نزع أم منازعة، وحكومة موازية أم حكومة موالية؟!
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
الموقف الرافض لتشكيل حكومة (موالية بالطبع وليست موازية)، من قبل بعض المجموعات داخل قوى تقدم، يجب أن يكون مبدئياً، لا يخضع لأي تكتيك أو مساومة، فالتكتيكات والمساومات و"التحانيس"ربما كانت وسائلاً ممكنة ومفهومة قبل التصريحات الأخيرة للمتبنين لهذه الفكرة، الذين يصرون على المضي نحو تنفيذها بلا مواربة أو حتى السماح بفرصة للتراجع عنها! أما وقد استبان الخيط الأسود من الخيط الأبيض للمواقف، فقد انتفت أي محاولات للعزل والملامة والتأسف!
فكرة تشكيل مثل هذا النوع من الحكومات قدّها رباعي وثقوبها لا نهائية، فهي:
1- حكومة موالية للجنحويد بالطبع(جرياً على توالي الترابي) وليست موازية لحكومة الأمر الواقع التي تمثلها قيادة الجيش وبرهانها، والفرق واضح، بحيث أنها ستكون أشبه بحكومة ملكية أو أميرية أو سلطانية، القرار النهائي لديها عند من سمح بتشكيلها وباركها، بسلاحه وماله وحربه، وهذا تفسير للماء بعد جهد، بالماء، بل وغطس وغرق في بحر لُجّي بلا قرار!
2- هذا النوع من الحكومات بطبيعته، لا يتشكل لكي ينزع شرعية بل ليتنازعها، وأيضاً الفرق والبون شاسع بين النزع والمنازعة؛ النزع هو ما فعلته ثورة ديسمبر المجيدة عبر المواكب والتظاهرات المنتظمة والمستمرة و((السلميّة)) وصولاً لاعتصام القيادة العامة( 2019)، والذي أسقط حكمين للعسكر في أقل من 48 ساعة! أما المنازعة - والعبارة هذه بذاتها خرجت ممن يسعون لها- فهي تعبير عن حالة من العجز عن تحقيق الغاية المعلنة وهي التغيير المدني الديمقراطي، والالتفاف على الثورة والتغيير بوسائل غير مقيّدة بأي أخلاق أو مبدئية، أو مشروع متماسك، وبذلك ستفتح الباب أمام الاستبداد والفساد بكل أشكاله، والمحاباة والمصالح الشخصية والتنافس غير المشروع على مناصب- باسم الثورة-، ومحاولات السيطرة الضارة ليس من قبل المجموعات الصغيرة العسكرية والمدنية المنفذة فحسب والتي ستكون بلا حول ولا قوة مستقبلاً، بل من المجموعات المسيطرة محلياً وإقليمياً ودولياً، التي ترعاها، ضد مصلحة وقضايا المجاميع السكانية التي تخضع لهؤلاء، ولسياسات ومشروعات ومصالح كل أولئك.
3- لا شرعية لحكومة تمثل ثورة ديسمبر في الوقت الحالي، طالما أن جماهير الثورة وقاعدتها صاحبة الحق الأصيل في القرار والتقرير في المستقبل، مشتتة بسبب الحر ب بين المعاناة والمنافي والنزوح واللجوء، وبذلك فإن الحديث باسم الثورة، جريمة لا تغتفر، فهي اختطاف يوازي جريمة الانقلاب العسكري والسطو على السلطة بطرق غير ثورية، علاوة على أنها طرقاً غير أخلاقية وغير قانونية! الحكومة الانتقالية التي تشكلت عقب الاتفاق السياسي الموقع في أغسطس 2019، باعتبارها (حكومة ثورة)، لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال مع حكومة أخرى، وذلك ليس للشخوص الذين برزوا فيها أو الدستور الذي تشكلت بموجبه، بل من أجل الشارع الذي منحها هذه الشرعية والجماهير والقوى المجتمعية التي سندتها!
4- الموقف الرافض لتشكيل "حكومة موازية" لحكومة بورتسودان يجب أن يكون صارماً وليس مجرد تنديد عابر، بمعنى أن تكون مقاومتها ومعارضتها مطابقة ومساوية لمقاومة ومعارضة حكومة بورتسودان.
