«القاهرة الدولى للكتاب».. جسر ثقافى يعزز الوعى والانتماء الوطنى
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
لطالما كان معرض القاهرة الدولى للكتاب منصة ثقافية عالمية تجمع بين عقول المفكرين وأقلام الأدباء ليصبح جسرًا حقيقيًا للتواصل بين الحضارات، ويؤكد ريادة مصر الثقافية والتاريخية.. فخلال حضورى لفعاليات المعرض فى دورته الـ56، لمست عن قرب قيمة الأعمال الفكرية التى زينت أروقته، والتى حملت فى طياتها رسائل عميقة حول قضايا الوطن والمجتمع والفكر الاستراتيجى.
إصدارات قيمة: فكر مستنير وقضايا وطنية
كان من أبرز المحطات التى شهدتها خلال زيارتى للمعرض حضور حفل توقيع كتب الدكتور شحاته غريب، حيث قدم فى كتابه «ثوابت مصرية» رؤية وطنية شاملة حول القيم الراسخة التى تشكل وجدان الدولة المصرية، كما سلط الضوء فى كتابه «دقات على أبواب الوطن» على القضايا الوطنية التى تمس المجتمع المصرى، بأسلوب تحليلى يعكس وعيًا عميقًا بالتحديات الراهنة. هذه الكتب لم تكن مجرد نصوص، بل جاءت كصرخة وعى تعزز الانتماء الوطنى، وتحفز القارئ على التفكير النقدى.
كما أتيحت لى الفرصة للمشاركة فى مناقشة كتاب «فى عمق التفاصيل بين الرجل والمرأة» للدكتورة أمل منصور، والذى قدم قراءة دقيقة للعلاقات الإنسانية من منظور علمى واجتماعى، حيث عكست المناقشة مدى تعقيد العلاقات بين الجنسين، وأهمية الوعى النفسى والاجتماعى فى بناء روابط صحية ومتوازنة داخل الأسرة والمجتمع.
أما فى ندوة مناقشة كتاب «الفكر الإستراتيجى عند اليهود» للواء الدكتور محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، فقد كان الطرح أكثر عمقًا وتحليلًا، حيث ناقش الكاتب الاستراتيجيات التى يتبناها الفكر اليهودى فى التخطيط السياسى والعسكرى، مما منح الحضور رؤية واضحة عن آليات صنع القرار والتخطيط بعيد المدى فى السياسات العالمية. كانت الندوة ثرية بالأفكار، وعكست مدى أهمية فهم الاستراتيجيات العالمية للتعامل معها بوعى وحنكة سياسية.
وبالتأكيد لا يمثل معرض القاهرة الدولى للكتاب مجرد حدث ثقافى سنوى، بل هو انعكاس حقيقى لدور مصر كمركز للثقافة والفكر فى العالم العربى، وملتقى يجمع الأدباء والمفكرين من مختلف الدول،فمن خلال هذا المعرض يتم تعزيز العلاقات الثقافية بين الشعوب العربية، وتتاح الفرصة لتبادل الرؤى حول القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية، فالمشاركة الواسعة من جميع الدول تؤكد أن الثقافة تظل الجسر الأهم الذى يربط الشعوب ويوحدها.
وفى الختام أؤكد إن معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56 ليس مجرد سوق للكتب، بل هو منصة للفكر والحوار، وحلقة وصل بين ماضينا الثقافى ومستقبلنا الواعد، فهو يعكس التزام مصر الراسخ بدعم الثقافة كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، وترسيخ قيم السلام العالمى،وان وما شهدته من كتب قيمة وندوات فكرية خلال زيارتى يؤكد أن الثقافة ليست ترفًا، بل ضرورة لبناء مجتمعات أكثر وعيًا وتقدمًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة الدولي القاهرة الدولى للکتاب
إقرأ أيضاً:
«محاكم دبي».. مبادرات ترسّخ العدالة والانتماء
أطلقت محاكم دبي مزيداً من البرامج والخدمات والمبادرات التي تسهم في توفير بيئة قانونية تعزز الروابط المجتمعية وترسخ قيم التعاون والانتماء والمسؤولية المشتركة وذلك بمناسبة عام المجتمع، حيث وسّعت نطاق خدماتها عبر منصة «دبي الآن» لتشمل إدراج خدمة الزواج الرقمي بما يسهم في تسهيل الإجراءات، وتشجيع الإقبال على الزواج، وتعزيز التكامل مع الجهات الحكومية الأخرى.
