انطلاق المرحلة قبل النهائية من «أمير الشعراء»
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
أبوظبي (وام)
انطلقت من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، الحلقة التاسعة نصف النهائية في الموسم الحادي عشر من برنامج «أمير الشعراء» الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث.
وأكملت أسماء الحمادي من الإمارات قائمة المتأهلين إلى نهائيات البرنامج بعد أن جاءت نتيجة تصويت الجمهور خلال الأسبوع الماضي بحصولها على 84 درجة من 100، لتنضم إلى كل من عبد الرحمن الحميري من الإمارات، وعبد الواحد عمران من اليمن، وعثمان الهيشو قرابشي من المغرب، والمختار عبد الله صلاحي من موريتانيا، ويزن عيسى من سوريا، في النهائيات.
حضر الحلقة معالي الدكتور جمال سند السويدي نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، والدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وعضوا اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.
منحت لجنة التحكيم، المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور محمد حجو، والدكتور محمد أبو الفضل بدران الذي حل بديلاً للراحل الدكتور وهب رومية، أعلى درجات في الحلقة للشاعر عبد الرحمن الحميري وحصل على 28 درجة من 30، يليه عبد الواحد عمران بحصوله على 26 درجة، ويزن عيسى بـ 26 درجة، فيما حصلت أسماء الحمادي على 25 درجة، والمختار عبد الله صلاحي على 23 درجة، وعثمان الهيشو قرابشي على 22 درجة.
سيصوت الجمهور، خلال الأسبوع المقبل، بنسبة 40% للشعراء الستة الذين سيتنافسون في الحلقة النهائية الخميس المقبل التي ستمنحهم فيها لجنة التحكيم نسبة الـ 30% المتبقية من الدرجات، حيث يتم في نهاية الحلقة جمع درجات اللجنة مع درجات التصويت، لتعلن النتائج النهائية، وتحدد المراكز من السادس وصولاً إلى المركز الأول الفائز بمليون درهم ولقب «أمير الشعراء» للموسم الحادي عشر.
تضمنت الحلقة تقريراً مصوراً عن الدكتور وهب رومية عضو لجنة التحكيم الذي وافته المنية الثلاثاء الماضي، وسلط التقرير الضوء على سيرته العلمية ومكانته في المشهد الأدبي والنقدي العربي، ومساهماته الثرية في خدمة الأدب العربي.
كما استضافت الحلقة في مجاراة شعرية كلاً من: نجم «شاعر المليون» الشاعر الدكتور خميس بن محمد بن سلطان المقيمي من سلطنة عُمان، ونجم «أمير الشعراء» في الموسم السادس نذير الصميدعي من العراق. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أمير الشعراء الشعر نصف النهائي أمیر الشعراء
إقرأ أيضاً:
أعياد الربيع في مرآة الشعر.. مواسم التجدد بين الجمال والرمز
الربيع ليس مجرد فصل يتبدل فيه الطقس وتخضر الأرض، بل هو تجربة شعورية وحالة وجدانية ألهمت الشعراء على مر العصور، تتجدد فيه الطبيعة، وتتفتح الزهور، ويطول النهار، وتزدهر الروح، وقد ارتبطت أعياد الربيع في الذاكرة الجمعية والطقوس الشعبية، بفرحة الخلاص من البرد واليباس، وبداية موسم جديد يفيض بالجمال والحياة، فكيف تفاعل الشعراء مع هذا الموسم؟ وكيف تحولت أعياده إلى رموز في القصيدة العربية؟
الربيع في الشعر العربي الكلاسيكي: البهجة والرقة
في التراث الشعري العربي القديم، نجد وصف الربيع في أبهى صوره، مقترنًا بالخمر والغزل والطبيعة، فقد كتب الشعراء قصائد وصفية تفيض بالصور البلاغية التي تجسد مظاهر الربيع بدقة وحب، مثل تفتح الأزهار، خرير المياه، اعتدال النسيم، ورقص الطيور.
أبو نواس، الشاعر العباسي المعروف بولعه بالحياة، قال في إحدى قصائده: (أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكًا.. من الحسن حتى كاد أن يتكلما).
