بالحوثيين، أن "الجماعة الخارجة من أكثر مناطق اليمن تخلفاً وأميةً وبؤساً لا يمكنها تطوير الصواريخ البالستية ولا الطائرات المسيرة ولا استخدامها"، ويجزم هذا المصدر الذي تحتفظ مجلة المجلة بهويته أن "خبراء عسكريين إيرانيين ومن حزب الله اللبناني هم من كان ولا يزال يقف وراء إطلاق كل صاروخٍ أو مسيَّرة من داخل الأراضي اليمنية".
كل الاحتمالات واردة
التساؤل المطروح اليوم على نطاقٍ واسع، هو عما سيتعيَّن على اليمنيين القيام به إذا جرى بالفعل دحر سلطة هذه "الجماعة" في بلد مهم يطل موقعه الجغرافي جيوسياسياً على أربعة ممرات ملاحية استراتيجية.
والجواب، حتى هذه اللحظة على الأقل، غير معلومٍ بشكلٍ واضحٍ أو مطروحٍ على الطاولة وربما غير مهم في هذه المرحلة في نظر العالم وحتى الإقليم المرشح للتأثر سلباً لما بعد هذا السيناريو إذا حدث.
استراتيجياً، بمنظور الأمن القومي للغرب وحتى بالنسبة لروسيا، اليمن كبلدٍ وموقع ليس في عنق العالم مثل سوريا ولا على حدود وتخوم أوروبا، لكن يمكنه أن يكون كذلك عن بُعدٍ إذا تحول إلى صومالٍ جديد، بأعمال قرصنةٍ وعصاباتٍ مسلحة منفلتة في هذه المنطقة، وهذا واردٌ إلى حدٍ كبير في نظر كثيرٍ من الخبراء والمراقبين.
السؤال الآخر أيضاً هو: هل هناك قوةٌ سياسية أو عسكرية في اليمن مرشحة لملء الفراغ المحتمل في حال سقوط هيمنة الحوثيين كذراعٍ إيرانيٍ مؤذٍ ليس للغرب وإسرائيل فقط ، بل وفي جنوب غرب آسيا المتاخم لشرق أفريقيا ذي الأهمية الاستراتيجية اقتصادياً على الأقل بالنسبة لتركيا والصين في ضوء استثماراتهما الواعدة هناك؟
عندما يتم طرح هذا السؤال بإلحاح على قياداتٍ يمنيةٍ عدةٍ تقيم في عواصم عربية وأجنبية مختلفة تأتي الإجابات متفقةً تقريباً على أن "حزب الإصلاح - ذا التوجه الإسلامي - لا يريد تحمل المسؤولية لوحده" بل ويشعر أنه غير مقبول حتى إن كان الإصلاح هنا غير الإخوان المسلمين" فمن البديل إذاً عن الإصلاح؟
إجابة أخرى تفيد بأن "حزب المؤتمر الشعبي العام أصبح أكثر من مؤتمر" بعد مقتل مؤسسه الراحل الرئيس علي عبد الله صالح.
لا يخلو اليمن من قيادات لكن كلاً منها لا يمكنه العمل بمفرده، بل يحتاج إلى رافعة سياسية وعسكرية، وإلاّ سيصبح الكل ضحايا لمغامرات قبلية وميليشياوية غير محسوبة العواقب.
لعل هذا ما يشغل بال النخب السياسية والاجتماعية اليوم في اليمن وحتى في دول الجوار سواء في شبه الجزيرة العربية والخليج أو مصر والقرن الأفريقي.
من اللافت أن كل هذه الدول لم تسمح للحكومة الشرعية اليمنية أو حتى للأحزاب السياسية اليمنية أن تصبح طرفاً رئيسياً فاعلاً في الصراع الإقليمي مع الطرف الحوثي المتحالف بقوةٍ مع إيران.
في كل الأحوال، تظل كل الخيارات ممكنة والاحتمالات مفتوحة على أكثر من مسارٍ وسياق بحسب تطوّر الأوضاع، ميدانياً وسياسياً في الداخل اليمني أو على مستوى الإقليم والعالم.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي ارهاب الأزمة اليمنية قرار ترامب فی الیمن أکثر من
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني إسقاط الدرون الأمريكية في اليمن؟ تقارير أمريكية تجيب
يمانيون../
ليس بالأمر الهين أن يتم إسقاط سبع طائرات أمريكية بدون طيار حديثة ومتقدمة، وتعد بين الأكثر تطورا ليس في الولايات المتحدة فقط، بل وفي العالم، وأن يتم إسقاطها في سماء اليمن، ناهيك عن أن هذا الإسقاط أصبح أشبه بلعبة الهواة، إذا ما نظرنا إلى عدد الطائرات التي أُسقطت خلال شهر، فهي سبع طائرات: ثلاث منها خلال الأسبوع الماضي وحده، وأما خلال معركة الفتح الموعود، فقد وصلت إلى 22 طائرة، وإجمالي ما تم إسقاطه 26 طارة، أربع منها قبل طوفان الأقصى ، ضمن التصدي للعدوان السعودي الأمريكي.
