رموز الفن المصري في معرض القاهرة الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
متابعة بتجــرد: تبرز كتب السير الشخصية والإصدارات التذكارية عن أعلام الفن المصري داخل أجنحة معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام كعلامة على امتداد أثرهم في وجدان القراء رغم مرور عقود على رحيلهم ومحاولة من المؤلفين لرد الاعتبار إلى أسماء فنية غابت عنها الأضواء.
وتتصدر المطربة أم كلثوم عناوين عدد من الكتب منها “أم كلثوم.
كما أصدرت دار إبداع للنشر والتوزيع كتابا بمناسبة مرور 50 عاما على ذكرى وفاة أم كلثوم بعنوان “صاحبة الجلالة.. أم كلثوم” للمؤرخ الفني محمد شوقي، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
ويستعرض الكتاب زوايا مختلفة للمطربة الملقبة “كوكب الشرق” منها نظرة الغرب لها، ورحلاتها الخارجية، واستقبالها في معظم مطارات العالم العربي بحفاوة تحاكي استقبال الملوك وكبار الشخصيات.
ومن الكتب التي تخلد ذكرى أم كلثوم في المعرض أيضا كتاب “أم كلثوم والأتراك” الصادر عن دار مرفأ للثقافة والنشر للباحث الموسيقي التركي مراد أوزيلدريم وترجمة أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير.
ويكشف الكتاب عن تأثر الأتراك بالمطربة المصرية الراحلة خاصة في فترة حظر إذاعة الموسيقى الكلاسيكية في تركيا بين عامي 1934 و1936، ما جعل أم كلثوم الصوت الأقرب لأذن المستمع التركي عبر أثير الإذاعة الحكومية المصرية الناشئة آنذاك.
وهناك كذلك كتاب “أم كلثوم ومن معها” للكاتب إبراهيم شكري الذي يقدم شرحا مبسطا للموسيقى والمقامات وفهما أوسع لتاريخ الموسيقى العربية للقارئ غير المتخصص مع تحليل لأشهر أغاني أم كلثوم.
أما القاص والصحفي شريف صالح فجاءت مساهمته في إحياء ذكرى أم كلثوم عبر رواية صادرة عن الدار المصرية اللبنانية في 270 صفحة من القطع المتوسط بعنوان “مجانين أم كلثوم”.
ويقول الناشر في تعريفه بالكتاب “لا تقدم هذه الرواية فقط توثيقا لروائع “الست” وإنما هي محاولة جدية لرسم سردية جديدة لأغنياتها التي باتت في دماء الشعب العربي بأكمله، كجزء من الهوية المصرية والعربية”.
وتطرح دار ريشة للنشر والتوزيع المتخصصة في كتب السير الذاتية مجموعة كبيرة من الإصدارات عن رموز الفن المصري في معرض القاهرة للكتاب منها “مَلِك حزين.. سيرة درامية” عن الممثل الكوميدي إسماعيل ياسين من تأليف الناقد الفني ماهر زهدي. (…)
أما الشاعر والباحث الموسيقي محب جميل فيواصل رحلته التي بدأها قبل سنوات مع السير الشخصية للفنانين بإصدار جديد عن المحرر للنشر والتوزيع بعنوان “سعاد مكاوي.. أكبر من النسيان” يستعرض فيه رحلة فنانة متعددة المواهب (1928-2008) لم تنل حظا وافرا من الشهرة.
ويقول جميل في تقديمه للكتاب “لقد حضرت سعاد بصوتها في الإذاعة وبرامجها المتنوعة، كما زينت طلتها العديد من المشاهد الفكاهية في الأفلام الغنائية خلال حقبتي الأربعينيات والخمسينيات. فكونت مع إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو ثنائيا مدهشا أمتعنا بكوكبة من المونولوجات الفكاهية والديالوجات في أفلام حملت توقيع كبار المخرجين أمثال: عباس كامل وحسن الإمام وحلمي رفلة وحسن رمزي وآخرين”.
