هل أصبحت المواجهة بين المخطط وشخص الرئيس؟
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
تم سؤال العسكري والسياسي الإسرائيلي الراحل موشيه ديان ذات مرة عن قاعدة شرم الشيخ البحرية، التي أنشأتها إسرائيل في شبه جزيرة سيناء بعد احتلالها في 1967، فقال إنها أهم من السلام مع مصر.
شبه الجزيرة الاستراتيجية لن تفارق خيال الإسرائيليين، التي هي "حلم" يراودهم. فهي تمثل عمق استراتيجي من الناحية العسكرية ومنفذ بحري علي البحر بجانب أهميتها الاقتصادية المتمثلة في الموارد والثروات الطبيعية المتنوعة.
إضافة إلى الجانب الأمني والاقتصادي، تعد صحراء سيناء منطقة ذات أهمية كبيرة في الدين اليهودي، فهي نقطة تحوّل بارزة في تاريخهم، "بحسب معتقداتهم"، وتحديداً في أثناء خروجهم من مصر حين كلم الله سيدنا موسى وأوحي له بالوصايا العشر على جبل سيناء المقدّس. وقد خصصوا عيد "الفصح" اليهودي لتخليد ذكرى انتهاء التيه في سيناء، إضافة لعيد آخر "الأسابيع"، لتخليد ذكرى نزول التوراة، التي ذكرت فيها "سيناء" 34 مرة.
إضافة لذلك، يستند اليهود المتدينون إلى أقوال وردت في التوراة تشير إلى حقهم في ملكية شبه جزيرة سيناء بالكامل، وتقول الآية: "كل المكان الذي تدوسه كفوف أرجلكم يكون لكم، من الصحراء إلى لبنان ومن النهر نهر الفرات إلى البحر الأخير يكون حدّكم.
من هذا المنظور تتضح أهمية سيناء لمخطط الشرق الأوسط الهادف إلى إقامة مملكة داوود الدينية المزعومة والمستوحاة من خيال ديني في الكتاب المقدس بالعهد القديم والتي انتهت كل نبواته بمجيء السيد المسيح الذي كانت ترمز له تلك النبوات.
والآن بعد أن فشلت جميع المخططات والذرائع المصنوعة لمحاولة اضعاف استقرار مصر، "رقص المخطط عاري بدون أي مكياج "وطلب الرئيس الأمريكي بوضوح من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من أهل غزة الأمر الذي واجهته مصر برفض قاطع ومانع على لسان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورغم ذلك أكد ترامب بعد ذلك في أجابه على سؤال أن مصر والأردن ستفعلان ذلك لأننا فعلنا الكثير من أجلهما.
الأمر هنا لا يهدف إلى موضوع التهجير كعامل ديموغرافي لأن هناك أماكن كثيرة جاهزة للتهجير الذي نرفضه بحق الشعب الفلسطيني، بل الهدف هو فتح نافذة تعطي الأمل لإمكانية اكتمال مخطط مملكة داوود الدينية بانضمام سيناء لها التي تمثل المعلم الديني التاريخي والوحيد لتلك المملكة المزعومة.
وخطورة ذلك المخطط انه استطاع صناعة حاضنة سياسية ومالية، وفي طريقه لصناعة حاضنة دينية له من بعض دول المنطقة، التي تعتقد وتتوهم أن سيكون لها استقرار سياسي ودور ريادي إقليمي وعالمي في الشرق الأوسط الجديد، مما ساهم في زيادة الضغط علي الدولة المصرية التي أصبحت تقف وحيدة في وجه المخطط.
والان ستكون الحرب مباشرة بين ذلك المخطط وشخص السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يقف حجر عثرة أمام استكمال التنفيذ، واتضح ذلك حيث نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية صورة للرئيس رفقة نظيره الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي الذي توفي قبل أشهر في حادثة ما زالت ملابساتها غامضة، مع أصابع اتهام للاحتلال الإسرائيلي بالتورط في قتله، ما اعتبرها محللون رسالة غير بريئة لمصر، وجاء رد السيد الرئيس علي هذا التكهن بكل ثبات وقوة حيث قال " دي أمة لها موقف في هذا الأمر سواء أنا موجود أو مشيت ".
والآن على الشعب المصري بكامل أطيافه الاصطفاف خلف قرارات السيد الرئيس والقيادة السياسية وأن يؤدي كلا منا دوره الوطني في موقعه دفاعًا عن أرض الوطن وثوابت السياسة المصرية، وأن نتخلى عن مطالبنا الشخصية، والفئوية لحين عبور ذلك المنعطف الخطير من عمر الوطن، وأن يسخر كل مواطن منصته في مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الأمر المهم، لتكون رسالة للعدو أن الداخل المصري مصطف خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية للدفاع عن الوطن.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جمال رشدي السید الرئیس
إقرأ أيضاً:
بعد توقعات إيلون ماسك.. هل يشكل الذكاء الاصطناعي تهديدًا على البشرية؟
قال المهندس علاء رجب، خبير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، إن المخاوف المتزايدة بشأن تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيراته السلبية المحتملة على البشرية، سبق أن أثارها العديد من الخبراء في المجال، من بينهم إيلون ماسك وجيفري هينتون.
وأوضح في مداخلة هاتفية لبرنامج «المراقب» المذاع عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي لم يحدث بشكل تدريجي، بل شهد قفزة هائلة في السنوات الأخيرة، لا سيما خلال جائحة كورونا، حيث تم جمع كميات ضخمة من البيانات التي عززت قدرة هذه الأنظمة.
وتابع أن المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لا تقتصر على المجالات الدفاعية فقط، بل تمتد أيضًا إلى قطاعات أخرى مثل البحث العلمي وصناعة الأدوية، حيث تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي باتخاذ قرارات دون مراجعة بشرية دقيقة.
وتطرق أيضا إلى قضية السيطرة على الذكاء الاصطناعي، موضحا أن الحكومات والشركات الكبرى أصبحت تعتمد عليه بشكل متزايد، مما يثير تساؤلات حول من يمتلك فعليًا السيطرة على هذه الأنظمة.
ولفت إلى وجود اختلافات تشريعية بين الدول في تنظيم الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يؤدي إلى «حرب باردة» رقمية بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، مؤكدا، أن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي تتصاعد بسرعة، مما يعكس تجاهلاً محتملاً للمخاطر، مشيرا إلى أن الحاجة إلى وضع أطر تنظيمية دولية أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
اقرأ أيضاًإنفينيكس تعزز تجربة الذكاء الاصطناعي في هواتفها بدمج تقنية DeepSeek-R1
عاجل| «الصحة» تُعلن بدء استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن الأورام
أمين الفتوى يوضح حكم استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي