ام روابة عروس النيم : مفتاح مرحلة..
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
فى ابريل 2024م وصل الفريق اول شمس الدين كباشي مساعد القائد العام للقوات المسلحة إلى مدينة تندلتى لوداع متحرك الصياد ، كان ذلك ضمن ثلاث متحرك خارج الخرطوم ، متحرك الفاو إلى مدنى ومتحرك الدمازين وسنار إلى جنوب الجزيرة ، بالإضافة إلى مناورات اخرى فى شمال النيل الأبيض والمناقل..
كان هدف المتحرك وما زال ، فك الحصار عن مدينة الأبيض حاضرة شمال كردفان ذات الرمزية السياسية والوطنية ، ثم الانفتاح غرباً وتأمين الطريق إلى كادوقلي.
واليوم بفضل الله دخل الجيش إلى ام روابة ، حيث ظل لفترة طويلة فى ود عشان وقبل أيام وصل إلى ام خيرين ، ومع انفتاح متحرك الشهيد المصري من ابوجبيهة والعباسية والذي لعب دوراً كبيراً فى تحرير المدينة من خلال إحباط محاولات المليشيا الإلتفاف ، ووصوله إلى طوطاج صباح اليوم ثم تمشيط جنوب السكة حديد لم يكن أمام بقايا المليشيا سوى الهروب..
ومنطقة ام روابة تعتبر ثالث أو رابع المناطق حاولت المليشيا وداعميها (بناء حاضنة اجتماعية) ، وكلها سقطت بعد انضمام كيكل إلى الجيش ومقتل البيشي وهزيمة قواته فى الدندر
والسوكي وجبل موية ، فقد انضم عدد غير قليل من ابناء المنطقة إلى المليشيا وفى ديسمبر الماضي تم القبض فى تندلتي على العمدة (ح . ي) من الذين اعلنوا دعمهم للمليشيا..
وعانت اغلب المناطق شمال وغربها ام روابة من انتهاكات وتجاوزات مليشيا الدعم السريع ، وخاصة قدامى العسكريين ، وقد اشتهرت بعض المناطق مثل ود عشانا بمحبة الخدمة العسكرية ، ومن المعلوم أن الفريق اول عبدالماجد حامد خليل وزير الدفاع الاسبق من ام روابة ، كما أن الجوامعة الذين يمثلون غالبية سكان المدينة ساندوا المهدية وحرروا بارا وشارك الفكى المنا فى محاصرة الأبيض ، ولهم فى الخدمة العسكرية خلفية .
وتحرير ام روابة (عروس النيم) خطوة مهمة فى العرف العسكري ، فهى ملتقي طرق إلى الأبيض ونقطة وصل إلى جنوب كردفان مروراً بالعباسية تقلي ووصولاً إلى أبو جبيهه.. وقد لعب متحرك الشهيد المصري القادم من هناك دوراً فاعلاً فى تحرير ام روابة..
فى مايو 2024م تعرضت مليشيا الدعم السريع لضربة قاصمة بمقتل قائدهم فى ام روابة عبدالمنعم شيريا ، وفقدت عنصر قوة الحاضنة الاجتماعية جنوب كردفان (ابناء الحوازمة) ، وتزعزعت القيادة ما بين حسين برشم الذى اصيب فى ديسمبر 2024م ، واشتهر منهم حسن رابح من قري غرب ام روابة والذى اتهم بارتكاب الكثير من الجرائم فى قرى الجوامعة ، والمليشيا وقادتها كلهم اجرام..
وكانت المراصد الوطنية والحقوقية قد دونت تجاوزات المليشيا فى مجازر متعددة بالمنطقة فى ام دم والجرارى (ديسمبر 2024م) وفى الغبشة وود عشانا وحمرة الوز وفنقوية وام صميمة حيث قتل فى يوليو 2024م اكثر من 70 مواطناً كانوا فى طريقهم للأسواق ، وقس على ذلك عمليات النهب والسلب..
