الجزيرة:
2025-03-12@23:20:35 GMT

الأولى عربيا.. ما أهمية زيارة أمير قطر لسوريا؟

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

الأولى عربيا.. ما أهمية زيارة أمير قطر لسوريا؟

دمشق- مثلت زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، إلى العاصمة السورية دمشق، كأول زيارة لرئيس دولة عربية إلى البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، نقطة فارقة في سياق العلاقات بين البلدين كما يرى محللون.

ورأى محللون أن هذه الزيارة تعكس رغبة الدولتين المشتركة في تعزيز التعاون والعلاقات بينهما وبحث سبل تطويرها، حيث قالت وكالة الأنباء القطرية "قنا" إن قطر تؤكد وقوفها إلى جانب الشعب السوري والإدارة السورية الجديدة، خاصة فيما يتعلق بملف العقوبات ورفعها عن سوريا.

وكان في استقبال أمير قطر في مطار دمشق الدولي الرئيس السوري أحمد الشرع، ورئيس الحكومة محمد البشير، ووزيرا الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة، وعدد من المسؤولين وأعضاء السفارة القطرية في دمشق.

وبدورها، رحبت وزارة الخارجية السورية بزيارة أمير قطر وأشادت بالدور الذي لعبته الدوحة كحليف للشعب السوري طوال الأعوام الـ14 الماضية، مؤكدة تطلعها العميق إلى توطيد العلاقات بين البلدين.

بينما قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس مع وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري محمد بن عبد العزيز الخليفي، إن الاجتماعات ناقشت إطارا شاملا لإعادة الإعمار في البلاد، وهذا ما يعد مؤشرا على مشاركة قطرية فعالة مرتقبة في جهود إعادة الإعمار، سواء عبر الاستثمارات أو عبر تقديم المساعدات الإنسانية.

إعلان اللبنة الأولى عربيا

يرى الكاتب والباحث السوري مصطفى النعيمي أن زيارة أمير قطر إلى الجمهورية العربية السورية تأتي في سياق استكمال الدعم للقضية السورية، الذي كان قد بدأ مع بداية الثورة قبل 14 عاما.

وشدد الباحث على أهمية كون هذه الزيارة هي "الأولى عربيا على مستوى الزعماء"، مضيفا في حديثه للجزيرة نت: "أرى أن قطر لم ولن تتخلى عن مسؤوليتها تجاه القضية السورية، حيث تسعى إلى مد جسور الثقة المتبادلة بين الشعب والحكومة السورية من جهة، والجانب القطري من جهة أخرى".

ويضيف الباحث أن الزيارة تأتي في طليعة التحركات الدبلوماسية على مستوى قادة الدول، إذ تمثل تأييدا للشرعية الكاملة للنظام الحاكم في دمشق، إلى جانب تقديم التهنئة بشكل مباشر عبر زيارة الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى سوريا.

وأكد النعيمي على أن هذه الزيارة ستكون "اللبنة الأولى عربيا في إعادة بناء سوريا، وستتبعها خطوات مماثلة من الدول العربية، مع بقاء قطر في طليعة الداعمين للقضية السورية منذ انطلاق الثورة، وحتى تحقيق الاستقرار وبناء الدولة".

الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (يسار) أكد على عمق العلاقات السياسية الإيجابية مع سوريا (الصحافة القطرية) دول المنطقة

يرى الباحث السوري مضر الدبس أن هذه الزيارة تحمل دلالات كثيرة، أهمها هو الحرص القطري على دعم خيارات الشعب السوري، وهو موقف كان واضحا منذ بداية الأزمة.

"فالسوريون لا ينسون أن علم الثورة ظل مرفوعا في سماء قطر منذ عام 2011 وحتى اليوم، وهو تعبير عن موقف ثابت في الوقوف مع إرادة الشعوب التي تنتصر في النهاية، ما يجعله خيارا صائبا على المدى الإستراتيجي" حسب قوله.

ويضيف الدبس في حديثه للجزيرة نت: "وبهذا المعنى، تعكس هذه الزيارة دعما على المستوى الأخلاقي للسوريين، إلى جانب إمكانية بناء علاقات جديدة، خاصة أن سوريا باتت اليوم قادرة على إقامة علاقات دولية تقوم على المصالح المشتركة".

إعلان

واعتبر الباحث السياسي أن هناك حاجة حقيقية اليوم لتنسيق مواقف دول المنطقة إزاء التحديات المختلفة، "إذ توجد ملفات عديدة تتطلب موقفا مشتركا، مثل العلاقة مع الإدارة الأميركية، والقضايا العالقة في المنطقة، والقضية الفلسطينية، والملف الإيراني".

