تساقطت حبات دموع أم على صورة نجلها، بلل فيض العين ألبوم العُرس من فرط غزارتها، أطالت النظر إليها ونعته بكلمات «قتلوك غدرا يا ولدي».

فى قرية أبو الغيط» التابعة لمدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، على صغر مساحتها وكثافة سكانها، ضمت جريمة بشعة وإزهاق روحٍ بريئة، بخطة مُحكمة رسمها شقيقان وأطلق عليها الأهالى «الغدر بالعريس».

أطلقت السيدة «هنادى عبدالله» 50 عاما، صرخة قوية أخرجتها فى محاولة لتهوية قلبها المشتعل على فقدان ابنها»محمد صابر رشاد منصور»، ضمت ألبوم صور حفل زفافه إلى صدرها وقالت «كان يحلم بطفل يملأ حياته ويستعجله منذ يوم زفافه قبل عامين، وتجلس بين احبائها، ليواسونها فى مصابها بعبارات التعازى فى وفاة الأخ والصاحب لبعضهم وفلذة الكبد للآخرين.

خطة الأخوين لقتل صديقهما 

مع غروب شمس يوم الرابع من شهر يناير الجارى تجمع الشقيقان، «أبو الخير. م»، و»رمضان. م» يعملان فى قطع غيار السيارات، أمام منزل صديقهما «محمد صابر«، وبألفاظ نابية تعديا على أسرته، مطالبينه بمبلغ 1000 جنيه.

خرج إليهما «علاء صابر» صاحب محل قطع غيار سيارات، وشقيق المجنى عليه، يطفئ نارهما ويعدهما بتسوية الخلاف القائم بسبب قطعة غيار سيارات اشتراها الشقيقان المتهمان منه قبل شهر، ثم جاءا، ليعيداها ويأخذا أموالهما بحجة أنها مُعطلة.

انصرف الشابان الهائجان وبعد دقائق عادا مرة أخرى وقد تسلحا بـ «مفكات» مسنونة، تُستخدم كأسلحة بيضاء فتاكة تقتل من أول طعنة.

وقف المتهمان أمام منزل أسرة الضحية، فذهب إليهما يحادثهما ليوقفا سيل السباب الخارج من أفواههما، لا يعلم أنه بوصوله لبى لهما البند الرئيسى فى خطة الانتقام.

سدد «رمضان» طعنة نافذة فى وجه «علاء» ليسقط أرضا بعدما كست الدماء ملامحه، وانفرد المتهم الأول «أبوالخير» الذى لا يمت لاسمه بصلة»، بـ«محمد»، وغرز المفك فى رأسه واخترق الجمجمة وأصاب المخ.

انفض القتلة سريعا من مسرح الجريمة بعدما تحول لبركة دماء يتوسطها شقيقان أحدهما يلفظ أنفاسه الأخيرة، والثانى فقد الوعى إثر تعرضه لضربة مفك فى جبهته.

بجوار الأم المكلومة تجلس الحاجة «صباح على» 60 عاما، عمة المجنى عليه، أراحت رأسها للخلف لتلامس الحائط، تستجمع ذكريات 30 عاما أفنتها فى تربية ابن شقيقها «محمد»، شاركته فيها لحظات فرحه وحزنه، ومشهد أخير عالق فى ذهنها، طعنة غدر سددها القتلة له على عتبة المنزل.

وعلى يمين العمة، كان»علاء صابر»، شقيق المجنى عليه، يجلس شارد الذهن، أخفض رأسه المصاب، عينيه تتكلم أكثر من لسانه، وتجمعت قطرات الدموع فيها لكنه يأبى إطلاق سراحها، التقطهم بمنديل وقال: نقلنا أخى من مستشفى لأخرى وحالته غير مستقرة، أخبرنا الأطباء إن شفى منها قد يصاب بشلل.

داخل غرفة «العناية المركزة»، جلس شقيقى، 18 يوما يصارع الموت حتى غلبه فى النهاية وفارق دنيانا تاركا عروسه وشقته الجديدة التى لم يهنأ بها، ودعنا مع اختفاء شمس يوم الـ 21 من شهر يناير، وتم دفنه بعدها بيومين.

وفى ركن الغرفة احتضن «على حسن سعيد» 33 عاما سائق، صورة المجنى عليه، قربها من وجهه وقبلها وهمس بكلمات فحواها «صاحب قلب طيب وعِشرة » الدنيا كلها تشهد بسيرة صديقى الطيبة.

وتمكنت الأجهزة الأمنية فى القناطر الخيرية من إلقاء القبض على المتهم الثانى فى القضية، وجارى البحث عن الأول، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وأكدت أسرة الضحية على ثقتهم التامة فى القضاء لتوقيع القصاص العادل على المتهمين، جزاء لما اقترفته أيديهم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجنى علیه

إقرأ أيضاً:

دفاع ضحايا محمد الفايد: التعويضات ليست كافية بجرائم استمرت

القاهرة

قال محامٍ يمثل 27 مدعية في قضية محمد الفايد، مالك متاجر هارودز سابقاً، إن حياة العديد من النساء دُمرت بسبب الفايد، مؤكدًا أن التعويضات لن تعوض الضرر.

وفي وقت سابق، أفادت أكثر من 100 امرأة من مختلف أنحاء العالم بتعرضهن للاعتداء الجنسي أو الاغتصاب من جانب الملياردير الراحل، إذ توفي عام 2023 دون أن يخضع للاستجواب، رغم تلقي الشرطة شكاوى عديدة.

وكانت معظم المدعيات، ومنهن من كان عمرها 15 عاماً، من البائعات الشابات أو المساعدات في متجر هارودز، الذي امتلكه الفايد بين عامي 1985 و2010.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن المحامي عن نية المدعيات بدء إجراءات مدنية للحصول على تعويضات من ورثة الفايد، مضيفًا أن التعويض جزء مهم من الإجراء، لكن القضاء يجب أن يتخذ خطوات أبعد، كما أن بعض الضحايا يطالبن بتحقيق عام في الاعتداءات التي استمرت لأكثر من 30 عاماً.

وأشار المحامي إلى أن الشرطة والأطباء الذين أجروا الفحوص النسائية شاركوا في عملية تستر غير مسبوقة، موضحًا أن هذه القضية غير مسبوقة بحجمها ومدتها، وظلت مستترة لفترة طويلة بسبب نظام سمح بحدوثها.

ومن جهة أخرى، أعلن متجر هارودز عن آلية تعويض للنساء اللواتي كانت لديهن صلة وثيقة بما فيه الكفاية بالمتجر، ويمكن أن يصل المبلغ إلى 385 ألف جنيه إسترليني.

مقالات مشابهة

  • إيرباص تبدأ تفكيك ثلاث طائرات A380 لاستخدامها كقطع غيار
  • دفاع ضحايا محمد الفايد: التعويضات ليست كافية بجرائم استمرت
  • دموع لم تجف.. مصرع 23 شخصا وإصابة 16 آخرين في انهيار 14 منزلا بأسيوط
  • الأوبرا تقيم احتفاليتها السنوية لتكريم الأم المثالية
  • محمد علاء: تطبيق خدمات المهن الطبية يقدّم تجربة آمنة لمشتركي مشروع العلاج
  • تفكيك طائرة جديد كقطع غيار .. صور
  • بالأسماء.. إصابة 4 أشخاص في انقلاب سيارة بالإسماعيلية
  • المشدد 15 عاما للمتهمين بإستعراض القوة وترويع المواطنين بالقليوبية
  • تعرف على أفضل الأدعية عند زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم
  • أدعية زيارة قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم