خرجنا من السجن شم الأنوف   كما تخرج الأسد من غابها

نمر على شفرات السيوف     ونأتي المنية من بابها

يقول النشطاء إن هذين البيتين اللذين كتبهما الشاعر اليمني محمد محمود الزبيري منذ أكثر من 100 عام، كأنه يصف فيهما مشهد خروج الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي، الملقب بـ"التنين"، من السجن كالأسد الذي يخرج من عرينه، لا يخشى الصعاب، بل يسعى لاستعادة حريته بكل قوة وعنفوان، رغم قسوة السجون والقيود الإسرائيلية، ليعيد للأمة صورة المقاومة والكرامة.

فقد أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن 110 أسرى من بينهم زكريا الزبيدي أحد الـ6 الذين تحرروا بنفق الحرية من سجن جلبوع، مقابل إفراج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن 3 أسرى إسرائيليين في إطار الدفعة الثالثة من التبادل في المرحلة الأولى باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد وعدت قبل 4 سنوات أن أي صفقة تبادل قادمة لن تتم إلا بتحرير أبطال نفق الحرية الستة.

الملثم قالها قبل 4 سنين

واليوم الوعد
الله اكبر

"هذا كان وعد أبو عبيدة" واليوم الوفاء… الأسير زكريا الزبيدي أحد أبطال عملية "نفق الحرية" يتحرر اليوم في صفقة طوفان الأحرار pic.twitter.com/NnNlwPcsUX

— Osama Dmour (@OsamaDmour5) January 30, 2025

إعلان

وشارك نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من الفيديوهات والصور التي تُظهر الأسير المحرر زكريا الزبيدي حاملًا سلاحه في مخيم جنين منذ الانتفاضة الثانية، حيث نفذ العديد من العمليات العسكرية في الضفة الغربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما تعرض لعدة محاولات اغتيال فاشلة، وبقي لسنوات على رأس قائمة المطلوبين لسلطات الاحتلال.

وكانت آخر تلك المحاولات حين أُعيد اعتقاله عقب "الهروب الكبير" الذي نفذه مع خمسة من رفاقه من سجن جلبوع عام 2021، وخلال محاكمته أمام الاحتلال الإسرائيلي، ظهر الزبيدي وهو يقول بثقة، "أول على تالي مروحين" في إشارة إلى إصراره على الحرية وعدم الاستسلام.

https://t.co/ys3Bj4WxyM

— Hanaa. M (@HanaaM24) January 29, 2025

وتعليقًا على ذلك، أوضح الناشط الفلسطيني خالد صافي عبر منصة "إكس" أن القائد زكريا الزبيدي سيعانق الحرية بقرار من المقاومة ورجالها، وسيفتح له السجّان الباب مرغمًا، متسائلًا "بغير صفقة طوفان الأقصى، كيف كان يمكن أن يخرج القائد زكريا الزبيدي من الاعتقال؟".

وأشار الناشط حسين جمال إلى أن زكريا الزبيدي صنع رمزيته في كل مراحل نضاله؛ صنعها طفلًا، ثم فدائيًا، ثم فنانًا، ثم أكاديميًا، ثم سياسيًا، وأخيرًا صنعها أسيرًا يكسر شوكة السجّان بنفسه. لقد تمرّس في تشكيل هذه الرمزية، ليس لأنه من عائلة ثرية أو من وسط متميز، بل لأنه يشبهنا، يشبه الفلسطيني بعشوائيته وبساطته وتلقائيته، لأنه جرُؤ على قول البديهي والحقيقي والبسيط.

زكريا الزبيدي صنع رمزيته في كل مراحل نضاله؛ صنعها طفلًا، وصنعها فدائيًا، وصنعها فنانًا، وصنعها أكاديميًا، وصنعها سياسيًا، وأخيرًا صنعها أسيرًا يكسر شوكة السجان بنفسه. تمرّس في تشكيل هذه الرمزيات، ليس لأنه من عائلة ثرية، أو من وسط متميز، بل لأنه يشبهنا، يشبه الفلسطيني بعشوائيته… pic.twitter.com/2LO3BUiOd8

— Hussein Jamal #Gaza ???????????? (@HusseinJamal_) January 30, 2025

إعلان

 

وبدوره، كتب الناشط إبراهيم حمدان أن "الملثم" صدق في وعده حينما قال "سيخرجون من فوق الأرض، وسيفتح لهم السجّان رغمًا عنه الأبواب".

