العمانية: أكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية على أن الحوار نهج دبلوماسي وهو الأساس الراسخ الذي تقوم عليه السياسة الخارجية العمانية، والمتجذر في التاريخ العماني وقيمه.

جاء ذلك في كلمة معاليه خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى منظمة الرؤساء الشباب 2025 في المتحف الوطني بمسقط بمشاركة وفد من الرؤساء التنفيذيين الشباب بالمنظمة في إطار زيارتهم الحالية لسلطنة عُمان ضمن جولة تستهدف تعزيز الحوار وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.

وقال معاليه: إن سلطنة عمان تؤمن بمساحات للحوار، حيث يمكن حل النزاعات بواقعية، وتعمل المصالح المشتركة على توحيد وجهات النظر المختلفة، بدلا من أن تُستخدم كأداة للفرقة والعداء.

واستعرض معاليه الرؤية والمبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية العُمانية المرتكزة على الانفتاح، والحياد، والاحترام المتبادل، مبيّنا أن هذه القيم أساسية لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وأكد معاليه أن الدبلوماسية العمانية ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي انعكاس لهُوية سلطنة عمان ونهجها الراسخ في التعامل مع العالم، وعلى مر التاريخ، كانت ولا تزال حلقة وصل بين القارات والثقافات والأفكار، حيث استقبلت شواطئها المستكشفين والتجار والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، مما أسهم في تشكيل هُويتها الوطنية ونهجها القائم على الحوار والانفتاح.

وأشار معاليه إلى أن الضيافة في سلطنة عُمان ليست مجرد عمل من أعمال الكرم، بل هي أسلوب حياة يعكس رؤيتنا للعلاقات الدولية، فأن نرحّب بشخص ما في منازلنا ومجتمعاتنا ووطننا يعني أننا نؤمن بقدرتنا على إثراء حياة بعضنا البعض وبهذا المعنى، فإن الضيافة هي دبلوماسية عملية، وهي الخطوة الأولى نحو بناء علاقات قائمة على التفاهم والانفتاح.

وقال معاليه: إن الدبلوماسية، في جوهرها، هي "فن التوازن"، مشيرا إلى أن سلطنة عُمان لطالما قامت بدور محوري في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، كما أن الدبلوماسية في سلطنة عُمان ليست مجرد ممارسة سياسية، بل هي انعكاس لقيمها المتجذرة في تاريخها وثقافتها، وهي بالنسبة لنا ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي جزء من نسيج هويتنا.

وأكد معالي السيد وزير الخارجية، أن الخطط الدولية المتعلقة بمستقبل فلسطين غالبا ما تُبنى على أسس غير عادلة وغير مستدامة، مشيرا إلى أن هذه الخطط تستند في كثير من الأحيان إلى سياسات قائمة على العداء، مما يحرم الشعب الفلسطيني من حقه في اختيار قيادته وتقرير مصيره.

وأعرب معاليه عن قلقه المتزايد إزاء تصاعد العداء في المشهد العالمي، مؤكدا أن هذه الظاهرة لا تشكّل مصدر قلق فحسب، بل إنها أيضا غير مجدية، وتسهم في إطالة أمد النزاعات وتعقيد مسارات الحلول السّلمية.

وقال معاليه: إن الخطط الخارجية الخاصة بمستقبل الحكم في فلسطين غالبا ما تستند إلى العداء، وهذا ما يجعلها غير مستدامة وغير عادلة، لأنها تُحرم الفلسطينيين من حقّهم الأساسي في اختيار قياداتهم وتقرير مستقبلهم.

وعن تأثير السياسات القائمة على العداء في حل النزاعات، أشار معاليه إلى أن العديد من الجهات الدولية ترفض الانخراط في الحوار مع خصومها، مما يؤدي إلى تعميق الخلافات وتأجيج النزاعات بدلا من حلها.

وقال معاليه: الكثيرون يصرّون على عدم التحدث إلى خصومهم كمسألة مبدأ، ويرون في الحوار مكافأة يجب حجبُها عن الأطراف التي يختلفون معها، لكن في الواقع، هذا النهج لا يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلات ويجعل الحلول السلمية أكثر صعوبة.

