فقدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، سبعة من أعضاء مجلسها العسكري، وذلك بعد الإعلان رسميا عن استشهاد القائد العام محمد الضيف وستة من أعضاء المجلس، خلال معركة طوفان الأقصى.

وفي كلمة مصورة للمتحدث العسكري لكتائب القسام أبو عبيدة الخميس، أعلن أنه بجانب الضيف، استشهد كل من مروان عيسى نائب قائد هيئة الأركان، وغازي أبو طماعة قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية، ورائد ثابت قائد ركن القوى البشرية، ورافع سلامة قائد لواء خان يونس.



ولفت إلى أن "القسام" أعلنت في وقت سابق خلال الإبادة الإسرائيلية بغزة، استشهاد أحمد الغندور قائد لواء شمال غزة، وأيمن نوفل قائد لواء وسط القطاع.

وأشار إلى أن الإعلان جاء "بعد استكمال كل الإجراءات اللازمة، والتعامل مع كل المحاذير الأمنية التي تفرضها ظروف المعركة والميدان، وبعد إجراء التحقق اللازم واتخاذ كافة التدابير ذات الصلة".

وأضاف أن "هؤلاء القادة استشهدوا مقبلين غير مدبرين في خضم معركة طوفان الأقصى، بين غرف عمليات القيادة أو الاشتباك المباشر مع قوات العدو في الميدان، أو في حال تفقد صفوف المجاهدين وتنظيم سير المعركة وإدارة القتال".

وبدعم أمريكي، ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

ونسلط الضوء على سير حياة القادة السبعة الذين فقدتهم "القسام" في قطاع غزة.

محمد الضيف

القائد العام لكتائب القسام محمد دياب المصري، ويعرف بـ "محمد الضيف"، في إشارة إلى طبيعة حياته حيث كان يتنقل متخفياً من مكان إلى آخر تجنباً للملاحقة الأمنية الإسرائيلية.

ولد في خان يونس جنوبي غزة عام 1965 لأسرة فلسطينية لاجئة مهجرة عام 1948، ودرس في الجامعة الإسلامية بغزة وكان عضواً في مجلس طلابها ونشط في الأعمال الفنية التي كان تنظمها لجان المجلس المختلفة.


على مدى أكثر من 35 عاماً، ظل محمد الضيف أحد أبرز القادة الفلسطينيين المطلوبين لإسرائيل، على خلفية نشاطه العسكري وقيادته العديد من العمليات ضد جيشها، وتأسيس وتنظيم المجموعات الفلسطينية المقاتلة وتدريبها، فضلاً عن تصنيع السلاح والصواريخ.

اعتقلته إسرائيل عام 1989، خلال ضربة واسعة وجهتها لحركة حماس في غزة والضفة، وقضى 16 شهراً في سجونها موقوفاً دون محاكمة.

فور خروجه من السجن، شارك الضيف بدور فعال في إعادة هيكلة وتأسيس كتائب القسام، إلى جانب القائد العام آنذاك صلاح شحادة الذي اغتالته إسرائيل في غارة جوية على مدينة غزة عام 2002، ليتولى الضيف قيادة الكتائب خلفاً له.

ازدادت مطاردة إسرائيل للضيف خلال سنوات "انتفاضة الأقصى" التي اندلعت عام 2000، وتعرض للعديد من محاولات الاغتيال الفاشلة وأصيب بعدد منها، ليمثل شبحاً لأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية.

شهدت كتائب القسام تحت قيادة الضيف نقلات نوعية على صعيد تطوير العمل العسكري ضد إسرائيل، من حيث التخطيط والتدريب والتصنيع العسكري، فضلاً عن تجنيد عشرات آلاف المقاتلين فيما بات يشبه جيشاً منظماً.

مروان عيسى

مروان عيسى نائب القائد العام لكتائب القسام، ولد في غزة عام 1965 لعائلة هُجرت من قرية بيت طيما قرب عسقلان في الأراضي المحتلة عام 1948.

في فترة شبابه كان رياضياً وصاحب حضور لافت بين أقرانه، وكان أحد أبرز لاعبي فريق نادي خدمات البريج لكرة السلة.

بتهمة الانضمام لحماس، اعتقل الجيش الإسرائيلي عيسى خلال الانتفاضة الأولى (1987) لمدة 5 سنوات، كما قضى 4 سنوات في سجون السلطة الفلسطينية، وأُفرج عنه مع اندلاع الانتفاضة الثانية (الأقصى) في 2000.

التحق بكتائب القسام منذ تأسيسها، وتقلد مناصب مختلفة إلى أن وصل إلى منصب نائب قائدها العام، خلفا لأحمد الجعبري، الذي اغتالته إسرائيل في 2012.

عام 2021، انتخب عيسى عضواً في المكتب السياسي لحماس، وكان من حلقات الوصل بين شقي الحركة السياسي والعسكري، ومن أصحاب البصمة في ملفات عسكرية عدة داخل حماس، أبرزها التصنيع والأسرى الإسرائيليون.

نجا عيسى من عدة محاولات اغتيال، إحداها في 2006، حين كان يشارك في اجتماع حضره أيضا الضيف، كما تعرض منزله للقصف مرتين، عامي 2014 و2021.

في 12 مارس/ آذار 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بعد أن تلقى معلومات مخابراتية عن وجود عيسى، لكنه لم يتمكن حينها من تأكيد مصيره.

وبعد أسبوع، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مقتل عيسى "الرجل الثالث في حماس" إثر غارة إسرائيلية على غزة.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن عيسى بين ثلاثة قادة في حماس خططوا لهجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ويقودون العمليات العسكرية في غزة، إلى جانب كل من الضيف وزعيم الحركة بغزة، الراحل يحيى السنوار.

غازي أبو طماعة

غازي أبو طماعة (أبو موسى)، عضو المجلس العسكري العام، وقائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية بكتائب القسام.
 رائد ثابت



رائد ثابت (أبو محمد)، عضو المجلس العسكري العام، قائد ركن القوى البشرية بكتائب القسام.

رافع سلامة


عضو المجلس العسكري العام لكتائب القسام وقائد لواء خان يونس بقطاع غزة.

كان أحد أشد المقربين للضيف، ومن أبرز القادة المخططين لعملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023.

شارك في التخطيط للعديد من العمليات ضد الجيش الإسرائيلي خلال العشرين عاماً الماضية، وأبرزها أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط شرقي رفح صيف 2006.

تولى مسؤولية لواء خان يونس في كتائب القسام خلفاً لمحمد السنوار، والذي تولى قيادة ركن العمليات العسكرية، وتزعم إسرائيل أنه عُين قائدًا للجناح العسكري لحماس بعد اغتيال الضيف.

أحمد الغندور

أحمد ناجي الغندور (أبو أنس) ولد عام 1967 في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، لأسرة مهجرة عام 1948 من مدينة يافا.

انضم لكتائب القسام منذ بدايات تأسيسها، وشارك في تنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد الجيش الإسرائيلي خلال سنوات الانتفاضة الأولى عام 1987 وما بعدها.

اعتقلته السلطات الإسرائيلية عام 1989 على خلفية نشاطه العسكري، واستمر اعتقاله عدة شهور، كما تعرض للملاحقة الأمنية من السلطة الفلسطينية واعتقل لديها عدة مرات.


مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، تولى الغندور قيادة منطقة شمال غزة في كتائب القسام، وكان مسؤولاً عن عشرات العمليات التي استهدفت المواقع العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية المحاذية لشمال غزة، وعمليات إطلاق الصواريخ والقذائف.

تعرض لعدة محاولات اغتيال، أبرزها بغارة جوية عام 2006 على مدينة غزة، أثناء حضوره اجتماعاً لقيادة القسام بحضور الضيف، ونجوا جميعاً من تلك العملية.

في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، خلال الحرب على غزة، أعلنت كتائب القسام استشهاد أربعة من قادتها، على رأسهم الغندور في المعارك مع الجيش الإسرائيلي في شمال غزة.
 أيمن نوفل



يعد أيمن نوفل (أبو أحمد) أحد أبرز القادة الأمنيين والاستخباريين في حماس، وهو عضو في المجلس العسكري العام لكتائب القسام وقائد لواء المحافظة الوسطى، وصنفته إسرائيل سابقاً في المركز الرابع لقائمة المطلوبين للاغتيال.

يعتبر نوفل من الرعيل الأول في كتائب القسام، وممّن قادوا العمل العسكري إبان الانتفاضتين (الأولى 1987 والثانية 2000).

اعتقل عدة 3 مرات عام 1991 في سجون إسرائيل، ولدى السلطة الفلسطينية عام 1997.

قاد نوفل جهاز الاستخبارات في كتائب القسام لسنوات، قبل توليه قيادة العمليات العسكرية فيها، وكانت محطته الأخيرة في قيادة لواء محافظة الوسطى بالكتائب، كما عمل منسقاً لعمليات كتائب القسام ضمن قيادة غرفة العمليات المشتركة للأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في غزة.

