قد تكون احدى المطالب الدولية المرتبطة بتشكيل الحكومة تقوم على اضعاف "حزب الله" في المعادلة الداخلية اللبنانية، لكن من الواضح، ومن خلال التجارب السابقة، ان الدول الاقليمية او الدول الغربية تدرك طبيعة التوازنات في لبنان وهذا ما يمنعها من الذهاب بعيدا في "حشر" الحزب او اقصائه او عزله، وحتى بعد اضعافه. هناك قدر معين لا يمكن تجاوزه نظرا للترابط بين الواقع الحزبي والطائفي والمذهبي في بلد مثل لبنان وعليه تبدو مطالب المعارضة في لبنان مبالغا فيها في مواجهة الحزب.




قد يكون الارتجال في رفع سقف مطالب المعارضة مفضوحا من خلال مراقبة تناقض الفيتوهات بين "القوات اللبنانية" مثلا التي تتحدث عن رفض حصول الثنائي على الوزراء الخمسة من دون احداث ضجة حول وزارة المالية، وبين "التغييريين" الذين يركزون ايضا على هذه الحقيبة السيادية، وعليه قد يكون الهدف الاستراتيجي لخصوم "حزب الله" في الداخل مختلفاً، لا بل متناقضاً عن اهداف الخارج.


تهدف قوى المعارضة بشكل شبه علني الى احداث خلاف فعلي بين "الثنائي الشيعي" والعهد الجديد، اذ ان العلاقة بين "حزب الله" وحركة "امل" وبين الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام كانت تخطو بشكل مستمر خطوات ايجابية قبل ان تبدأ المعارضة بإبتزاز سلام (تحديدا) وتاليا عون بعدم اعطاء الثقة للحكومة وبالتالي افشال عملية التأليف اذا بقي التجانس او التوافق مع الثنائي.

تريد المعارضة دفع سلام ومن خلفه عون الى خطوات صدامية مع "حزب الله" ما يخلق اشتباكا منذ اللحظة الاولى للعهد يمتد الى قضايا مختلفة منها قانون الانتخاب والتعيينات وغيرها من الملفات، ما يظهر "الحزب وأمل"  بأنهما خارجان عن توافق اللبنانيين ويعارضان عملية البناء الموعودة.

لكن هذا ليس الهدف الوحيد، فالعصفور الثاني الذي ستصيبه المعارضة، او جزء اساسي منها، هو تعطيل العهد، فجزء من القوى المسيحية لا يريد لعهد جوزيف عون ان ينجح لانه يهدد وجود الزعامات المسيحية التي فشلت في السلطة منذ العام ٢٠٠٥ حتى اليوم، ما يعني ان الصدام بين الثنائي والعهد سيفتح الباب نحو ارباح صافية لبعض الاحزاب والشخصيات المسيحية تحديدا داخل قوى المعارضة.

علما ان نجاح العهد خيار غربي وعربي وليس خيار "حزب الله" لكن الهامش السياسي الذي يتمتع به المعارضون في لبنان قد يجعلهم يذهبون الى مثل هذا التصعيد بحجة اضعاف "حزب الله" لكنهم في الواقع يعملون على حماية موقعهم السياسي ومنع اي تهديد لهم في ساحاتهم الشعبية.
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

المفتي قبلان لأورتاغوس : حزب الله لم يهزم ولن يهزم

أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان البيان الآتي : 
"للمبعوثة الأميركية السيدة مورغان أورتاغوس أقول: لبنان للبنانيين فقط، وحزب الله قوة وطنية وتمثيلية بحجم لبنان وشراكة مكوناته الوطنية، وحزب الله لم يهزم ولن يهزم ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع الخلاص من حزب الله، والسيادة فقط للبنان ومكوناته الوطنية وليس لأميركا ومشاريع الإقصاء والخراب، ولن يكون لبنان مستعمرة لأميركا أو إسرائيل، ولعبة التهديد والوعيد فارغة، والمشروع الأميركي الإسرائيلي الذي انكسر على تخوم بلدة الخيام لن يكون له وجود بقلب النظام السيادي في لبنان".
 
أضاف :" حكومة بلا الثنائي الوطني تدفع البلد نحو المجهول، وحذار الخطأ مع الرئيس نبيه بري، لأن الخطأ معه كارثة بحجم قاعدة ميثاقية لبنان، ولسنا ممن يتراجع أو يترك واجب حماية لبنان وتأمين سيادته، ويجب أن يتذكر الجميع أن لبنان مقبرة الغزاة ومشاريع الارتزاق".
(الوكالة الوطنية)

مقالات مشابهة

  • الرئاسة اللبنانية غير معنية بتصريحات أورتاغوس بشأن حزب الله
  • لبنان يردّ على تصريحات أمريكية حول حزب الله
  • المفتي قبلان لأورتاغوس : حزب الله لم يهزم ولن يهزم
  • الوفد الاميركي باشر لقاءاته اللبنانية ويزور ميقاتي غدا.. الخلاف الحكومي أبعد من الحصص والحقائب
  • هذا ما حصل في لقاء بعبدا... الخلاف على الوزير الشيعي الخامس طيّر اعلان التشكيلة
  • نواب وكتل مُستقلّة ينشطون لتشكيل تكتل نيابي داعم لعون والعهد
  • تفجير قوي في الجنوب.. هذا ما فعله العدو
  • حماس تعلن إسناد حزب الله!
  • خلاف المعارضة.. ليس على حضور حزب الله!
  • سويت أرضًا.. تفجير هائل للمنازل في الجنوب