في واقعة غريبة ومثيرة للدهشة، تمكن شاب باكستاني من إعادة تعريف مفهوم القيادة، بعد أن نجح في تحويل سيارته للعمل بلوحة مفاتيح كمبيوتر بدلاً من عجلة القيادة التقليدية.

الشاب إحسان ظفر عباسي، من مدينة أبوت آباد الباكستانية، نشر عبر حسابه على إنستغرام مقطع فيديو يظهر فيه وهو يجلس في المقعد الخلفي لسيارته، بينما يتحكم في قيادتها باستخدام لوحة مفاتيح يحملها بين يديه.

الفيديو، الذي تجاوز 66 مليون مشاهدة حتى الآن، أظهر عباسي وهو يقود السيارة بكل سلاسة داخل شوارع المدينة، في تجربة وصفها البعض بأنها مبتكرة وجريئة، بينما اعتبرها آخرون تصرفاً متهوراً قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الطريق.

      عرض هذا المنشور على Instagram      

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎????????Ehsan zafar Abbasi????????‎‏ (@‏‎ehsanzafarabbasi‎‏)‎‏

تفاصيل الابتكار

هذا الشاب، الذي ينحدر من قرية باغ النائية في منطقة أبوت آباد، يُعرف بشغفه الكبير في تفكيك الأجهزة الإلكترونية، وهو ما قاده إلى تنفيذ بعض الإصلاحات المبتكرة، وإن كانت في بعض الأحيان غير ناجحة.
مؤخراً، لفت عباسي أنظار سكان حيه بعد أن قام بتعديل سيارة عائلته لتبدو وكأنها ذاتية القيادة، حيث ظهر في مقطع الفيديو وهو يتحكم في السيارة عن بعد، بينما كان مقعد السائق فارغاً ومسند الرأس مفككاً، ما جعلها تبدو وكأنها تتحرك من تلقاء نفسها، الأمر الذي أثار دهشة المارة وجعلهم يتساءلون عن كيفية عملها.
وأثار الفيديو تفاعلاً واسعاً، حيث انقسمت الآراء بين من يرى في هذه الفكرة إبداعاً تقنياً يستحق التطوير، وبين من حذر من خطورتها على السلامة المرورية، خاصة أن القيادة التقليدية تعتمد على ردود فعل سريعة ودقة في التحكم، وهو ما قد لا توفره لوحة المفاتيح بنفس الكفاءة.

وفي تصريحات إعلامية، كشف إحسان ظفر عباسي أن تحويل سيارته إلى هذه التقنية استغرق منه 7 أشهر من العمل، وكلفه حوالي 1000 دولار.

وأوضح أنه استخدم برمجيات خاصة وأجهزة تحكم متطورة، مما سمح له بالتفاعل مع السيارة إلكترونياً، دون الحاجة إلى عجلة القيادة التقليدية.

وأضاف عباسي أنه استلهم هذه الفكرة لأول مرة أثناء لعبه ألعاب الفيديو في طفولته، حيث تساءل: "إذا كان بالإمكان قيادة السيارات في الألعاب باستخدام لوحة مفاتيح، فلماذا لا يمكن تطبيق ذلك في الواقع؟".
وأضاف أن طفولته في قريته كانت مليئة بالتحديات، حيث كان الحصول على الكهرباء أمراً نادراً، لذلك كان يشعر بفرحة غامرة عندما تعمل الكهرباء، فيسارع مع أصدقائه للجلوس أمام الكمبيوتر ولعب ألعاب مثل GTA: Vice City وNeed for Speed، ما ولّد لديه شغفاً عميقاً بالتكنولوجيا.

مختبر تحت السلالم 

مع ضعف خدمات الإنترنت في قريته، اعتمد عباسي على تجاربه الخاصة لفهم الإلكترونيات والميكانيكيات، فقام بتحويل غرفة صغيرة تحت سلالم منزله إلى مختبر يجري فيه تجاربه، مستفيداً من دعم أفراد عائلته الذين يزودونه بأجهزة إلكترونية قديمة من الأسواق المستعملة.
وقال عباسي: "لقد قمت بتفكيك العديد من الهواتف المحمولة، الأجهزة اللوحية، الطابعات، الماسحات الضوئية، أجهزة الكمبيوتر، أجهزة العرض، وحتى عصارات الفواكه، محاولاً فهم آلية عملها وإعادة استخدامها في ابتكارات جديدة".
وبعد سبعة أشهر من العمل المتواصل، تمكن عباسي من إتقان مشروعه الفريد، لكنه لا ينوي التوقف عند هذا الحد، إذ يطمح إلى إضافة تقنيات متقدمة، مثل أجهزة استشعار وتقنيات حديثة، لتسهيل استخدام السيارات للأشخاص ذوي الإعاقة، مما يمنحهم القدرة على القيادة بشكل مستقل.

