تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المهندس أحمد حامد، استشاري النظم الأمنية والذكاء الاصطناعي، إنه في ظل التطور التكنولوجي المُتسارع أصبحت أنظمة المراقبة الذكية أحد المكونات الأساسية في إدارة شبكات الطرق وتحقيق السلامة العامة، وتعتمد هذه الأنظمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد المخالفات المرورية مثل تجاوز السرعة وعدم ارتداء حزام الأمان، مما جعلها محل جدل بين المواطنين الذين يرونها أحيانًا وسيلة لفرض الغرامات أكثر من كونها أداة لتعزيز السلامة؛ ومع ذلك فإن الدور الحقيقي لهذه التقنيات يتجاوز مجرد ضبط المخالفات، حيث تُساهم بشكل مباشر في تعزيز الأمن القومي، وحماية البنية التحتية، ومكافحة الجريمة، مما يجعلها عنصرًا محوريًا في استراتيجيات الأمن الحديثة.

وأضاف “حامد”، في مداخلة هاتفية عبر فضائية “النيل للأحبار”، أنه منذ بدء تطبيق كاميرات المراقبة الذكية واجهت هذه الأنظمة انتقادات عديدة، حيث يرى البعض أنها تُشكل عبئًا ماليًا على السائقين بسبب الغرامات المفروضة، وقد تُثير المخاوف بشأن الخصوصية وإمكانية الخطأ في تسجيل المخالفات، ومع ذلك فإن التركيز على الجانب المالي فقط يُغفل دور هذه التقنيات في تحقيق السلامة العامة، وتقليل الحوادث، ودعم جهود مكافحة الجريمة، وهو ما يجعل تقييمها بشكل شامل أمرًا ضروريًا لفهم مدى تأثيرها الحقيقي.

وأوضح أن أنظمة المراقبة الذكية تُعد جزءًا من البنية التحتية الأمنية الحديثة، حيث توفر بيانات وتحليلات لحظية تُساهم في دعم الأجهزة الأمنية وتعزيز الاستجابة الفورية للمخاطر المحتملة، ومن أبرز الأدوار التي تؤديها الكشف عن المركبات المشتبه بها والمطلوبة أمنيًا؛ حيث تعتمد الكاميرات الذكية على تقنيات التعرف التلقائي على لوحات المركبات "LPR"، مما يُتيح لها مسح ملايين المركبات يوميًا، والبحث عن السيارات المسروقة أو تلك المرتبطة بأنشطة إجرامية، وعند رصد مركبة مطلوبة يتم إرسال إشعارات فورية إلى الجهات الأمنية، مما يُمكنها من اتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة وكفاءة، فضلا عن دعم التحقيقات في الجرائم والأحداث الأمنية؛ حيث أنه عند وقوع جرائم مثل السطو المسلح أو التهريب أو الأعمال التخريبية توفر الكاميرات الذكية أدلة بصرية وتحليلات متقدمة تساعد المحققين في تحديد هوية المشتبه بهم، ورصد تحركاتهم، وتعقب مسارات هروبهم، وتُعزز هذه البيانات قدرة الأجهزة الأمنية على كشف الجرائم بسرعة أكبر مقارنةً بالأساليب التقليدية.

وأشار إلى أنه أيضا من أبرز أدوارها تأمين المنشآت الحيوية والبنية التحتية، حيث تُستخدم هذه الأنظمة في تأمين المواقع الحساسة مثل المطارات، والموانئ، والمنشآت النفطية، والمناطق الحدودية، حيث توفر مراقبة متواصلة وتُساعد في الكشف عن أي أنشطة مشبوهة أو محاولات تسلل؛ كما أن وجود هذه الأنظمة يُشكل رادعًا فعالًا للعناصر الإجرامية التي قد تستهدف هذه المواقع، فضلا عن إدارة الأزمات وحماية التجمعات الكبرى؛ حيث تلعب كاميرات الذكاء الاصطناعي في الفعاليات الكبرى مثل التجمعات الجماهيرية أو الأحداث الرياضية أو الاحتجاجات دورًا رئيسيًا في مراقبة تدفق الحشود، ورصد أي تحركات غير طبيعية، وإرسال تحذيرات مسبقة للجهات المختصة للتدخل السريع قبل تفاقم الأوضاع.