وفي سياق حديثه عن القضية الفلسطينية، أوضح معاليه أن العديد من الحكومات ترى أن تحقيق السلام في فلسطين يجب أن يتم عبر حل الدولتين، لكنها في الوقت ذاته تمتنع عن الاعتراف بدولة فلسطين بسبب موقفها من بعض الفصائل السياسية، مثل حركة حماس، وأكد معاليه أن هذا الموقف يعمي هذه الجهات عن إدراك المطالب المشروعة لتلك الفصائل التي تتقاطع في كثير من الأحيان مع تطلعات الشعب الفلسطيني في تحقيق الأمن والاستقلال، وهي حقوق مكفولة بموجب القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأضاف معاليه: إذا كنا نسعى لإيجاد حلول دائمة، فعلينا أن نكون مستعدين للحوار مع من نختلف معهم، والأهم من ذلك، أن نصغي إليهم ونحاول فهم وجهات نظرهم.

يُذكر أن منظمة الرؤساء الشباب (YPO) هي مجتمع عالمي يضم أكثر من 35 ألفا من كبار الرؤساء التنفيذيين في مختلف القطاعات من 142 دولة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وقال معالیه لیست مجرد إلى أن

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأمريكية:ترامب مقتنع ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع بين روسيا وأوكرانيا

ومع تصاعد احداث الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقتنع بضرورة حل الصراع في أوكرانيا بالوسائل الدبلوماسية.. بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس".
وقال روبيو، في مقابلة مع الصحفية الأميركية ميجين كيلي: "وجهة نظر الرئيس ترامب هي أن هذا صراع مطول ويجب أن ينتهي الآن، كما يجب أن ينتهي من خلال المفاوضات، التي سيتعين على الجانبين التنازل عن شيء ما، خاصة وأنه لن أتفاوض مسبقًا على ذلك، أعني، سيكون ذلك عمل دبلوماسي صعب، وهو ما اعتدنا أن نفعله في العالم في الماضي، وكنا واقعيين بشأنه".
وأضاف وزير الخارجية الأميركي: "سيستغرق هذا بعض الوقت، لكن لدينا على الأقل رئيس يدرك أن هدفنا هو أن ينتهي هذا الصراع، ويجب أن ينتهي بطريقة دائمة".

واشنطن بحاجة إلى الدخول في اتصالات مع الصين وروسيا

كما شدد وزير الخارجية الأمريكي، على أن واشنطن بحاجة إلى الدخول في اتصالات مع الصين وروسيا، وأن تفعل ذلك على أعلى المستويات.
وعلق: "في نهاية المطاف عندما تتعامل مع قوى عظمى مثل الصين، فإن ذلك سيكون على أعلى المستويات، وهذا التفاعل سوف يحدث، وفي حالة روسيا، الأمر نفسه".
وتابع روبيو:"من الواضح أنه مهما حدث مع روسيا فسوف يكون هناك ديناميكية بين بوتين وترامب".
في العشرين من يناير، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو منفتحة على الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن الصراع الأوكراني، ومع ذلك، أكد بوتين أن الهدف الأساسي يجب أن يكون معالجة الأسباب الجذرية للأزمة.
كما أشار بوتين إلى وعي روسيا بتصريحات ترامب وتصريحات فريقه التي عبرت عن الرغبة في استعادة الاتصالات والحاجة إلى تجنب حرب عالمية ثالثة.

مقالات مشابهة

  • الرباط تحتضن الإجتماع السنوي لشبيبة الحزب الشعبي الأوروبي لأول مرة خارج أوروبا.. السعدي: مكسب دبلوماسي
  • بدر بن حمد: الخطط الدولية لمستقبل فلسطين غالبًا ما تُبنى على أسس غير عادلة
  • الخارجية الأمريكية:ترامب مقتنع ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع بين روسيا وأوكرانيا
  • وزير الخارجية السوري يكشف ملامح السياسة الخارجية الفترة المقبلة
  • القس رفعت فكري: دعوة السيد المسيح تقوم على السلام والمحبة
  • وزير الخارجية: علاقة مصر بالاتحاد الأوروبي "صحية"
  • السيد أسعد يستعرض مع وزير التجارة والصناعة الهندي تعزيز الشراكة الاستراتيجية
  • مدير عام المعرفة والتنمية الثقافية لـ"الرؤية": الثقافة العمانية لديها حضور قوي بالمحافل الدولية
  • السيد أسعد يستقبل وزير التجارة والصناعة الهندي