استقبل الأستاذ الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- الدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية؛ وذلك لتهنئة على تجديد الثقة به، ومد خدمته لمدة عام آخر مفتيًا للجمهورية.

أسامة الأزهري يهنئ مفتي الجمهورية بثقة الرئيس بالتجديد له حكم العمرة لمَن لا تجد مَن يعتني بأطفالها.

. الإفتاء توضح

وعبَّر مفتي الجمهورية عن خالص الامتنان لزيارة محافظ الغربية وتهنئته، مؤكدًا على عمق العلاقات الطيبة بينهما، ومتمنيًا التوفيق لمحافظ الغربية في أداء عمله والدور المنوط به.

كما تطرق اللقاء إلى بحث التنسيقات اللازمة لافتتاح فرع دار الإفتاء المصرية في مدينة طنطا، والمرتقب افتتاحه قريبًا، استمرارًا لاستراتيجية دار الإفتاء في التوسع أفقيًّا بإنشاء عدة فروع لدار الإفتاء في محافظات مصر المختلفة.

مفتي الجمهورية: المسلم الحق هو الذي يحب وطنه ويعمل جاهدًا على دعم مقومات الدولة 

على صعيد آخر كان قال الأستاذ الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- إن الوسطية سمة للأمة الإسلامية ميزها بها الله سبحانه وتعالى فقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]، وكانت الوسطية سببًا في تحقيق الخير للأمة على جميع مستوياتها، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمع الداخلي أو على مستوى العلاقات الخارجية.

جاء ذلك خلال كلمته بمحاضرة في معهد إعداد القادة تحت عنوان "وسطية الخطاب الديني ومحاربة السلوكيات غير السوية" مضيفًا أن طابع المجتمعات العربية والإسلامية الميل إلى التدين، ويمثل الخطاب الديني ركنًا رئيسيًّا في تكوينهم الثقافي وسلوكهم وتفاعلهم الاجتماعي، ومن هنا كان ولا بد أن يتمتع الخطاب الديني بالوسطية باعتبارها من أهم الخصائص الإسلامية.

وأكد المفتي أن وسطية الإسلام شملت جميع جوانب حياة الأمة العلمية والعملية، فعلى المستوى العقدي جعل الله سبحانه وتعالى اعتقاد هذه الأمة وسطًا بين الغلو والتقصير؛ فالمسلمون وسط في اعتقادهم في أنبياء الله ورسله وعباده الصالحين؛ فهم مؤمنون برسل الله جميعًا، كما أنهم آمنوا بجميع الكتب المنزلة على الرسل والأنبياء.

وشدَّد على أن الخطاب الوسطي يتطلب تضافر الجهود وتنسيق التحركات بين جميع الأطراف لبعث الخطاب الديني الوسطي ونشره بمبادئه ومفرداته السمحة التي تعبر عن جوهر الشريعة الإسلامية.

وأشار المفتي إلى أنه لا يمكن أن نرى سلوكًا منحرفًا في جماعة إنسانية إلا ونجد بالضرورة وراءه خطابًا منحرفًا سوغ لهذا السلوك ودفع في اتجاهه، وإذا كان السلوك المنحرف نتيجة لخطاب منحرف، فلا شك أن الخطاب الوسطي الرشيد يخلف وراءه سلوكًا منضبطًا وعملًا رشيدًا، ويعد آلة فعالة في مواجهة كمِّ الظواهر السلوكية السلبية.

وعن دور الخطاب الوسطي في مواجهة ظاهرة التنمر قال فضيلة المفتي: إن ظاهرة التنمر تمثل إحدى الظواهر السلبية التي وجدت طريقها للانتشار داخل مجتمعاتنا، والخطاب الوسطي الرشيد قادر على تبصير الفرد بمقصد الشريعة من الحفاظ على الكرامة الإنسانية وتحريم الاعتداء اللفظي والبدني على الغير؛ يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾، ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا».

وعن دور الخطاب الوسطي في مواجهة ظاهرة الطلاق المبكر قال فضيلته: ينبغي ترسيخ مبدأ الفضل والإحسان في التعامل بين الزوجين بما له من أثر على إرساء معاني الود والتراحم وتفعيل الشراكة والتعاون والتكامل بين الأزواج، حيث إن الخطاب الإفتائي الوسطي يساعد في حماية البيوت بناء على فهم الواقع والعرف في فتاوى الطلاق.

وشدد المفتي على أن الخطاب الوسطي يقابل خطاب الكراهية مقابلة مباشرة، فخطاب الكراهية يعتمد على إرساء مفاهيم من شأنها خلق حالة من العداء بين صاحب الفكر وكل من خالفه، وهنا يأتي دور الخطاب الوسطي في بيان دعوة الإسلام لتقبل الآخر، يقول تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

وأوضح فضيلة مفتي الجمهورية أن ظاهرة العنف الأسري باتت من الظواهر التي تؤرق مجتمعنا، وهي من الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا، فالخطاب الوسطي يؤسس للرحمة الأسرية؛ يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون﴾ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي».

