استشاري: أنظمة المراقبة الذكية تُسهم في تعزيز الأمن القومي
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
قال المهندس أحمد حامد، استشاري النظم الأمنية والذكاء الاصطناعي، إنه في ظل التطور التكنولوجي المُتسارع أصبحت أنظمة المراقبة الذكية أحد المكونات الأساسية في إدارة شبكات الطرق وتحقيق السلامة العامة، وتعتمد هذه الأنظمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد المخالفات المرورية مثل تجاوز السرعة وعدم ارتداء حزام الأمان، مما جعلها محل جدل بين المواطنين الذين يرونها أحيانًا وسيلة لفرض الغرامات أكثر من كونها أداة لتعزيز السلامة؛ ومع ذلك فإن الدور الحقيقي لهذه التقنيات يتجاوز مجرد ضبط المخالفات، حيث تُساهم بشكل مباشر في تعزيز الأمن القومي، وحماية البنية التحتية، ومكافحة الجريمة، مما يجعلها عنصرًا محوريًا في استراتيجيات الأمن الحديثة.
وأضاف “حامد”، أنه منذ بدء تطبيق كاميرات المراقبة الذكية واجهت هذه الأنظمة انتقادات عديدة، حيث يرى البعض أنها تُشكل عبئًا ماليًا على السائقين بسبب الغرامات المفروضة، وقد تُثير المخاوف بشأن الخصوصية وإمكانية الخطأ في تسجيل المخالفات، ومع ذلك فإن التركيز على الجانب المالي فقط يُغفل دور هذه التقنيات في تحقيق السلامة العامة، وتقليل الحوادث، ودعم جهود مكافحة الجريمة، وهو ما يجعل تقييمها بشكل شامل أمرًا ضروريًا لفهم مدى تأثيرها الحقيقي.
وأوضح أن أنظمة المراقبة الذكية تُعد جزءًا من البنية التحتية الأمنية الحديثة، حيث توفر بيانات وتحليلات لحظية تُساهم في دعم الأجهزة الأمنية وتعزيز الاستجابة الفورية للمخاطر المحتملة، ومن أبرز الأدوار التي تؤديها الكشف عن المركبات المشتبه بها والمطلوبة أمنيًا؛ حيث تعتمد الكاميرات الذكية على تقنيات التعرف التلقائي على لوحات المركبات "LPR"، مما يُتيح لها مسح ملايين المركبات يوميًا، والبحث عن السيارات المسروقة أو تلك المرتبطة بأنشطة إجرامية، وعند رصد مركبة مطلوبة يتم إرسال إشعارات فورية إلى الجهات الأمنية، مما يُمكنها من اتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة وكفاءة، فضلا عن دعم التحقيقات في الجرائم والأحداث الأمنية؛ حيث أنه عند وقوع جرائم مثل السطو المسلح أو التهريب أو الأعمال التخريبية توفر الكاميرات الذكية أدلة بصرية وتحليلات متقدمة تساعد المحققين في تحديد هوية المشتبه بهم، ورصد تحركاتهم، وتعقب مسارات هروبهم، وتُعزز هذه البيانات قدرة الأجهزة الأمنية على كشف الجرائم بسرعة أكبر مقارنةً بالأساليب التقليدية.
وأشار إلى أنه أيضا من أبرز أدوارها تأمين المنشآت الحيوية والبنية التحتية، حيث تُستخدم هذه الأنظمة في تأمين المواقع الحساسة مثل المطارات، والموانئ، والمنشآت النفطية، والمناطق الحدودية، حيث توفر مراقبة متواصلة وتُساعد في الكشف عن أي أنشطة مشبوهة أو محاولات تسلل؛ كما أن وجود هذه الأنظمة يُشكل رادعًا فعالًا للعناصر الإجرامية التي قد تستهدف هذه المواقع، فضلا عن إدارة الأزمات وحماية التجمعات الكبرى؛ حيث تلعب كاميرات الذكاء الاصطناعي في الفعاليات الكبرى مثل التجمعات الجماهيرية أو الأحداث الرياضية أو الاحتجاجات دورًا رئيسيًا في مراقبة تدفق الحشود، ورصد أي تحركات غير طبيعية، وإرسال تحذيرات مسبقة للجهات المختصة للتدخل السريع قبل تفاقم الأوضاع.
