كانت قضية جبال النوبة، وما زالت، مؤسسة على التهميش الذي لم يخفت في حالات الحرب أو السلم، بل ظلت التوترات على المستويات كافة سياسية واقتصادية واجتماعية متصاعدة، وعندما اندلعت الحرب الحالية زادت من مآسي المنطقة لطول عهد الصراع القائم هناك من دون أن يلتفت إليها الإعلام المحلي أو المجتمع الدولي.

التغيير: وكالات

عاشت منطقة جبال النوبة تاريخاً سياسياً مليئاً بالنزاعات، إذ تعرض سكان المنطقة لغزو السلطنات القديمة منذ القرن الـ16 للحصول على الرقيق، واستمر هذا النشاط خلال فترة الحكم التركي – المصري للسودان في بدايات القرن الـ19، واضطر سكان المنطقة إلى الاحتماء بسلسلة من عشرات الجبال مما زاد من عزلتهم.

وفي خضم حرب جنوب السودان التي انتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل (نيفاشا) عام 2005، ثم انفصاله عام 2011، عانى سكان المنطقة أيضاً، ولكن توقف الحرب في الجنوب لم ينعكس إيجاباً على المنطقة، إذ ظلت على هامش عملية السلام، وأصبحت قضاياها المنصوص عليها في الاتفاق، ضمن القضايا العالقة، حاملة اسم جنوب السودان بعد انفصال الإقليم الذي يحمل الاسم والموقع الجغرافي. وتزامناً مع إعلان انفصال الجنوب، اندلعت الحرب في جنوب كردفان بين جيش “الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال” والجيش السوداني، بسبب الخلاف على نتيجة الانتخابات في الولاية، ثم امتد النزاع إلى ولاية النيل الأزرق. وعلى إثر ذلك أسست “الجبهة الثورية” أو “تحالف كاودا” الذي جمع بين “الحركة الشعبية – شمال” بقيادة مالك عقار، وحركات دارفور المسلحة، “حركة العدل والمساواة” بقيادة جبريل إبراهيم، و”حركة جيش تحرير السودان” بقيادة مني أركو مناوي، و”حركة جيش تحرير السودان” بقيادة عبدالواحد محمد نور.

وعندما اندلعت الحرب الحالية بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، كانت المنطقة التي مزقتها الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من نصف قرن، في خضم نزاع آخر منذ اشتعال الاحتجاجات التي أسقطت عمر البشير عام 2019، وذلك على إثر الانقسام الذي حدث في “الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال”، بين زعيميها مالك عقار وعبدالعزيز الحلو. وبينما تحالف الأول مع الحكومة (المجلس العسكري) خلال الفترة الانتقالية، ووقع على اتفاق السلام بجوبا 2020، واصل الثاني حربه على السلطة الجديدة ورفض التوقيع على الاتفاق، وكون تحالفاً مع عبدالواحد محمد نور الذي انشق عن “حركة تحرير السودان” بقيادة مني أركو مناوي الذي أصبح في ما بعد حاكم إقليم دارفور. وبعد الإطاحة بالنظام السابق، تلاشت الآمال في التغيير لأن الحكومة الانتقالية فشلت في معالجة مظالم شعب النوبة.

قضية التهميش

وكانت قضية جبال النوبة، وما زالت، مؤسسة على التهميش الذي لم يخفت في حالات الحرب أو السلم، بل ظلت التوترات على المستويات كافة سياسية واقتصادية واجتماعية متصاعدة. وشجع انفصال الجنوب المنطقة على المطالبة بالحكم الذاتي، إذ يرى قادتها أن حرمان الإقليم من المعاملة مثل بقية الأقاليم الأخرى، قد يستمر عقوداً أخرى، لا سيما مع تمتعها بالميزة النفطية، إضافة إلى تجاهل الحكومة القائم للمنطقة، فمع كل عهد جديد تظهر تعقيدات جديدة.

