سفير الصين لدى الاحتلال يكشف أوجه التوافق والاختلاف معه في كافة المجالات
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
مع مرور 33 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الاحتلال والصين، يرصد العديد من الخبراء ما يعتبرونها نموّا مطّردا في علاقاتهما، رغم المخاوف الأمريكية منها، والتقارب الصيني مع الدول العربية، الأمر الذي يشكل فرصة لتسليط الضوء على أبرز محاور هذه العلاقات، وأثرها من منظور استراتيجي وطويل الأمد على الطرفين.
شياو جيون تشنغ، السفير الصيني لدى دولة الاحتلال، ذكر أنه "في 24 يناير 1992، أقامت بكين وتل أبيب علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء، مما فتح فصلاً جديدًا في تاريخ علاقاتهما الثنائية، وفي مارس 2017، أعلنتا عن إقامة شراكة ابتكارية شاملة، مما يمثل معلما تاريخيا جديدا في العلاقات الثنائية، وعلى مدى السنوات الـ33 الماضية، شهدت صعودا وهبوطا".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21"، أن "الصين أصبحت اليوم أكبر شريك تجاري لدولة الاحتلال في آسيا، وثاني أكبر شريك تجاري في العالم، فضلاً عن كونها أكبر مصدر للسلع المستوردة إليها، حيث تحظى السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين برواج كبير لدى الإسرائيليين، وتمثل ما يقرب من 70 في المائة من سوقهم المحلية".
وأشار إلى أن "التعاون في مجال الابتكار في العلاقات الصينية الإسرائيلية، يزداد مع مرور الوقت، حيث توجد 300 شركة إسرائيلية ومشاريع مشتركة صينية إسرائيلية، و60 مشروعًا للتعاون التكنولوجي الثنائي، إضافة لعشرات الخبراء الإسرائيليين، وهناك 208 شركات صينية إسرائيلية في مجموعة متنوعة من القطاعات، مع 867 حق ملكية فكرية من أنواع مختلفة يتم استخدامها، مما يخلق مجموعة صناعية في المجالات الصحة الطبية والذكاء الاصطناعي والإنترنت وتكنولوجيا المعلومات".
ولفت إلى أن "التحديات التي تواجه العلاقات الثنائية بين بكين وتل أبيب تتمثل في التغيرات الإقليمية، وكيفية التعامل معها، فمنذ أكتوبر 2023، واجه تطور علاقاتهما تحديات معينة، ويرجع ذلك أساسًا للصراعات الإقليمية المستمرة، ورغم اندلاع حرب غزة، فقد اختار 20 ألف عامل صيني البقاء في وظائفهم في دولة الاحتلال، فيما تواصل شركة "هاينان" للطيران تسيير رحلات مباشرة بينهما، وتخطط لزيادة وتيرتها".
وأكد أن "دولة الاحتلال تشهد العديد من مشاريع البنية الأساسية التي بنتها وتديرها شركات صينية، أهمها ميناء حيفا الجديد، مما خلق العديد من الوظائف المحلية، ويشكل الإسرائيليون أكثر من 80 في المائة من موظفي المشاريع الصينية، بجانب مشروع القطار الخفيف، الأول من نوعه في تل أبيب، ويعمل بشكل آمن منذ 500 يوم، وخلال هذه الفترة ارتفع معدل استخدام وسائل النقل العام خلال ساعات الذروة في تل أبيب من 25% إلى 40%، وتم تقليص وقت السفر بنحو 10%".
وأوضح أنه "منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، نشأ سوء الفهم في الرأي العام الإسرائيلي فيما يتصل بسياسة الصين في الشرق الأوسط، ومزاعم بتصاعد معاداة السامية في الصين، رغم وجود وجهات نظر مختلفة بشأن القضية الفلسطينية، وقد التقى المبعوث الصيني لشؤون الشرق الأوسط، جيه جون، بعائلات المختطفين".