ووصف الناشط معتصم زكريا الزبيدي بأنه يجسّد تجربة الفلسطيني بكل تناقضاتها، حيث مرّ بمختلف مراحل النضال، من حمل السلاح إلى خوض المفاوضات ثم العودة للمقاومة، مشيرًا إلى أنه عاش كل التحولات، من الانتفاضة إلى الأسر، وحتى "الهروب الكبير" عبر نفق الحرية، ليُعاد اعتقاله لاحقًا.

أنا بحب زكريا الزبيدي كثير، وحتى لما كان عايش فترة طيشان، وكان له تصرفات صبيانية وتضايقنا منه، لكن كنت أحبه.. لأنه بالنسبة لي هو الفلسطيني اللي عاش تقلبات الحالة النضالية كلها، صوابها وخطئها.

ترى في زكريا الفلسطيني المتوتر، المتناقض، المتهور، عاش كل التجارب، حمل السلاح، دخل… pic.twitter.com/7C0GVUiuaT

— معتصم ️ (@Muatsim) January 29, 2025

وأكد الناشط أن الزبيدي فقد ابنه أثناء أسره، كما فقد والدته، وتنقّل بين القرى والمخيمات، مشيرًا إلى أنه شخصية عفوية تعكس الواقع الفلسطيني بكل تفاصيله، بعيدًا عن التصنّع أو التجميل.

وكتب أحد المغردين قائلًا "في عملية نفق الحرية، كان ابني ذو الأربع سنوات يحفظ أسماء الأسرى الستة ويسمّيهم (الأبطال الستة). سيرى صورة البطل زكريا الزبيدي اليوم حرًا طليقًا بفضل صمود أهل غزة وتضحياتهم".

وأشار نشطاء إلى أن "تنين فلسطين" وبطل نفق الحرية زكريا الزبيدي يعانق الحرية، وبقرار من كتائب القسام.

تنين فلسطين وبطل نفق الحرية: زكريا الزبيدي سيعانق الحرية غداً بفضل الله وبقرار من كتائب القسام.#طوفان_يصنع_مجداً #صفقة_طوفان_الأحرار pic.twitter.com/fUb17BLCjn

— Radwan Abu Muamar ???? ???????? (@radwanmuamar) January 29, 2025

وأضاف مغرّدون "الملثم قالها قبل أربع سنوات، واليوم الوعد يتحقق.. هذا كان وعد أبو عبيدة، واليوم الوفاء.. الأسير زكريا الزبيدي، أحد أبطال عملية (نفق الحرية)، يتحرر اليوم في صفقة (طوفان الأحرار)".

إعلان

ورأى مدونون أن الأسير زكريا الزبيدي عاش رحلة فقدان قاسية؛ فقد والده أثناء اجتياح جنين، ثم استشهدت والدته وشقيقاه طه وداوود، بينما كان في الأسر، حيث بلغت مأساته ذروتها باستشهاد ابنه البكر محمد وهو لا يزال خلف القضبان.

وعبّر آخرون عن سعادتهم بإطلاق سراح زكريا الزبيدي، قائلين إنه كان رمزًا للنضال والتضحية، جسّد بإرادته الصلبة وعزيمته التي لا تلين ملحمة الحرية، من نفق جلبوع إلى ميادين المقاومة، مقدمًا أغلى التضحيات في سبيل القضية.

ويعتبر الزبيدي أحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى -الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)- وهو عضو سابق في المجلس الثوري للحركة.

وتعرض الزبيدي لعدة محاولات اغتيال لكنه نجا منها، وكان لسنوات على رأس المطلوبين لسلطات الاحتلال.

واعتقل الجيش الإسرائيلي الزبيدي عام 2019، ووصفه مسؤول كبير في المخابرات الإسرائيلية بأنه "قط الشوارع الذي وقع أخيرا في المصيدة".

ونجح الزبيدي في الهروب من زنزانته في سجن جلبوع الإسرائيلي عبر نفق مع 5 من رفاقه في الأسر في 6 سبتمبر/أيلول 2021، في عملية وصفها مراقبون بـ"الأسطورية" قبل إعادة اعتقاله بأيام.

وبعد غياب استمر 6 سنوات لن يعود زكريا الزبيدي إلى عرينه مخيم جنين، الذي يواصل الجيش الإسرائيلي تدميره، لكنه سيعود لعائلته وقد فقد نجله محمد الذي استشهد في سبتمبر/أيلول 2024 بقصف إسرائيلي استهدف مركبة كان يستقلها، وشقيقه داوود الذي استشهد في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في مخيم جنين عام 2022.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات زکریا الزبیدی نفق الحریة pic twitter com إلى أن

إقرأ أيضاً:

محمد دراغمة المقاوم الفلسطيني منفذ عملية حاجز تياسير

محمد دراغمة الملقب بـ"الجغل" (الوسيم) هو مقاوم فلسطيني من مدينة طوباس بالضفة الغربية، اعتقلته أجهزة السلطة وأودعته سجن أريحا، حيث عذب قبل الإفراج عنه أواخر 2024، وخطط فور خروجه لعملية ضد الاحتلال الإسرائيلي، نفذها في 4 فبراير/شباط 2025 عند "حاجز تياسير" وقتل فيها جنديين إسرائيليين وأصاب 8 آخرين، قبل أن يستشهد.