ومن بين نجوم الماضي الذين أعاد معرض القاهرة للكتاب الاعتبار لهم الممثلة ميمي شكيب في كتاب بعنوان “ميمي شكيب.. سيرة أخرى” الصادر عن ديوان للنشر في 240 صفحة للكاتب والباحث محمد الشماع.
وقال الشماع إن الكتاب يرتكز على مذكرات الفنانة الراحلة التي نشرت في حلقات بمجلة عربية لكن ما سردته عن نفسها توقف عند عام 1974 ليبدأ هو في استكمال باقي التفاصيل عبر بحثه وتدقيقه في كل ما نشر وكتب عنها لاحقا.
وتشارك 1345 دار نشر من 80 دولة في الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقامة بمركز مصر للمعارض الدولية في الفترة من 23 كانون الثاني إلى الخامس من شباط.
main 2025-01-31Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: معرض القاهرة أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
رمضان.. وأمي الراحلة
سالم بن نجيم البادي
هذا رمضان الأول، يأتي وأمي غائبة، وتتجاذبني مشاعر مُتعارضة، بين فرحة قدوم رمضان، وفقد أمي. أمي لن تكون حاضرة على مائدة الإفطار عند أذان المغرب، ولن تتوكأ على عصاها وهي ذاهبة إلى صلاة التراويح، ولن توقظنا في وقت السحور.
أريد الآن أن أجمع شتات نفسي وأنا أركض خلف متطلبات الحياة وأحاول جاهدا أن أكون كما أنا وعلى سجيتي ودون أن ألعب أدوارا تمثيلية متعددة مجبراً وأتقمص دون إجادة أدوار شخصيات لا تشبهني وأدعي الجهل والسذاجة واللامبالاة ولي ذاتٌ واقعية وأخرى مستعارة لا أعرفها أعيش بها بين النَّاس وكنت غريباً ووحيدا مع كل هذا الضجيج من حولي ومبتسماً، رغم احتراقي الداخلي لقد أوجعني هذا التمثيل وأرهقني كثيرا والعيش بين النَّاس صعب جدا والابتعاد عنهم أشد صعوبة.
وكانت أمي البلسم الشافي لي من كل ذلك والآن أصبحت أحمل أثقالي وحدي مع ضعفي في مواجهة خيباتي المتوالية وخساراتي الفادحة وكانت أمي تسند ظهري وتمسح بيديها الحانية على تلك الندوب التي تملأ روحي، وفي كل مرة أعود إليها وأنا على حافة الذبول كانت تسقيني من عذب كلماتها المحفزة حتى تورق روحي من جديد وانطلق وفي يدي بقية من شعلة الأمل التي تنفخ فيها أمي كلما خفت ضوؤها.
وأعود واقفًا بعد كل سقوط لكنني الآن بالكاد أستطيع أن اعتمد على نفسي بعد أن اعتدت الاتكاء على كتف أمي وكان لدي شعور يلازمني في وجود أمي بأنني طفل كبير يرفض الفطام عن حضورها وحضنها ودعائها وقهوتها وخبزها وقلقها وخوفها عليَّ.
في بعض المواسم والأوقات والمناسبات والأماكن، يكبر ألم الغياب وتصير الروح أكثر شفافية وحساسية تجاه فقد من نحبهم وهذا ما حدث معي حين أطل هلال شهر رمضان.
لقد أسرعتُ إلى قبر أمي أُخبرها بثبوت رؤية هلال شهر رمضان كما كنت أفعل ذلك كل عام، لكنها لم ترد، ولم تجهر بنية الصيام التي حفظتها من كتاب "تلقين الصبيان" للسالمي، ومكثت معها طويلا، ثم عدت أرحب برمضان وأمي لا تفارق مخيلتي، لكنني عقدت العزم على محاولة التصالح مع رمضان ونفسي ومع الناس، وأن أفر إلى الله وأتوسل إليه سبحانه وتعالي حتى يمنح روح أمي السلام والرحمة.
رابط مختصر