بايدن والماسونيون السود | حقيقة انضمام الرئيس الأمريكي السابق للجماعة الأخوية بريطانية الأصل
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
في خطوة مثيرة للجدل، انضم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إلى محفل ماسوني أمريكي من أصل أفريقي بصفته ماسونيًا رئيسيًا، رغم إعلانه انتماءه للكاثوليكية. وتمت مراسم التنصيب في محفل الأمير الكبير في ساوث كارولينا قبل يوم واحد فقط من مغادرته منصبه.
وفي بيان أصدرته المنظمة في نهاية الأسبوع الماضي، والذي بدأ تداوله يوم الجمعة، أكد المحفل أن بايدن حصل على "عضوية الماسونية مع مرتبة الشرف الكاملة".
وفي تعليق على الحدث، أوضح البيان أن "أن تكون ماسونيًا يعني أن تكون جزءًا من جماعة أخوية مكرسة للنمو الشخصي وخدمة الآخرين والسعي وراء المعرفة والحقيقة"، مضيفًا أن مسيرة بايدن تعكس القيم الأساسية التي تسعى الجماعة إلى تعزيزها.
أصول الماسونية وتأثيرها التاريخي
تُعَدُّ الماسونية واحدة من أقدم الجماعات الأخوية في التاريخ الحديث، حيث يعود أصلها إلى القرن الخامس عشر، لكنها تطورت بشكلها الحديث في بريطانيا أوائل القرن الثامن عشر. وسرعان ما توسعت لتشمل مفكرين بارزين ومعارضين دينيين وخبراء في السحر والتنجيم، إضافةً إلى نخبة رجال الأعمال والسياسة في أوروبا والولايات المتحدة.
ويُذكر أن نحو 14 رئيسًا أمريكيًا كانوا أعضاء في المحافل الماسونية، بمن فيهم جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، مما يعكس النفوذ القوي لهذه الجماعة في الأوساط السياسية الأمريكية.
تناقض عضوية بايدن مع العقيدة الكاثوليكية
رغم أن بايدن لم يعلن بشكل رسمي عن انضمامه إلى الماسونية في محفل برينس هول، إلا أن هذه الخطوة تثير تساؤلات حول تعارضها مع إيمانه الكاثوليكي.
ففي عام 1738، أصدر البابا كليمنت الثاني عشر مرسومًا يحظر على الكاثوليك الانضمام إلى الجماعات الماسونية، وظل هذا الحظر ساريًا لعدة قرون. حتى عام 1983، حينما أعاد الفاتيكان التأكيد على موقفه، مشددًا على تحريم الانضمام إلى "المنظمات التي تتآمر ضد الكنيسة"، دون الإشارة المباشرة إلى الماسونية.
وفي ذلك الوقت، صرّح الكاردينال جوزيف راتزينجر، الذي أصبح لاحقًا بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر، بأن "المؤمنين الذين ينضمون إلى الجمعيات الماسونية هم في حالة من الخطيئة الجسيمة ولا يجوز لهم تناول القربان المقدس".
تداعيات انضمام بايدن إلى الماسونية
انضمام بايدن إلى الماسونية يفتح الباب أمام نقاشات واسعة حول تأثير هذه العضوية على صورته السياسية والشخصية، خاصة لدى الناخبين الكاثوليك. ورغم أن الماسونية لا تعد منظمة سياسية بشكل مباشر، فإن ارتباطها بالتاريخ السياسي الأمريكي يجعل الأمر محط أنظار العديد من المراقبين.
يبقى السؤال المطروح: هل ستؤثر هذه الخطوة على إرث بايدن السياسي، أم أنها مجرد انتماء رمزي لا يحمل تداعيات حقيقية على مستقبله وشعبيته؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جو بايدن الكنيسة الرئيس الأمريكي السابق الماسونية فيكتور المزيد إلى الماسونیة
إقرأ أيضاً:
صحفية بريطانية تهاجم بي بي سي بشدة بعد استقالتها.. غزة هي السبب
كشفت الصحفية البريطانية كاريشما باتيل عن الأسباب التي دفعتها إلى الاستقالة من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، مؤكدة أن تغطية القناة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كانت السبب الرئيسي لقرارها.