اغتيل نوفل في 17 أكتوبر 2023 بغارة جوية إسرائيلية استهدفته في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية القسام محمد الضيف القسام الشهداء محمد الضيف مروان عيسي ايمن نوفل المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجلس العسکری العام العام لکتائب القسام العملیات العسکریة الجیش الإسرائیلی فی کتائب القسام القائد العام محمد الضیف قائد لواء قطاع غزة خان یونس قائد رکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

إفطارهم فى الجنة.. أبو الفضل عيسى.. بطل خلدته التضحية فى ذاكرة الوطن

يظل اسم الشهيد البطل أبو الفضل محمد عيسى عالقًا في ذاكرة الوطن، ويذكرنا أن البطولة لا تقتصر على ساحات المعارك الكبرى، بل تمتد إلى اللحظات الصامتة التي يختار فيها الأبطال أن يهبوا حياتهم فداءً لوطنهم.

كان أبو الفضل، ابن قرية "شطورة" في شمال محافظة سوهاج، رمزًا للتضحية والفداء، وملحمة من الشجاعة في زمن لا يعرف إلا سطوة المجهول.

في كل صباح، كان يودع زوجته وأبناءه الأربعة – أسماء، وصفاء، إيمان، وزمزم – متجهًا إلى عمله في كمين "سلامون" قرب مدينة طما، حيث لا يعلم أن هذا الصباح سيكون آخر لقاء له مع أحبائه. كان رجلًا لا يطلب شيئًا من الدنيا سوى خدمة وطنه، يزرع الابتسامة في وجوه جيرانه وأصدقائه، ويأخذ همومهم في قلبه دون أن يشعرهم بذلك.

كان الشهيد أبو الفضل خير مثال على الشرطي الذي يعيش من أجل الناس، ينقضّ على التحديات بكل قوة، لا يتردد في الدفاع عن بلاده بكل ما أوتي من إيمان وعزم. وفي إحدى تلك الأيام التي لا تُنسى من تسعينات القرن الماضي، تعرض كمين "سلامون" لهجوم غادر من إرهابيين لا يعرفون سوى الدماء والخراب. لكن أبو الفضل، بكل شجاعة، ثبت في مكانه وواجه الموت، رافعًا راية التضحية والفداء. وبينما كانت ضربات الرصاص تتساقط من حوله، سقط شهيدًا، ليُسجل اسمه في سجل الشرف في قلب كل مصري.

ومرّت السنوات، ولكن روح أبو الفضل لا تزال حية في قلوب من عرفوه، لا ينسى أبناء قريته تضحياته، ولا يزال اسم الشهيد غائبًا عن شوارع قريته أو منشآتها الحكومية.

ورغم الدعوات المستمرة من أهالي "شطورة" لتكريمه، يظل حلمهم قائماً: أن يُطلق اسم الشهيد على إحدى المنشآت الحكومية، سواء كانت مدرسة أو مسجدًا أو حتى موقعًا شرطياً، ليبقى اسمه حيًا في ذاكرة الوطن، ويظل شاهدًا على أن هناك دائمًا أبطالٌ يختارون الموت على الحياة من أجل أن يظل الوطن شامخًا، وأن تظل رايته مرفوعة.

أبو الفضل محمد عيسى ليس مجرد اسم، بل هو رمز للأبطال الذين لا يطلبون شيئًا سوى أن يظل الوطن بخير.

في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.

هم الذين أفنوا حياتهم في حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة في الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.

في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.

مع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.
إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان في عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة في سماء وطننا، فلهم منا الدعاء في كل لحظة، وأن يظل الوطن في حفظ الله وأمانه.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • تحقيق : هكذا سيطرت كتائب القسام على موقع ناحل عوز
  • تخليدًا لذكراهم.. إطلاق أسماء الشهداء على مدارس ومعاهد بمحافظة البحيرة
  • مجلس تنفيذي البحيرة يوافق على إطلاق أسماء الشهداء على بعض المدارس والمعاهد
  • بن عامر يكرّم المتميزين في مركز العمليات بشرطة الشارقة
  • إفطارهم فى الجنة.. أبو الفضل عيسى.. بطل خلدته التضحية فى ذاكرة الوطن
  • معاريف: القسام نفذت واحدة من أكبر خطط الخداع بالتاريخ العسكري
  • كتائب القسام تبث مشهدا لأسيرين إسرائيليين
  • كتائب القسام تنشر فيديو لأسيرين يوجهون رسائل إلى قيادة الاحتلال
  • الجنائية الدولية ترفع اسم الضيف من قائمة الملاحقين بعد التأكد من استشهاده
  • قائد كتائب الوهبي يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بحلول شهر رمضان