فيدان يستبق أردوغان إلى بغداد.. الزيارة الأولى وملف النفط والعمّال على رأس المفاوضات
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
بغداد اليوم - متابعة
كشف مصدر سياسي عراقي، اليوم الاثنين (21 آب 2023)، تفاصيل الملفات التي سيبحثها الوزير التركي هاكان فيدان في زيارته الأولى الى العراق منذ توليه لحقيبة الخارجية في الثالث من حزيران/ يونيو الماضي.
وذكر المصدر في تصريح صحافي، تابعته "بغداد اليوم"، ان" الوزير سيناقش ترتيبات زيارة منتظرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى العراق والتي كانت قد اعلنت بغداد عنها في 25 تموز/ يوليو الماضي من دون تحديد موعدها وهو ما سيعمل الوزير على الاتفاق على موعدها النهائي والتي ستكون الاولى منذ زيارته السابقة الى بغداد قبل 15 عاماً والموضوعات التي سيناقشها مع كبار المسؤولين العراقيين.
وأضاف المصدر، أن" مباحثات الوزير التركي في بغداد ستتناول كذلك قضية استئناف تصدير نفط إقليم كردستان العراق عبر ميناء جيهان التركي والمتوقف منذ آذار/مارس الماضي بسبب خلافات بين البليدن ما سبب خسائر للاقليم والعراق تصل الى ملياري دولار لحد الآن.
وأوضح أن" المباحثات ستتناول كذلك قضية حزب العمال التركي الكردي المعارض ومواقعه العسكرية في مناطق شمال العراق التي يتخذها منطلقًا لعمليات معادية لتركيا التي تقوم قواتها بين الحين والآخر بقصف هذه القواعد وملاحقة قيادات الحزب بالطائرات المسيرة والحربية.
وبين، أن" أزمة المياه بين البلدين ستكون مثار بحث خلال الزيارة من أجل محاولة الاتفاق على كيفية التعاون لضمان حصول العراق على احتياجاته منها والتي تعد شريان حياة للتنمية والتوسع الزراعي.
يشار الى أن هاكان فيدان سياسي تركي وضابط سابق في القوات المسلحة ينتمي لحزب العدالة والتنمية الحاكم وأكاديمي متخصص في العلاقات الدولية وقاد جهاز الاستخبارات التركية ويعد أحد الرجال المقربين من الرئيس التركي أردوغان الذي أسند إليه قيادة الدبلوماسية التركية في الحكومة التي تشكلت بعد انتخابات 28 أيار/مايو 2023.
ملفات شائكة
وأعلن في بغداد رسمياً، اليوم الاثنين (21 آب 2023)، عن زيارة الى العراق سيقوم بها وزير الخارجية التركي لبحث ملفات شائكة بين البلدين تتعلق بالمياه والنفط ونشاط حزب العمال التركي الكردي المعارض في اقليم كردستان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان سيزور العاصمة بغداد بعد غد الاربعاء لبحث عدة ملفات مهمة ذات اهتمام مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين ومع الرئاسات الثلاث للبلاد والحكومة والبرلمان.
وأشار المتحدث الرسمي في تصريح صحفي، أن مباحثات الوزير التركي مع محاوريه العراقيين ستتناول أهم ما يشغل البلدين الجارين ومراجعة التحديات المشتركة.. منوهاً الى أن "الوزير التركي سيلتقي أيضاً بالعديد من الشخصيات السياسية العراقية والحكومية الرفيعة في سياق تعزيز جهود العلاقات بين بغداد وأنقرة وبحث أهم الملفات والقضايا العالقة بينهما.
وبشأن وجود زيارات قريبة لمسؤولين عرب وأجانب الى العراق أكد الصحاف أن "بغداد ستشهد خلال الأسبوعين المقبلين استقطاباً رفيعاً المستوى لشخصيات وزارية ستحل في العاصمة العراقية .. معتبراً أن بغداد تعد نقطة التقاء ومسارا لجذب الحوارات الأيجابية والفاعلة إقليمياً ودولياً.
