بدر بن حمد: الخطط الدولية لمستقبل فلسطين غالبًا ما تُبنى على أسس غير عادلة
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
مسقط- العمانية
أكد معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، وزير الخارجية، أن الخطط الدولية المتعلقة بمستقبل فلسطين غالبًا ما تُبنى على أسس غير عادلة وغير مستدامة، مشيرًا إلى أن هذه الخطط تستند في كثير من الأحيان إلى سياسات قائمة على العداء، مما يحرم الشعب الفلسطيني من حقه في اختيار قيادته وتقرير مصيره.
وفي كلمته، أعرب معالي السيد عن قلقه المتزايد إزاء تصاعد العداء في المشهد العالمي، مؤكدًا أن هذه الظاهرة لا تشكل مصدر قلق فحسب، بل إنها أيضًا غير مجدية، وتساهم في إطالة أمد النزاعات وتعقيد مسارات الحلول السلمية. وقال: “الخطط الخارجية الخاصة بمستقبل الحكم في فلسطين غالبًا ما تستند إلى العداء، وهذا ما يجعلها غير مستدامة وغير عادلة، لأنها تحرم الفلسطينيين من حقهم الأساسي في اختيار قياداتهم وتقرير مستقبلهم”.
وعن تأثير السياسات القائمة على العداء في حل النزاعات، أشار معاليه إلى أن العديد من الجهات الدولية ترفض الانخراط في الحوار مع خصومها، مما يؤدي إلى تعميق الخلافات وتأجيج النزاعات بدلًا من حلها. وقال: “الكثيرون يصرّون على عدم التحدث إلى خصومهم كمسألة مبدأ، ويرون في الحوار مكافأة يجب حجبها عن الأطراف التي يختلفون معها. لكن في الواقع، هذا النهج لا يؤدي إلّا إلى تفاقم المشكلات ويجعل الحلول السلمية أكثر صعوبة.”
وفي سياق حديثه عن القضية الفلسطينية، أوضح معاليه أن العديد من الحكومات ترى أن تحقيق السلام في فلسطين يجب أن يتم عبر حل الدولتين، لكنها في الوقت ذاته تمتنع عن الاعتراف بدولة فلسطين بسبب موقفها من بعض الفصائل السياسية، مثل حركة حماس. وأكد أن هذا الموقف يعمي هذه الجهات عن إدراك المطالب المشروعة لتلك الفصائل، والتي تتقاطع في كثير من الأحيان مع تطلعات الشعب الفلسطيني في تحقيق الأمن والاستقلال، وهي حقوق مكفولة بموجب القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأضاف معاليه: “إذا كنا نسعى لإيجاد حلول دائمة، فعلينا أن نكون مستعدين للحوار مع من نختلف معهم، والأهم من ذلك، أن نصغي إليهم ونحاول فهم وجهات نظرهم”.
وإيمانًا بأهمية الحوار كنهج دبلوماسي أشار معالي السيد إلى الأسس الراسخة التي تقوم عليها السياسة الخارجية العُمانية، مؤكداً على أن أنها متجذرة في التاريخ العُماني وقيمه. وقال: “نؤمن بخلق مساحات للحوار، حيث يمكن حل النزاعات بواقعية، وحيث توحّد المصالح المشتركة وجهات النظر المختلفة، بدلًا من أن تُستخدم كأداة للفرقة والعداء.”
وأكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أن الدبلوماسية العُمانية ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي انعكاس لهوية السلطنة ونهجها الراسخ في التعامل مع العالم. وأوضح أن سلطنة عُمان، على مر التاريخ، كانت وما زالت حلقة وصل بين القارات والثقافات والأفكار، حيث استقبلت شواطئها المستكشفين والتجار والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، مما ساهم في تشكيل هويتها الوطنية ونهجها القائم على الحوار والانفتاح.
وأشار معاليه إلى أن الضيافة في عُمان ليست مجرد عمل من أعمال الكرم، بل هي أسلوب حياة يعكس رؤيتنا للعلاقات الدولية. وقال: “أن نرحب بشخص ما في منازلنا ومجتمعاتنا ووطننا يعني أننا نؤمن بقدرتنا على إثراء حياة بعضنا البعض “.
وأضاف: “وبهذا المعنى، فإن الضيافة هي دبلوماسية عملية، وهي الخطوة الأولى نحو بناء علاقات قائمة على التفاهم والانفتاح.”