موضحا أن هذه كلها مسائل تحتاج إلى تنسيق سياسي بين دول الخليج عموما، وبين سوريا ودول شرق المتوسط، "حيث أصبحت سوريا الجديدة قادرة على لعب دور إيجابي في هذه الملفات" حسب الباحث.

وفي سياق الحديث عن نتائج هذه الزيارة، يشير الدبس إلى أن هناك مصالح اقتصادية لشعوب المنطقة باتت متداخلة، ما يستدعي تحقيق السلام وبناء علاقات إستراتيجية طويلة الأمد تعود بالفائدة على الجميع.

مضيفا: "وكما نعلم، هناك جالية سورية كبيرة في قطر ودول الخليج، مما يجعل العلاقات السياسية الإيجابية عاملا مساعدا في المرحلة الانتقالية لسوريا، لتجاوز العقبات نحو بناء دولة مستقلة وموحدة، وهو ما أكده أمير قطر خلال زيارته إلى دمشق، ويمكن القول إن هذا التوجه يخدم مصالح جميع شعوب المنطقة".

دور مستقبلي

وحول الدور المستقبلي لقطر في سوريا، يرى الباحث السوري الدكتور أحمد الحسين، أنه لن يكون مختلفا كثيرا عن مرحلة ما قبل ثورة 2011، حيث كان لقطر في سوريا استثمارات كبيرة، والعديد من الاتفاقيات الإستراتيجية، ومشاريع الطرق ضمن نظام الاستثمار "بي أو تي" (BOT)، ومشروع مد أنابيب الغاز للوصول إلى أوروبا، ومن المتوقع أن تستثمر قطر مجددا في هذه المجالات.

ويضيف الحسين في حديثه للجزيرة نت أن "الباب مفتوح اليوم؛ فسوريا بلد يبدأ من تحت الصفر، وقطر لم تتوقف عن دعم الشعب السوري وثورته عبر إقامة القرى والمخيمات، وتقديم المساعدات الطبية وغيرها".

وأشار الباحث إلى ترقب السوريين لبناء علاقات إستراتيجية مع قطر؛ لأن هناك قطاعات عديدة جاهزة للاستثمار في سوريا: كالنقل، والبنى التحتية، والكهرباء، والماء، والصرف الصحي، إلى جانب المطارات، وسكك القطار، والطرق بين المحافظات، ومشاريع الإعمار، والعديد من الرؤى المستقبلية التي يمكن أن تنجزها قطر في سوريا، بحكم خبرتها واستثماراتها ودورها الرائد في الاستثمار.

وأكد الحسين على ضرورة الاستفادة من التجربة القطرية الرائدة في مجال التعليم، سواء في التربية أو التعليم العالي، مضيفا أنه "يمكن لقطر مساعدة سوريا في وضع إستراتيجية للوصول لما يريده ويتمناه السوريون لبلدهم، والسوريون أساسا لديهم إرادة عالية للإنجاز، وإمكانيات عالية ورغبة بإعمار بلادهم".

مدينة الأمل في سوريا تم افتتاحها بحضور وزيرة التعاون الدولي في قطر (الجزيرة) جهود مكثفة

وكانت دولة قطر قد كثفت جهودها في تقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، عبر تسييرها جسرا جويا لدعم الشعب السوري وإغاثته، حيث أرسلت طائرات محملة بمساعدات إنسانية تضمنت سيارات إسعاف، ومواد غذائية، وعقاقير دوائية مقدمة من صندوق قطر للتنمية.

إعلان

هذا إلى جانب إرسالها تجهيزات فنية للمساهمة في إعادة تشغيل مطار دمشق الدولي، حيث كانت الخطوط الجوية القطرية أولى شركات الطيران المدنية التي تستأنف رحلاتها إليه بعد سقوط النظام.

