أجمع خبراء على أهمية الزيارة التي أجراها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني إلى العاصمة السورية دمشق، واعتبروها تمثل نقطة تحول في مسار سوريا الجديدة وإعادة دورها الإقليمي والدولي.

ورأى الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي، أن زيارة أمير قطر تحمل رسالة أساسية تتمثل في إضفاء الشرعية الإقليمية والدولية على الإدارة الجديدة في سوريا.

وأشار مكي في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث" إلى أن توقيت الزيارة بعد ساعات من تنصيب أحمد الشرع رئيسا لسوريا يعكس دعما قطريا قويا للقيادة الجديدة.

وفي نفس السياق، قال محمد حسام حافظ الدبلوماسي السوري السابق وأستاذ القانون الدولي، إن "الدعم السياسي من الدول العربية، وخاصة قطر التي اتخذت موقفا أخلاقيا ثابتا، سيساهم في تحسين وضع الإدارة الجديدة على المستويين السياسي والاقتصادي".

وتشهد سوريا مرحلة انتقالية حاسمة بعد الإعلان عن انتصار الثورة السورية في مؤتمر احتضنته دمشق الأربعاء، إذ اتخذت خلاله قرارات مصيرية، أبرزها: تنصيب الشرع رئيسا للبلاد خلال المرحلة الانتقالية، وتفويضه بتشكيل مجلس تشريعي لإدارة المرحلة الانتقالية.

كذلك، تم إلغاء العمل بدستور 2012 وحل مجلس الشعب (البرلمان)، إضافة إلى حل الأجهزة الأمنية السابقة وتشكيل مؤسسة أمنية جديدة، وحل حزب البعث وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية.

إعلان

تحديات المرحلة

وحول التحديات التي تواجه المرحلة الجديدة، أوضح حافظ أن أبرزها "يتمثل في إدارة شؤون الدولة اليومية في ظل البنية التحتية المدمرة والوضع الاقتصادي المتردي"، مؤكدا ضرورة إصدار إعلان دستوري يوضح الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية وينظم عمل المؤسسات.

وأكد مكي أن "الشرعية الثورية وحدها لا تكفي، بل يجب أن تقترن بآلية لبناء الشرعية الدستورية"، مشددا على أهمية بناء المؤسسات وتحقيق مطالب الثورة في الحرية والكرامة.

من جانبه، أشار المحلل السياسي نور الدين البابا إلى أن "هناك أغلبية مرحبة بالقرارات رغم وجود تحفظات من بعض الأطراف"، مؤكدا أن "المطلوب هو مزيد من التوضيح للآليات التنفيذية".

وبشأن الوضع المعيشي، أكد الخبراء أن التحسن الطفيف في سعر الليرة السورية مع زيارة أمير قطر يعطي مؤشرات إيجابية، إذ أكد البابا أن "التحديات الاقتصادية تتطلب تعاونا وتفاهما بين الشعب والحكومة"، مشددا على أهمية التعاون الإقليمي والدولي.

وخلال المحادثات، أكد أمير قطر على دعم بلاده لوحدة سوريا وسيادتها، في حين أشار الرئيس الشرع إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونا إستراتيجيا بين البلدين، وكشف وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن مناقشة إطار شامل لإعادة الإعمار.

وأجمع الخبراء على أن عودة سوريا إلى الحضن العربي ستفتح آفاقا جديدة للتعاون الإقليمي والدولي، إذ أعرب حافظ عن قناعته بأن "الانفتاح على المكونات المختلفة والابتعاد عن سياسة المحور الواحد سيعزز القبول الإقليمي والدولي لسوريا الجديدة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الإقلیمی والدولی

إقرأ أيضاً:

رئيس المخابرات العراقية يقود وفدا حكوميا إلى سوريا

وصل وفد عراقي حكومي يقوده رئيس المخابرات حميد الشطري العاصمة دمشق -اليوم الجمعة- للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، ولبحث التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين، وفق بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية.

