استضافت "القاعة الرئيسية"؛ بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين؛ لقاء مع المفكر اللبناني "علي حرب" تحت عنوان "هل إنسانيتنا هي المشكلة"؛ وأدار اللقاء الكاتب محمد شعير؛ رئيس تحرير عالم الكتاب سابقا؛ ونائب رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب.  

في البداية أعرب الكاتب محمد شعير؛ عن سعادته بمشاركة المفكر علي حرب؛ الفيلسوف والباحث المتميز؛ الذي على مدى نصف قرن طرح أسئلة إشكالية؛ ويحاول أن يفكك آليات التفكير؛ ومشروعات الحداثة والخطابات الأصولية؛ وتابع شعير: " إن -علي حرب- صاحب حوالي 30 كتابا متنوعًا منها كتاب -إنسانيتنا على المحك-، ويصدر له قريبًا كتاب -كلمات صنعت خراب لبنان-، وحرب يتطرق كثيرًا إلى الأزمة العالمية؛ ويرى أن العالم كله يعيش في أزمة؛ وليس المنطقة العربية فقط؛ والعالم توقف عن إنتاج الأفكار الكبرى، وكتب علي حرب موجهة إلى الإنسانية؛ واليوم يطرح علينا سؤالا جدليًا هو: هل إنسانيتنا هي الأزمة؟".

 

من جانبه أعرب المفكر "علي حرب"؛ عن سعادته بمجيئه إلى القاهرة بعد غياب 6 سنوات، وتقدم بالشكر؛ إلى الدكتور أحمد بهي الدين العساسي؛ على دعوته؛ وإتاحة الفرصة له لكي يأتي ويشارك في إحدى فعاليات معرض الكتاب.  

وتابع علي حرب: "إن العالم في اللحظة الراهنة لم يعد على ما كان عليه؛ لا في الأفكار؛ ولا الوسائل؛ ولا الأدوات؛ وحتى الزمان تغير؛ وأصبحنا أمام عالم متسارع فائق في أدواته؛ فائض في معلوماته ومحتوياته؛ وهو متقلب في أحواله ؛ وملتبس في علاقاته؛ ومفخخ في محركاته، ولذلك العالم يزداد سوءًا في أزماته؛ وهذا ما تشهد به الأزمات العاصفة على صعيد الحروب التي كنا نظنها انتهت؛ فنرى البشرية تشهد حروبا فتاكة في أوكرانيا؛ والشرق الأوسط".  

وتابع: "إن أسباب أزمات عالمنا أيضا التشريح القومي؛ والإمبريالي؛ حيث نرى دولًا تريد أن تضم أوكرانيا؛ وأمريكا تريد ضم كندا؛ مع أن كندا دولة كبيرة، وكذلك من مشكلات عالمنا تفاقم أعمال التحرش والاغتصاب خاصة في أوروبا؛ والولايات المتحدة؛ خاصة في قطاعات الرياضة"؛ وشدد على أن الثورات التكنولوجية وما تطرحه من أسئلة وإشكالات؛ من أهم مشكلات عالمنا، فقد أصبحت الأدوات التكنولوجية تتحدى العقل البشري؛ وتتحدى الإنسان ككائن عاقل ومفكر، كذلك من مشكلات عالمنا انهيار وتراجع حقوق الإنسان.  

وفسر المفكر علي حرب؛ الأزمات التي نعيشها بأن إنسانيتنا هي مصدر ما نعانيه؛ فالإنسان أكثر الناس جهلًا بإنسانيته؛ فإنسانيتنا بعكس ما نهوى ونريد أن نصنعها؛ ونحن بعكس ما نفكر؛ وإذا أردنا أن نعالج المشكلة على المستوى الحضاري؛ يكون ذلك من خلال أفكارنا، وأنا لست مع المعالجات الأحادية أنا مع المعالجات المتنوعة؛ فكل واحد يدخل إلى المشكلة من خلال اختصاصه وخبراته"؛ وشدد علي حرب؛ على أن من يدعي القول بالحقيقة هو إنسان يجهل الواقع؛ لأن ما نقوله نحن على أنه وقائع إنما هو تفسير الحقيقة؛ وليس الحقيقة ذاتها، لذلك لا يستطيع الإنسان التحكم في مجريات الأمور، والحل هو خلق وقائع جديدة، ويشترك الناس جميعا في مسألة البناء والوجود".  