حلم بتأسيس شركة عالمية

ورغم عبقريته الفريدة، يواجه عباسي تحديات كبيرة في تحقيق أحلامه، إذ يقول إنه يحلم بتأسيس شركة سيارات عالمية في باكستان، على غرار شركة تسلا، كما يطمح إلى الدراسة في إحدى أرقى الجامعات العالمية مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة.


وعلى الرغم من الإعجاب الذي حظي به اختراعه بالقيادة عبر لوحة المفاتيح، إلا أن هذه الفكرة قد تواجه عقبات قانونية، حيث من المحتمل أن تعتبر السلطات المرورية الباكستانية هذه التعديلات غير قانونية، نظراً لمتطلبات السلامة. ومع ذلك، يبدو أن عباسي يطمح إلى تطوير فكرته وإيجاد طرق أكثر أماناً لتطبيقها مستقبلاً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية باكستان غرائب لوحة مفاتیح

إقرأ أيضاً:

توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي وصل لبريطانيا ويُقلق المبدعين.. ماذا نعرف عنه

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، لمحرر التكنولوجيا، دان ميلمو، قال فيه: "من الواضح أن التكنولوجيا، التي تم إطلاقها للتو في أوروبا والمملكة المتحدة، لديها القدرة على تحويل صناعات الأفلام والتلفزيون والإعلان".

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنه "إذا كنت تريد أن تعرف لماذا أوقَف تايلر بيري توسعة مجمع الاستوديو الخاص به بقيمة 800 مليون دولار فاكتب: شخصان في غرفة معيشة في الجبال، في أداة توليد الفيديو في OpenAI".

وقال: "تشير النتيجة من أداة Sora التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي تم إطلاقها في المملكة المتحدة وأوروبا، الجمعة، إلى سبب توقف قطب التلفزيون والسينما الأمريكي عن خططه".

وتابع بيري بأنه في العام الماضي بعد رؤية معاينات Sora، فإنه إذا أراد إنتاج تلك اللقطة الجبلية، فقد لا يحتاج إلى بناء طقم تصوير في الموقع أو على أرضه. وقال: "يمكنني الجلوس في مكتب والقيام بذلك باستخدام جهاز كمبيوتر، وهو أمر صادم بالنسبة لي".

وأضاف: "إن النتيجة من طلب نصي بسيط لا يتجاوز مدته الخمس ثوانٍ، يمكنك الانتقال إلى ما يصل إلى 20 ثانية وأيضا تجميع مقاطع فيديو أطول بكثير من الأداة، ويظهر "الممثلون" مشاكل واضحة بأيديهم (مشكلة شائعة مع أدوات الذكاء الاصطناعي)".

"لكن خلفية الجبل والديكورات الداخلية المريحة مقنعة، ولم يستغرق الأمر سوى 45 ثانية بعد إدخال المطالبة النصية. سوف تتحسن التكنولوجيا أيضا" بحسب تايلر بيري. 

وأبرز أنه "للوصول إلى Sora، يحتاج المستخدمون إلى الحصول على حزمة مدفوعة مع ChatGPT، لكنها إشارة إلى المكان الذي تتجه إليه تكنولوجيا إنشاء الفيديو في سوق الذكاء الاصطناعي سريع التطور. كما أنها تؤكد على سبب وصول الخلاف حول حقوق النشر إلى مستويات ساخنة على جانبي الأطلسي".

وقال: "من الواضح أن أدوات إنشاء الفيديو مثل Sora وKling وRunway لديها القدرة على تحويل صناعات الأفلام والتلفزيون والإعلان". فيما قالت إحدى فنانات المملكة المتحدة الرقميات التي جربت الأداة، جوزفين ميلر، إنها وسّعت الفرص أمام "المبدعين الأصغر سنا" وهي تستخدمها بالفعل لعرض أفكار الإعلان على العلامات التجارية.

إلى ذلك، تقول شركة OpenAI، بحسب الصحيفة البريطانية، إنّ "المبدعين والاستوديوهات في المواقع التي يتوفر فيها Sora بالفعل، مثل الولايات المتحدة، يستخدمونه لإنتاج أفكار وعروض أفلام وإعلانات".