المولد والنشأة

ولد محمد عاطف دراغمة في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، وفيها كبر وترعرع وتلقى تعليمه.

وينتمي الشهيد إلى عائلة فلسطينية مناضلة، فوالده عاطف أسير سابق اعتقل 15 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تعرض أثناءها لتحقيق وتعذيب قاس.

محمد دراغمة أمضى أكثر من 154 يوما في سجن أريحا المركزي عام 2024 (المركز الفلسطيني للإعلام)

كما اعتقل الاحتلال عمه عمّار دراغمة مرتين وقضى 8 سنوات في السجن. واعتقل أيضا أخاه كمال، ويقبع شقيقه أدهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وشقيقه أحمد -اغتاله الاحتلال قبله بشهر- عمد إلى تشكيل ما تُعرف بـ"كتيبة طوباس" وقادها لمواجهة الاحتلال، وشارك مع رفاقه المقاومين في التصدي لاقتحامات الجيش الإسرائيلي لمحافظة طوباس.

وكان الاحتلال اعتقل أحمد فترة وجيزة عام 2022، وأطلق سراحه بعد أيام من التحقيق معه.

عملية "تياسير"

نفذ محمد دراغمة، ظهر يوم 4 فبراير/شباط 2025، عملية استشهادية على حاجز "تياسير" في الأغوار الشمالية شرق مدينة طوباس بالضفة الغربية.

وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فقد حصل دراغمة على معلومات استخباراتية دقيقة بشأن موقع العملية وتحركات جنود الاحتلال وأماكن تمركزهم، وكانت بحوزته بندقية "إم 16" ومخزنان من الرصاص.

إعلان

ووفقا لمصادر عبرية، فقد وصل دراغمة إلى الحاجز ونجح في اقتحام برج حراسة فيه جنود إسرائيليون، واشتبك معهم من مسافة قريبة، وهو يرتدي زيا مموها، مما ساعده على الوصول إلى موقع الهجوم بسهولة.

وبحسب تحقيقات أولية أجراها الاحتلال، فقد نصب دراغمة كمينا للجنود خارج المعسكر قبل تنفيذ الهجوم، وأطلق النار على أحد الحراس قبل اقتحامه الموقع العسكري.

وقد كانت القوة التي تعرضت للهجوم تتبع كتيبة احتياط، ووصلت حديثا لتعزيز حاجز تياسير. وقتل دراغمة منهم جنديينِ، أحدهما قائد الكتيبة، بينما أصيب 8 آخرون من جنود الاحتلال الإسرائيلي.

واستشهد دراغمة عقب اشتباكه مع القوات الإسرائيلية، وعجز الاحتلال عن تحديد هويته حتى مساء يوم العملية.

نعته حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مؤكدة أن مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه لن تتوقف أبدا.

وشددت حماس على أن استمرار عمليات المقاومة تؤكد قدرة الشعب على التصدي للاحتلال، كما تؤكد فشل كل محاولاته لإخماد المقاومة الفلسطينية وتكبيل يدها في الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • جنوب إفريقيا: الشعب الفلسطيني يعاني جراء عقود من الاحتلال غير الشرعي
  • المراعي الربيعية شرق زُبالا التاريخية.. مشهد طبيعي يعانق التراث
  • الحرب لم تنته بعد.. نشطاء يعلقون على أوضاع النازحين في قطاع غزة
  • كتائب القسام وسرايا القدس تستهدفان قوة صهيونية في طولكرم
  • كتائب القسام وسرايا القدس تستهدفان قوة صهيونية بطولكرم
  • يستدعي موقفا عربيا حازما.. نشطاء يصفون خطة ترامب بوعد بلفور
  • محمد دراغمة المقاوم الفلسطيني منفذ عملية حاجز تياسير
  • الحرية: تصريحات ترامب بشأن التهجير القسري تعدٍ واضح على حقوق الشعب الفلسطيني
  • يديعوت: الجيش يعترف بتضخيم عدد شهداء قادة كتائب القسام
  • الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي يحتفل بعيد ميلاد ابنة الشهيد وليد دقة