يحرص المسلمون عند تلاوة القرآن الكريم على التدبر والتفاعل مع الآيات، خاصة تلك التي تحمل معاني العظمة والتنزيه لله سبحانه وتعالى، ومن بين هذه الآيات، قوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ [التين: 8]، والتي يعتاد بعض القراء والمستمعين على الرد عليها بقول "بلى". فما حكم ذلك شرعًا؟

التفاعل مع آيات القرآن الكريم

قالت دار الإفتاء أنه من المستحب عند قراءة القرآن أن يتفاعل القارئ مع معانيه، فيسأل الله الرحمة عند المرور بآيات الرحمة، ويستعيذ عند ذكر العذاب، ويسبح الله عند آيات التنزيه.

وقد ورد عن النبي ﷺ في صلاته الليلية أنه كان إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ.

وفي هذا السياق، أوضح الإمام القرطبي في تفسيره أن التدبر في معاني القرآن يستلزم هذا التفاعل، حيث قال: "إذا مر القارئ بآية عذاب استعاذ بالله، وإذا مر بآية رحمة سأل الله من فضله، وإذا مر بآية تنزيه نزه الله سبحانه وتعالى."

حكم قول "بلى" عند تلاوة الآية

تعتبر "بلى" حرفَ جواب يُستخدم في الرد على النفي لإبطاله، ولذلك فإن قولها بعد قوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ يُعدّ تأكيدًا على أن الله هو أحكم الحاكمين.

وقد ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "من قرأ منكم والتين والزيتون، فانتهى إلى آخرها: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾، فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين." (رواه أبو داود).

حكم قول "بلى" في الصلاة

أما بالنسبة لقول "بلى" أثناء الصلاة، فقد اختلف الفقهاء في ذلك:

خارج الصلاة: من السنة أن يقول القارئ "بلى"، كما جاء في الحديث.داخل الصلاة:إذا كان المصلي منفردًا أو في صلاة النافلة، فيستحب له قول "بلى".إذا كان المصلي إمامًا أو مأمومًا في صلاة الفريضة، فقد رأى بعض الفقهاء أن الأفضل عدم قولها؛ لأن المصلي ينبغي أن يلتزم بأذكار الصلاة المأثورة فقط، في حين أجازها آخرون باعتبارها من السنن المؤكدة. 

يُستحب قول "بلى" بعد قوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾ سواء كان القارئ داخل الصلاة أو خارجها، وهو تأكيد لإثبات حكم الله وعدله. أما في الصلاة، فقد اختلف الفقهاء بين الإباحة والكراهة، لكن الرأي الأرجح أنه جائز، خاصة في النافلة أو إذا كان المصلي منفردًا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القران الكريم الله بلى قوله تعالى إذا مر

إقرأ أيضاً:

داعية إسلامي: علاج الزوجة ودواؤها فرض على الزوج

أكد الدكتور محمد علي الداعية الإسلامي، أن علاج الزوجة ودواءها فرض على الزوج، وأنه يخالف آراء الفقهاء في الماضي، فالفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان، موضحًا أنه صرح من قبل بأن علاج الزوجة ودواءها ليس فرضا على الزوج، وكان ذلك وفقا لما جاء على آراء الأئمة.

داعية إسلامية: مقولة «بعد ما شاب ودوه الكتاب» تخالف القرآن والسنةداعية إسلامية تعلق على حوادث قـ.ـتل الزوجات: لا تأخذها من بيت أهلها لتعذبها |فيديوهل من صام الأيام البيض في شعبان كأنه صام الدهر كله؟.. داعية إسلامي يجيب

وأضاف الداعية الإسلامي، خلال تصريحات تلفزيونية، أنه بعد انتشار الأمراض والأوبئة فعلاج الزوج يكون على زوجها، فالفتوى تم تغييرها.

ولفت إلى أن الحصول على آراء العلماء سينتج عنها مشكلات إذا تم تطبيقها حاليًا، فهناك تصريحات بأن الزوجة ليس عليها فرض الإرضاع، ولكن العلاقة الزوجية مبنية على المودة والرحمة، ولذلك على كل زوج أن ينفق على زوجته إذا مرضت.

وأشار إلى أنه عندما صرح بأن علاج الزوجة ودواءها ليس على الزوج، كان نقلا عن الفقهاء وليس رأيا خاصا به، وأن مفتي الجمهورية السابق شوقي إبراهيم علام، رد عليه بخصوص علاج الزوجة، وقال إن الفتوى تتغير بتغير الزمن.

في حلقة جديدة من برنامج "اسأل المفتي" الذي يقدمه الإعلامي حمدي رزق عبر قناة "صدى البلد"، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الصبر يعد من أعظم الفضائل التي حثت عليها جميع الديانات السماوية.

الصبر في القرآن الكريم والتعاليم الإسلامية

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن القرآن الكريم يرفع من شأن الصبر، مستشهداً بآية الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، مؤكدًا أن هذه الآية تبرز أن الله مع الصابرين، مما يعكس عظمة هذه الفضيلة في الإسلام.

كما ذكر فضيلته سورة العصر التي تؤكد على أهمية الصبر، حيث قال تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، وهي دعوة للجميع للتمسك بالصبر لتحقيق النجاح والفلاح.

الصبر في شهر رمضان: “شهر الصبر”

وأوضح فضيلة المفتي أن شهر رمضان هو "شهر الصبر"، حيث يُعزز الصيام قدرة المسلم على التحمل والصبر. مشيرًا إلى أن الله تعالى قد كتب الصيام على المسلمين لكي يُنمّي فيهم التقوى والصبر.

الصبر علاج للابتلاءات والرضا بالمقدور

وأشار الدكتور نظير عياد إلى أن الصبر هو العلاج الوحيد للابتلاءات والمصاعب في الحياة. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله العبد ابتلاه"، مؤكداً أن الله يختبر عباده ليعطيهم أجرًا عظيمًا في الآخرة إذا صبروا.

أنواع الصبر: الصبر على الطاعة والمعصية
كما بيّن فضيلة المفتي أن الصبر لا يقتصر فقط على تحمل الابتلاءات، بل يشمل أيضًا الصبر على الطاعة، مثل أداء الصلاة والصوم، والصبر عن المعاصي، والصبر على تقديرات الله المؤلمة بدون سخط.

الصبر والمثابرة في القرآن الكريم
استشهد فضيلة المفتي بآية الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا}، مشيرًا إلى أن القرآن يوجه المسلمين إلى الصبر والمثابرة ليحققوا التوازن والصمود في مواجهة تحديات الحياة.

مقالات مشابهة

  • للصائم دعوة لا ترد
  • هل يُقبل صيام المرأة غير المحجبة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • ميثاق غليظ
  • الإيمان والإستقامة
  • الفرق بين الوزر والوزر والحمولة والفرش.. خالد الجندي يجيب
  • خالد الجندي: هذه الآية ليست دعوة للكفر وإنما تحدٍ إلهي
  • المفتي: الصلاة على النبي ليست مجرد ذكر مستحب بل ضرورة حياتية
  • الإقلاع عن التدخين بمناسبة الشهر الفضيل
  • داعية إسلامي: علاج الزوجة ودواؤها فرض على الزوج
  • خالد الجندي: هذه الكلمة من أحب الألفاظ إلى الله