جريدة زمان التركية:
2025-04-27@18:52:09 GMT

سلاح الكبتاجون

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

بقلم: دانيال حنفى
القاهرة (زمان التركية)_خرج الأسد من السلطة هاربا مكروها مطرودا غير مأسوف عليه بالطبع بعد كل هذه العقود الطويلة من التخلف ومن القهر والتسلط والتخريب والتهريب والقتل والاذلال. ولكن الهارب لم يهرب فقط ، وانما ترك خلفه فلول النظام المسلحة بالعتاد ومخدر ” الكبتاجون ” ومصانعه.

وهذه الفلول لا مأوى لها خارج سوريا – على ما يبدو – لولذا، فهى تهاجهم الادارة السورية وتسقط منها قتلى وجرحى كل فينة وفينة، لكى تبقى الفلول على قيد الحياة.

فهل هذه الفلول تنازع فى النفس الأخير، أم أنها قوة منظمة ذات منهاج وهدف وتعمل تحت قيادة واعية لصالح نظام الأسد الساقط أو لصالح نفسها وتريد البقاء فقط والاستمرارية، أم تريد الوصول إلى السلطة مستغلة حالة السيولة التى تعيشها سوريا الآن ؟
فر الأسد أو هرب الى حيث هرب، وجاءت ادارة جديدة ولكن السلاح ما زال منتشرا – فى أيد كثيرة وفى أيدى فصائل عدة – وليست الأمور فى يد واحدة وفقا للعديد من التقارير السورية المعلنة. ومن الفصائل المسلحة أو الجماعة المسلحة الطليقة من يعرفون باسم فلول الأسد وفلول النظام المخلوع. فما هو حجم هذه المجموعة وما هو حجم تسليحها وما هى إمكاناتها وما مصادر تمويلها ؟ هل ما زالت تجارة الكبتاجون دائرة بحيث تمول هذه المجموعة من الفلول أم أن ما يظهر من الكبتاجون هو جزء من إنتاج قديم؟
لقد كانت تجارة المخدرات فى ظل نظام الأسد قد وصلت إلى حد غير مسبوق ربما من قبل، إذ وصلت تجارة المخدرات السورية المنظمة الى حوالى ستة مليار دولار سنويا أو أكثر وفقا للتقديرات الرسمية المعلنة بمعرفة الأردن مثلا. فقد اكتوت عدة دول بتجارة المخدرات السورية التى تخطت التجارة الى الاستثمار الكبير. وقد نمت صناعة التغليف والتعبئة – على ما يبدو – مع تجارة المخدرات ومع الاستثمار الكبير فى المخدرات فى سوريا سابقا، كصناعة تكميلية هامة فى عملية التهريب والتحايل على نظم الرقابة فى الدول الأخرى المجاورة وغير المجاورة. ومما قد يشير الى توظيف صناعة تعبئة جيدة الضبطيات الأخيرة التى أعلنت عنها السلطات السورية والتى توضح كيف توظف حلوى الأطفال ولعب الأطفال والأثاث المنزلى والبسكويت – على سبيل المثال – فى التهربب المتقن الشكل والتشطيب لكمية من الحبوب وصلت إلى سبعة ملايين قرصا فى الشحنة الواحدة. سبعة ملايين قرصا مخدرا ربما تكفى لتدمير بعض المدن بكاملها فى رسالة تجارية واحدة، الأمر الذى يصور حجم المخاطر عظيمة الضرر التى تلعبها صناعة التعبئة الجيدة عندما تستغل فى خداع نظم الأمن والجمارك والناس.
ان وصول تجارة المخدرات إلى هذا الحجم الهائل من القوة والتنظيم والدقة قد يضعها فى مصاف الأسلحة الفتاكة الداعمة للجريمة ولانتشار العصابات والمدمرة للاقتصاد وللأسرة وللأهداف الوطنية النبيلة فى الدول المستقبلة لهذه السموم. كما يضع هذا الحجم الهائل لانتاج وتجارة المخدرات فى سوريا مستقبل سوريا فى أرجوحة خطيرة. ولذ، يجب القضاء على سلاح ” الكبتاجون ” فى سوريا الشقيقة بروية وبدقة وبأيد وطنية نظيفة، حتى ترى سوريا النور مجدد، وحتى تظل الحدود آمنة لا تسمح الا بمرور ما ينفع البلاد من التجارة ومن المودة ومن الأشقا.