وعن ظاهرة التحرش أكَّد فضيلته أن الشرع الشريف حذر من انتهاك الحرمات والأعراض، وقبَّح ذلك ونفَّر منه، وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة، حيث إن دور الخطاب الوسطي بناء ما تفكك من القيم التي تُميز مجتمعاتنا.

وشدَّد مفتي الجمهورية على أن الإدمان أصبح شبحًا يهدد قوة الأمة الحقيقية المتمثلة في شبابها، حيث إن الخطاب الوسطي يبين خطورة الإدمان ويحذر منه؛ يقول تعالى: {يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}، ويقول: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}. فالخطاب الوسطي يرشد الشباب ويوجِّه سلوكهم لما ينفع الأمة وينفعهم.

وأشار المفتي إلى أن المسلم الحق هو الذي يحب وطنه ويعمل جاهدًا على دعم مقومات الدولة والحفاظ على مؤسساتها؛ لأن في ذلك حفاظًا على شعائر الدين ورعايةً لمصالح الخلق وانضباطًا لحياتهم. وهذا من الإصلاح الذي قال الله تعالى عنه: ﴿وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف 142] فالمتدين بحق هو أبعد الناس عن معاني الإفساد في الأرض.

واختتم فضيلته كلمته بالتأكيد على أن الدعوة لخطابٍ ديني وسطي هي الدعوة للدين الحق والقول الحق والمنهج الحق، الذي دلت عليه النصوص الشرعية الصحيحة، الذي هو في حقيقته عدل كله وخير كله، لا غلو فيه ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط؛ لأنه من لدن لطيف خبير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية فرع دار الافتاء طنطا مفتی الجمهوریة الخطاب الدینی الإفتاء فی مفتی ا على أن

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الصلاة فريضة لا تسقط أبدا.. وعلاقة متجددة بين العبد وربه (فيديو)

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، أهمية الصلاة باعتبارها الركن الثاني من أركان الإسلام، ووصفها بأنها «عماد الدين» وحبل متين يصل بين العبد وربه على مدار اليوم و الليلة.

وأضاف «عياد» في حواره مع الإعلامي حمدي رزق، خلال برنامج «اسأل المفتي»، المذاع على قناة «صدى البلد»، أن الصلاة ليست مجرد عبادة، بل هي علاقة متجددة يبث فيها المسلم شكواه ونجواه إلى الله، طالبًا منه العون والتوفيق، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة تتجاوز حدود الفرد، لتشمل تأثيرات إيجابية على علاقاته بالآخرين وأفعاله اليومية.

وقال المفتي: عندما تحدث سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عن أركان الإسلام، بدأ بالشهادتين ثم الصلاة، وهذا ترتيب منطقي يعكس مكانتها المحورية، مؤكدًا أن الصلاة هي معراج العبد إلى الله، وهي السد المنيع الذي يحول بين الإنسان وبين المعاصي، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ."

وشدد عياد، على أن الصلاة هي الفريضة الوحيدة التي لا تسقط عن الإنسان طالما كان على قيد الحياة، قائلًا: "يمكن أداؤها واقفًا أو جالسًا أو بأي هيئة تتناسب مع حالته الصحية. فهي دستور حياة وسياج يحفظ الإنسان من الانحرافات."

أشار عياد إلى أن الصلاة هي أولى علامات الإيمان الصادق، مستشهدًا بقول الله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَٰشِعُونَ."

وبيّن أن الصلاة تهذب النفس وتُصلح الأفعال، مؤكدًا أن من يحافظ على الصلاة يجد الطمأنينة والاستقرار النفسي.

واختتم عياد، حديثه بالإشارة إلى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة، على الرغم من غفران ذنوبه، حيث كان يقضي الليالي قائمًا بين يدي الله، وعندما سألته السيدة عائشة رضي الله عنها عن سبب ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا.".

اقرأ أيضاًمسلسلات رمضان 2025.. أكرم حسني يروج لـ«الكابتن» بصورة من الكواليس

الإصابة تحرم توتنهام من جهود سولانكي 6 أسابيع

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي بذكرى الإسراء والمعراج
  • رد قوي من مفتي الجمهورية على المشككين في رحلة الإسراء والمعراج .. ماذا قال؟
  • مفتي الجمهورية يرد على المشككين في الإسراء والمعراج: جزء أصيل أثبتته الشرعية
  • مفتي الجمهورية: الحكم بالتكفير يكون بقرار نهائي من الجهات القضائية
  • مفتي الجمهورية:فلسفة الشريعة الإسلامية في تنظيم العلاقات الاجتماعية تنطلق من نظرة "مكسوَّة بالاحترام"
  • مفتي الجمهورية: وسائل التواصل الاجتماعي تشهد جملةً من المنكرات وعلينا التنبُّه لها
  • مفتي الجمهورية يوضح الحكمة الإلهية لفرض الزكاة وشروط استحقاقها.. فيديو
  • حاجز يحول بين الانسان وحرمات الله .. مفتي الجمهورية يتحدث عن أهمية الصلاة (فيديو)
  • مفتي الجمهورية: تعطيل أعمال الناس بدعوى أداء الصلاة فهم قاصر.. (فيديو)
  • مفتي الجمهورية: الصلاة فريضة لا تسقط أبدا.. وعلاقة متجددة بين العبد وربه (فيديو)