وأوضحت باتيل، في مقال نشرته بصحيفة "إندبندنت" البريطانية هذا الأسبوع، أنها شعرت بعدم الارتياح تجاه النهج التحريري لـ"بي بي سي"، خاصة فيما يتعلق بتغطية الأحداث في قطاع غزة.
وقالت إن "هناك يوم واحد يبرز لي في الأشهر العديدة التي قضيتها في تغطية غزة، حيث وقفت أمام فريقي أعرض - للمرة الثانية - قصة فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات محاصرة في سيارة مع أقاربها القتلى: هند رجب".
وأضافت أنها كانت تتابع التحديثات المستمرة للهلال الأحمر أثناء محاولتهم إنقاذ الطفلة، لكن القسم الذي تعمل فيه اختار عدم تغطية القصة في ذلك اليوم.
وأردفت بالقول "لم يختر مذيعنا العام ذكر اسمها إلا بعد أن قتلها الجيش الإسرائيلي، بإطلاق النار على السيارة وهي بداخلها 300 مرة"، منتقدة طريقة معالجة القناة البريطانية للحدث "حتى عندما غطتها أخيرا، لم يوضح عنوان المقال حتى من فعل ماذا. لقد تجنب التوصل إلى استنتاج".
وشددت باتيل على أن "بي بي سي" فشلت في تغطية قصص الأطفال الفلسطينيين كما يجب، مؤكدة أن قرار القناة بسحب الفيلم الوثائقي "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" بعد ضغوط خارجية، يعكس افتقارها للنزاهة التحريرية.
وأوضحت أن الفيلم تعرض للرقابة بسبب ارتباط الراوي البالغ من العمر 13 عاما بشخصية سياسية في غزة، رغم أن القناة كان بإمكانها الاحتفاظ بالنسخة مع توضيح السياق، لكنها "اختارت التراجع تحت الضغط بدلاً من التمسك بالحقيقة في قلب الفيلم: أن إسرائيل تلحق الضرر بالأطفال الفلسطينيين".
ولفتت الصحفية إلى أن هذا القرار أثار استياء العديد من الصحفيين والمثقفين، حيث وقع أكثر من 1000 شخص، من بينهم الإعلامي جاري لينيكر والممثلة ميريام مارجوليس، على رسالة مفتوحة تدين هذه الخطوة.
وأشارت باتيل إلى أن المدير العام لـ"بي بي سي"، تيم ديفي، ورئيس مجلس الإدارة الدكتور سمير شاه، واجها أسئلة من لجنة الثقافة والإعلام والرياضة حول عمل المنظمة، حيث تساءلت النائبة روبا حق عما إذا كانت القناة قد "ألقت الطفل مع ماء الاستحمام" بإزالة الفيلم الوثائقي.
وأضافت "في حين تقول هيئة الإذاعة البريطانية إن هناك عيوبا خطيرة في كيفية صنع الفيلم، إلا أنها فشلت في الاعتراف بالافتقار العام إلى النزاهة التحريرية في تغطية غزة".
وأكدت أن هذا الوضع دفع المدير العام إلى الموافقة على الحاجة إلى مراجعة مستقلة للتغطية الشاملة التي تقدمها "بي بي سي" للشرق الأوسط، وهي خطوة وصفتها بأنها "تشتد الحاجة إليها".
وأوضحت الصحفية البريطانية أنها عملت في "بي بي سي" لمدة خمس سنوات، بدأت كباحثة ثم أصبحت قارئة أخبار وصحفية، وخلال تلك الفترة غطت أحداثا عالمية كبرى مثل تفشي مرض كوفيد-19، وغزو روسيا لأوكرانيا، وصعود القومية الهندوسية في الهند، لكنها شددت على أن تغطية "بي بي سي" للحرب على غزة أظهرت "مستوى صادما من التناقض التحريري".
