«حميدتي» يتوعد «البرهان» وعلي كرتي
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
“حميدتي” حث قواته على تجاهل المناطق التي استعادها الجيش والتركيز على أهداف أخرى لم يحددها، بينما سخر من المظاهرات المؤيدة للبرهان ووصف المشاركين فيها بأنهم “أصحاب الامتيازات والمستفيدون من الفساد..
التغيير: الخرطوم
توعد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان بعدم الاستقرار في القيادة العامة، مشيرًا إلى مراقبته لتحركات رئيس الحركة الإسلامية علي كرتي داخل قاعدة وادي سيدنا العسكرية.
كما حث قواته على تجاهل المناطق التي استعادها الجيش والتركيز على أهداف أخرى لم يحددها، بينما سخر من المظاهرات المؤيدة للقائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان ووصف المشاركين فيها بأنهم “أصحاب الامتيازات والمستفيدون من الفساد”.
وفي خطاب مصور بثته منصات تابعة لقوات الدعم السريعالجمعة، أعرب محمد حمدان دقلو”حميدتي” عن أسفه لمقتل مواطنين من جنوب السودان في الكنابي بولاية الجزيرة، مؤكدًا أن ما حدث ليس جديدًا، وأن الجنوبيين تعرضوا لمجازر سابقة. كما شدد على أن النظام السابق لن يعود إلى السلطة بأي حال.
تصريحات حميدتي تأتي عقب تحقيق الجيش السوداني تقدمًا ميدانيًا في عدة محاور استراتيجية بالعاصمة الخرطوم، أبرزها محيط القيادة العامة وسلاح الإشارة ومصفاة الجيلي للبترول، في إطار المواجهات المستمرة بين الطرفين منذ أبريل 2023.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 صراعًا مسلحًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين، ونزوح الملايين داخل وخارج البلاد.
وتسببت الحرب في أزمة إنسانية حادة، مع تزايد التقارير عن انتهاكات واسعة النطاق، وسط جهود إقليمية ودولية غير ناجحة حتى الآن لوقف القتال والتوصل إلى تسوية سياسية.
الوسومالبرهان حرب السودان حميدتيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البرهان حرب السودان حميدتي
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: قَدَر البرهان وعفوية حماد عبد الله
في مشهد بدا عفويًا، التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته أمس لمنطقة الدندر، بالمواطن “حماد عبد الله حماد” الذي اشتهر قبل أشهر بمقطع متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ظهوره بشكل عفوي أمام كاميرا تلفزيون السودان بعد اندلاع الحرب. الرجل بدأ حديثه حينها بتمجيد الجيش السوداني، لكنه سرعان ما أطلق عبارة مباشرة، وغير محتشمة تجاه مليشيا الدعم السريع، أربكت المذيع، ومنعها لاحقًا الإعلام الرسمي من البث، لكنها انتشرت مجتزأة وأصبحت مادة واسعة التداول بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي.
تلك الواقعة تعود إلى لحظة صادقة انفجرت من وجدان مواطن سوداني بسيط، عايش بمرارة فظائع هذه الحرب، وذاق، كما غيره من السودانيين، مرارة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين والبنى التحتية، في تعدٍّ لا يُمكن وصفه إلا بأنه ممنهج وبعيد عن كل قواعد القانون الدولي والإنساني.
زيارة البرهان للدندر، ولقاؤه بحماد عبد الله، وإن أثارت الكثير من التفاعل، يجب أن تُقرأ في سياقها الإنساني أكثر من كونها موقفًا سياسيًا. فالمنطقة، كغيرها من بقاع السودان، لم تكن بمعزل عن تداعيات الحرب، ومواطنوها، الذين عانوا من التهجير والانتهاكات، ربما وجدوا في ذلك اللقاء رسالة تضامن، أو اعترافًا ضمنيًا بما عاشوه من أهوال.. وكان من الطبيعي أن تكون القيادة قريبة من شعبها في هذه اللحظات الفارقة.
لكن تبقى هناك حساسية رمزية لا يمكن إغفالها، إذ إن اللقاء، دون ضبط لسياقه الإعلامي أو توضيح لمقاصده، منح صدىً متجددًا لخطاب شعبي عُرف بفجاجة مفرداته، التي حاول البعض اتخاذها تجريمًا للموقف. وهنا يبرز التحدي الحقيقي: كيف نوازن بين التعبير الشعبي المشروع، والارتقاء بخطاب الدولة، دون أن نُسقط من حسابنا الجراح التي ما زالت تنزف؟
وفي هذا السياق، تبرز دلالة الآية الكريمة من سورة النساء، حيث يقول تعالى: ﴿لَا يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ (الآية: 148).
وهي آية عظيمة تُرشد إلى أن الجهر بالسوء – وإن كان مكروهًا – فقد يُباح للمظلوم، دون أن يتجاوز. فالظلم لا يُعطي الإنسان تفويضًا مفتوحًا في القول، بل مساحة من التعبير المشروط بالعدل وضبط اللسان، لأن الله سميع لما يُقال، عليم بما تُخفي الصدور.. وإن صبر فهو خير له.
لذلك ليس من العدل تحميل رئيس مجلس السيادة وزر كل انفعال شعبي، خصوصًا في ظل الفظائع المتكررة التي ارتكبتها المليشيا بحق الوطن والمواطن، لكن من حقنا، في المقابل، أن نتساءل عن ملامح الخطاب العام الذي يُبنى في هذه المرحلة المفصلية. فالحرب ليست فقط معركة على الأرض، بل معركة في المعنى واللغة والمستقبل.
السودان اليوم لا يحتاج إلى بطولات لفظية، بل إلى خطاب رصين يُواسي المنكوبين، ويؤسس لمشروع وطني جامع. أما الذين صنعتهم الصدف الإعلامية، فمكانهم ربما في ذاكرة الطُرفة والمزاح العفوي ، لا على منابر القرار أو رمزية المشهد الوطني.
دمتم بخير وعافية..
إبراهيم شقلاوي
الوان