واختتم أنه رغم الجدل الدائر حول أنظمة المراقبة الذكية؛ إلا أن القيمة الحقيقية لهذه التقنيات تتجاوز مسألة المخالفات المرورية؛ فهي تُسهم في تعزيز الأمن القومي، وتدعم جهود مكافحة الجريمة، وتُحسن السلامة العامة، مما يجعلها جزءًا لا غنى عنه في المدن الحديثة، ومع ذلك من الضروري أن يكون هناك توازنًا بين تطبيق هذه التقنيات وضمان الشفافية وحماية حقوق المواطنين، بحيث تتحقق الاستفادة القصوى منها دون التأثير سلبًا على الحريات الفردية، موضحًا أن نجاح هذه الأنظمة يعتمد على التكامل بين التكنولوجيا والحوكمة الرشيدة، بحيث يتم توظيفها لتحقيق أهداف الأمن والسلامة دون أن تتحول إلى أداة تُثقل كاهل المواطنين بالغرامات.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التطور التكنولوجي أنظمة المراقبة الذكية المخالفات المرورية مكافحة الجريمة حماية البنية التحتية الأمن القومي هذه التقنیات هذه الأنظمة

إقرأ أيضاً:

حماس تردّ على المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي

اعتبرت حركة حماس أن ما أدلى به المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برايان هيوز من تصريحات، عبّر فيها عن تفهّم الرئيس دونالد ترامب وإدارته لجريمة إعدام طواقم الهلال الأحمر والدفاع المدني في رفح، هو صورة بشعة من صور التضامن اللاأخلاقي مع نازيِّي العصر، في حربهم الوحشية ضد المدنيين العزل ومنظومات العمل الإنساني.

ولفتت في تصريح لها، وصل وكالة سوا، إلى أن اتهامات هيوز لحركة حماس باستخدام سيارات الإسعاف هي محض أكاذيب تفتقر إلى أي دليل، تسوّقها الإدارة الأميركية إلى جانب حكومة مجرم الحرب نتنياهو لتبرير جريمتها البشعة والموثّقة بحق المسعفين ورجال الإنقاذ.

وأضافت: "لقد أكّد مقطع الفيديو الذي بثّته صحيفة نيويورك تايمز، فظاعة ما ارتكبه جيش الاحتلال الفاشي بحق طواقم عمل إنساني محمية بموجب القانون الدولي، وهي جريمة من مئات الجرائم التي ارتُكِبت بحق المسعفين وطواقم الدفاع المدني وموظفي الأمم المتحدة وكل المؤسسات المدنية، على مدار شهور العدوان".

وشددت على أنه على الإدارة الأميركية أن توقف دعمها المفتوح لعمليات استهداف العمل الإنساني، وقتل وحرق الأطفال والمدنيين، وأن تلزم حكومة الإرهاب الصهيونية بالكفّ عن انتهاكاتها للقوانين والأعراف، بدلاً من الإمعان في منح مجرمي الحرب غطاءً إجرامياً للاستمرار في جرائم ضد الإنسانية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين تفاصيل مُخرجات "القمة الثلاثية" لبحث الأوضاع الخطيرة في غزة السيسي وماكرون يؤكدان ضرورة عودة وقف النار بغزة ورفض التهجير مباحثات فلسطينية دولية بشأن سبل استئناف الخدمات الأساسية في غزة الأكثر قراءة شاهد: سبب وفاة إيناس النجار – ويكيبيديا إيناس النجار الاحتلال يعتقل شابا بعد إطلاق النار عليه في بلدة حلحول الاتحاد الأوروبي: يجب العودة إلى وقف إطلاق النار واستئناف المساعدات إلى غزة الاحتلال يجبر مقدسيا على هدم منزله في سلوان عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الرباعي والحوالي يناقشان سُبل تعزيز التعاون بين وزارتي الزراعة والخدمة المدنية في مجال الأتمتة
  • وزير الخارجية: أهمية تعزيز وحدة الصف الصومالي لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة
  • “الفاو” تعتمد قرارا يخص استعادة بناء الأنظمة الغذائية والزراعية في قطاع غزة
  • أثنى على جهودهم في حفظ الأمن وحماية الممتلكات.. محافظ جدة يستقبل عددًا من القيادات الأمنية بالمحافظة
  • مُحافظ جدة يستقبل عددًا من القيادات الأمنية بالمحافظة
  • بوريطة يجري بواشنطن مباحثات مع مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز
  • «الكرة الذكية» تكشف أصغر تشققات خطوط المياه
  • الفريق ركن خالد حفتر يشدد على تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات الأمنية والعسكرية
  • مكتوم بن محمد يبحث مع رئيس «إيتون» تعزيز الشراكة في الطاقة الذكية
  • حماس تردّ على المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي