من المرتقب أن يكون لمشروع القطار السريع بين دبي وأبوظبي آثار إيجابية ضخمة على الاقتصاد الإماراتي، وإحداث نقلة نوعية على صعيد المشاريع العقارية المتوقع إطلاقها على جانبي مسار القطار، مما يضيف مزيدًا من النهضة العقارية إلى الدولة على مدار العقود المقبلة.
وجرى الإعلان عن مشروع القطار فائق السرعة الذي يربط بين العاصمة أبوظبي وإمارة دبي، وذلك في حفل رسمي نظّمته شركة قطارات الاتحاد، في محطة الفاية يوم الخميس 23 يناير 2025.


ورصدت “بيوت”، البوابة العقارية الرائدة في الإمارات العربية المتحدة، مميزات هذا المشروع والتبعات الاقتصادية المصاحبة لإطلاقه وانعكاساته الإيجابية على القطاع العقاري على وجه الخصوص إذا سيضيف مزيدًا من الانتعاش إلى السوق والذي يسجل حاليًا مستويات قياسية على صعيد المعاملات والمبيعات بالإضافة إلى ذلك يسهل تحقيق زيادة قيمة معاملات العقار في دبي بنسبة 70% إلى تريليون درهم، وذلك في ضوء الأهداف الطموحة التي تضمنتها أجندة دبي الاقتصادية D33.
وستتولى شركة “قطارات الاتحاد”، مهمة تطوير وتشغيل هذا المشروع الرائد، استكمالًا للإنجازات التي حققتها الشركة في تطوير قطاع السكك الحديدية في الدولة، وتشغيل شبكة السكك الحديدية الوطنية، وفق أعلى مستويات الكفاءة والجودة والموثوقية وسيتيح القطار للأفراد، سواء من سكان الدولة أو الزوار، سهولة التنقّل بين أبوظبي ودبي في مدة زمنية لا تتجاوز 30 دقيقة وبسرعة قصوى تصل إلى 350 كيلومترًا في الساعة، مرورًا بأبرز الوجهات الاستراتيجية والمعالم السياحية.
قيمة مضافة للاقتصاد الوطني
يساهم مشروع القطار فائق السرعة في الناتج المحلي الإجمالي الإماراتي بما يصل إلى 145 مليار درهم في غضون العقود الخمسة المقبلة، فضلًا عن الآثار الإيجابية جدًا في جميع القطاعات الاقتصادية والسياحية والاجتماعية والعقارية، مع ترسيخ مكانة الدولة على خارطة الدول المتقدمة على صعيد النقل المستدام والمعاصر بخطوط السكك الحديدية، بفضل ما يتميز به من مواصفات السرعة والكفاءة والأمان في التنقل.
التوسع العمراني
يسهم القطار السريع بين دبي وأبوظبي في تحفيز التوسع العمراني وإنشاء مدن سكنية وتجارية جديدة، وسيجعلها هذا المشروع أكثر جذبًا للسكن والعمل وإطلاق الاستثمارات الجديدة في مجالات العقارات والصحة والتعليم والترفيه وجميع الخدمات المصاحبة، مما يشجع على جذب استثمارات أجنبية ضخمة كأثر اقتصادي غير مباشر للمشروع على المديين المتوسط وطويل الأجل.
زيادة الطلب السكاني
في البداية تستفيد المناطق السكنية القريبة من مسار محطات القطار السريع سواء للسكن والإيجار أو العمل، ثم يبدأ التوسع الأفقي تدريجيًا لأماكن سكنية نائية سيمر بها القطار.
أراضي جديدة قابلة للتطوير
يسمح مشروع القطار السريع في إضافة مخزون كبير جدًا من الأراضي القابلة للتطوير العقاري على جانبي مسار القطار وبالقرب من المحطات، بالتالي من المتوقع أن يتنافس المطورين العقاريين على شراء الأراضي في وقت مبكر للاستفادة من أسعارها المنخفضة حاليًا، مقارنة مع أسعارها بعد التشغيل الكامل للقطار.
انتعاش سياحي
تسهيل التنقل يعد أحد العوامل الداعمة لتنشيط القطاع السياحي، ويعزز من البرامج السياحية داخل الدولة وزيادة العديد من الأماكن أثناء الرحلة السياحية للزائر، وتعزيز الثقة في السوق، وترك تجربة أكثر من جيدة حول البنية التحتية المتطورة، لذا فإن تجربة تنقل أكثر سهولة بين دبي وأبوظبي يعزز السياحة الوافدة من الداخل أو الخارج.
تعزيز البنية اللوجستية
تعد خطوط السكك الحديدية ضمن أهم الخدمات اللوجستية لدعم القطاعات الاقتصادية، والتي تكون تكلفتها أقل قياسًا على بعض وسائل النقل الأخرى، فضلًا عن دورها في تحسين حجم التبادل التجاري بين دبي وأبوظبي، كما يشجع المستثمرين والشركات على إطلاق أعمال مشتركة بين الإمارتين بفضل الربط السريع.
وتعليقاً على ذلك، قالت فيبا أحمد، نائب الرئيس لمبيعات العقارات في “بيوت”: “سيحدث القطار السريع تحولاً كبيراً في سوق العقارات في دولة الإمارات العربية المتحدة، فكما عزز مترو دبي من أهمية المناطق المجاورة لمساره، وأثر إيجاباً على أسعار العقارات فيها مما أدى إلى ازدهارها بشكل واضح، حيث سبق وشهدت مناطق مثل أبراج بحيرات جميرا ودبي مارينا ارتفاعًا ملحوظاً في أسعار العقارات بسبب وسيلة النقل المتوفرة وسهولة التنقل، فإنني أتوقع حدوث نفس التأثير بالنسبة للمناطق المتواجدة على طول مسار قطار الاتحاد، بما في ذلك الموانئ، والمناطق الصناعية وأواسط المدن ومراكز الأعمال في كافة الإمارات السبع، وستعمل شبكته الواسعة على تعزيز إمكانية التنقل والوصول لمختلف المناطق، مما سيؤدي إلى حدوث زيادة في الطلب على العقارات القريبة منه”.
وأضافت فيبا أحمد أن “هذا يتماشى مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق النمو المستدام، وخلق فرص استثمارية جديدة ودفع عجلة التقدم الاقتصادي وإعادة تشكيل سوق العقارات، الأمر يعود بالمنفعة على السكان والشركات والمستثمرين مع تعزيز التزام الدولة بالابتكار والتطوير”.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: السکک الحدیدیة القطار السریع مشروع القطار

