بلغت القيمة السوقية العالمية للعملات المشفرة 3.79 تريليونات دولار في 19 يناير/كانون الثاني 2025، وبلغ إجمالي حجم تداول العملات المشفرة في ذلك اليوم فقط 280.75  مليار دولار وفقا لمجلة فوربس.

وتتوقع مجموعة "آي إم إيه آر سي" أن يصل سوق العملات الرقمية أكثر من 5.5 تريليونات دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 10.

2%.

ويُقبل ملايين البشر في شتى دول العالم على الاستثمار في هذه العملات والتعامل معها، إذ من المتوقع أن يصل عدد المستخدمين في سوق العملات المشفرة إلى 861 مليون مستخدم نهاية عام 2025، ومن المتوقع أن يصل معدل انتشار المستخدمين في العالم إلى 11.02% في عام 2025 وفقًا لمنصة ستاتيستا.

أثر ترامب

ومع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، من المتوقع أن تشهد العملات الرقمية ازدهارا غير مسبوق، حيث سارع ترامب قبيل تنصيبه إلى إطلاق عملة مشفرة تحمل اسمه "ترامبquot; ($TRUMP) ولم تلبث زوجته ميلانيا أن دخلت السوق هي أيضا بعملتها المشفرة الخاصة بها والتي تحمل اسمها أيضا "ميلانياquot;  ("$ MELANIA).

القيمة السوقية لعملة "ترامبquot; ارتفعت إلى 5.5 مليارات دولار أميركي في غضون ساعات (غيتي)

وفي الحقيقة فقد أرسل الدخول الدرامي لعائلة ترامب إلى مجال العملات المشفرة موجات صدمة عبر سوق العملات المشفرة العالمي.

إعلان

في غضون ساعات من إطلاقها، ارتفعت القيمة السوقية لعملة "ترامبquot; إلى 5.5 مليارات دولار أميركي، وبلغت ذروتها لاحقا عند 14 مليار دولار، لتصبح سريعا واحدة من أكبر 20 عملة مشفرة على مستوى العالم.

ولكن هذا الدخول الدرامي جعل المراقبين يشعرون بالتخوف إذ تمثل ظاهرة عملة ترامب لحظة محورية في تطور أسواق العملات المشفرة، حيث تمزج بين النفوذ السياسي ومضاربة الأصول الرقمية.

وفي حين أن هذا قد يشير إلى بيئة تنظيمية أكثر ملاءمة للعملات المشفرة في المستقبل، فإنه يسلط الضوء أيضا على المخاوف المستمرة بشأن تقلبات السوق، ودور الشخصيات السياسية في مستقبل العملات المشفرة.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما مخاطر الاستثمار في العملات الرقمية ومحاذير استعمالها؟

قبل الإجابة عن هذا السؤال المحوري، علينا أن نتعرف على أنواع العملات الرقمية المشفرة والفروق الدقيقة بينها.

أنواع العملات الرقمية المشفرة

تشمل العملات الرقمية المشفرة عدة أنواع، لكل منها غرض مختلف، فيما يلي أبرز هذه العملات:

عملات الدفع المشفرة (Payment Cryptocurrencies)
تمثل البيتكوين النموذج الأبرز لهذا النوع، حيث تُستخدم كوسيلة للتبادل ونقود إلكترونية لامركزية. تتميز بعدد محدود من العملات (21 مليون وحدة فقط)، مما يعزز قيمتها كأصل نادر. ورغم أمانها العالي، إلا أنها تعاني من ضعف قابلية التوسع مقارنة بأنظمة الدفع التقليدية. المراقبون يشعرون بالتخوف إذ تمثل ظاهرة عملة ترامب لحظة محورية في تطور أسواق العملات المشفرة (غيتي) رموز الخدمة (Utility Tokens)
يُعد الإيثريوم أشهر مثال على هذا النوع، حيث يعمل كنظام حوسبة لامركزي يدعم العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية. بخلاف البيتكوين، لا يوجد حد أقصى لإصدار الإيثريوم، مما يعزز مرونته في الابتكار الرقمي. انتقل من إثبات العمل إلى إثبات الحصة مع تحديث إيثريوم 2.0، مما زاد من كفاءته وخفض استهلاك الطاقة. العملات الميمية (Memecoins)
هي عملات مشفرة مستوحاة من النكات والميمات، تعتمد قيمتها على دعم المجتمع والترويج الإعلامي. من أبرز الأمثلة "دوجكوين" و"شيبا إينو"، اللتان اكتسبتا شهرة واسعة رغم نشأتهما كـ"مزحة"، وفقًا لـفوربس. العملات المستقرة (Stablecoins)
صُممت لعكس قيمة العملات الورقية مثل الدولار أو الأصول كالذهب، مما يجعلها خيارًا أقل تقلبًا. أبرز مثال هو "تيثر" (USDT)، الذي يحافظ على سعر دولار واحد لكل وحدة، مما يجعله وسيلة شائعة للتحويلات المالية واستقرار الاستثمارات، وفقًا لمنصة بانكريت.

