دونالد ترامب اكثر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية إثارة للجدل لا يكاد يمر يوم واحد دونما ان يصدر قرارا او تصريحا يشعل ضجيجا اعلاميا ينتهى بتوجيه سهام النقد الحاد بسبب سلوكه الطائش فهذا الرجل كسر الرقم القياسى فى فترة وجيزة بتوقيع 350 امرا تنفيذيا طبقا لما تعهد به فى حملته الانتخابية، شملت هذه الأوامر قضايا الهجرة والاقتصاد والمساواة والعفو الجنائى وغيرها، وألغى أيضا قرارات تنفيذية كان اتخذها سلفه جو بايدن لذا ثمة تساؤلات مشروعة عن هوية ترامب السياسية بسبب خطابه الشعبوى المقلق وسياسته الهوجاء فتوجهاته الصادمة تبث الرعب والهلع بين الاصدقاء قبل الأعداء فهل هو مجرد رئيس جمهوري بالمفهوم الكلاسيكى أم انه يشكل ظاهرة سياسية قائمة بذاتها لذا يعد التحليل السيكولوجى لشخصية أقوى رئيس فى العالم فرض عين وقد خلص مجموعة مرموقة من أساتذة علم النفس الأمريكيين بعدما قاموا باجراء أبحاث علمية حول شخصيته استندت إلى نظريات عالم النفس الشهير سيجموند فرويد بأنه شخص لديه الكثير من العقد النفسية التى تجعله غير لائق أو مؤهل ليكون على رأس السلطة وخرجت تلك التحليلات بنتيجة مثيرة تفيد بأنه مريض بالنرجسية الخبيثة فهو كما يصفونه سياسى ميكافيلى غشاش سادى عنصرى محتال معتل اجتماعيا مجرد من الانسانية مؤمن ايمانا عميقا بفلسفة القوة على غرار هتلر وموسولينى قد يظن البعض ان ذلك من قبيل المبالغة ولكن بنظرة متعمقة لتاريخه المشبوه كرجل أعمال فى مجال التطوير العقارى الذى جعل منه نجما لامعا فى محيط الصفوة المدهش انه اقر بنفسه بكل هذه الصفات المشينة فى كتابه The art of deal فن الصفقة والذى نشر فى عام 1987 بمشاركة الصحفى تونى شوارتز وحصل على المركز الأول فى الأكثر مبيعا فى قائمة نيويورك تايمز فهو يعده من اعظم انجازاته الفكرية وانه كتابه المفضل بعد الكتاب المقدس!! يسعى بشكل حثيث فى هذا العمل الركيك إلى سرد سيرته الذاتية منذ الطفولة وتوضيح تجربته الشخصية واسلوبه ونجاحه فى مجال الأعمال، حيث يشارك استراتيجياته ومبادئه التى اعتمد عليها خلال صفقاته الكبرى من خلال 11 خطوة للنجاح فى الأعمال مستوحاة من كتاب «قوة التفكير الإيجابي» لنورمان فينسنت بيل.
مفتاح فهم سياسات الرئيس ترامب هى كونه يفكر كمقاول بناء وليس كقائد لدولة عظمى فهو مصاب بتضخم الأنا فكل افكاره السياسية غير عقلانية أو واقعية ولأنه يتصف بالعناد والحماقة معا فهو يرى فى معتقداته غير العقلانية حقائق مطلقة يستطيع اجبار الآخرين على تنفيذها. ومثل هذه الأوهام لها سوابق مثل جعل كندا الولاية 51 وسرقة جزيرة جرينلاند من الدانمارك والاستيلاء على قناة بنما وجوب تنظيف غزة بتهجير قسم كبير من سكانها الى مصر أو الأردن أو حتى ألبانيا أو إندونيسيا ومن هنا كان خوف العالم الذى أصبح يدرك مخاطر حكم هذا الامبراطور الشعبوى واعتقد ان البداية الحقيقية كانت من ردة فعل الأبطال الغزاويين الذين قاموا بمشهد أسطورى اذهل العالم اجمع بالسير عشرات الكيلومترات على الأقدام الى ارضهم التى دمرها النازيون الجدد على أمل جعلها خرابات غير قابلة للحياة الادمية لكنهم خالفوا كل توقعات اعدائهم وقرروا التشبث بأرضهم وهم يعلمون أن لا ضمانة لهم ولا مكانة ولا احترام ولا وعد ولا عهد فى أى مكان آخر اعتقد أن بهكذا ارادة فولاذية وعزيمة انسانية عظيمة قادرة على تحدى جبروت عقلية الرئيس المقاول الذى يريد ان يغير العالم باتجاه معاكس لدوران عقارب الساعة بالقضاء على العولمة بالخروج من التجارة العالمية واتفاقية باريس للمناخ التى تعنى انفلات الاحتباس الحرارى وتغيير تقاليد الناتو بالحصول على أجور نقدية لحماية أوروبا وحلفائها فى جنوب اسيا والخليج العربى إلغاء اتفاقية البرنامج النووى مع ايران إنهاء رؤية حل الدولتين.