وكشف أنه "خلال الحرب العالمية الثانية، كانت المدن الصينية بما فيها هاربين وشانغهاي وتيانجين وهونج كونج ملاذًا آمنًا للاجئين اليهود، ويوثق متحف شنغهاي حياة 20 ألف لاجئ يهودي فروا إليها خلال الحرب، زاره عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وأشار إلى أن "بكين وتل أبيب تسعيان لتعميق التعاون في المستقبل، حيث اقترح الرئيس شي جين بينج في 2013 مبادرة الحزام والطريق، وعلى مدى العقد الماضي، عززت المبادرة التكامل الاقتصادي والترابط التنموي والمنافع المشتركة بينهما، مما مهد الطريق للازدهار والتنمية وتحقيق نتائج مربحة للجميع في الأوقات المتغيرة والمضطربة، وخلقت مستقبلًا واعدًا للتعاون الثنائي والثلاثي والمتعدد الأطراف بين الصين وإسرائيل ودول أخرى".
وأكد أن "الصين تمتلك سوقا استهلاكية ضخمة ونظامًا صناعيًا كاملاً، فيما تحوز دولة الاحتلال التكنولوجيا المتقدمة والأساسية، مما يزيد من ضمان استمرار التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق لفترة طويلة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الصيني بكين الصين الاحتلال بكين صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال
إقرأ أيضاً:
ترامب بدأ «يعدّ للعشرة».. تعليق الرسوم في 75 دولة وتصريح باستعداده لاتفاق مع بكين!
في قرار مفاجئ، وفي أحدث تطور بالحرب التجارية، وبعد أيام على إشعاله الرأي العام العالمي، يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأ كما يقال “يعدّ للعشرة”، حيث تراجع عن بعض من قراراته التي وصفت “بالنارية”، أعلن وبشكل فوري “تعليق الرسوم الجمركية على أكثر من 75 دولة لمدة 90 يوما”، ليس ذلك فحسب، بل أكد “أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق مع جميع الدول، بما فيها الصين”!
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه “سيعلق الرسوم الجمركية المتبادلة على عشرات الدول التي لم ترد برسوم انتقامية على الولايات المتحدة لمدة 90 يوما، بينما سيرفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 125%”.
وأضاف ترامب: “بناء على طلبي العاجل، فقد أذنت بتعليق لمدة 90 يوما وخفض كبير في الرسوم الجمركية المتبادلة”.
وكتب ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال”، موضحا: ” أذنت بوقف مؤقت لمدة 90 يوما، وتعريفة متبادلة مخفضة بشكل كبير خلال هذه الفترة، بنسبة 10%، على أن يسري مفعولها فورا أيضا”.
وأرجع “ترامب”، قراره إلى حقيقة أن “أكثر من 75 دولة اتصلت بمسؤولين أمريكيين للتفاوض على حل بشأن المخاوف التجارية التي أثارتها الرسوم الجمركية”.
وأشار أيضا إلى أنه “سيرفع الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات من الصين إلى 125% اعتبارا من الآن بسبب عدم الاحترام الذي أظهرته الصين للأسواق العالمية”.
كما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق مع جميع الدول، بما فيها الصين”.
وقال ترامب للصحفيين: “يمكن إبرام صفقة مع كل دولة منهم. سيتم إبرام صفقة مع الصين. سيتم إبرام صفقة مع كل دولة منهم، وستكون هناك صفقات عادلة. أريد فقط صفقات عادلة”.
ووصف ترامب الصين بأنها “أكبر مُستغل في التاريخ”، وزعم “أنها حققت تريليون دولار من التجارة مع الولايات المتحدة في عام 2024″، معتبرا هذا الوضع “غير صحيح”، على حد تعبيره.
وأشار ترامب، “إلى أن الصين مهتمة بإبرام اتفاق بشأن الرسوم الجمركية، لكنها لا تعرف كيفية تحقيق ذلك”.
وأوضح قائلا: “الصين ترغب في إبرام صفقة، ولكن (الصينيون) ببساطة لا يعرفون كيفية تحقيق ذلك، إنها إحدى تلك المسائل؛ فالصينيون شعب يتمتع بقدر كبير من الاعتزاز، والرئيس شي (جين بينغ) رجل فخور تربطني به معرفة جيدة. هم لا يملكون الحل الآن، لكنهم لكنهم سيجدون طريقة للتوصل إليه في النهاية”.