وكانت منطقة جبال النوبة بانتظار حسم قضية أبيي، فعلقت ما بين الوساطات الإقليمية ورفعها إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي. وبفضل التجميد الذي أحدثته الوساطة والمحكمة، وجد النظام السابق الفرصة سانحة لعدم حسم القضية سلباً أو إيجاباً بالنسبة إلى السودان وسكان المنطقة. من ناحية أخرى، أطالت مدة بقاء النظام لما يقارب عقداً آخر بعد اقتطاع جزء من السودان، إذ كان ذلك الحدث الأضخم منذ استقلال السودان. وأثار حفيظة تركيبات سكانية في عدد من الأقاليم، كما أثار احتجاجات وانتقادات واسعة من فرط السرعة التي تم بها انفصال الجنوب، من دون إظهار النظام السابق أي اعتراض أو مطالب بتأجيل الاستفتاء حوله، إلى حين حل القضايا العالقة، وتأتي أبيي في مقدمها.

وهناك قضية الحدود غير المحسومة فالخلاف حولها يعود لعهد الاستعمار، واقتصاد المنطقة القائم على الزراعة والرعي في مناطق تحركات موسمية تتقاسمها قبيلتا “الدينكا” التابعة لجنوب السودان، و”المسيرية” التابعة للشمال، ثم النزاع الناشئ حول النفط.

واستهدف النظام السابق المدنيين في جبال النوبة، ودمر القرى والمحاصيل والبنية الأساسية لإضعاف دعم الجيش الشعبي التابع لـ”الحركة الشعبية – شمال”. واعترف بروتوكول “ميشاكوس” 2002، الذي كان بمثابة مقدمة لاتفاق السلام الشامل بجبال النوبة كمنطقة متنازع عليها، لكنه لم يتطرق إلى التطلعات السياسية للمنطقة.

واشتمل الاتفاق الذي أبرم في عام 2002، وسمي باتفاق “جبال النوبة” على إنهاء حالة العداء وضمان حرية الحركة للمدنيين، وحركة السلع والمساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار الذي يعني وقف التحركات العسكرية وأعمال العنف والهجمات الجوية والبرية كافة، واستهداف المواطنين على أساس إثني أو ديني أو انتماء سياسي.

خصائص المنطقة

وبوصف منطقة جبال النوبة موطناً لمجموعة شديدة التنوع من الإثنيات والثقافات والديانات المختلفة، إذ ظلت قضية الهوية إلى جانب القضايا الأخرى بعيدة من الحل، وربما أشد تعقيداً، بل لعبت دوراً مهماً في الصراع في منطقة جنوب كردفان. وتشمل المنطقة مكونات لأكثر من 50 مجموعة إثنية من السكان الأصليين لجبال النوبة منها (تييرا، هيبان، كواليب، مورو، أوتورو، مساكن، كاتشا)، وتختلف لغوياً وثقافياً ودينياً. وعلى رغم تنوعها، تحافظ هذه المجموعات على بعض العادات والتقاليد والممارسات الاجتماعية المشتركة، مثل الرقصات التقليدية ورياضة المصارعة التقليدية الخاصة بالمنطقة وأنماط الحياة الزراعية. ويتعاطف عدد من مجموعات النوبة بقوة مع مجتمعاتها المحلية، وتقاوم الاندماج في الثقافات السائدة. وربما كان هذا ما يستقوي به قائد الحركة عبدالعزيز الحلو، إذ إنه يلعب على هذا الوتر الحساس مما عمق من عزلة الإقليم. والتصور المضاد للاعتقاد السائد بأن النوبة مهمشين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، هو تشجيع الحكومة المركزية، في كثير من الأحيان، لأن تسود سياسات التعريب والأسلمة، ومحاولات تجاهل التراث الثقافي واللغوي للنوبة.

أما في التنوع الديني ففاق الإقليم كل مناطق السودان الأخرى، إذ يعتنق عدد من أهل النوبة ديانات أصلية تتضمن عبادة الأسلاف والأرواحية والمعتقدات القائمة على عبادة الطبيعة والحيوانات. وكذلك يؤمن عدد منهم بالمسيحية التي انتشرت خلال فترة الاستعمار وما بعده، بتسهيل من المبشرين الذين سلكوا المسار النيلي مستهدفين جنوب السودان. ومع اختلاف ديانات قادة الحركة الشعبية إلا أن عدداً من مسيحيي النوبة ينتمون إلى الحركة، ويرون في أصلها، الذي أسسه جون قرنق منذ خمسينيات القرن الماضي، مدافعاً عن حقوقهم.