وبالنظر إلى تصاعد عمليات الإسقاط، نلاحظ أنه تم إسقاط 4 خلال خمس سنوات، بدءا من 1 أكتوبر 2017، ثم 6 يونيو 2019، وتلاها 20 أغسطس 2019، وآخرها 23 مارس 2021.
وتوقفت عمليات الإسقاط كما هو واضح من العام 2021 حتى 2023، مع طوفان الأقصى والإسناد اليمني لغزة، لتعود عمليات إسقاطها في 8 نوفمبر 2023، بعد شهر فقط من الطوفان.
بعدها تتوالى تلك العمليات تباعا، وبمنحنيات متصاعدة، لتصل أقصاها إلى ثلاث طائرات خلال أسبوع.
البحث عن المعلومات يطيح إم كيو9
كثير من المراقبين يطرحون أسئلة حول جدوى إبقاء طائرات الدرون إم كيو 9، للعمل في أجواء غير آمنة كما هو الحال في اليمن، لا سيما مع تزايد عمليات إسقاطها، وربما يقدم حديث مسؤول عسكري أمريكي جزءا من الإجابة، حيث يؤكد أن القيادة المركزية الأمريكية تكثف من نشاط الطائرات الأمريكية إم كيو 9، من أجل جمع المعلومات التي تفتقر إليها من أجل مواصلة عمليات عدوانها على اليمن، وقد بدا واضحا من خلال الأهداف التي قصفت خلال أربعين يوما، أن الولايات المتحدة لا تملك أهدافا ذات قيمة من أجل تغيير المعادلة العسكرية الميدانية، ولا إيقاف الصواريخ الباليستية اليمنية على الكيان، ولم تتمكن من تأمين ملاحة آمنة لها في البحرين الأحمر والعربي.
وتحت ضغط هذا الدافع، تضحي واشنطن بعدد كبير من هذه الطائرات وتعرضها للإسقاط واحدة بعد أخرى، طمعا في الحصول على أدنى قدر من المعلومات علها تساعدها في تحقيق إنجاز ملموس، لا سيما بعد فقدانها لأدواتها الاستخباراتية من العملاء على الأرض، وتفكيك والقبض على عدد من الخلايا التجسسية التابعة لها.
ونظرا للحاجة للمعلومات، فلا يوجد حاليا لدى البنتاغون وسيلة أفضل من استخدام هذا النوع من الطائرات، نظرا لما تتمتع به من قدرة تقنية وتكنولوجية متقدمة لتنفيذ المهام المناطة بها، نظرا للمزايا التي تتمتع بعها لأداء المهام التجسسية والهجومية في نفس الوقت، بالإضافة إلى قدرتها على التحليق لوقت طويل ونقل المعلومات لغرفة العمليات خلال التحليق.
تطور الدفاعات الجوية
إن أهم أسباب ارتفاع عدد الطائرات التي تم إسقاطها في اليمن يعود إلى تطور الدفاعات الجوية، وتوزيعها على مختلف المحافظات، كما هو واضح من خلال خارطة سقوط تلك الطائرات، من ذمار إلى صعدة وصنعاء ومارب والجوف والحديدة والبيضاء وحجة. هذا التطور الذي حاز على اهتمام الخبراء ومركز الدراسات والبحوث العسكرية في الغرب، لاسيما في الولايات المتحدة، وكان آخر التقارير الأكثر تركيزا، هو تقرير نشره موقع “ذا وور زون” المتخصص بالشؤون العسكرية الأمريكية، الذي حاول الإجابة على طريقة عمل الدفاعات الجوية اليمنية، مستعينا بعدد من الخبراء والمسؤولين الأمريكيين، والفرضيات التي يطرحونها فيش هذا الصدد، وكلها تشير إلى خلاصة تؤكد على نحو غير مسبوق، أن الدفاعات الجوية اليمنية أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا للطائرات العسكرية الأمريكية، وهو التهديد الذي يفسر، حسب الموقع، استخدام القيادة المركزية الأمريكية لقاذافات الشبح بي 2، الاستراتيجية، وتنفيذ عمليات متزايدة باستخدام الذخائر بعيدة المدى ضد أهداف في اليمن، خشية وتجنبا للدفاعات اليمنية وخطرها على الطائرات الحربية الأمريكية.