تحرير ام روابة ، هو خطوة مهمة ونقلة كبري فى حرب الكرامة ، وباذن تتحرك الرهد وصولاً إلى الأبيض ، وتتشكل بذلك جبهة عسكرية ذات إمتداد واسع فى خطة التحرير..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق علي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ام روابة
إقرأ أيضاً:
المليشيا سحبت أبناء الماهرية تاركة شباب المسيرية دون مساعدة ولا تسليح
في ٢٨ فبراير ٢٠٢٥ نقلت الأسافير خطبة الناظر مختار بابو نمر أمام حشد من قبيلته في المجلد ، و التي كانت خطابا داعماً لحميدتي الذي وصفه بأنه “أرجل زول في السودان” ، و ذكر أن الناس وقّعوا في نيروبي بأقلامهم و هو اختار أن يوقع بقلبه! ثم وجّه تحذيره للبرهان بأنه لم يستمع إلى نصيحة الرئيس الأسبق البشير “بألّا يقاتل المسيرية” ومضى يمدح في قدرة القبيلة على إطالة الحرب و الإثخان في جيش البرهان الذي “عرف الآن ماذا تعني محاربة المسيرية الذين يستطيعون إذاقته آلام الهزيمة مثل التي مضت و أكثر”.
ظهور الناظر مختار بعد إنتقال الهجوم إلى كردفان و توغل جيش الصياد بقيادة ضابط مسيري و هو العميد جودات ، كان مهمّاً لإعادة تعريف الحرب لجنود المسيرية الفارّين من جحيم الهزيمة في الخرطوم و الجزيرة و شمال كردفان. و هو مهم كذلك لقواعد القبيلة التي لم تقاتل الجيش و لم تشارك في الحرب.
محاولة الناظر إلى إعادة تعريف الحرب كصراع بين الجيش الوطني و قبيلة المسيرية ، هي آخر جهد تعبوي ليدفع شباب قبيلة المسيرية إلى القتال.
القبيلة لم تخضع أبداً لهذه الدعاية الحربية المتطابقة مع خطاب المليشيا. إذ عارض مبكراً قيادات القبيلة هذه السردية و قاوموا اختطاف النظارة بواسطة آل دقلو ، مما دعا بهم للقيام بهجوم تأديبي على حواضر القبيلة في الفولة و بابنوسة و تهجير أهلها لكسر الخطاب المعارض للحرب التي أعلنها الناظر على الدولة تحالفاً أو تطابقاً مع مشروع آل دقلو. فالمسيرية قبيلة و ليس مليشيا عسكرية و لا حزب سياسي معارض ، و لم يكن للمسيرية أبداً مشروع سياسي بالسيطرة على حكم الدولة أو جلب الحرب إلى ديارهم. قد يكون للمسيرية مطالب تتعلق بالرفاه الإجتماعي ـ مثل غيرهم من السودانيين – كتوفير التعليم و الصحة و تأمين طرق الرعي عبر تفاهمات بين دولتي السودان و جنوب السودان. إستجابة بعض شبابها لنداء آل دقلو بغزو الخرطوم ، دفعت القبيلة ثمنا باهظاً لذلك من عدد الأموات و ضحايا الحرب العائدين إلى قراهم .
دفعت المليشيا بالناظر مختار إلى خطاب يائس يحاول إعادة حشد المقاتلين حول راية قبلية أخرى لعقد حرب طويلة لن تتم هذه المرة في “دار الجلابة” و إنما في عقر حواضر القبيلة. غداً سيخرج بابو نمر مطارداً ليحل زائراً على خصومه من الدينكا أو ضيفاً ثقيلاً في الضعين التي تكاد تضيق بأهلها مع إقتراب الجيش السوداني لفرض النظام في إقليمي دارفور و كردفان.
المليشيا سحبت أبناء الماهرية تاركة شباب المسيرية دون مساعدة و لا تسليح و لا خطة للخروج في ولاية سنار و الآن في ولاية الخرطوم. و لا مانع لديها من التضحية بمزيد من شباب المسيرية فقط بنيّة تأخير تقدم الجيش و ليس للإنتصار أو حكم البلاد و القبض على البرهان كما أقنع دقلو الناظر العجوز مختار في بداية الحرب . ليس هناك فزع يا مختار إذ أنك تقف في الديار التي يُفترض أن تفزع الآخرين . لقد اقترب الصياد ، جهز حقائبك للرحيل ، أو مت كما مات الذين بعثتهم ليحتلّوا الخرطوم.
عمار عباس
إنضم لقناة النيلين على واتساب
جنبلاط: سأزور دمشق مجدداً وطلبت موعداً للقاء الشرع