دونالد ترامب هو خليط مدهش من رؤية توفيق عكاشة وذكاء رضا عبالعال وفهلوة حمو بيكا وقد قال الروائى الامريكى جوزيف هيلر مقولة عظيمة عن جنون العظمة «مجرد أنك تعانى جنون العظمة لا يعنى أنهم لا يطاردونك».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس المقاول دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
الرئيس الأوكراني: دعم أوكرانيا يجب أن يستمر دون انقطاع
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الدعم الدولي لأوكرانيا يجب أن يستمر بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن بلاده تواجه تحديات كبيرة في الوقت الراهن.
وطالب زيلينسكي، في تصريحاته عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، بأن لا يغيب صوت أوكرانيا عن الساحة الدولية وأن يتم الحفاظ على اهتمام العالم بقضيتها.
تفاصيل المشادة في البيت الأبيض بين الرئيس الأوكراني و ترامبأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن علاقته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادرة على الصمود، وذلك بعد المشادة الكلامية التي حدثت بينهما يوم الجمعة في المكتب البيضاوي، حيث وصل التبادل الحاد للكلمات إلى حد أن ترامب هدد أمام الكاميرات بـ"التخلي" عن أوكرانيا إذا لم تقدم تنازلات لتسوية النزاع مع روسيا.
وكان زيلينسكي قد زار واشنطن بهدف توقيع اتفاق بشأن استغلال الثروات المعدنية الأوكرانية، إلا أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق.
كما تم إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين.
وفي تعليق له على شبكته الاجتماعية "تروث سوشل"، قال ترامب إن زيلينسكي "يمكنه العودة عندما يكون مستعدًا للسلام"، مؤكدًا أنه يرغب في "وقف إطلاق النار الآن" في أوكرانيا بعد المشادة الكلامية مع الرئيس الأوكراني.
وخلال مغادرته البيت الأبيض لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في فلوريدا، قال ترامب إن زيلينسكي "بالغ في تقدير موقفه" أثناء المشادة، وانتقد موقفه الرافض لوقف إطلاق النار مع روسيا.
من جهته، رفض زيلينسكي الاعتذار لترامب، مؤكداً في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أنه لا يشعر أنه ارتكب أي خطأ.
وأضاف: "أنا أحترم الرئيس ترامب والشعب الأمريكي، ولكن لا أعتقد أننا فعلنا شيئًا سيئًا".
وشدد زيلينسكي على أن أوكرانيا لا تريد أن تنهي الحرب أكثر من أي شخص آخر، مشيرًا إلى أن العلاقة بين كييف وواشنطن يمكن "بالطبع" أن تُصلح، وأن هذه العلاقات تتجاوز حدود الرئيسين، إذ أن هناك روابط قوية وتاريخية بين الشعبين.
وأكد زيلينسكي أن دعم الولايات المتحدة أمر حيوي بالنسبة لأوكرانيا، وأنه سيكون "صعبًا" على بلاده الانتصار في الحرب أو التصدي لروسيا دون استمرار المساعدات الأمريكية. وأوضح أن أوكرانيا لا تريد أن تخسر قيمها وحريتها، معبرًا عن أمله في أن يكون ترامب "أكثر إلى جانبنا" في المفاوضات لإنهاء النزاع.
بعد المشادة، غادر زيلينسكي البيت الأبيض مبكرًا، حيث كتب في منشور على موقع "إكس": "شكرًا أميركا، شكرًا على الدعم، شكرًا على هذه الزيارة. أوكرانيا بحاجة إلى سلام عادل ودائم ونحن نعمل على ذلك".
واتهم ترامب نظيره الأوكراني بعدم احترام الولايات المتحدة في المكتب البيضاوي، في وقت دعا فيه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو زيلينسكي للاعتذار، قائلاً إن الرئيس الأوكراني "أضاع وقتنا".