علي جمعة: الإيمان بالغيب ونعيم وعذاب القبر من ركائز الإيمان
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، إن الإيمان بالغيب يعد من أسس الإيمان في الإسلام، مؤكداً على ضرورة إيمان المؤمن بكل ما يتعلق بيوم القيامة من غيبيات.
وأوضح في تصريحاته الأخيرة أن المؤمن يجب أن يصدق بكل ما ورد في القرآن الكريم حول الجنة والنار، والحساب، والبعث، وكذلك البرزخ الذي هو المرحلة التي تسبق يوم القيامة.
وأضاف جمعة أن القرآن الكريم ذكر البرزخ في قوله تعالى: ﴿وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾، مشيرًا إلى أن البرزخ هو حياة ما بعد الموت التي تتضمن القبر ونعيمه أو عذابه، وهو من الحقائق التي لا يجوز للمسلم التشكيك فيها. واستشهد بآية من سورة غافر التي تقول: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًا وَعَشِيًا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ﴾، حيث يوضح أن العذاب الذي يقع على آل فرعون في البرزخ قبل يوم القيامة هو جزء من الحقيقة التي لا يمكن أن يتجاهلها المسلم.
وتابع جمعة: "النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الاستعاذة من عذاب القبر، فقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سمعته يتعوذ من عذاب القبر في كل صلاة."
كما أشار إلى ما روي عن السيدة عائشة نفسها، حيث تحدثت عن لقاء مع عجوزين من يهود المدينة أخبرتاها بأن أهل القبور يعذبون فيها، فاستغربت من هذا الكلام حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته بذلك، فصدق كلام العجوزين وأكد أنه لا بد من الإيمان بعذاب القبر.
وأكد جمعة أن عذاب القبر ونعيمه هو من الأمور التي وردت في القرآن والسنة، وأنه لا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بكيفية هذا العذاب أو أشكاله.
وأوضح أن عالم البرزخ يختلف عن عالم الدنيا، وبالتالي فلا يمكننا أن نتصور أو نتخيل قوانينه أو تفاصيله بما يتناسب مع عالمنا المادي.
كما تناول جمعة الاختلافات بين العلماء حول طبيعة عذاب القبر ونعيمه، قائلاً إن هناك من يرى أن التنعيم والتعذيب يقع على الروح فقط، بينما يرى جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة أن هذا التنعيم والعذاب يقع على الروح والجسد معاً. وقد أضاف: "النعم والعذاب في القبر يعلمان الجسد بعد إعادة الروح إليه أو إلى جزء منه."
وفي ختام حديثه، تطرق الدكتور علي جمعة إلى الركن السادس من أركان الإيمان، وهو الإيمان بالقدر خيره وشره. وأوضح أن الإيمان بالقدر هو تجسيد للرضا بالله تعالى في كل ما يقدره، وهو أحد أهم مظاهر الإيمان بالله، موضحًا أن المؤمن يجب أن يكون راضياً بكل ما قدره الله تعالى عليه.
واختتم جمعة حديثه قائلاً: "الإيمان بالقدر ينعكس في حياة المسلم من خلال الرضا والتسليم الكامل لأقدار الله، وهذا جزء من حلاوة الإيمان بالله."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة عذاب القبر الإيمان الإسلام الجنة والنار النبي عذاب القبر
إقرأ أيضاً:
هل مشاهدة المسلسلات في رمضان تنقص من الثواب؟.. علي جمعة يوضح
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، أن مشاهدة المسلسلات في نهار رمضان لا تفسد الصيام، لكنها قد تؤثر على الثواب إذا تضمنت مشاهد أو محتوى يتنافى مع تعاليم الإسلام.
وأوضح جمعة أن الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو وسيلة لتحقيق التقوى، مستشهدًا بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
وأشار إلى أن الانشغال بالمسلسلات والبرامج الترفيهية خلال الشهر الكريم قد يؤدي إلى إهدار الوقت على حساب العبادات، مثل الصلاة وقراءة القرآن والذكر، وهي الأعمال التي تبقى للإنسان يوم القيامة، بعكس عدد الحلقات التي شاهدها، على حد تعبيره.
وأضاف جمعة، في مقطع فيديو سابق، أن الهدف من شهر رمضان هو تهذيب النفس وتقوية العلاقة مع الله، وليس الانشغال بالمحتوى الترفيهي الذي قد يبعد الإنسان عن جوهر الشهر الفضيل. وأكد أنه لا يعارض الفنون، لكنه شدد على أهمية استغلال رمضان في الأعمال الصالحة التي ترفع من شأن الإنسان روحيًا.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن كل فرد مسؤول عن وقته واختياراته، ومن أراد التقرب إلى الله فليحرص على تجنب ما قد يشتت انتباهه عن جوهر العبادة، مشددًا على أن الحرية في اختيار الطريق الصحيح مسؤولية شخصية تقع على عاتق كل إنسان.
أفعال تحرم الصائم من قبول صيامه
أكد الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن بعض الأفعال قد تتسبب في عدم قبول الصيام، استنادًا إلى حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»، والذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأوضح عثمان أن المقصود بـ"قول الزور" هو الكذب، وشهادة الزور، والافتراء، والغيبة، والنميمة، بينما يشمل "العمل بالزور" ارتكاب المعاصي مثل الظلم، والغش، والخيانة، وأكل أموال الناس بالباطل. مشيرًا إلى أن استمرار الصائم في هذه الأفعال يجعله يفقد الأجر والثواب، إذ لا يلتفت الله إلى صيامه.
وأضاف أن الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو تهذيب للنفس وتقوية للوازع الديني، محذرًا من التهاون في الأقوال والأفعال التي قد تفسد الصيام معنويًا، حتى وإن ظل صحيحًا من الناحية الفقهية.
واختتم عثمان حديثه بالتأكيد على ضرورة الالتزام بأخلاقيات الصيام، والابتعاد عن كل ما يخالف تعاليم الإسلام، حتى يكون الصوم مقبولًا ومؤثرًا في حياة الإنسان الروحية والسلوكية.