إقرأ أيضاً:

طرق دبي توقع مذكرة مع “بايدو أبولو جو” لبدء التجارب لتشغيل 50 مركبة ذاتية القيادة في 2025

 

وقعت هيئة الطرق والمواصلات مذكرة تفاهم مع شركة (بايدو أبولو جو) (Baidu ApolloGo)، التي تعد احدى الشركات الرائدة في العالم في توفير حلول التنقل ذاتي القيادة، لتشغيل مركبات أجرة ذاتية القيادة على نطاق واسع في الإمارة، حيث ستقوم الشركة بالتشغيل التجريبي لـ 50 مركبة ذاتية القيادة خلال الاشهر القادمة، وذلك تمهيداً للتشغيل الرسمي وإطلاق الخدمة للجمهور في عام 2026.
وشهد معالي مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، والسيد هالتون نيو المدير العام للأعمال الخارجية في مجموعة بايدو للقيادة الذكية، مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين الهيئة و(بايدو)، التي وقعها عن الهيئة السيد أحمد هاشم بهروزيان المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة، وعن الشركة، السيد ليانغ تشانغ المدير العام للأعمال الخارجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحضور عدد من المسؤولين من الجانبين.
ووفقاً لمذكرة التفاهم، تقوم شركة بايدو أبولو جو، بتشغيل الجيل السادس من مركبات الأجرة ذاتية القيادة (Robo Taxi RT6)، المصمم خصيصاً لخدمات التنقل ذاتي القيادة والمزود بأكثر من 40 مستشعرا وحساسات لضمان اعلى مستوى من الاتمتة والسلامة، وهو النموذج الذي حقق نجاحا كبيراً واشادة من قبل المستخدمين في الصين، وستبدأ مرحلة تجميع البيانات والتجارب بعدد 50 مركبة خلال الاشهر القادمة، وترتفع تدريجياً إلى 1000 مركبة أجرة ذاتية القيادة في السنوات الثلاث القادمة، وذلك وفقاً لمعايير كفاءة وجودة تقديم الخدمة، وتعد هذه الخطوة أول توسع دولي لشركة (ابولو جو) في مجال اختبار وتشغيل المركبات الذاتية القيادة خارج الصين وهونغ كونغ.
وسجلت الشركة حتى الآن أكثر من 150 مليون كيلومتر من القيادة الآمنة، مما مكنها من تنفيذ عمليات تشغيل واسعة النطاق لخدمات مركبات الأجرة ذاتية القيادة في عدة مدن صينية، إلى جانب إطلاق عمليات تشغيل كاملة بدون سائق بنسبة 100%، حيث أتمت “أبولو جو” (ApolloGo) أكثر من 10 ملايين رحلة تنقل ذاتي القيادة، حيث تعد أكبر مشغّل لأسطول سيارات ذاتية القيادة في العالم.
وأعرب معالي مطر الطاير عن سعادته بتوقيع مذكرة التفاهم مع شركة (بايدو ابولو جو)، التي تُعد من أبرز الشركات العالمية الرائدة في تقديم حلول التنقل الذاتي على نطاق واسع، حيث أطلقت أول خدمة مركبات أجرة ذاتية القيادة في الصين، وتقود جهوداً كبيرة لدمج الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وتقنيات الأتمتة لبناء مدن المستقبل الذكية.
وقال الطاير: تأتي المذكرة في إطار توجيهات القيادة الرشيدة لتعزيز الشراكة مع المؤسسات والشركات العالمية الرائدة، لترسيخ موقع الإمارة فـي الصدارة فـي تطبيق حلول النقل المتقدمة والمستدامة، وتطبيق تقنيات فائقة التطوّر، واحتضان التجارب الخاصة بتطبيق حلول التنقّل المبتكرة، مؤكداً أن المذكرة تُعد خطوة مهمة في تحقيق استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، الرامية لتحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة من خلال وسائل المواصلات المختلفة بحلول عام 2030، وتأتي استكمالاً للجهود المستمرة التي تبذلها الهيئة لإجراء التجارب التشغيلية على المركبات والوحدات ذاتية القيادة، التي بدأت في عام 2016.