ويتحدث سكان جبال النوبة أكثر من 100 لغة، مصنفة إلى ثلاثة أقسام لغوية رئيسة هي: “التينجر”، وهي لغة فريدة من نوعها في المنطقة قادمة من وسط أفريقيا، ويتحدث بها عدد من المجموعات الأصلية، و”النيلية” تتحدث بها بعض المجموعات ذات الروابط الثقافية الوثيقة مع جنوب السودان، والعربية تستخدم كلغة مشتركة وتزداد انتشاراً بسبب التداخل الثقافي مع مجموعات الشمال.

خلفية معقدة

لكل هذا، ونظراً إلى الخلفية المعقدة، فإن الحرب الحالية عندما اندلعت زادت من مآسي منطقة جبال النوبة نظراً إلى طول عهد الصراع القائم هناك لدرجة أن الآثار الناجمة عن الحرب لم يلتفت إليها الإعلام المحلي أو المجتمع الدولي، بل ظلت غائبة عن رادار الأخبار والمتابعات ومطالبات المجتمع الدولي بضرورة تأمين المساعدات، ولم يأت ذكر المنطقة في كل هذا. كما ظل سكان المنطقة يواجهون تبادل الهجمات بين قوات الجيش وقوات الحلو، وهجمات من “الدعم السريع” من جهة أخرى.

فمع اشتداد الحرب، تعرضت المنطقة إلى موجات نزوح واسعة، وأجبر عدد من سكانها على الفرار من منازلهم، بسبب انعدام الأمن وفقدان الغذاء والمأوى والعلاج، وتعرضوا في مناطق نزوحهم الجديدة إلى ظروف أشد قسوة. كما لجأ آلاف من سكان المنطقة إلى دول الجوار، خصوصاً دولة جنوب السودان وإثيوبيا، التي سرعان ما حدثت فيها ارتدادات بسبب الضغوط التي أحدثها اللجوء على وضعها الداخلي، تمثلت في إثارة قضية وجودهم وتعرضهم لمضايقات عديدة.

وبحلول نهاية عام 2024، أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في جبال النوبة الغربية، وهي أول مكان خارج شمال دارفور يطلق عليه هذا الوصف رسمياً.

أما ما يتعلق بالعنف الداخلي من ممارسات شملت القتل والاختطاف والعنف الجنسي، فظلت بعيدة من الضوء، إذ لم يكن بإمكان الجماعات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني رصد الوضع على الأرض. كما تقاصرت إمكاناتها عن مد المنطقة بالمساعدات اللازمة بسبب التحديات اللوجستية والمخاوف الأمنية والعزلة أيضاً، مما جعل السكان المحليين يعتمدون على مرونة المجتمع والشبكات السرية للبقاء على قيد الحياة. كل هذه الأزمات مثلت تحديات في طريق بناء السلام، وفاقمت الانقسامات بين المجتمعات وعمقت تآكل الثقة.

دائرة التعتيم

وهناك توقعات بأن العزلة المفروضة، بفعل الطبيعة والنزاع الدائر هناك، التي تعيشها منطقة جبال النوبة، لن تطول، وإنما سيكون هناك حراك يتخذ مسارين، الأول داخلي بأن تخرج أصوات مطالبة بالحكم الذاتي والفيدرالية، إذ إن منح المنطقة قدراً أكبر من الحكم الذاتي السياسي أو النظام الفيدرالي من شأنه أن يعمل على تمكين الحكم المحلي والحد من التهميش.

والمسار الثاني، هو تفعيل الوساطة الدولية مثل لعب دور في حض الحلو على القبول بالتفاوض من أجل السلام، أو ممارسة الضغوط الدولية عليه لضمان فتح ممرات إنسانية آمنة لتوصيل المساعدات، خصوصاً الغذاء والدواء إلى أولئك الذين يعيشون في المناطق النائية، وحماية المدنيين بإنشاء مناطق منزوعة السلاح مما من شأنه أن يحمي المدنيين ويوفر مساحات آمنة للنازحين، لا سيما أنهم وقعوا تحت دائرة التعتيم بسبب الحرب بين الجيش و”الدعم السريع”، إضافة إلى الفجوة الأساسية المتمثلة في الاستجابة الدولية لها.