وحول قراءة النصوص وتأويلها؛ أكد أن القراءة الخلاقة الخصبة هي التي تقرأ ما لم يكن موجودًا من قبل؛ وتأتي بجديد، لأن النص ينفتح على قراءات كثيرة وينفتح على احتمالات كثيرة؛ وتطرق إلى فكرة الحرية؛ موضحًا أننا تعاملنا مع الحرية على أنها ضد النظام والسلطة؛ وهذا الموقف ارتد على المثقفين؛ لأن المثقف استبد بفكرته؛ والسلطة أيضا ازدادت استبدادًا، والصواب أن الحرية بمفهومها الإيجابي تستلزم إنتاج أفكار؛ وليس فقط النضال ضد السلطات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب القاعة الرئيسية المزيد علی حرب على أن

إقرأ أيضاً:

الثقافة تطلق ديوان الشعر ضمن الفعاليات الرمضانية لهيئة الكتاب

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، تطلق وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، برنامج «ديوان الشعر»، في إطار الفعاليات الثقافية الرمضانية التي تنظمها الهيئة، استكمالًا لنجاحه في دورته الأولى.


تُقام الأمسيات الشعرية خلال الفترة من 10 إلى 20 رمضان في مكتبة المركز الدولي بجوار دار القضاء العالي، حيث تنطلق الفعاليات يوميًا في تمام التاسعة مساءً، مقدمةً للجمهور تجربة شعرية متميزة تجمع بين عبق التراث وإبداع الحاضر.
تأتي الفعاليات بعد النجاح الذي حققته النسخة الأولى من البرنامج العام الماضي، لذا قررت الهيئة توسيع نطاق البرنامج ليصبح حدثًا سنويًا رئيسيًا ضمن أجندتها الثقافية، بما يعكس التزامها بدعم الإبداع الأدبي وترسيخ مكانة الشعر العربي.


يتضمن البرنامج عشر أمسيات شعرية، يشارك فيها ستون شاعرًا من مختلف التيارات والمدارس الشعرية، مما يتيح للجمهور فرصة الاستمتاع بتجارب شعرية متنوعة تعكس ثراء الحركة الشعرية المصرية والعربية.


يؤكد برنامج «ديوان الشعر» على رؤية الهيئة المصرية العامة للكتاب في تعزيز مكانة الشعر العربي وترسيخ القيم الجمالية للأدب، من خلال إتاحة منصة للتفاعل بين الشعراء والجمهور في أجواء رمضانية روحانية.

مقالات مشابهة

  • وزير الرياضة يوجه بحل مشكلات مراكز الشباب بدمياط
  • الثقافة تطلق ديوان الشعر ضمن الفعاليات الرمضانية لهيئة الكتاب
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • هتف الحرية لفلسطين.. رجل يتسلق برج بيغ بن وسط لندن ويرفع العلم الفلسطيني
  • بمناسبة يوم العلم.. “قيصرية الكتاب” تستضيف أمسية قصائد وطنية
  • محافظ الجيزة يشدد على سرعة إنجاز معاملات المواطنين وتصحيح مشكلات الصرف الصحي
  • جفاف الفم في رمضان: طرق سحرية للتغلب على المشكلة نهائياً
  • طبيب يوضح أعراض مشكلات الجيوب الأنفية ..فيديو
  • وداعا لانتفاخ البطن في رمضان: نصائح فعّالة للتخلص من المشكلة المزعجة
  • عظة اجتماع درس الكتاب لالأنبا غبريال أسقف بني سويف