مخاطر العملات المشفرة:

إعلان

وفقًا لتقرير صادر عن قسم المصارف بولاية كونيتكت الأميركية (ct.gov)، فإن استخدام العملات المشفرة ينطوي على مخاطر قانونية وأمنية واستثمارية، سواء في عمليات الدفع أو الاستثمار. فيما يلي أبرز هذه المخاطر:

مخاطر الدفع باستخدام العملات المشفرة غياب الحماية القانونية
على عكس بطاقات الائتمان، لا تتمتع مدفوعات العملات المشفرة بحماية قانونية، مما يعني أنه في حالة وقوع خطأ، لا توجد آلية رسمية لاسترداد الأموال. استحالة استرجاع المدفوعات
بمجرد إرسال دفعة بالعملات المشفرة، لا يمكن استرجاعها إلا إذا وافق الطرف المستلم على إعادة المبلغ، مما يزيد من مخاطر عمليات الاحتيال. انتهاك الخصوصية
رغم الاعتقاد الشائع بأن المعاملات المشفرة مجهولة الهوية، فإن جميع التعاملات يتم تسجيلها علنًا في سلسلة الكتل (البلوكتشين)، مما يمكن الأطراف الأخرى من تعقب تفاصيل المعاملات وربطها بأصحابها. لا تدعم الحكومات أو البنوك المركزية العملات المشفرة، مما يجعل قيمتها تعتمد بالكامل على العرض والطلب (شترستوك) مخاطر الاستثمار في العملات المشفرة عدم وجود دعم حكومي
لا تدعم الحكومات أو البنوك المركزية العملات المشفرة، مما يجعل قيمتها تعتمد بالكامل على العرض والطلب بدلا من أي ضمان مالي رسمي. غياب الحماية المصرفية
تخزين الأصول الرقمية في المحافظ الإلكترونية لا يخضع لنفس الضمانات المصرفية التي توفرها الحسابات البنكية التقليدية، مما يزيد من مخاطر الاختراق والسرقة. التقلبات الحادة في الأسعار
يمكن أن تنخفض قيمة العملات المشفرة بشكل كبير في فترات قصيرة، حيث قد تفقد استثمارات بمئات أو آلاف الدولارات قيمتها بين عشية وضحاها. غياب الضمانات الاستثمارية
لا يوجد ما يضمن تحقيق الأرباح من العملات المشفرة، وأي شخص يدّعي العكس قد يكون متورطًا في عمليات احتيالية. شهرة العملة أو تأييد المشاهير لها لا يعني أنها استثمار آمن. اختلاف العملات والشركات
ليست جميع العملات المشفرة أو الشركات التي تصدرها موثوقة، لذا من الضروري إجراء بحث مكثف عن أي عملة قبل الاستثمار فيها.

ورغم الفرص التي تقدمها العملات المشفرة، فإن غياب التنظيم القانوني، المخاطر الأمنية، والتقلبات السعرية تجعلها استثمارا عالي المخاطر، يتطلب بحثا دقيقا وحذرا شديدا قبل اتخاذ أي قرارات مالية.

