هوس الزوج «خرب البيت».. لماذا لجأت أميمة لمحكمة الأسرة بعد 40 سنة؟
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
«عشت معاه حكايات زي الأفلام، ومهما نصحت فيه.. عامل ودن من طين وودن من عجين».. بهذه الكلمات، وبنبرة أعتلاها القهر، بدأت أميمة، صاحبة الـ55 عامًا، حديثها عن معاناة استمرت 40 عامًا، وبعد أن استنفدت كل الطرق الودية، قررت أخيرًا أن تسلك طريقًا لم يكن في حسبانها يومًا، لكنها استسلمت للقدر لتنقذ نفسها من حياة دمرها زوج لم يفكر إلا في أهوائه الشخصية وأحاديث الآخرين التي قادت حياتهما إلى الهاوية، وفي نهاية المطاف، وجدت نفسها تجلس على سلم محكمة الأسرة بمصر الجديدة، بجانب مجموعة من الفتيات اللواتي ما زلن في ريعان شبابهن، فما القصة؟
ماذا حدث قبل 40 عامًا؟كانت أميمة، في الخامسة عشرة من عمرها، تعيش مع أسرتها المكونة من والدها ووالدتها وسبعة أشقاء ذكور أكبر منها، وعندما بلغت سن الزواج، أخبرها والدها أنها خُطبت لابن عمها الذي يكبرها بـ15 عامًا، وكان قد طلق زوجته الأولى قبل أشهر قليلة، وفقًا لما روته لـ«الوطن».
وجدت أميمة نفسها مجبرة على الزواج برجل لا تعرفه ولم تلتقِ به من قبل، رغم صلة القرابة التي تجمعهما، استجابة للعادات والتقاليد، وللمرة الأولى، رأته يوم زفافهما، لتبدأ معه رحلة معاناة طويلة، خاصة بعد أن اكتشفت أنه كان على خلافات سيئة مع والدها وأشقائها.
خلافات على ورث بملاليم وتجارة مجهولة؛ وعشت عمري خايفة على عيالي وعيال أخواتي وأخواته».. بهذه الكلمات لخصت أميمة معاناتها التي استمرت طوال فترة زواجها، ولم تفارق الخلافات حياتها منذ اليوم الأول وحتى الآن، حيث توارث الأبناء نفس الطباع الحادة، ما جعلها تعيش حياة مليئة بالصراعات والشجارات التي لا تنتهي، ورغم أنها كانت تحلم بحياة هادئة، وجدت نفسها محاصرة في دوامة من النزاعات الكبيرة، حاولت أن ترضخ للأمر الواقع، لكنها كانت تشعر بالحسرة أكثر عندما كان أشقاؤها يقاطعونها كلماو اشتبك زوجها مع أحدهم، وكأنها تُعاقَب على أفعال لا دخل لها بها، ورغم كل هذا، تحملت لأجل أطفالها الثلاثة الذين أنجبتهم خلال أول أربع سنوات من زواجها.
9 أولاد وزوج صعب المراسعلى مدار 16 عامًا، أنجبت أميمة 9 أبناء، بينهم 3 فتيات. كان زوجها يجبرها على الإنجاب سنويًا، وفي العام الذي لم تحمل فيه، كان يعنفها ويطردها من المنزل. تقول: «كان بيقولي العيال بتتخلف عشان الواد يشد عوده ويشتغل ويصرف على نفسه وعلينا، وأنا كان يصعب عليا كل عيل بجيبه، وقلت لنفسي عيشي وخلي أيامك تعدي». وتابعت أميمة حديثها، بنبرة حزينة تخنقها ذكريات مر عليها قرابة 40 عامًا، بأنها قضت حياتها متنقلة بين «دوار» والدها وزوجها في إحدى قرى سوهاج، حتى انتقلت الأسرة إلى القاهرة منذ سنوات قليلة وكأنهم يهربون من شيء ما.