فيما أطلقت مبادرات قانونية بحلّة جديدة، مثل برنامج «خلك قانوني» لتوعية الأفراد بحقوقهم وواجباتهم، ونشر الثقافة القانونية، وتعزيز مفهوم العدالة الوقائية سعياً لتحقيق العدل قبل حدوث النزاع وتقليل الحاجة للجوء إلى القضاء.
وحظي البرنامج منذ إطلاقه بمشاركة أكثر من 60 قاضياً، وتم في إطاره نشر أكثر من 300 مقال وفيديو توعوي، فضلاً عن حضور أكثر من 5000 من أفراد المجتمع بمتوسط نسبة رضا بلغ 98%.
وتحرص محاكم دبي على تعزيز استقرار المجتمع وتكاتفه بتوفير بيئةٍ قانونية تضمن حماية الأفراد، وترتقي بالوعي بواجبات وحقوق أطراف التقاضي، وتسهِّل الوصول للخدمات القضائية، وتسرِّع وتيرة إنجازها.
كما أنها تعمل على تعزيز التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في القطاعين الحكومي والخاص، إلى جانب الجامعات والكليات، لإطلاق مبادرات قانونية متكاملة ترسّخ ثقة المجتمع في النظام القضائي، بالتوازي مع تقديم خدمات قانونية جديدة ومُبتكرة تواكب التحولات الرقمية وتلبّي أعلى معايير الجودة والكفاءة.
وتتيح «محاكم دبي» باقةً من الخدمات القانونية المتكاملة عبر القنوات الذكية، تشمل ملف الدعوى الرقمي والإشهادات والتصديقات الرقمية وتشجّع أفراد المجتمع على تبني مسار التسوية الودية لتخفيف الأعباء على المتعاملين، وتقليص مدد التقاضي، واعتماد آليات مرنة لحل النزاعات بفاعلية.
وتعمل على نشر الوعي القانوني في المجتمع بالعديد من البرامج، من ضمنها برنامج «الأسرة السعيدة»، كما تعمل محكمة التركات على تسريع تسوية النزاعات المتعلقة بالتركة عبر إجراءات مرنة، مما يسهم في حل الخلافات بين الورثة بسلاسة ويضمن تحقيق العدالة الأسرية.
فيما تهدف مبادرة «محاكم الخير» إلى مساعدة الغارمين والمتعثرين مالياً بإيجاد حلول لتسوية مديونياتهم بالتعاون مع الجهات الخيرية وأصحاب الأيادي البيضاء.
وبلغ إجمالي المساهمات في هذا البرنامج منذ إطلاقه في العام 2018 أكثر من 142 مليون درهم، بنسبة تخفيض تجاوزت 60% من إجمالي قيمة المطالبات.
وتشمل مبادرات محاكم دبي أيضاً، باقة «في الشوفه» التي تتضمن خدمات متكاملة لتيسير الإجراءات القضائية على كبار المواطنين وأصحاب الهمم والقصّر لترسيخ التكامل الاجتماعي وتقديم خدمات متطورة لتحقيق العدالة الاجتماعية.
أما برنامج «شور» يهدف لتوفير استشارات قانونية مجانية للمتقاضين المعسرين من خلال مكاتب محاماة متطوعة، مما يسهم في نشر الوعي القانوني وتمكين أفراد المجتمع.
وبلغ عدد المستفيدين من الخدمة في الفترة من 2012 إلى 2024 أكثر من ستة آلاف فرد.(وام)