وأضاف: التنقل ذاتي القيادة أصبح أمراً واقعاً، والشركات العالمية تُسرع الخطى لتطوير التكنولوجيا والبرمجيات المتعلقة بعمل المركبات ذاتية القيادة، فيما تعمل الحكومات ممثلة في الهيئات المعنية، بترخيص تشغيل المركبات ذاتية القيادة، على تطوير البنية التحتية التي تحتاج إليها المركبات ذاتية القيادة، ووضع التشريعات والقوانين المنظمة لتشغيلها، مؤكداً أن هيئة الطرق والمواصلات، تعمل على تعزيز ريادة دبي العالمية في مجال التنقل ذاتي القيادة، وذلك من خلال تجربة تشغيل أنماط مختلفة من المركبات ذاتية القيادة، والتاكسي الجوي، ووسائل النقل البحرية، بهدف تحقيق استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة.
من جانبه أكد السيد هالتون نيو المدير العام للأعمال الخارجية في مجموعة بايدو للقيادة الذكية، أن التعاون مع هيئة الطرق والمواصلات يدعم جهود إمارة دبي في تبني التكنولوجيا المبتكرة، ويسهم في دعم رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة، في تعزيز ريادتها العالمية في مجال التنقل ذاتي القيادة.
وقال: “تسعى أبولو جو (ApolloGo) لتقديم خدمات تنقل ذكية تتسم بالأمان، والاستدامة، والكفاءة في مختلف مدن العالم، ومن خلال التعاون الوثيق مع الشركاء المحليين، نهدف إلى تطوير حلول نقل تحولية تمكّن المجتمعات وتسهم في دفع مسيرة التقدم”.
وقال السيد ليانغ تشانغ المدير العام للأعمال الخارجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا(ابولو جو): “تمثل شراكتنا مع هيئة الطرق والمواصلات أهم توسع دولي لخدمة أبولو جو (ApolloGo) خارج الصين حتى الآن، ويعكس هذا التعاون التزام دبي الراسخ في أن تصبح رائدة عالميًا في مجال الابتكار في حلول التنقل من الجيل التالي”.
من جانبه قال السيد أحمد بهروزيان، سيوفر التنقل ذاتي القيادة نمط حياة أفضل لجميع فئات المجتمع وسيتيح حرية التنقل لمن لا يستطيعون القيادة حاليا مثل الأطفال وكبار السن، كما سيوفر الكثير من الوقت والجهد وسيرفع من مستوى السلامة المرورية على الطرق، مؤكداً أن المستقبل سيكون لتقنيات التنقل ذاتي القيادة التي ستشكل جزءًا أساسياً من حركة تنقل السكان. وأضاف: تسهم مذكرة التفاهم في تعزيز التعاون وتبادل الخبرات لتطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية في إمارة دبي من خلال تجارب ميدانية وإعداد خارطة طريق لتشغيل مركبات الأجرة ذاتية القيادة.وام

 


مقالات مشابهة

  • تصوير جوي.. شاهد معدلات تنفيذ مشروع شبكة القطار الكهربائي السريع
  • أكثر من 55 مليون مسافر مغربي ومغربية اختاروا القطار في 2024
  • المغرب ينهي عهد “القطارات الحرارية” و يحدث محطات سككية من الجيل الجديد
  • “ريبورتاج” تستعرض فرص الاستثمار العقاري بالإمارات خلال معرض “IPS 2025”
  • EVIS أبوظبي 2025 ينطلق بمشاركة قيادات عالمية وشراكات استراتيجية لتعزيز مستقبل التنقل الكهربائي
  • “الأندلس للتطوير العقاري” توقع شراكة مع “إل إتش كونسبت” لتصميم الديكور بمشروع “بوتيغا نوفي”
  • غرفة جدة تستضيف “سيريدو العقاري”
  • تقام تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. إعلان تفاصيل جائزة أبوظبي للتميز في دمج أصحاب الهمم “دمج”
  • طرق دبي توقع مذكرة مع “بايدو أبولو جو” لبدء التجارب لتشغيل 50 مركبة ذاتية القيادة في 2025
  • عضو بشعبة الاستثمار العقاري يضع تصورا لتشيط مبيعات العقارات والتوسع في تصديرها