بعد "قمة" كامب ديفيد.. بكين "تستنكر" الإعلان المشترك
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
نددت بكين، اليوم الإثنين، بالبيان الصادر خلال القمة الأخيرة بين قادة الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وسيؤول، والذي انتقدوا فيه "السلوك الخطير والعدواني" للصين في النزاعات البحرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
واستضاف الرئيس الأمريكي جو بايدن في منتجع كامب ديفيد القمة التي فتحت "حقبة جديدة" من التعاون الأمني الثلاثي الوثيق، وفي بيان مشترك، الجمعة الماضي، أعلن الزعماء الثلاثة معارضتهم لـ "السلوك الخطير والعدواني" للصين، في النزاعات البحرية في بحر الصين الشرقي والجنوبي.
وردت بكين، الإثنين، معتبرة أن "القادة شوهوا صورة الصين وهاجموها بخصوص قضايا متعلقة بتايوان وقضايا بحرية، وتدخلوا بشكل صارخ في الشؤون الداخلية للصين وزرعوا الخلاف عمداً بين الصين وجيرانها"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين إن "بكين عبرت أيضاً عن استيائها الشديد ومعارضتها الحازمة وقدمت احتجاجات رسمية للأطراف المعنية".
China lodges complaint over criticisms of it at Camp David https://t.co/MqwAD84jN9 pic.twitter.com/RqhZ2j3wJB
— Reuters (@Reuters) August 21, 2023وأشار بيان كامب ديفيد بالتحديد إلى تايوان، معتبراً السلام والاستقرار في هذه المسألة "عنصراً لا غنى عنه للأمن والازدهار في المجتمع الدولي"، وقال "لا تغيير على مواقفنا الأساسية بشأن تايوان، وندعو إلى حل سلمي للمسائل على جانبي المضيق".
وأجرى الجيش الصيني أول أمس السبت، تدريبات جوية وبحرية حول تايوان، اعتبرها "تحذيراً صارماً" بعد زيارة قصيرة لنائب رئيسة الجزيرة إلى الولايات المتحدة.
وقال وانغ، الإثنين: "إذا كانت الدول المعنية مهتمة حقاً بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان، فعليها الالتزام بمبدأ صين واحدة والكف عن التغاضي عن الانفصاليين الذين يدافعون عن استقلال تايوان وأنشطتهم ودعمهم، واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية السلام والاستقرار الإقليميين"، وأضاف "مسألة تايوان شأن داخلي صيني محض.. حل مسألة تايوان شأن خاص بالصين".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الصين كامب ديفيد تايوان
إقرأ أيضاً:
رؤيتان للقيادة••• قراءة في إرث كارتر وترامب ما بين الاتفاق الإبراهيمي وكامب ديفيد
لنا مهدي
“سأحضر جنازة جيمي كارتر” بهذا التصريح أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً ومزيجاً من التعاطف والتساؤلات حول رمزية العلاقة بين اثنين من أكثر الرؤساء تأثيراً في تاريخ الولايات المتحدة ؛ جيمي كارتر ودونالد ترامب يمثلان رؤيتين مختلفتين تماماً للقيادة والحكم وبينما يفصلهما الزمن والسياسات يجمعهما سعيهما المشترك لتحقيق الأفضل للأمة الأمريكية بطرق تحمل بصمات فريدة لكل منهما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 فاز دونالد ترامب بمنصب الرئيس، ليصبح بذلك الرئيس الخامس والأربعين والسابع والأربعين للولايات المتحدة؛ هذا الإنجاز يجعله ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يتولى فترتين غير متتاليتين بعد غروفر كليفلاند. جيمي كارتر الذي تولى الرئاسة في فترة شهدت تحديات دولية واقتصادية كبرى ركز خلال ولايته على تعزيز حقوق الإنسان وبناء الجسور بين الأمم وكان أبرز إنجازاته توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي أنهت عقوداً من الصراع بين مصر وإسرائيل كما كان كارتر نموذجاً للرئيس الذي استمر في خدمة الإنسانية بعد مغادرته البيت الأبيض حيث كرس حياته للأعمال الخيرية والعمل من أجل الديمقراطية والسلام العالمي بالمقابل جاء دونالد ترامب برؤية سياسية جريئة اتسمت بالتركيز على المصالح الوطنية من خلال سياساته الاقتصادية القوية التي أعادت صياغة الاتفاقيات التجارية وحفزت النمو الاقتصادي واعتمد على أسلوب مباشر وغير تقليدي في إدارة الحكم وهو ما أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة داخل الولايات المتحدة كما نجح في تعزيز علاقات الشرق الأوسط عبر الاتفاق الإبراهيمي الذي وصف بأنه تحول تاريخي في المنطقة ؛ الاتفاق الإبراهيمي الذي تم إبرامه خلال عهد ترامب في عام 2020 كان جزءاً من جهود إدارة ترامب لتعزيز السلام في الشرق الأوسط حيث لعب صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر دوراً رئيسياً في التفاوض على هذه الاتفاقيات التي تعد إنجازاً دبلوماسياً كبيراً وخطوة جادة نحو تحقيق السلام الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط. تصريح ترامب بحضور جنازة كارتر يظهر جانباً نادراً من التضامن بين اثنين من القادة المختلفين فكرياً وسياسياً ولكنه يعكس التقدير المتبادل للجهود التي بذلها كل منهما في خدمة أمريكا؛ إن هذه اللحظة ليست فقط تأكيداً على احترام القادة لبعضهم البعض بل هي تذكير بعمق التنوع في أساليب القيادة الأمريكية التي تتمكن من استيعاب كل من القيم الإنسانية الهادئة التي مثلها كارتر والقرارات الحاسمة التي ميزت ترامب إن حضور ترامب لجنازة كارتر لن يكون مجرد لحظة وداع لرئيس سابق بل هو رمز عميق لتلاقي رؤيتين متناقضتين اجتمعتا في النهاية على هدف واحد وهو خدمة الأمة الأمريكية وبينما يمثل كارتر نموذج القيادة القائمة على القيم الإنسانية والهدوء فإن ترامب يجسد روح الجرأة والقرارات الحاسمة كلاهما ترك بصمته على تاريخ الولايات المتحدة بطرق تعكس تنوع الرؤى والأساليب التي شكلت مسار البلاد عبر العقود وفي هذا التلاقي بين إرثين مختلفين تكمن عظمة الديمقراطية الأمريكية التي تحتضن التنوع وتستلهم القوة من الاختلاف
lanamahdi1st@gmail.com