يبدو أن الولايات المتحدة وإيران بدأتا اتخاذ خطوات فعلية لتنفيذ الاتفاق المعلن بينهما، حيث أفادت وسائل إعلام كورية جنوبية أن الأموال التي تم تجميدها في أعقاب العقوبات الأمريكية على إيران تم تحويله إلى أحد بنوك سويسرا تمهيداً لإرسالها إلى إيران في إطار صفقة تشمل تبادل أسرى مع الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير تحت عنوان "في الطريق إلى صفقة أسرى مع إيران.

. تحويل 6 مليارات دولار مجمدة إلى سويسرا"، أن المليارات الستة تم تحويلها بالفعل إلى بنك في سويسرا، مشيرة إلى أن مصدر تلك الأموال عائدات مبيعات النفط الإيرانية التي كانت مجمدة لدى كوريا الجنوبية.

عملية تحويل الأموال

وعبر مسؤول في السوق المالية المحلية بكوريا الجنوبية، أن البنك الوطني السويسري يخطط لتحويل الأموال من الـ وون (العملة الكورية الجنوبية) إلى الدولار ومنه إلى اليورو في عملية تستمر 5 أسابيع؟ ولفتت الصحيفة إلى أنه سيتم تحويل حوالي 300 إلى 400 مليار وون، ورفضت وزارة المالية في سيؤول تأكيد النبأ، مكتفية بأنها قضية دبلوماسية حساسة. 

בדרך לעסקת השבויים עם איראן: 6 מיליארד דולר "מוקפאים" הועברו לשווייץhttps://t.co/owkmx7PM3H pic.twitter.com/YpfgPqQbFD

— ynet עדכוני (@ynetalerts) August 21, 2023  الصفقة الإيرانية الأمريكية

وقالت يديعوت أحرونوت، إن تحرير تلك الأموال يأتي في إطار جزء من الصفقة المبرمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والتي ينص الجزء الآخر منها على إطلاق سراح 5 سجناء أمريكيين من أصل إيراني.

ووفقاً لما نقلته الصحيفة، لن تسمح إيران للسجناء بمغادرة أراضيها إلا عندما يتم تحويل الأموال إلى وجهتها النهائية، وهو بنك في قطر ستتمكن إيران من الوصول إليه.. ومن المفترض أيضاً أن تطلق الولايات المتحدة الأمريكية سراح بعض السجناء الإيرانيين من سجونها، وهم بحسب طهران 5 .

قيود على استخدام الأموال

وفي الولايات المتحدة، أكد مسؤولون أن استخدام طهران للأموال المودعة في حساب في قطر سيقتصر على الأغراض الإنسانية، مثل شراء الغذاء والدواء، وأنها لن تكون قادرة على استخدامها لشراء مكونات ذات استخدام مزدوج مدني وعسكري.

تحذيرات الجمهوريين

وخرج العديد من معارضي الرئيس الأمريكي جو بايدن محذرين من أن استخدام تلك الأموال للأغراض الإنسانية فقط سيتيح  للنظام الإيراني تخصيص أمواله الأخرى، التي تستخدم حالياً للأغراض المدنية لأغراض عسكرية، مثل تمويل البرنامج النووي الإيراني ودعم وكلائه في منطقة الشرق الأوسط.

تفاهمات محدودة بشأن النووي

ويشار إلى أنه تم الإعلان هذا الشهر عن تفاهمات محدودة بشأن البرنامج النووي بين طهران وواشنطن، وأفادت صحف غربية أن إيران أبطأت بشكل كبير معدل تخصيبها لليورانيوم إلى مستوى 60%، وقلصت مخزونها الحالي قليلاً.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ذكرت أن صفقة الأسرى قد تزيد من فرص التعاون الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وإيران، وخصوصاً حول القضية النووية.

وقال مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إن "الصفقة جزء من تفاهمات واسعة تم التوصل إليها في عمان، والتي يجري تنفيذها بالفعل على أرض الواقع". 


الموقف الإسرائيلي

وقالت يديعوت أحرونوت: "في إسرائيل، تم انتقاد التفاهمات المزعومة التي تم التوصل إليها بشدة". وأفاد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في أعقاب التقارير أن "موقف إسرائيل معروف، الترتيبات التي لا تفكك البنية التحتية النووية الإيرانية لا توقف برنامجها النووي، بل تزودها فقط بالأموال التي ستذهب إلى الجماعات الإرهابية التي ترعاها إيران".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أسلحة إيرانية الولايات المتحدة الأمريكية نتانياهو الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

من النفط إلى التمويل.. كيف تتحدى إيران العقوبات الأمريكية؟

تشهد إيران تراجعًا في صادرات النفط نتيجة للعقوبات الأمريكية الصارمة، حيث سعت إدارتا الرئيسين دونالد ترامب وجو بايدن إلى فرض قيود على الاقتصاد الإيراني بهدف تقليص عائداته النفطية، في إطار سياسة "الحد الأقصى من الضغط".