واختتم أنه رغم الجدل الدائر حول أنظمة المراقبة الذكية؛ إلا أن القيمة الحقيقية لهذه التقنيات تتجاوز مسألة المخالفات المرورية؛ فهي تُسهم في تعزيز الأمن القومي، وتدعم جهود مكافحة الجريمة، وتُحسن السلامة العامة، مما يجعلها جزءًا لا غنى عنه في المدن الحديثة، ومع ذلك من الضروري أن يكون هناك توازنًا بين تطبيق هذه التقنيات وضمان الشفافية وحماية حقوق المواطنين، بحيث تتحقق الاستفادة القصوى منها دون التأثير سلبًا على الحريات الفردية، موضحًا أن نجاح هذه الأنظمة يعتمد على التكامل بين التكنولوجيا والحوكمة الرشيدة، بحيث يتم توظيفها لتحقيق أهداف الأمن والسلامة دون أن تتحول إلى أداة تُثقل كاهل المواطنين بالغرامات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مناطق الحدود ارتداء حزام الأمان حماية البنية التحتية تسجيل المخالفات الذكاء الاصطناعي مكافحة الجريمة المخالفات المرورية التطور التكنولوجي الأمن القومي أنظمة المراقبة الذکیة هذه التقنیات هذه الأنظمة
إقرأ أيضاً:
الخارجية المصرية: أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري
البحرين – أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على موقف بلاده الثابت تجاه حماية أمن الخليج باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المصري مع نظيره البحريني عبداللطيف الزياني في العاصمة البحرينية المنامة في إطار الزيارة التي يقوم بها الوزير المصري لمملكة البحرين.
وأكد عبد العاطي على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين مصر ومملكة البحرين، مشيرا إلى وجود توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعمل على الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية مع مملكة البحرين بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وشدد وزير الخارجية المصري على الوقوف بجانب مملكة البحرين والتأكيد على أهمية حماية أمن الخليج باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مثنيًا على التنسيق المستمر بين الجانبين إزاء مختلف القضايا الإقليمية.
وتناول عبد العاطي إمكانية الاستفادة من المنصة الالكترونية التي انشأتها وزارة العمل المصرية لتسهيل استقدام العمالة المصرية الماهرة والمدربة الراغبة في العمل في الخارج طبقًا لاحتياجات السوق البحريني.
وأشار وزير الخارجية إلى حرص مصر على تعزيز العلاقات التجارية والاستثماريّة مع مملكة البحرين، مؤكدا على أهمية تعزيز التعاون والتكامل بين الدول العربية في مجالات التصنيع المشترك.
وشدد على الاهتمام المصري بتعضيد مبادرات التكامل الصناعي والاقتصادي العربية والاهتمام بتعزيز تواجدها في سوق الطاقة النظيفة العالمي.
كما تبادل الوزيران الرؤى والتقديرات إزاء عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية، بالإضافة الى استعراض آخر المستجدات حول التطورات في سوريا.
وأوضح بيان للخارجية المصرية أن عبد العاطي تفقد خلال زيارته مقر وزارة الخارجية البحرينية مركز “مدار” بالوزارة، “غرفة العمليات السياسية بوزارة الخارجية”، واستمع من كبار مسئولي الخارجية البحرينية إلى شرح حول أسلوب العمل داخل مختلف قطاعات الوزارة، وسبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين وزارتي خارجية البلدين.
واستعرض وزير الخارجية المصري تجربة وزارة الخارجية في العمل على تطوير منظومة الخدمات القنصلية والجهود المبذولة حاليا لرقمنة كافة المعاملات القنصلية بما يخدم مصالح واحتياجات المواطنين المصريين بالخارج.
المصدر: RT