في السياق، وفي تقرير نشرته شبكة “سي إن إن”، قالت إنه “بعد أسبوع من قيادة ترامب المتقلبة لحرب التعريفات الجمركية لقد تعلمت أميركا والعالم الدرس الأشد رعبا بشأن ولاية دونالد ترامب الثانية”، مضيفة: “هذه المرة، كان انهيارا اقتصاديا مُفتعلا ذاتيا، وفي المرة القادمة، قد يكون أزمة أمن قومي”.
ونقلت “سي إن إن” عن 3 مصادر مطلعة تأكيدها، أن “الضائقة في سوق السندات كانت عاملا رئيسيا في قرار “ترامب” بوقف الرسوم الجمركية المتبادلة”.
في السياق، رحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعليق الزيادات المقررة في الرسوم الجمركية، معتبرة ذلك “خطوة مهمة نحو استقرار الاقتصاد العالمي”.
وقالت في بيان إن “وجود ظروف واضحة ويمكن توقّعها أمر ضروري لاستمرار التجارة وعمل سلاسل التوريد”، مؤكّدة “التزام الاتحاد الأوروبي إجراء مفاوضات بناءة مع الولايات المتحدة” مكررة عرض الاتحاد إعفاء ثنائيا من الرسوم على السيارات وغيرها من السلع الصناعية”.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، “أن تعليق الرئيس الأمريكي للرسوم الجمركية المتبادلة يمثل فرصة مرحب بها للاقتصاد العالمي”، مشيرا إلى أنه “سيبدأ مفاوضات مع دونالد ترامب بشأن علاقة اقتصادية وأمنية جديدة بين البلدين”.
وقال كارني في منشور على حسابه بمنصة “إكس”: “يمثل وقف الرسوم الجمركية المتبادلة الذي أعلن عنه الرئيس ترامب فرصة مرحب بها للاقتصاد العالمي”.
وأضاف: “كما اتفقنا أنا والرئيس ترامب، سيبدأ الرئيس أمريكا ورئيس الوزراء الكندي مفاوضات حول علاقة اقتصادية وأمنية جديدة وذلك بعد الانتخابات الفيدرالية مباشرة”.
وأشار إلى أن “إعلان الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة ستدخل في مفاوضات ثنائية مع عدد من الدول الأخرى، من المرجح أن يؤدي إلى إعادة هيكلة أساسية للنظام التجاري العالمي”.
Scott Bessent and I sat with the President while he wrote one of the most extraordinary Truth posts of his Presidency. The world is ready to work with President Trump to fix global trade, and China has chosen the opposite direction. pic.twitter.com/wNvg8NBnSR
— Howard Lutnick (@howardlutnick) April 9, 2025الصين: لا نخاف التهديدات ونرفض الابتزاز الجمركي
وكانت قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الخميس، إن “بكين ليست مهتمة بالدخول في معارك لكنها لا تخشى مواصلة الولايات المتحدة تهديداتها بفرض مزيد من الرسوم”.
وقال لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية: “حجة الولايات المتحدة لا تحظى بدعم شعبي وسيكون مآلها الفشل”، وأضاف أن “الصين لن تكتفي بالجلوس على مقعد المتفرج وتتخلى عن حقوق ومصالح الشعب الصيني المشروعة”.
بدورها، أكدت وزارة التجارة الصينية، “انفتاح بكين على الحوار مع الولايات المتحدة، لكنها شددت على ضرورة أن يجرى على أسس من الاحترام المتبادل والمساواة”.
وقال متحدث باسم الوزارة، إن “ممارسة الضغط وإطلاق التهديدات والابتزاز ليست طريقة التعامل السليمة مع الصين”، وتابع قائلا إن الصين “ستكمل حتى النهاية” إذا أصرت الولايات المتحدة على هذا النهج”.