تحدثت أميمة عن سنوات طويلة من محاولاتها لإبعاد زوجها عن طريق تجارة الآثار، الذي لم يقتصر عليه فقط بل امتد ليشمل أشقاءه أيضًا. تقول: «كانوا بيدورا على آثار وكانوا هيخربوا الدنيا والبيوت والناس، وده مش من دلوقتي بس لا ده من زمان». ورغم نصائحها المتكررة له بالابتعاد عن هذا الطريق، كان يرد عليها بعنف شديد، حيث كانت تتعرض للضرب المبرح حتى تفقد الوعي، مع تهديده الدائم بإنهاء حياتها إن أخبرت أحدًا بما يفعله هو وأشقاؤه. الأكثر إيلامًا بالنسبة لها أنه زرع في عقول أبنائهم أن هذا الطريق هو السبيل الوحيد للثراء، وأجبرهم على مساعدته في أعمال الحفر. وعندما كان أحد الأبناء يعترض، كان يُعاقب بالضرب والطرد من المنزل، وفقًا لروايتها.
«أكتر من مرة عيل من عيالي أو عيال أخواتي وأخواته يكونوا هيموتوا لولا ربنا يستر، وهما مش هاممهم غير الفلوس اللي هتيجي ليهم».. بهذه الكلمات، وبصوت تغلب عليه البكاء، تحدثت أميمة عن المآسي التي عاشتها مع زوجها وأشقائه. أكدت أنها هددتهم مرارًا بأنها ستفضح أمرهم لحماية أولادهم من هذا الطريق المدمر، لكن لم تلقَ تهديداتها أي اهتمام، وأولادهم كبروا دون أن يعرفوا شيئًا سوى هذا الطريق غير القانوني، بعدما حُرموا من حقهم في التعليم وحياة طبيعية، بل حتى الشقاء وكسب المال بطرق شريفة، وكأن ذلك لم يكن كافيًا، فقد زوجوا بناتهم من رجال يحملون نفس الطباع، وعندما كانت تحاول تصحيح هذا المسار كانت تُهدد وتعنف، حسب روايتها.
دعوى طلاق للضرر بعد 40 عامًاتروي أميمة أن النيران كانت تشتعل في المنزل كلما حاول أحد الاعتراض على هذه الحياة. رغم أن زوجها وأشقائها تخطوا سن الـ60، إلا أنهم ما زالوا يجبرون الشباب على اتباع هذا الطريق، ويبيعون كل ما يملكون لتحقيق أهدافهم، وبعد انتقالهم إلى القاهرة، ازداد هوسهم بتجارة الآثار.
وعلمت «أميمة» من حفيدها السبب الحقيقي وراء مغادرتهم مسقط رأسهم، وهو أنهم باعوا منزلهم بعد أن تضرر، دون إخبار الشاري بالحقيقة، وعندما واجهت زوجها، لقنها علقة مبرحة أمام الجميع رغم كبر سنها.
قررت أن تلجأ إلي محكمة الأسرة لتأخذ حقها بعد تخلى عنها أشقائها للمرة الثانية، وضربها زوجها، مستنكره أفعالهم التي لم ترضى عنها يومًا، بدل دمروا صفو حياتها، وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر حملت رقم 386.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محكمة الأسرة طلاق للضرر طلاق هذا الطریق
إقرأ أيضاً:
نحو القدس..هذا هو الطريق
بحرُ الدِّما في غزةٍ
يُلقي علينا ألفَ ألفَ حُجةٍ
والجرحُ في امتدادهِ
من الجليلِ والجنوبِ..والنقَبْ
ومن سفوحِ “قاسيونَ” والجولانِ..من حلبْ
إلى العراقِ واليمنْ
حتى البقاعْ..
يهمي بآلامِ “جِنينَ” والخليلِ والأقصى
يَقرعُ ألفَ بابْ..
فمن يُجيبُ؟ من يُجيبْ؟
من يوقظ الأبصارَ والأفهامَ والأسماعْ؟
****
أَمامنا مخطَّطٌ توسُّعي
تُديرهُ حضارةُ السِّباعْ
مُدبَّرٌ جهنمي
غايتُهُ توسيعُ بيت السرطانْ
أمامنا اليهودُ والصهاينةْ
فيالقُ الشيطانْ
أَمامنا محرقةٌ مجنونةٌ
عُودُ الثقابِ في أُتونِها “ترامبْ”
والنارُ أحقادٌ وموسادٌ وإجرامٌ و”تطبيعٌ”..