وقال البيان إنه بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وصل العاصمة السورية وفد رسمي حكومي برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني.

وأبرز أن الزيارة تتضمن لقاء الوفد بالرئيس السوري وعدد من المسؤولين الحكوميين.

وتأتي الزيارة بعد 10 أيام من لقاء جمع الشرع والسوداني في الدوحة، رعاه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لـ"تعزيز العمل العربي"، وفق بيان لمتحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري.

كما تأتي في وقت يرفض فيه عدد من السياسيين العراقيين الموالين لإيران احتمال زيارة الشرع العراق للمشاركة في القمة العربية يوم 17 مايو/أيار المقبل تلبية لدعوة رسمية من بغداد.

ويضم الوفد العراقي -بجانب رئيس المخابرات- مسؤولين عن قيادة قوات الحدود بوزارة الداخلية، ومن وزارتي النفط والتجارة، وهيئة المنافذ الحدودية، وفق البيان ذاته.

الشرع (يسار) التقى السوداني (وسط) في الدوحة برعاية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (وكالات) مجالات البحث

وأشار البيان العراقي إلى أن الوفد سيبحث مع الجانب السوري "التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز الترتيبات المتعلقة بتأمين الشريط الحدودي المشترك وتقويتها من أي خروقات أو تهديدات محتملة، وتوسعة فرص التبادل التجاري بما يصب في مصلحة الشعبين الشقيقين".

إعلان

كما سيتم "دراسة إمكانية تأهيل الأنبوب العراقي لنقل النفط عبر الأراضي السورية إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط".

وتتضمن المباحثات التأكيد على "دعم العراق وحرصه على وحدة وسيادة الأراضي السورية، وأهمية استقرار سوريا بالنسبة للأمن الوطني العراقي وأمن المنطقة"، وفق المصدر.

وتُعدّ هذه الزيارة ثاني زيارة لوفد عراقي إلى دمشق تُعلنها بغداد منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد.

وبسطت فصائل سورية في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.

ويعتبر العراق من الدول العربية القليلة التي حافظت على علاقة مع نظام بشار الأسد بعد قمعه للاحتجاجات الشعبية التي بدأت عام 2011.

لكن مع سقوط نظام الأسد، قال السوداني إن بلاده "تنسق مع سوريا بشأن تأمين الحدود وعودة اللاجئين ومستعدة لتقديم الدعم، ولا تريد لسوريا أن تكون محطة للصراعات الأجنبية".

في حين أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين يوم 14 فبراير/شباط الماضي أن "العراق ليس لديه تحفظات أو شروط للتعامل مع القيادة السورية الجديدة، بل مجموعة من الآراء المتعلقة برؤيتنا حول مستقبل سوريا، ولكن بالنتيجة القرار والإرادة للشعب السوري نفسه".

مقالات مشابهة

  • وزير الإسكان يتابع تقدم الأعمال بمشروعات المرحلة العاجلة بمدينة السويس الجديدة
  • تطبيع سوريا مع إسرائيل.. فكّر فيها
  • سوريا تشكل لجنة لمراقبة أنشطة الفصائل الفلسطينية
  • مقترح برلماني بإصدار رخص مؤقتة لجذب السياح وتنشيط السياحة المصرية.. خبراء: تعد خطوة استراتيجية للتنمية السياحية والانفتاح على الأسواق العالمية.. وتحفيز الاستثمارات الجديدة في القطاع السياحي
  • الشرعية توجه صفعة قوية للحوثيين من دمشق.. الإعلان عن استئناف عمل سفارة اليمن في سوريا
  • الوزير الشيباني: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي، وندعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقفها
  • هل تفتح سوريا بوابة التطبيع مع إسرائيل في عهد أحمد الشرع؟
  • رئيس المخابرات العراقية يقود وفدا حكوميا إلى سوريا
  • سوريا .. اشتباكات دامية في حمص بين الأمن وفلول النظام السابق
  • ما مخاطر النهج الإسرائيلي الجديد في سوريا.. وهل يتكرر خطأ لبنان؟