وقال معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية، إنَّ الدبلوماسية، في جوهرها، هي “فن التوازن”، مشيرًا إلى أنَّ سلطنة عُمان لطالما لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، ومؤكدًا أنَّ الدبلوماسية في سلطنة عُمان ليست مجرد ممارسة سياسية، بل هي انعكاس لقيم السلطنة المتجذرة في تاريخها وثقافتها. وقال: “الدبلوماسية بالنسبة لنا ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي جزء من نسيج هويتنا”.
يُشار إلى أنَّ منظمة الرؤساء الشباب ( YOP)هي مجتمع عالمي يضم أكثر من 35 ألفًا من كبار الرؤساء التنفيذيين في مختلف القطاعات من 142 دولة، ويزور وفد منها سلطنة عُمان حاليًا ضمن جولة تستهدف تعزيز الحوار وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: معالی السید بدر بن حمد لیست مجرد إلى أن
إقرأ أيضاً:
هكذا علقت الخارجية الروسية على مشادة ترامب-زيلينسكي
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الجمعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحلى بـ"ضبط النفس" بعدم ضرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مشادة كلامية بينهما في البيت الأبيض.
وكتبت على موقع "تليغرام": "أعتقد أن أكبر كذبة لزيلينسكي من بين كل أكاذيبه كانت تأكيده في البيت الأبيض على أن نظام كييف في عام 2022 كان وحيدا، من دون دعم" مشيرة إلى أن " امتناع ترامب وفانس عن ضرب هذا الحثالة معجزة في ضبط النفس".
وشهدت زيارة الرئيس الأوكراني إلى البيت الأبيض، أجواء عاصفة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصلت إلى حد قول ترامب لنظيره إنه يقلل احترامه.
واحتد النقاش بين ترامب وزيلينسكي بعد تأكيد الأخير على الحصول على ضمانات أمنية، مقابل الموافقة على مسألة وقف إطلاق النار، وقال ترامب: "عليك التوصل إلى اتفاق وإلا سننسحب".
وقال ترامب بحدة: "عليك التوصل إلى اتفاق وإلا سننسحب، تصريحاتك تفتقر بشدة إلى الاحترام".
وأضاف ترامب: "نعمل على إيجاد حل للمشكلة وأنت لست في موقع لفرض إملاءات علينا، جنودك يتناقصون وأنت تخبرنا أنك لا تريد وقف إطلاق النار".
ودخل نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، على الأجواء العاصفة للقاء، وقال: "من قلة الاحترام أن يأتي زيلينسكي إلى البيت الأبيض ويجادل أمام وسائل الإعلام الأمريكية".
في المقابل كانت ردود الفعل الأوروبية في صف زيلينسكي.
فقد تعهد رئيس الوزراء البريطاني، الجمعة، بتقديم "دعم ثابت" لأوكرانيا، وفق ما أعلن مكتبه الذي أشار أيضا إلى أن كير ستارمر تحدث إلى كل من الرئيسين ترامب وزيلينسكي عقب اجتماعهما الغاضب في البيت الأبيض.
وقالت المتحدثة باسم ستارمر: "تحدث رئيس الوزراء الليلة مع الرئيسين ترامب وزيلينسكي. إنه يُبقي على دعم ثابت لأوكرانيا، ويفعل كل ما بوسعه لإيجاد سبيل للمضي قدما نحو سلام دائم قائم على السيادة والأمن لأوكرانيا".
أما وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس فقد أكدت الوقوف إلى جانب كييف، مشككة بزعامة الولايات المتحدة للعالم الغربي.
وكتبت كالاس على وسائل التواصل الاجتماعي في أعقاب المواجهة في المكتب البيضوي: "اليوم، أصبح من الواضح أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد. الأمر يعود لنا كأوروبيين لقبول هذا التحدي"، مضيفة "أوكرانيا هي أوروبا! نحن نقف إلى جانب أوكرانيا".
وشدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على وجود "معتد هو روسيا وشعب معتدى عليه هو أوكرانيا".
وأضاف: "أرى أننا كنا جميعا على حق في مساعدة أوكرانيا ومعاقبة روسيا قبل ثلاث سنوات وفي الاستمرار في القيام بذلك".
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك: "عزيزي زيلينسكي، أصدقائي الأوكرانيين الأعزاء، لستم وحدكم".
وكتب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر منصة "إكس": "أوكرانيا، إسبانيا تقف إلى جانبك".
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس: "يمكن لأوكرانيا الاعتماد على ألمانيا وأوروبا"، وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عبر "إكس": "ألمانيا وحلفاؤنا الأوروبيون متحدون إلى جانب أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. يمكن لأوكرانيا الاعتماد على الدعم الثابت لألمانيا وأوروبا وأبعد من ذلك".