Tags: الاسدالكبتاجونسوريا

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الاسد الكبتاجون سوريا تجارة المخدرات

إقرأ أيضاً:

رئيس المخابرات العراقية يقود وفدا حكوميا إلى سوريا

وصل وفد عراقي حكومي يقوده رئيس المخابرات حميد الشطري العاصمة دمشق -اليوم الجمعة- للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، ولبحث التعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين، وفق بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية.

وقال البيان إنه بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وصل العاصمة السورية وفد رسمي حكومي برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني.

وأبرز أن الزيارة تتضمن لقاء الوفد بالرئيس السوري وعدد من المسؤولين الحكوميين.

وتأتي الزيارة بعد 10 أيام من لقاء جمع الشرع والسوداني في الدوحة، رعاه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لـ"تعزيز العمل العربي"، وفق بيان لمتحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري.

كما تأتي في وقت يرفض فيه عدد من السياسيين العراقيين الموالين لإيران احتمال زيارة الشرع العراق للمشاركة في القمة العربية يوم 17 مايو/أيار المقبل تلبية لدعوة رسمية من بغداد.

ويضم الوفد العراقي -بجانب رئيس المخابرات- مسؤولين عن قيادة قوات الحدود بوزارة الداخلية، ومن وزارتي النفط والتجارة، وهيئة المنافذ الحدودية، وفق البيان ذاته.

الشرع (يسار) التقى السوداني (وسط) في الدوحة برعاية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (وكالات) مجالات البحث

وأشار البيان العراقي إلى أن الوفد سيبحث مع الجانب السوري "التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز الترتيبات المتعلقة بتأمين الشريط الحدودي المشترك وتقويتها من أي خروقات أو تهديدات محتملة، وتوسعة فرص التبادل التجاري بما يصب في مصلحة الشعبين الشقيقين".

إعلان

كما سيتم "دراسة إمكانية تأهيل الأنبوب العراقي لنقل النفط عبر الأراضي السورية إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط".

وتتضمن المباحثات التأكيد على "دعم العراق وحرصه على وحدة وسيادة الأراضي السورية، وأهمية استقرار سوريا بالنسبة للأمن الوطني العراقي وأمن المنطقة"، وفق المصدر.

وتُعدّ هذه الزيارة ثاني زيارة لوفد عراقي إلى دمشق تُعلنها بغداد منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد.

وبسطت فصائل سورية في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.

ويعتبر العراق من الدول العربية القليلة التي حافظت على علاقة مع نظام بشار الأسد بعد قمعه للاحتجاجات الشعبية التي بدأت عام 2011.

لكن مع سقوط نظام الأسد، قال السوداني إن بلاده "تنسق مع سوريا بشأن تأمين الحدود وعودة اللاجئين ومستعدة لتقديم الدعم، ولا تريد لسوريا أن تكون محطة للصراعات الأجنبية".

في حين أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين يوم 14 فبراير/شباط الماضي أن "العراق ليس لديه تحفظات أو شروط للتعامل مع القيادة السورية الجديدة، بل مجموعة من الآراء المتعلقة برؤيتنا حول مستقبل سوريا، ولكن بالنتيجة القرار والإرادة للشعب السوري نفسه".

مقالات مشابهة

  • الرئاسة السورية ترفض تحركات قسد ومخلوف يعلن تشكيل فصيل مسلح
  • رامي مخلوف يعلن تشكيل “قوات النخبة” ويتهم الأسد بـ”سقوط سوريا”
  • ملتقى بسوريا بشأن استخدام نظام الأسد المخدرات أداة للقمع والسيطرة
  • الإمارات تعتقل قياديا بارزا في وزارة الدفاع السورية.. قائد جيش الإسلام سابقا
  • محطات العلاقة بين سوريا والعراق منذ انهيار نظام الأسد
  • الشيباني أمام مجلس الأمن: سوريا تلتقط أنفاسها بعد سقوط الأسد
  • سوريا تدعو مجلس الأمن للضغط على إسرائيل كي تنسحب من أراضيها
  • بأول كلمة في مجلس الأمن.. الشيباني ينقل "طلبا سوريا"
  • رئيس المخابرات العراقية يقود وفدا حكوميا إلى سوريا
  • سوريا .. اشتباكات دامية في حمص بين الأمن وفلول النظام السابق