ويقول الرئيس التنفيذي لمجموعة Brandtech Group، ديفيد جونز، وهي شركة ناشئة في مجال الإعلان تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء حملات تسويقية، إنه "سيكون هناك اضطراب هائل في صناعات الإعلان والتسويق بسبب أدوات مثل Sora".

ويقول جونز إن "هذه لحظة كوداك لصناعته، في إشارة إلى شركة أفلام الكاميرا التناظرية التي استسلمت للثورة الرقمية"، فيما يتبنى المعلنون الكبار بالفعل مقاطع الفيديو المصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعي. حيث أنتجت شركة كوكاكولا إعلانا لعيد الميلاد تم إنشاؤه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي في العام الماضي وتم توضيح آثار التكنولوجيا في تغريدة محددة من أليكس هيرش، مبتكر سلسلة الرسوم المتحركة من إنتاج ديزني.

وكتب: "حقيقة ممتعة: كوكا كولا حمراء، لأنها مصنوعة من دماء فنانين عاطلين عن العمل!"؛ بينما أصبحت مشكلة خسارة الفنانين أمام الذكاء الاصطناعي ساحة معركة رئيسية في تطوير التكنولوجيا على مستويات متعددة، ولا سيما في ما يتعلق بحقوق الطبع والنشر. 

وتعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل Sora وChatGPT  بواسطة نماذج مدربة على كميات هائلة من البيانات المستقاة من الإنترنت. إذ يعدّ ChatGPT، الذي طورته أيضا OpenAI، موضوع دعاوى قضائية تزعم أن استخدام أعمال الفنانين دون إذن يعد انتهاكا لحقوق الطبع والنشر.

وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنه "تعمق الخلاف في المملكة المتحدة هذا الأسبوع بشأن خطط الحكومة للسماح لشركات الذكاء الاصطناعي باستخدام الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر دون إذن". 

وأضاف: "ردّ القطاع الإبداعي بإصدار ألبوم احتجاج صامت من قبل 1000 موسيقي ورسالة مفتوحة من شخصيات إبداعية بارزة بما في ذلك دوا ليبا والسير توم ستوبارد والسير بول مكارتني تحذر من أن الحكومة على وشك الموافقة على التنازل بالجملة عن الحقوق والدخل من القطاعات الإبداعية في المملكة المتحدة لشركات التكنولوجيا الكبرى".


إلى ذلك، لا تتصدر أداة Sora وأقرانها هذا النزاع، لكنهم يمثلون بوضوح تهديدا تنافسيا للفنانين الذين يريدون التعويض إذا تم استخدام أعمالهم لإنشاء هذه الأدوات - ومحتواها. وحذّر الرئيس التنفيذي ليوتيوب، العام الماضي، من أن استخدام OpenAI لمحتوى يوتيوب لتدريب نموذج Sora سيكون انتهاكا لشروط خدمة المنصة. وأشارت التقارير بالفعل إلى إلمام Sora الواضح بمحتوى الألعاب.

وقال صانع الأفلام الحائز على جوائز وعضو مجلس اللوردات الذي تحدث ضد خطط الحكومة البريطانية، بيبان كيدرون، لصحيفة "الغارديان" بأنّ "وصول Sora يضيف طبقة أخرى من الإلحاح إلى المناقشة".

مقالات مشابهة

  • اصغر 20 مرة من الشعرة.. ابتكار مذهل لخلايا شمسية فائقة الخفة
  • ابتكار ثوري في تخزين الطاقة.. الجاذبية بديلاً للبطاريات التقليدية
  • برونو فيرنانديز: هدفنا الآن الدوري الأوروبي ولا وقت للنظر إلى الخلف
  • الفيديو المتداول عن نساء شندي غير صحيح والجنجويد مسؤولون عن ترويجه
  • اعمال شهر رمضان مفاتيح الجنان pdf – 2025
  • توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي وصل لبريطانيا ويُقلق المبدعين.. ماذا نعرف عنه
  • عراك بالأيدي بين ترامب وزيلينسكي بعد التلاسن الحاد.. ما حقيقة الفيديو المتداول؟
  • خطباء الجمعة: القراءة والتعليم مفاتيح التقدم والازدهار
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. كتاب الله.. مفاتيح لفهم معانى القرآن الكريم وإدراك ما يحتويه من كنوز
  • هشام هلال مؤلف مسلسل «في لحظة»: التحدي كان في ابتكار خطوط درامية بعيدة عن التقليد