كراكن تدعم أكثر من 180 عملة رقمية، وتُعتبر من أفضل المنصات الموثوقة عالميا (شترستوك)

إعلان كيفية حماية أموالك وتجنب عمليات الاحتيال الاستثمارية

وفقًا لجمعية مديري الأوراق المالية في أميركا الشمالية (NASAA)، تُعد العملات المشفرة والأصول الرقمية أكبر تهديد للمستثمرين. لتجنب عمليات الاحتيال، إليك أهم التحذيرات:

علامات الاحتيال في الاستثمار

الانتحال الإلكتروني
يستخدم المحتالون مواقع وهمية وحسابات مزيفة لخداع المستثمرين. تحقق دائمًا من مصداقية المصدر عبر البحث في المحتوى وتاريخ التأسيس وسمعة الشركة.

مراجعات العملاء المزيفة
غالبًا ما ينشر المحتالون آراء إيجابية مزيفة لإضفاء مصداقية على استثماراتهم. احذر من التصريحات التي تروج لأرباح مضمونة، وقم باستشارة خبراء ماليين قبل الاستثمار. الإغراء بعوائد سريعة ومضمونة
يعد المحتالون، المستثمرين بعوائد سريعة ومضمونة، وهو ما يُعد علامة تحذير قوية، إذ إن جميع الاستثمارات تنطوي على مخاطر، والعوائد المرتفعة تعني غالبًا مخاطرة أكبر. كيفية التداول في العملات المشفرة

رغم حظر بعض الدول للتداول في العملات المشفرة، يمكن الاستثمار من خلال بورصات عالمية. فيما يلي أبرز 5 منصات موثوقة:

بينانس (Binance)
منصة شهيرة تقدم واجهة عربية ودعما للعديد من العملات الرقمية. تأسست عام 2017 وأصبحت من أقوى المنصات عالميًا. كوين بيس (Coinbase)
تعد أكبر وسيط لتبادل البيتكوين والإيثريوم، وتدعم 32 عملة ورقية، مع 10 ملايين مستخدم عالميًا. كراكن (Kraken)
حصلت على تقييم 4.6/5 وفقًا لمجلة فوربس، وتدعم أكثر من 180 عملة رقمية، وتُعتبر من أفضل المنصات الموثوقة عالميًا. أب هولد (Uphold)
تعد من أفضل المنصات للعملات البديلة، حيث توفر 250 عملة رقمية وتدعم تداول العملات الورقية والمعادن الثمينة. جيميني (Gemini)
حصلت على تقييم 4.9/5 وفقًا لـ"فوربس"، وهي أفضل بورصة للمبتدئين، وتتميز بحماية قوية ومواد تعليمية متكاملة للمستثمرين الجدد.

لتجنب عمليات الاحتيال، يُنصح بالتحقق من المصادر، تجنب العروض المشبوهة، والاعتماد على منصات موثوقة لضمان استثمار آمن في سوق العملات المشفرة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العملات الرقمیة العملات المشفرة الاستثمار فی سوق العملات فی العملات

إقرأ أيضاً:

أبواليزيد سلامة: العملات المشفرة مخالفة للشريعة الإسلامية .. وتهديد اقتصادي وأخلاقي

نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان "العملات الرقمية والمراهنات الإلكترونية .. رؤية شرعية وقراءة اقتصادية"، حاضر فيها د. فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق،  د.أبو اليزيد سلامة، مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، وأدار الندوة الإعلامي القدير حسن الشاذلي.  

قال د. فياض عبد المنعم، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة الأزهر ووزير المالية الأسبق، أن البيتكوين والعملات الرقمية المشفرة من الظواهر الاقتصادية الحديثة التي تحمل العديد من المخاطر، ورغم الفرص التي قد توفرها، فإنها تفتقر إلى الرقابة المركزية، مما يجعلها عرضة للمضاربات وتقلبات حادة تهدد استقرار الاقتصاد، كما تساهم في تعزيز الأنشطة غير القانونية مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتشكل خطرًا على الأفراد بسبب غياب الضمانات التقليدية، مبينًا أنه من الضروري التعامل مع هذه العملات بحذر وتنظيمها لضمان حماية الأفراد والاقتصاد، لأنها باتت تشكل تحديات معقدة على الصعيدين الشرعي والاقتصادي، ويترتب عليها نتائج اقتصادية سلبية، حيث تساهم في زيادة القمار وتعميق الفقر لدى بعض الأفراد.