وفي إطار الجهود التي بذلتها دولة قطر طوال سنوات الحرب لمساندة النازحين واللاجئين السوريين، تم الإعلان، أمس الأربعاء، عن افتتاح مشروع "مدينة الأمل" بمنطقة أعزاز في ريف حلب، بالتعاون مع مؤسسة قطر الخيرية وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية، حيث تضم 1400 وحدة سكنية مجهزة بالكامل لإيواء 8 آلاف و800 فرد من العوائل التي نزحت إلى الخيام بفعل الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشعب السوری الأولى عربیا هذه الزیارة زیارة أمیر إلى جانب أمیر قطر فی سوریا قطر فی أن هذه

إقرأ أيضاً:

الدفاع السورية تعلن انتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري

سوريا – أعلنت وزارة الدفاع السورية اليوم الاثنين، انتهاء العمليات العسكرية في منطقة الساحل السورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية العقيد حسن عبد الغني: “وفاء بالعهد الذي قطعناه لأهلنا الكرام مع انطلاق المرحلة الثانية من العمليات، نعلن نجاح قواتنا بفضل الله ثم بعزيمة رجالنا عن تحقيق جميع الأهداف المحددة لهذه المرحلة”.

وأضاف عبد الغني “لقد تمكنا بفضل الله من امتصاص هجمات فلول النظام البائد وضباطه، وحطمنا عنصر مفاجئتهم وتمكنا من إبعادهم عن المراكز الحيوية وأمّنا غالب الطرق العامة التي اتخذتها الفلول منطلقاً لاستهدف أهلنا المدنيين والأبرياء”.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية “انتهاء العملية العسكرية التي انطلقت لأهداف سبق ذكرها، وبعد أن باتت المؤسسات العامة قادرة على بدء استئناف عملها وتقديم الخدمات الأساسية لأهلنا تمهيدا لعودة الحياة إلى طبيعتها والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار”.

وأكد عبد الغني أن “الأجهزة الأمنية سوف تعمل في المرحلة القادمة على تعزيز عملها لضمان الاستقرار وحفظ الأمن وسلامة الأهالي، حيث وضعت خططا جديدة لاستكمال محاربة فلول النظام البائد، والعمل على إنهاء أي تهديد مستقبلي، ولتمنع تنظيم الخلايا الإجرامية من جديد، وسنتيح للجنة التحقيق الفرصة الكاملة لكشف ملابسات الأحداث والتأكد من الحقائق وإنصاف المظلومين”.

في غضون ذلك، طلبت روسيا والولايات المتحدة عقد مشاورات مغلقة مع مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في سوريا، وتتوقع موسكو أن تجرى المشاورات اليوم الاثنين.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن عدد القتلى المدنيين الذين “جرت تصفيتهم خلال أحداث الساحل منذ 6 مارس، بلغ 973 بينهم نساء وأطفال”.

 

المصدر: الوطن+ RT

Previous الأمم المتحدة: يجب عدم السماح بانتشار الجوع مرة أخرى في غزة Related Posts الأمم المتحدة: يجب عدم السماح بانتشار الجوع مرة أخرى في غزة عربي 10 مارس، 2025 العراق: وحدة سوريا وأمنها واستقرارها بحاجة إلى صوت العقل والاعتدال عربي 10 مارس، 2025 أحدث المقالات الدفاع السورية تعلن انتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري الأمم المتحدة: يجب عدم السماح بانتشار الجوع مرة أخرى في غزة عميدة بلدية زلطن تدعو المرأة للمطالبة بحقوقها وزيادة تمثيلها العراق: وحدة سوريا وأمنها واستقرارها بحاجة إلى صوت العقل والاعتدال وزير خارجية الأردن: أمن سوريا واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن دول المنطقة واستقرارها

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • بعد تصريحات إسرائيلية..أنباء عن زيارة قيادات من دروز سوريا للجولان المحتل
  • الخارجية السعودية تجري تعديلات في إجراءات طلب الزيارة للسودانيين عبر “تأشيرة” 
  • مسؤول كوردي سوري: اتفاق قسد ودمشق يمهد لسوريا اللامركزية بدعم دولي
  • أردوغان: نولي أهمية كبيرة لوحدة جارتنا سوريا والحفاظ على بنيتها الموحدة
  • الأستاذ الفرحان: باشرت اللجنة عملها باجتماع عقده معها السيد رئيس الجمهورية العربية السورية، أكد خلاله على أهمية دورها في كشف الحقيقة، وعلى التزام الدولة بمحاسبة المتورطين وإنصاف الضحايا
  • جوتيريش يؤكد أهمية عمليات العدالة الانتقالية والمصالحة الشاملة في سوريا
  • منتدى المهندس للوعي الجنوبي ينظم أمسية رمضانية تؤكد على أهمية زيارة الرئيس الزُبيدي والوفد المرافق له إلى الضالع
  • ما أهمية اجتماع عمّان بشأن سوريا؟
  • الدفاع السورية تعلن انتهاء العملية العسكرية في الساحل السوري
  • رفاهية العراقيين في مراكز متأخرة عربياً وعالمياً