فرضيات عمل الدفاعات اليمنية
لكي تكون الدفاعات الجوية فعالة أمام التقنيات الأمريكية المتطورة، فإن عليها أن تتمتع بميزتين رئيستين: الأولى الدقة؛ وهذا يتضمن اكتشاف الهدف ورصده وتتبعه وتحديد موقعه، تمهيدا لإطلاق الصاروخ وإسقاطه. والثانية هي السرعة؛ وهذا يتضمن التعامل مع الهدف قبل أن يتمكن العدو من رصد الرادارات والقضاء عليها، وبالتالي إفشال أي عملية تصدٍّ لهذا النوع من الطائرات.
وحول هاتين النقطتين، ينقل تقرير “ذا وور زون” عن عدد من المسؤولين والخبراء بعض الفرضيات لفهم عمل الدفاعات الجوية اليمنية الفعالة في إسقاط واحدة من أحدث الطائرات الأمريكية بدون طيار، مشيرا إلى فرضية الاستفادة من وسائل بديلة لرصد وتتبع الطائرات المعادية، مثل الترددات الراديوية السلبية، حيث تستخدم لتتبع الهدف ثم إطلاق الصاروخ، قبل أن يتم تفعيل نظام التوجيه بالأشعة تحت الحمراء أو الرادار للصاروخ عند اقترابه من الهدف، من أجل إصابة الهدف وتجنب اكتشاف الصاروخ أو مكان إطلاقه.
ولشرح هذه التقنية التي تسمح بدقة الرصد والتخفي في نفس الوقت، يستطرد التقرير أنه: بالاعتماد على أنظمة البثّ الآليّ للمراقبة المعتمدة على الأقمار الاصطناعية، وخيارات التتبع السلبيّ الأخرى، يُمكن لأجهزة الرادار المرئيّ أن تُساعد على رصد وفكّ تشفير وعرض الموقع الجغرافيّ الدقيق، والارتفاع، وزاوية المسار، والاتجاه، والسرعة، والهوية، ورمز النداء لجميع طائرات التحالف ضمن دائرة نصف قطرها يزيد عن 250 كيلومتراً. مشيرا إلى أن “هذه المعلومات يمكن استخدامها لاستخلاص حلول لتجنب استهداف بطاريات الدفاع الجوي، ما يُتيح لصواريخ الدفاع اليمنية العمل بدون الانبعاثات المُنذرة التي تُنتجها رادارات المراقبة”.
أما التقنية الأخرى فيعود التقرير للتذكير بإحاطة الفريق جيفري كروس، رئيس وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية في جلسة استماع عُقدت في مارس، حيث أكد لأعضاء لجنة الاستخبارات الدائمة في مجلس النواب الأمريكي صراحةً بأن “الدفاعات اليمنية حاولت استخدام أنظمة صواريخ أرض-جو متنقلة ضد الطائرات الأمريكية”.
ووفقاً للتقرير فإن الأنظمة المتنقلة “تجعل التهديد يتفاقم، بسبب قدرتها على الظهور فجأةً، وتشغيل راداراتها لفترة وجيزة نسبياً، وإطلاق النار، ثم الفرار، وبالتالي، يصعب جداً العثور عليها واستهدافها، فضلاً عن صعوبة التنبؤ بمواقعها المحتملة لاتخاذ إجراءات مضادة أو التخطيط لتجنبها”.
فقدان التفوق الجوي
في خطابه 17 من الشهر الجاري، اكد السيد عبدالملك الحوثي على أن الدفاعات الجوية نفذت أكثر من 11 عملية اعتراض وتصدٍّ لطيران العدو الأمريكي بما فيها ضد طائرات “الشبح”، وتم إفشال عدد من العمليات، كما كشف عن استخدام صواريخ (قدس)، لأول مرة، حيث أكد أنها نفذت (أربع عمليات) إطلاق على طائرات التَّنَصُّت والتزويد الحربي الأمريكية، في عمليات منفصلة في البحر الأحمر، وإجبارها على المغادرة.
ونتج عن عمليات التصدي تلك، إفشال جزء كبير من عمليات العدو، وفشل الأمريكي بسببها في تنفيذ قصف على أهداف متعدِّدة، وهناك أيضاً على مستوى اعتراض كامل في بعض الحالات، أو اعتراض جزئي في حالات معيَّنة، فالموقف فاعل في التَّصَدِّي للعدوان الأمريكي.
وهذا الأمر يعني فقدان التفوق الجوي الأمريكي، وهو ما نقلته شبكة سي إن إن، عن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن واشنطن كانت تأمل في تحقيق تفوق جوي خلال 30 يومًا، عبر إضعاف الدفاعات الجوية اليمنية، لكن معدلات اسقاط طارات الدرون إم كيو 9، جعل القيادة المركزية الأمريكية عاجزة عن تحقيق التفوق الجوي، حسب الشبكة، وكذلك عاجزة عن الانتقال إلى مرحلة جديدة كان من المقرر أن تركز على جمع المعلومات الاستخباراتية ومراقبة القادة لاستهدافهم.
موقع أنصار الله علي الدرواني