ليبيا – باشاآغا: تصاعد السلوكيات المنحرفة يهدد النسيج الاجتماعي ويتطلب حلولًا جذرية
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
ليبيا – باشاآغا: تصاعد السلوكيات المنحرفة يهدد النسيج الاجتماعي ويتطلب حلولًا جذرية
حذّر وزير الداخلية الليبي السابق، فتحي باشاآغا، من تصاعد السلوكيات المنحرفة التي تهدد بنية المجتمع الليبي، مشيرًا إلى انتشار التسول، السحر والشعوذة، الأفعال غير الأخلاقية، تعاطي الممنوعات، وجرائم العنف الأسري، بما في ذلك حوادث سرقة الأقارب وقتل الوالدين.
وأوضح باشاآغا في تدوينة نشرها عبر موقع “فيسبوك” أن هذه الظواهر لم تعد مجرد حالات فردية معزولة، بل أصبحت أزمة متجذرة تهدد الأمن الاجتماعي والاقتصادي، مؤكدًا أن انهيار ركائز الدولة وضعف مؤسساتها يستدعي تحركًا عاجلًا لإيجاد حلول جذرية لهذه التحديات.
غياب الدور التوجيهي وتأثيره على الشبابوأشار باشاآغا إلى أن الشباب، وهم الشريحة الأكبر في ليبيا، يعانون من إحباط متزايد نتيجة انعدام الفرص والغموض الذي يحيط بمستقبلهم، لافتًا إلى أن هذا الوضع تفاقم بسبب تراجع دور الأسر والمدارس والمنابر الدينية في التوجيه والتربية، مما جعلهم أكثر عرضة للاستغلال في الصراعات والانحرافات السلوكية.
وأكد أن معالجة هذه الظواهر تتطلب رؤية وطنية شاملة تتجاوز الحلول الأمنية التقليدية، وتعتمد على إشراك المجتمع بمختلف فئاته في التصدي لهذه المشكلات، وتعزيز التماسك الاجتماعي.
أسباب الظاهرة وحلول مقترحةودعا باشاآغا خبراء الاجتماع والنفس والتربية والاقتصاد إلى تقديم تحليل معمق للأسباب الحقيقية التي أدت إلى انتشار هذه الظواهر، مشيرًا إلى أن ضعف الوازع الديني، انتشار الفقر، ارتفاع البطالة، تزايد حالات الطلاق والتفكك الأسري، وانعدام العدالة الاجتماعية، كلها عوامل ساهمت في تفاقم الأزمة.
وأكد ضرورة دعم هذه الدراسات عبر برامج وقائية تستثمر طاقات الشباب في مسارات إيجابية، إلى جانب تعزيز دور الأسر في التربية، وخلق بيئة اجتماعية داعمة تسهم في بناء مستقبل أكثر استقرارًا لليبيين.
دور المنابر الدينية والإعلام في المواجهةوأشار باشاآغا إلى أن المنابر الدينية يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في معالجة هذه الظواهر من خلال استثمار خطب الجمعة والدروس الدينية في نشر القيم الأخلاقية وتعزيز التماسك المجتمعي.
كما شدد على أهمية الإعلام كأداة فعالة في تسليط الضوء على خطورة هذه الظواهر، عبر إنتاج برامج حوارية، أفلام وثائقية، ومبادرات تثقيفية تكشف المخاطر التي تواجه المجتمع الليبي، وتعيد الاعتبار للقيم الأصيلة ومكارم الأخلاق.
الشراكة بين الدولة والمجتمع.. ضرورة ملحّةوأكد باشاآغا أن المؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني لديها القدرة على إطلاق مبادرات وطنية تستهدف رفع وعي الشباب بمخاطر الانحراف، إلى جانب تشجيعهم على استثمار طاقاتهم في مشاريع إيجابية.
لكنه شدد على أن التصدي لهذه الأزمة يتطلب شراكة شاملة بين الدولة والمجتمع، مشيرًا إلى أن الحلول الأمنية وحدها لن تكون كافية ما لم تُدعم بـمبادرات مجتمعية مدروسة ومدعومة من مؤسسات الدولة لضمان استمراريتها.
ودعا إلى تشكيل لجان وطنية تضم خبراء اجتماعيين، مؤسسات دينية، وسائل إعلام، ومنظمات مجتمع مدني لصياغة استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، وتقديم حلول مستدامة تعزز استقرار المجتمع.
مستقبل ليبيا يعتمد على استثمار الإنسانواختتم باشاآغا تدوينته بالتأكيد على أن مستقبل ليبيا يتوقف على استثمار واعٍ في الإنسان، واستنهاض طاقات الشباب كشريك أساسي في بناء دولة قوية ومستقرة.
وشدد على أن الإعلام، المنابر الدينية، ومؤسسات المجتمع المدني تمتلك مفاتيح إعادة توجيه المجتمع نحو العدالة والتماسك، مؤكدًا أن ليبيا قادرة على تجاوز أزماتها متى توفرت الإرادة السياسية والرؤية الواضحة لبناء مجتمع أكثر عدلًا واستقرارًا.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: هذه الظواهر ا إلى أن حلول ا
إقرأ أيضاً:
خولة السويدي: عام المجتمع يجسد رؤية القيادة في تعزيز التلاحم الاجتماعي
أكدت حرم الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم أبوظبي مستشار الأمن الوطني، الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي رئيسة خولة للفن والثقافة، أن إعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تخصيص 2025 ليكون "عام المجتمع" في دولة الإمارات تحت شعار "يداً بيد"؛ يمثل تجسيداً حقيقياً لرؤية القيادة الرشيدة في تعزيز التلاحم الاجتماعي وبناء مجتمع يفتخر بتاريخه ويحافظ على هويته الثقافية.
وقالت إن هذه الخطوة تؤكد أهمية التعاون المشترك بين الأفراد والأسر والمؤسسات من مختلف فئات المجتمع في مسعى لبناء جسور من التواصل بين الأجيال وتعزيز قيم المسؤولية والانتماء، مؤكدة إيمان "خولة للفن والثقافة" بأن الفن والثقافة هما الأدوات الأكثر قوة لترسيخ هذه القيم، وبالتالي مما يجعلها جزءا من هذه المبادرة الوطنية التي تعكس التزامها بتعزيز الوعي الثقافي والتفاعل بين جميع فئات المجتمع.وأشارت الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي إلى أن هذا الإعلان سيسهم في تمكين الأفراد من اكتشاف إمكانياتهم الكامنة سواء عبر تنمية المهارات أو دعم الابتكار والإبداع في مختلف المجالات من الفن والثقافة إلى التكنولوجيا وريادة الأعمال، ما يسهم في خلق بيئة مبدعة وشاملة تساهم في بناء مستقبل مشرق لدولة الإمارات.