ويُلاحظ في هذه الأبيات كيف يُشبه الربيع بكائن حي له قدرة على الابتسام والكلام، وهو تجسيد بلاغي لجمال الطبيعة.
أما المتنبي، فرغم فصاحته ووصفه المتقن، دائمًا ما كانت رؤيته مشوبة بالحكمة وميل إلى التأمل الوجودي، فيقول: (أرى كل يوم في الربيع زيادةً.. ومَا أنا منه مستلذٌّ ولا جلِدُ)، رغم جمال الطبيعة، فإن الشاعر لا يشعر بالابتهاج، وكأن الربيع يذكّره بما ينقصه في الداخل.
الربيع في الشعر الصوفي: صحوة الروح واحتفال بالمحبوب
في الشعر الصوفي، اتخذ الربيع بعدًا رمزيًا، يتجاوز الجمال الطبيعي إلى الجمال الإلهي. فهو موسم يقظة الروح، وتجلي الأنوار، وتفتح البصيرة. الشاعر الصوفي يرى في تفتح الزهور انعكاسًا لتفتح القلب.
جلال الدين الرومي يكتب: (كل زهرة تتفتح تهمس: "انهض... الوقت حان لتحبّ".... والعطر ليس من الزهرة فقط، بل من القلب العاشق)، هذه الرؤية تنزع من الربيع معناه المادي، وتضفي عليه بعدًا روحانيًا عميقًا، يجعله موسمًا من المواجهة مع الذات ومصالحتها.
أعياد الربيع والرمزية الشعرية: من النيروز إلى شم النسيم
أعياد الربيع، مثل عيد النيروز في الثقافات الفارسية والكردية، وشم النسيم في مصر القديمة، كانت مصدر إلهام شعري لقرون. وفي كل هذه المناسبات، يحتفل الناس بالحياة والطبيعة، ويشاركون في طقوس جماعية تعبّر عن الأمل.
وقد تناول بعض الشعراء هذه الطقوس في قصائدهم، مثل الخروج إلى الحدائق، أكل الأسماك والبيض الملون، والاستحمام في الأنهار كرمز للتجدد.
في الشعر العامي المصري، نقرأ عند صلاح جاهين:
في شم النسيم...
الدنيا لونها فلّ ومشمش
والضحكة طالعة من كل وشّ
وفي هذه الكلمات نلمس الروح الشعبية التي تستوعب الربيع كفرصة للفرح الجماعي، ولحظة من لحظات الصفاء.
الربيع والشعر الحديث: الحنين، المقاومة، والحرية
أما في الشعر الحديث، فقد اتخذ الربيع دلالات جديدة، خصوصًا لدى شعراء المقاومة والرومانسية الجديدة، فالربيع لم يعد فقط موسم الطبيعة، بل أصبح رمزا للأوطان الضائعة، وللثورات، ولأحلام الحرية.
محمود درويش، يكتب:
في الربيع، تتفتح الأرض كما قلب أمي
ويعود الحنين شجرة زيتون في باحة بيتنا
وفي قصائد نازك الملائكة وبدر شاكر السياب، يظهر الربيع أحيانًا مغلفًا بالحزن، كأن جماله لا يكفي لتجاوز الفقد الداخلي.
المرأة والربيع: جمال مزدوج
لطالما اقترنت صورة الربيع بالأنوثة في الشعر، ليس فقط لنعومته وخصوبته، بل لأنه يشبه المرأة في كونه مصدرًا للدهشة والعطاء، العديد من الشعراء استخدموا الربيع استعارة للحبيبة، أو جعلوا من الحبيبة نفسها تجسيدًا للربيع.
يقول نزار قباني:
وجهكِ ربيع،
عيناكِ زهرتان على ضفاف القصيدة
وضحكتكِ أول شمّ نسيم بعد شتاء القلب
الربيع كشعرٍ متجدد لا ينتهي
من القصيدة الجاهلية إلى النص الحديث، بقي الربيع ملهمًا للشعراء، ليس فقط لجماله الحسي، بل لما يحمله من رموز، هو الأمل الذي يتفتح كل عام، والوعد بأن بعد الشتاء يولد الضوء، وفي كل عيد ربيع، تعود القصيدة لتزهر على شفاه الشعراء من جديد.