وفقًا لوكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال"، بلغت صادرات إيران النفطية 1.8 مليون برميل يوميًا أوائل عام 2024، لكنها انخفضت إلى 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول يناير 2025، نتيجة للعقوبات الأخيرة.

وتوجه 90 بالمئة من هذه الصادرات إلى الصين، التي ترفض الاعتراف بالعقوبات الأمريكية وتواصل شراء النفط الإيراني رغم الضغوط الدولية، ومع ذلك، أدى توقف بعض المصافي الصينية، مثل محطة شاندونغ، عن استقبال النفط الإيراني إلى تراجع الواردات إلى 851 ألف برميل يوميًا الشهر الماضي، بعد أن كانت 1.48 مليون برميل يوميًا في ديسمبر الماضي.


عقوبات تستهدف "أسطول الظل"
في محاولة للالتفاف على العقوبات، تستخدم إيران ما يُعرف بـ "أسطول الظل"، وهو شبكة من الناقلات التي تنقل النفط الإيراني إلى الأسواق الدولية بشكل سري، وتشير تقارير إلى أن هذه السفن تُسجل في دول تسمح لأصحابها بإخفاء تفاصيلها، كما يتم إيقاف أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها أثناء وجودها في البحر لإخفاء وجهتها النهائية.

وفرضت واشنطن عقوبات على الشركات الوسيطة التي يشتبه في أنها تساعد إيران على بيع النفط عبر شبكات غير مشروعة، موجهةً عائدات هذه المبيعات إلى الحرس الثوري الإيراني، الذي تصنفه الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

التداعيات الاقتصادية للعقوبات
أثرت العقوبات بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني، حيث انخفض الريال الإيراني إلى أدنى مستوياته على الإطلاق في شباط / فبراير 2025 بعد أحدث حزمة عقوبات أمريكية.

كما ارتفع معدل التضخم إلى 30بالمئة سنويًا بحلول نهاية 2024، وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي، فيما بلغت البطالة 8 بالمئة، وتجاوزت بين الشباب 20 بالمئة.


ويشير تقرير لمؤسسة "كلينغندايل" إلى أن العقوبات ليست العامل الوحيد وراء الأزمة الاقتصادية، حيث تلعب الفساد وسوء الإدارة دورًا في تفاقم الوضع داخل إيران.

التأثيرات الإنسانية للعقوبات
على الجانب الإنساني، أدت العقوبات إلى نقص حاد في بعض الأدوية، حيث أفاد تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" عام 2019 بأن القيود الاقتصادية الأمريكية أعاقت استيراد أدوية ضرورية، مما شكل خطرًا على حياة المرضى الإيرانيين.

هل تنجح إيران في مواجهة العقوبات؟
رغم الضغوط المتزايدة، لا تزال إيران قادرة على تصدير النفط عبر قنوات غير رسمية، مستفيدةً من دعم حلفائها مثل الصين، وكذلك عبر الاعتماد على أساليب التحايل المالي وشبكات التهريب.

ومع استمرار العقوبات، تبقى قدرة طهران على مواجهة هذه القيود مرهونة بمدى نجاح الولايات المتحدة في توسيع حملتها ضد شبكات التهريب المالية والنفطية، وما إذا كانت الدول المستوردة، وعلى رأسها الصين، ستواصل دعمها للاقتصاد الإيراني أم سترضخ للضغوط الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • أبرز الإقالات التي أجراها ترامب منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة
  • مستشار الأمن القومى الأمريكى: زيلينسكى سيوقع اتفاق المعادن مع الولايات المتحدة
  • دعوات لانسحاب سويسرا من اتفاق باريس للمناخ.. فهل تحذو حذو الولايات المتحدة؟
  • إيران ترفض تصريحات رئيس وكالة الطاقة الذرية بشأن ملفها النووي
  • إيران تهاجم مدير الطاقة الذرية: برنامجنا النووي لم يشهد انحرافا
  • إيران التي عرفتها من كتاب “الاتحادية والباستور"
  • من النفط إلى التمويل.. كيف تتحدى إيران العقوبات الأمريكية؟
  • غادة أيوب: يبقى جيشنا فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان
  • وزير النقل الأستاذ رزاق محيبس السعداوي يرأس اجتماعا لمشروع طريق التنمية: اولوية التنفيذ ستكون للمحافظات التي تستكمل إجراءاتها التحضيرية
  • رئيس أركان الجيش الإيراني: أي اعتداء على إيران لن تنعم المنطقة بالهدوء ثانية