المصدر: إندبيندت عربية

الوسومجبال النوبة جنوب السودان حرب الجيش والدعم السريع حرب السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: جبال النوبة جنوب السودان حرب الجيش والدعم السريع حرب السودان الحرکة الشعبیة النظام السابق سکان المنطقة جنوب السودان عدد من

إقرأ أيضاً:

20 مليون نازح بالقرن الأفريقي.. تداعيات خطيرة لأزمات متفاقمة تهدد 8 دول

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة تزايد أعداد النازحين في بلدان القرن الإفريقي بشكل غير مسبوق، خلال الفترة الأخيرة، في وقت تشتد فيه المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتعرف منطقة القرن الأفريقي التي تضم 8 دول، اضطرابات وأزمات متعددة تغذيها عوامل داخلية وخارجية وتقاطع المصالح بين القوى الدولية وتداخل الأجندات الإقليمية، وذلك نظرا لأهمية هذه المنطقة الأمنية والاستراتيجية.

وعانت منطقة القرن الأفريقي لعقود من حروب أهلية وصراعات داخلية وإقليمية، ما جعلها من بين المناطق الأقل استقرارا في العالم.

وتدقع الأزمات والصراعات بالقرن الأفريقي ملايين الأشخاص إلى النزوح بشكل مستمر، وسط نقص شديد في الغذاء والدواء.


20 مليون نازح معرضون للجوع
وقالت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير صدر قبل يومين، إن عدد النازحين في منطقة القرن الإفريقي بلغ 20.75 مليون شخص في نهاية عام 2024، وهو ما قالت إنه يمثل ارتفاعا بنسبة 1.6% مقارنة بعدد النازحين إلى غاية اكتوبر الماضي.

وأشارت المنظمة إلى أن أزيد من 68800 أسرة اضطرت للنزوح، بسبب الأزمة السودانية خلال الفترة من 20 أكتوبر إلى 13 نوفمبر 2024، وأن 15129 نازحا تعرضوا للنزوح مجددا.

وأضح التقرير أن الصومال تضم 3.5 مليون نازح، وإثيوبيا 3,2 مليون نازح، وجنوب السودان مليوني نازح.
وديسمبر الماضي قال السفير السوداني لدى تونس أحمد عبد الواحد أحمد، إن هناك نحو 13 مليون سوداني نزحوا داخليا وخارجيا نتيجة ما وصفها بـ"اعتداءات" قوات الدعم السريع في البلاد.

وأوضح الدبلوماسي السوداني -في مؤتمر صحفي - أن "هناك 10 ملايين نزحوا داخل السودان من الأقاليم ونحو 2.5 مليون أو 3 ملايين نزحوا إلى الخارج.

ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت إحصائيات أخرى عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية ومجاعة.

وترجع المنظمة الدولية للهجرة التزايد في أعداد النازحين في القرن الإفريقي إلى استمرار الاقتتال الدائر في السودان، إضافة إلى تداعيات التغير المناخي.

وتقول منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" إن حوالي 67.4 مليون شخص معرضين لانعدام الأمن الغذائي في المنطقة بينهم 38 مليون شخص ينحدرون من الدول الأعضاء في "إيغاد" وهي جيبوتي، وكينيا، والصومال، وجنوب السودان، والسودان، وأوغندا.

وتؤكد المنظمة أن النزاعات والأوبئة ونقص الغذاء والماء الصالح للشرب ما زالت تؤثر بشكل خطير على الأمن الغذائي في منطقة القرن الأفريقي.


عوامل الأزمة
ويرى الباحث المختص في الشؤون الأفريقية، محفوظ ولد السالك، أن ثلاث عوامل رئيسية وراء موجة النزوح الحالية بشرق أفريقيا.

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن العامل الأول هو "عدم الاستقرار الأمني بسبب الهجمات المسلحة، وهذا يخص الصومال بالدرجة الأولى، حيث تعاني من هجمات جماعة الشباب المسلحة منذ أزيد من عقد ونصف، وفي الفترة الأخيرة أضحى في البلاد نشاط لتنظيم "داعش"، وهذا النشاط المسلح يعد سببا رئيسيا في موجات النزوح في البلاد".

وأوضح أن العامل الثاني يجمع بين عدم الاستقرار السياسي والوضع الأمني "وهو ما تعاني منه السودان التي تشهد منذ ابريل 2023 حربا ضارية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وهو ما سبب بالإضافة للخسائر الكبيرة في الأرواح، موجة نزوح كبيرة فاقت 10 ملايين نازح داخلي".