الزيارة تأخرت
وأثار تأخر زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جدلاً وانباء متضاربة بشأن إلغائها أو تأجيلها، في وقت لم يصدر عن الجهات الحكومية الرسمية بالعراق أي موقف حتى الآن.
وكانت الحكومة العراقية أعلنت في 26 حزيران الماضي، عن زيارة مرتقبة لأردوغان إلى العاصمة بغداد، لعقد مباحثات مع المسؤولين العراقيين، دون كشف أي تفاصيل عنها وعن موعدها الرسمي.
ونفت مصادر حكومية عراقية، الثلاثاء (8 آب 2023)، إلغاء زيارة أردوغان إلى بغداد، مؤكدة أن الزيارة "مهمة للعراق ومازالت قائمة".
وقال مسوؤل في رئاسة الوزراء، في تصريح صحفي تابعته "بغداد اليوم"، إن :"الزيارة لم تلغَ، والترتيب لها مستمر، لكن حتى الساعة لم يتم تحديد موعدها من قبل الجانب التركي، بسبب التزامات أردوغان ونيته إجراء زيارة دولية قبل زيارة بغداد".
وبين المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه في "نهاية الشهر الجاري، سيجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة مهمة وتاريخية إلى العراق، وسيتم خلالها حسم الكثير من الملفات العالقة المتعلقة بالأمن والمياه والاقتصاد والاستثمار وضبط الحدود، وغيرها من الملفات المشتركة في المنطقة".
أردوغان مهتم
وأضاف أن "الرئيس التركي مهتم جداً بالزيارة المرتقبة إلى العراق، ولا توجد أي نية لإلغاء هذه الزيارة كما تحاول بعض الأطراف الترويج لذلك، فلا يوجد أي مبرر لهذا الإلغاء، فالزيارة قائمة والتواصل ما بين الجانب التركي والعراقي متواصل لتهيئة كافة متطلبات الزيارة الفنية وغيرها".
من جهته، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان كريم عليوي جاهوش، إن "الزيارة التاريخية للرئيس التركي إلى بغداد قائمة، ولا يوجد أي تأجيل لها، كما لا يوجد أي تأخير فيها، فالجانب التركي لم يحدد موعدها حتى اللحظة، لكن هي ستكون نهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل كحد أقصى".
وبين أن "زيارة أردوغان إلى العراق مهمة جداً، فالعراق لديه ملفات تحتاج إلى حسم واتخاذ قرارات مهمة بشأنها بالاتفاق مع الجانب التركي، خصوصاً المتعلقة بملف المياه، لما يعاني العراق من أزمة جفاف كبيرة وخطيرة، إضافة إلى ملف إعادة تصدير نفط الإقليم، فإيقاف هذا التصدير سبب أضراراً اقتصادية للعراق".
وأضاف أن "الملف الأمني سيكون في صدارة المناقشات ما بين أردوغان والمسؤولين العراقيين، خصوصاً مع استمرار الاعتداءات التركية على الأراضي العراقية، وهذا انتهاك لسيادة العراق وتهديد لأمنه القومي، ويجب إيقافه، ولهذا الزيارة ستكون مهمة وتختلف عن الزيارات السابقة، ولن تكون زيارة بروتوكولية فقط".
تفاهمات
وفي مارس/آذار الماضي أجرى رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، زيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة، على رأس وفد وزاري وأمني كبير، بحث خلالها عدة ملفات أبرزها الأمن والحدود والمياه والطاقة وتوسيع نطاق التجارة بين البلدين.
وتكمن صعوبة إجراء تفاهمات كاملة بين حكومة العراق والحكومة التركية بشأن إنهاء وجود مسلحي حزب "العمال الكردستاني" في العراق بعدة عوامل ميدانية عسكرية؛ أبرزها وجوده في مناطق يصعب وصول القوات العراقية إليها، ضمن المثلث العراقي الإيراني التركي الواقع تحت إدارة إقليم كردستان، إلى جانب الدعم الذي يتلقاه مسلحو الحزب من فصائل مسلحة توصف عادة بأنها حليفة لإيران، خاصة في مناطق سنجار غربي نينوى.