وأشارت إلى أن بعض الصحفيين داخل القناة "كانوا يختارون بنشاط عدم متابعة الأدلة - بدافع الخوف"، مؤكدة أن المؤسسة الإعلامية كانت تعيد تكرار أحد أخطائها التحريرية الكبرى فيما يتعلق بتغير المناخ، قائلة: "كنا نناقش حقيقة واضحة بعد فترة طويلة من إثبات الأدلة لها".
وأكدت باتيل أن الجمهور يستحق "هيئة بث عامة تتبع الأدلة في الوقت المناسب، دون خوف أو محاباة"، مشددة على أن "الشجاعة التحريرية هي المفتاح".
وفي سياق انتقادها لسياسة الحياد المتبعة في "بي بي سي"، قالت: "أنا على وشك تقديم ادعاء جريء: الحقيقة موجودة"، موضحة أن دور الصحفي ليس مجرد عرض وجهتي نظر متساويتين، بل التحقيق والتوصل إلى استنتاجات قائمة على الأدلة، حتى لو أغضب ذلك بعض الأطراف.
وأضافت "لقد فشلت الحيادية إذا كانت طريقتها الرئيسية هي الموازنة باستمرار بين ‘كلا الجانبين’ من القصة باعتبارهما صحيحين على قدم المساواة"، مؤكدة أن أي وسيلة إخبارية ترفض التوصل إلى استنتاجات واضحة "تصبح بمثابة أداة في الحرب الإعلامية، حيث يغمر الفاعلون سيئو النية وسائل التواصل الاجتماعي بادعاءات لا أساس لها، مما يخلق ‘ضبابًا’ ما بعد الحقيقة".
وعن تجربتها الشخصية في تغطية الأخبار المتعلقة بغزة، قالت: "كل يوم، كانت أسوأ الصور ومقاطع الفيديو التي سأراها على الإطلاق تظهر على صفحتي على تويتر وإنستغرام. كنت أتصفحها ببطء، وأسرد القصص من غزة التي كنت أعرضها في اجتماع الصباح. كانت هذه الصور بمثابة مكواة وسم في الدماغ. كانت حارقة".
وتابعت: "في المرة الأولى التي رأيت فيها رجلاً سحقته جرافة إسرائيلية حتى الموت، كانت الصورة ضبابية لدرجة أنني كنت أنظر إلى حفنة من الخشخاش. وبينما كانت الصورة تشحذ، رأيت لب لحم رجل مضغوطا في الأرض، برتقاليًا وأحمر. لشهور، كنت أفكر فيه وكان صدري ينتفض. لكنني رفضت أن أبتعد. كان استيعاب وزن ومدى هذه الأدلة هو وظيفتي".
وأشارت باتيل إلى أن "رؤية مثل هذه الأدلة الساحقة كل يوم ثم سماع مناقشات بنسبة 50/50 حول سلوك إسرائيل - هذا ما خلق أكبر صدع بين التزامي بالحقيقة والدور الذي كان علي أن ألعبه كصحافية في هيئة الإذاعة البريطانية".
وأكدت أن "جرائم الحرب الإسرائيلية والجرائم ضد الإنسانية لم تعد قابلة للنقاش، فهناك أدلة أكثر من كافية - من الفلسطينيين على الأرض، ومنظمات الإغاثة، والهيئات القانونية - للتوصل إلى استنتاجات يجب أن تشكل التغطية الإعلامية لما فعلته إسرائيل".
وفي ختام مقالها، تساءلت باتيل "متى ستستنتج هيئة الإذاعة البريطانية أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي، وتشكل تغطيتها حول هذه الحقيقة؟"، مؤكدة أن “وظيفة الصحفي ليست الإبلاغ عن احتمال هطول المطر أو عدم هطوله، بل النظر إلى الخارج وإخبار الجمهور إذا كان الأمر كذلك قبل أن تضيف: اسمحوا لي أن أخبركم: هناك عاصفة".