مع مرور 33 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الاحتلال والصين، يرصد العديد من الخبراء ما يعتبرونها نموّا مطّردا في علاقاتهما، رغم المخاوف الأمريكية منها، والتقارب الصيني مع الدول العربية، الأمر الذي يشكل فرصة لتسليط الضوء على أبرز محاور هذه العلاقات، وأثرها من منظور استراتيجي وطويل الأمد على الطرفين.

 

شياو جيون تشنغ، السفير الصيني لدى دولة الاحتلال، ذكر أنه "في 24 يناير 1992، أقامت بكين وتل أبيب علاقات دبلوماسية على مستوى السفراء، مما فتح فصلاً جديدًا في تاريخ علاقاتهما الثنائية، وفي مارس 2017، أعلنتا عن إقامة شراكة ابتكارية شاملة، مما يمثل معلما تاريخيا جديدا في العلاقات الثنائية، وعلى مدى السنوات الـ33 الماضية، شهدت صعودا وهبوطا". 

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21"، أن "الصين أصبحت اليوم أكبر شريك تجاري لدولة الاحتلال في آسيا، وثاني أكبر شريك تجاري في العالم، فضلاً عن كونها أكبر مصدر للسلع المستوردة إليها، حيث تحظى السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين برواج كبير لدى الإسرائيليين، وتمثل ما يقرب من 70 في المائة من سوقهم المحلية". 


وأشار إلى أن "التعاون في مجال الابتكار في العلاقات الصينية الإسرائيلية، يزداد مع مرور الوقت، حيث توجد 300 شركة إسرائيلية ومشاريع مشتركة صينية إسرائيلية، و60 مشروعًا للتعاون التكنولوجي الثنائي، إضافة لعشرات الخبراء الإسرائيليين، وهناك 208 شركات صينية إسرائيلية في مجموعة متنوعة من القطاعات، مع 867 حق ملكية فكرية من أنواع مختلفة يتم استخدامها، مما يخلق مجموعة صناعية في المجالات الصحة الطبية والذكاء الاصطناعي والإنترنت وتكنولوجيا المعلومات".  

ولفت إلى أن "التحديات التي تواجه العلاقات الثنائية بين بكين وتل أبيب تتمثل في التغيرات الإقليمية، وكيفية التعامل معها، فمنذ أكتوبر 2023، واجه تطور علاقاتهما تحديات معينة، ويرجع ذلك أساسًا للصراعات الإقليمية المستمرة، ورغم اندلاع حرب غزة، فقد اختار 20 ألف عامل صيني البقاء في وظائفهم في دولة الاحتلال، فيما تواصل شركة "هاينان" للطيران تسيير رحلات مباشرة بينهما، وتخطط لزيادة وتيرتها".  

وأكد أن "دولة الاحتلال تشهد العديد من مشاريع البنية الأساسية التي بنتها وتديرها شركات صينية، أهمها ميناء حيفا الجديد، مما خلق العديد من الوظائف المحلية، ويشكل الإسرائيليون أكثر من 80 في المائة من موظفي المشاريع الصينية، بجانب مشروع القطار الخفيف، الأول من نوعه في تل أبيب، ويعمل بشكل آمن منذ 500 يوم، وخلال هذه الفترة ارتفع معدل استخدام وسائل النقل العام خلال ساعات الذروة في تل أبيب من 25% إلى 40%، وتم تقليص وقت السفر بنحو 10%". 

وأوضح أنه "منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، نشأ سوء الفهم في الرأي العام الإسرائيلي فيما يتصل بسياسة الصين في الشرق الأوسط، ومزاعم بتصاعد معاداة السامية في الصين، رغم وجود وجهات نظر مختلفة بشأن القضية الفلسطينية، وقد التقى المبعوث الصيني لشؤون الشرق الأوسط، جيه جون، بعائلات المختطفين". 


وكشف أنه "خلال الحرب العالمية الثانية، كانت المدن الصينية بما فيها هاربين وشانغهاي وتيانجين وهونج كونج ملاذًا آمنًا للاجئين اليهود، ويوثق متحف شنغهاي حياة 20 ألف لاجئ يهودي فروا إليها خلال الحرب، زاره عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو". 

وأشار إلى أن "بكين وتل أبيب تسعيان لتعميق التعاون في المستقبل، حيث اقترح الرئيس شي جين بينج في 2013 مبادرة الحزام والطريق، وعلى مدى العقد الماضي، عززت المبادرة التكامل الاقتصادي والترابط التنموي والمنافع المشتركة بينهما، مما مهد الطريق للازدهار والتنمية وتحقيق نتائج مربحة للجميع في الأوقات المتغيرة والمضطربة، وخلقت مستقبلًا واعدًا للتعاون الثنائي والثلاثي والمتعدد الأطراف بين الصين وإسرائيل ودول أخرى". 

وأكد أن "الصين تمتلك سوقا استهلاكية ضخمة ونظامًا صناعيًا كاملاً، فيما تحوز دولة الاحتلال التكنولوجيا المتقدمة والأساسية، مما يزيد من ضمان استمرار التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق لفترة طويلة". 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الصيني بكين الصين الاحتلال بكين صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

سفير مصر في لاباز يبحث فرص الشراكة في الطاقة والهيدروجين الأخضر

بحث السفير حاتم النشار سفير مصر في لاباز مع وزير الطاقة والمحروقات البوليفي "أليخاندرو جاياردو"، سبل دعم العلاقات في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والهيدروجين الأخضر.


كما ناقش الجانبان فرص التعاون الاستثماري خلال المرحلة القادمة، وبناء شراكة في مجال الطاقة تحديداً، وذلك على ضوء ما تتمتع به مصر من خبرات وقدرات متميزة.


وتطرق اللقاء إلى أهمية الوقوف على احتياجات بوليفيا على الصعيد التنموي وكيفية تلبيتها، بما يعكس سعي البلدين لدعم العلاقات والمساهمة في مساعي تحقيق التنمية وتوجيه دفة الاستثمارات بمجال البترول والغاز والطاقة المتجددة نحو مناطق جغرافية جديدة.


ومن جانبه، استعرض الوزير البوليفي الفرص الاستثمارية المتنوعة المتاحة أمام الشركات المصرية في بلاده وبخاصة في مورد الليثيوم.. مؤكدا على استعداد بوليفيا لجذب المزيد من الاستثمارات من الشرق الأوسط.
 

مقالات مشابهة

  • السودان يكشف حجم دمار وتخريب في أكبر منشأة لإنتاج وتكرير النفط ويعلن تدخل دولة كبرى لإعادة الاعمار والصيانة “فيديو”
  • وزير خارجية العراق يبدأ زيارة رسمية للمغرب
  • السيسي يؤكد استعداد مصر لتقديم كافة أوجه الدعم لبناء قدرات الكوادر في غينيا بيساو
  • وزير الخارجية يجري اتصالًا هاتفيًا مع نظيره البحريني
  • استئناف الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين بالعالم .. ماذا يحدث بين الصين وأمريكا؟
  • بكين: الصين تؤمن دوما بأن الفلسطينيون يحكمون فلسطين
  • تأكيداً لما نشرته بغداد اليوم.. وزير الخارجية يصل المغرب
  • إصابات بين المستوطنين إثر إطلاق نار على مقربة من تل أبيب
  • سفير مصر بالمغرب يقدم صورة من أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية
  • سفير مصر في لاباز يبحث فرص الشراكة في الطاقة والهيدروجين الأخضر