حشودٌ من “نتَنْ”! .
أيا أوغادُ..ياأمساخُ
ياشرَّاً مطوَّرا من عالَمِ الضِّباعْ
ألا ترون.. مَن تشْوُونَهُم بَشَرْ ؟!
وليسوا كَومَ أحطابٍ ولاسربَ جرادْ! .
أَمامنا إبادةٌ مهولةٌ
تقتِّل النساءَ والأطفالَ والرجالَ
بالإجمالِ والإفرادْ
وتُعدمُ الكُرومَ والزيتونَ في الحقولِ والضِّياعْ
تُبيدُ، دون رحمةٍ،
حياةَ أُمَّةٍ
ماذنبُها سِوى الوقوعِ في طريقِ مَن أتى
مِن “غَرْبِهِ” مُصهيَناً مدجَّجاً
بظُلمةِ التُّلمودِ والأضغانِ والأحقادْ
وجَمحةِ الأطماعْ..
****
وخلفَنا.. ماخلفَنا ؟
أشلاءُ تاريخٍ
تعفنتْ به الآهاتُ والأوجاعْ ..
فلتضربي البحرَ أيا عصا “الكليمِ” قد غدتْ
بالستياً وفرطَ صوتيٍ
فيااااالهُ اختراعْ !
ويالها كتائبُ “الأنصارِ”
بالأبابيل وبالهُدى وبالشعارْ..
تُسقي “حواملَ” الفرعونِ كأسَ العارْ
فلا مجالَ..لامجالْ
إنَّهُ الفرارْ..!
وبأسُ جُندِ الله في كَرَّاتهم
لم يُبقِ قُبطاناً ولا شراعْ..
****
فلتقرأوا يامسلمونَ..ياعربْ
ياكُلَّ هذا العالَمِ الشَّرودْ
قد شبعتْ من صمتِهِ وخزيهِ دوائرُ الضياعْ
فلتقرأوا بفطنةٍ
مايفعل المجاهدون في البحارْ
وكيف يغرقُ الفرعونُ والجنودْ
كيف النكالُ،مرةً أخرى، يدقُّ
خُشمَ عادٍ وثمودْ
ويردم الأخدودْ
وكيف مِن آي الكتابِ المُنْزَلِ الحكيمْ
تلتقط الأحداثُ ضوءاً
يُشترى ولا يُباعْ..
****
مذبحةُ التهجيرِ والترحيلِ.. مكرُ الإقتلاعْ
جريمةُ الجرائمِ الأفظعُ في كل العصورْ..
وحلفُ “فنحاصَ” الجديدْ
وبنتِ عُتبةَ التي غدتْ في ثوب مملكةْ!
تاجُ المخططِ القديمِ والحديثْ
للسطو والإخضاعْ
مِن وعد بُلفورَ إلى وعد ترامبْ..
ومِن تواطؤِ العروش حين البدءِ عن غباءْ
وصكِّ بيعِ القدس من “سعودْ”
كُرمى لعَيني “هِمفرٍ وكوكسْ”
إلى خيانة “المطبِّعينَ” أصحابِ
“الجسورِ والترفيهِ”
أنصافِ الرجال والحلولِ والأرباعْ !
بهم غدتْ أُمتُنا مسلوبةً،مُهانةً،مغصوبةً،
تائهةً
كخارجٍ في رحلةٍ مجهولةٍ
لازادَ أو متاعْ…
كلُّ الدروسِ والعِبرْ
خلاصةُ التجربةِ المريرةِ الكَؤودْ
ومنطقُ التاريخِ والصراعْ..
جميعُها تقطع باليقينِ
أن قطع دابرِ اليهودِ غيرُ مُستَطاعْ
إلا بسيف حيدرِ المسلولِ
مِن “مَن كنتُ مولاهُ فهذا ..” واكْمِلوا
كي تجدوا لُبَّ الحقيقةِ المُضاعْ
و”إنما وليُّكم..” تؤكد المؤكَّدَ الذي أُضيعَ
بالضلالِ والطغيانِ والخداعْ..