ومن الناحية الشرعية، أوضح الدكتور فياض أن المعاملات الرقمية المشفرة، يجب أن تدرس بعناية وفقًا للضوابط الشرعية، خاصةً فيما يتعلق بالربا والتعاملات التي قد تتعارض مع مبادئ الإسلام، مثل المراهنات الإلكترونية، معتبرًا أنها تتعارض بشكل صريح مع الشريعة الإسلامية التي تحظر القمار بكل أنواعه، وهو ما يتطلب ضرورة تبني ضوابط صارمة في التعامل مع هذه القضايا لضمان تحقيق التوازن بين الفوائد الاقتصادية والالتزام بالمبادئ الشرعية.


من جانبه أوضح د. أبو اليزيد سلامة، مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، أن العالم شهد في الآونة الأخيرة تطورًا واسعًا في استخدام العملات المشفرة والمنتجات المالية الرقمية، وشهد ثورات تكنولوجية غيرت وجه التاريخ، مما يتطلب من الجميع مواكبة التطورات والتعامل معها، ويفرض العديد من التحديات الجديدة، نظرًا لأن هذه التعاملات الرقمية الجديدة، تأتي مع قواعد معقدة ومتعددة، وهناك خطر من تعارض المصالح الخاصة والعامة في استخدامها، حيث تُستثمر أموال ضخمة يصعب مراقبتها والتحكم فيها، بالإضافة إلى أن منصات التداول الخاصة بها غالبًا ما تكون خارج النظام الرسمي، ويترتب على ذلك أن التداول بهذه العملات يرتبط بأنشطة مضاربات ومراهنات، تهدد المدخرات الشخصية وتساهم في إهدارها.

وأكد مدير عام إدارة شئون القرآن الكريم، في سياق حديثه عن العملات الرقمية  المشفرة والممارسات المرتبطة بها مثل البيتكوين، أن هذه العملات لا يعلم مصدرها ولا قيمتها على وجه اليقين والتي من الممكن في أي لحظة أن تذهب بمال الإنسان ومدخراته، ولذلك لا يجوز التعامل بهذه العملة حتى توضع لها الضوابط المحكمة التي تجعلها عملة موثوق فيها، موضحًا أن المؤسسات الدينية في مصر تحرم التعامل مع هذه العملات، نظرًا للمخاطر والمضاربات التي تتضمنها، والتي لا تتوافق مع شروط التعامل النقدي الطبيعي، كما نبه إلى أن هذه العملات تمثل تهديدًا للاقتصاد الوطني، وتؤثر سلبًا على العملة المحلية، والاستثمار في هذه المعاملات الرقمية عالي المخاطر، محذرًا من خطورة التداول بالعملات المشفرة والمراهنات الإلكترونية، ليس فقط لكونها مخالفة للشريعة الإسلامية، ولكن أيضًا لأنها تمثل تهديد اقتصادي وأخلاقي يستدعي التدخل العاجل. 
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

مقالات مشابهة

  • حفل تنصيب ترامب يحصل على تبرع بملايين الدولارات من شركات العملات المشفرة
  • بيتكوين تقفز فوق مستوى 105 آلاف دولار رغم تثبيت أسعار الفائدة في أمريكا
  • باول: العملات المشفرة ستستفيد من زيادة القواعد التنظيمية
  • وزير المالية الأسبق: المعاملات الرقمية المشفرة،يجب أن تدرس بعناية وفقًا للضوابط الشرعية
  • أبواليزيد سلامة: العملات المشفرة مخالفة للشريعة الإسلامية .. وتهديد اقتصادي وأخلاقي
  • هل ستؤدي حُمى العملات المشفرة في أميركا إلى كارثة؟
  • مختص: الاستثمار في العملات الرقمية غير آمن وخاصة عملة ترامب.. فيديو
  • سعر البيتكوين يرتفع 8.8% منذ بداية العام.. خيارات الاستثمار في العملات
  • عالم عملات الميم