أما العامل الثالث – يضيف ولد السالك – فهو التغير المناخي "سواء فيما يتعلق بموجات الجفاف التي ضربت كامل منطقة القرن الإفريقي خلال السنوات المتتالية الأخيرة، أو الفيضانات التي تأثر بها أزيد من مليون و400 ألف شخص في جنوب السودان خلال العام 2024، وتسبب في نزوح كبير في البلاد".

تداعيات متوقعة
ويؤكد الباحث المختص في الشأن الأفريقي، محفوظ ولد السالك، أن موجة النزوح هذه ستكون لها تداعيات كبيرة ومباشرة على بلدان الشرق الأفريقي.

وأضاف: "ستكون هناك تداعيات كبيرة فأكثر من 20 مليون نازح يعانون أوضاعا صعبة اقتصاديا، واجتماعيا، وصحيا، وتعليميا، وهذا يفاقم أزمات الدول".

ولفت إلى تحديات تأمين مناطق النزوح الجديدة، والتي في الغالب هي عبارة عن مناطق نائية وقاحلة، وتفتقر للخدمات الإنسانية.

ونبه إلى أنه "لا يوجد حضور أمني في مناطق النزوح، وغالبا ما تتركها السلطات دون تأمين وهذا يجعلها محل استهداف من طرف الجماعات المسلحة، من خلال عمليات الاختطاف مقابل الفديات المالية، أو بالقتل، وهو ما يخلق أزمات جديدة في هذه الدول".


الوجود العسكري الأجنبي
ولفت ولد السالك إلى أن الوجود العسكري الأجنبي "لا يثير إشكالات سياسية وشعبية في منطقة القرن الإفريقي، عكس منطقة الساحل الافريقي".

وقال إنه توجد في الصومال قوات عسكرية أمريكية "مرحب بها شعبيا ورسميا، تماما كما وجود قوات عسكرية إفريقية، والأمر يعتبر داخلا في إطار التصدي لنشاط جماعة الشباب".

وأضاف أنه في جيبوتي أيضا "تستغل موقعها الاستراتيجي باعتبارها تطل على الجانب الغربي لمضيق باب المندب، الذي يشكل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، من أجل كسب استفادة اقتصادية أكبر، وذلك من خلال استضافة 6 قواعد عسكرية أجنبية لكل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، والولايات المتحدة واليابان والصين".

وأكد أن حساسية الوجود العسكري الأجنبي لا تثار بشكل كبير في منطقة القرن الإفريقي.

ماهي منطقة القرن الأفريقي؟
هي الجزء الواقع غرب البحر الأحمر وخليج عدن، وتشمل بمفهومها الواسع  8 دول في شرق أفريقيا، هي: الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، وكينيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا.

وتعد بلدان القرن الأفريقي من أكثر المناطق نزاعا على النفوذ بين القوى الدولية والإقليمية، فموقع القرن الأفريقي يعتبر استراتيجيا وبالغ الأهمية بالنسبة للقوى الدولية، حيث تعج بلدان المنطقة بالموانئ وتعبر من خلالها حاملات النفط والغاز والسفن المحملة بالبضائع والأسلحة.

وتسعى العديد من بلدان العالم لتعزيز حضورها في هذه المنطقة، خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك قواعد عسكرية هناك، وكذلك الصين والهند وتركيا التي افتتحت عام 2017 أكبر قاعدة عسكرية لها خارج حدودها في مقديشو.

مقالات مشابهة

  • الوجه الاخر للجالية السودانية بلندن
  • مصدر دبلوماسي بجوبا يكشف ل “المحقق” حقيقة وضع الجالية السودانية ويؤكد: “ما جرى معزول”
  • القوى المدنية السودانية – أي رؤية للتعامل مع الإدارة الأمريكية؟
  • ???????? يوميات ضابط بـ القوات المسلحة السودانية في القيادة العامة 22 شهراً .. بلا كلل ولا ملل
  • تدهور الأوضاع الإنسانية بجنوب الحزام وسط نقص الغذاء والدواء وانقطاع الخدمات
  • بدلا عن الحرب .. مفضل يحقق السلام للجنوب!!
  • 20 مليون نازح بالقرن الأفريقي.. تداعيات خطيرة لأزمات متفاقمة تهدد 8 دول
  • عيال توتو اختاروا لورقتهم العاوزين يناقشوها عنوان: “تداعيات حرب السودان”!
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • مدير الأمن الداخلي بجوبا: سنلتزم بالاتفاق الذي وقعناه بمراقبة من الحكومة السودانية