إن تشكيل أي حكومة موالية للجنجويد أو موازية لحكومة بورتسودان هو إيذان بتقسيم البلاد، ولا يجب أن يجد أي تعاطف أو تأييد أو حتى مجرد الصمت من رفاق الشهداء وثوار المواكب، وعلى القوى التي ساهمت وشاركت في الثورة، ألا تقبل، بل وحتى ألا تتماهى مع هذه الخطوة.
الثورة السودانية لا يجب أن تنتهي لتقسيم بين حكومات أمر واقع أو حكومات موازية أو موالية، وإلا فقدت روحها، روح الثورة ومعنى التغيير، حرية سلام وعدالة، والثورة خيار الشعب، والوحدة الوطنية خيار الشعب! أنظر لأي نموذج مشابه لما يسعى له هؤلاء، وستجد أنه لم يؤدِ إلا لمزيد من الشقاق والتشرذم!
ياخ جون قرنق بجلالة قدره، فكره، سلاحه ومشروعه، والدعم الشعبي المحلي والسياسي، الإقليمي والدولي، الذي وجده، لم يسع للتغيير بهذا النوع والشكل والوسائل، من التسويف في قضية جوهرية مصيرية مثل قضية الوحدة والانفصال والتقسيم، بالذهاب نحو تشكيل حكومة موازية/ موالية، بل سعى للتغيير بالمقاومة الطويلة المدى، الصبورة حتى مقتله! فأين حميدتي من قرنق، وأين مشروع الحر ب و(العندو ذخيرة يوري وشو)، من مشروع ( الدولة لا تذهب للمسجد لكي تصلي)؟!
هذا قولي حتى حينه، وربما أعود لهذا الخيط المهم لو أمد الله في الأجل.
#تفكيك_النص
#مانفيستو_المستقبل
#مافي_مليشيا_بتحكم_دولة
#يا_عسكر_مافي_حصانة
#الحكم_مدني
#السودان
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: یجب أن
إقرأ أيضاً:
الجزائر تحرض أحزاباً موريتانية موالية للإنفصال للتهجم على المغرب
زنقة 20 ا علي التومي
وصف حزب “اتحاد قوى التقدم” الموريتاني الإتفاق الموقع بين موريتانيا والمغرب والذي يتضمن الربط الكهربائي بأنه “انتهاك صارخ لمصداقية وكرامة البلد ولموقف الحياد الإيجابي في نزاع الصحراء”.
وطالب الحزب في بيان الحكومة الموريتانية بالتراجع عن “هذه التفاهمات المشبوهة وفرض احترام ثوابت ومصداقية سياستنا الخارجية والتمسك بالحياد الإيجابي في نزاع الصحراء كأحد دعائم أممنا وسيادتنا الوطنية”.
وأضاف الحزب، أن الرأي العام الموريتاني “تفاجأ بنبأ التوقيع على مذكرة تفاهم تقضي بربط شبكات الكهرباء بين موريتانيا والمغرب في تجاهل صارخ للشعب الصحراوي وأرضه وقضيته ودولته التي تعترف بها موريتانيا”.
وتابع أنه قبل ذلك بأسابيع “صدر بيان من الديوان الملكي المغربي يفهم منه استعداد الحكومة للانخراط في مشروع آخر مماثل في تنكره للقضية الصحراوية يقضي بربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي عن طريق المغرب”.
وأضاف الحزب الموالي لجبهة البوليساريو “يفتقر هذان المشروعان إلى الواقعية لإهمالهما نزاع الصحراء مما يخشى أن يكون تمهيدا لإقحامنا في صراع اعتزلناه منذ عقود ولتخلينا عن موقف الحياد الإيجابي وعن الاعتراف بحق الشعب الصحراوي الشقيق في تقرير المصير”.
يذكر أن حزب قوى التقدم معروف بدعمه للبوليساريو، ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يدافع عن الجبهة الانفصالية، إذ يحرص على المشاركة في مؤتمراتها، كما سبق له أن أدان في دجنبر 2022، غارات الطائرات بدون طيار المغربية التي تمنع الإقتراب من المنطقة الواقعة شرق الجدار الرملي.