وتسبب وجود عناصر الحزب الذي تصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية" في الأراضي العراقية، في العديد من الأزمات السياسية بين البلدين، كان آخرها العام الماضي عندما اتهمت بغداد القوات التركية بقصف منتجع سياحي في دهوك والتسبب في قتل عدد من المواطنين وهو ما نفته أنقرة.
المصدر: "بغداد اليوم، إيلاف"
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الوزیر الترکی الرئیس الترکی بین البلدین بغداد الیوم أردوغان إلى الى العراق
إقرأ أيضاً:
ضربة الفصائل العراقية للكيان الغاصب: مقاومة مشروعة أم تصعيد خطر في المنطقة؟
نوفمبر 7, 2024آخر تحديث: نوفمبر 7, 2024
المستلقة/- في خطوة تصعيدية لافتة، أعلنت الفصائل العراقية عن استهداف هدف عسكري داخل الأراضي المحتلة، باستخدام طائرات مسيرة، رداً على ما وصفته بـ”المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ” في فلسطين ولبنان.
وأكدت الفصائل، في بيانها، على “استمرار المقاومة الإسلامية في العراق بعملياتها ضد معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة”، مما أثار ردود فعل متباينة حول هذه العملية.
مقاومة أم تصعيد إقليمي؟تأتي هذه الضربة في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توتراً متصاعداً، وخصوصاً بعد تزايد الضغوطات على الاحتلال بسبب تصاعد الانتقادات الدولية لسلوكياته في المنطقة. بالنسبة لمؤيدي هذه الضربات، فإنها تعكس “الرد المشروع” للمقاومة ضد الاحتلال وممارساته، معتبرين أن الدعم العراقي للمقاومة الفلسطينية واللبنانية هو موقف أخلاقي وإنساني يعزز من صورة التضامن بين الشعوب العربية.
التداعيات الإقليمية والخطورة المحتملةلكن، وعلى الجانب الآخر، يطرح بعض المحللين تساؤلات حول عواقب هذا التصعيد على العراق نفسه. فبينما ينظر البعض إلى هذه الضربات كجزء من سياسة دعم قوى المقاومة، يخشى آخرون أن تؤدي إلى تورط العراق بشكل أعمق في الصراعات الإقليمية، مما قد يجلب تداعيات أمنية وسياسية قد تؤثر على استقراره الداخلي وعلاقاته مع القوى الدولية.
العراق بين دعم المقاومة والتحذيرات الدوليةمع تصاعد وتيرة عمليات الفصائل العراقية، يتزايد الضغط على الحكومة العراقية التي تسعى إلى تجنب أي صدام دولي. إذ أن بعض القوى الدولية قد ترى في هذا الدعم المتزايد للمقاومة تهديداً مباشراً لمصالحها في المنطقة. ورغم أن الفصائل العراقية تعتبر أن عملياتها جزء من مقاومة مشروعة، يرى آخرون أن هذه العمليات قد تُعرّض العراق لضغوط دولية وربما عقوبات محتملة، خاصةً إذا تصاعدت وتيرة هذه العمليات وأثارت استجابات عسكرية مضادة من الجانب الآخر.
استجابة الشارع العراقي وتحدي الاستقلاليةفي هذا السياق، يظل السؤال المطروح: هل ستتمكن الحكومة العراقية من المحافظة على استقلالية قرارها وسط هذا المشهد المعقد، أم أنها ستجد نفسها مجبرة على إعادة النظر في دعمها للفصائل؟ وبينما تتصاعد حدة النقاشات داخل العراق حول طبيعة هذه العمليات وأهدافها، يبقى الشارع العراقي منقسماً بين داعم للمقاومة ومدافع عن حقها في الرد، وبين محذّر من احتمالية الزج بالعراق في صراعات إقليمية قد تؤثر سلباً على أمنه واستقراره.
ختاماً، يتضح أن استهداف الفصائل العراقية للأراضي المحتلة فتح باباً واسعاً للنقاش حول مستقبل الدور العراقي في المنطقة، فهل هي بداية لتصعيد أكبر، أم أنها مجرد رد مؤقت سيتبعه ضبط للنفس؟