الجزيرة:
2025-02-07@03:27:53 GMT

خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم الطوارئ

تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT

خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم الطوارئ

نيودلهي- في تصعيد جديد للتوترات بين الهند والأقلية السيخية، أثار إصدار الفيلم الهندي "الطوارئ" جدلاً واسعا ليصبح نقطة جديدة في الصراع السياسي المستمر بين الطرفين، سواء داخل البلاد أو خارجها.

وتعرض الفيلم لانتقادات حادة من لجنة إدارة "الغوردوارا" العليا التي تشرف على المعابد السيخية في ولاية البنجاب والولايات المجاورة في الهند، وأكدت اللجنة أن الفيلم يقدم صورة سلبية عن السيخ ويروج لرواية منحازة ومشوهة ضدهم، مما أثار استياءً واسعا داخل المجتمع السيخي.

الفيلم، الذي أخرجته وأنتجته وقامت ببطولته الممثلة الهندية وعضوة البرلمان عن حزب "بهاراتيا جاناتا" كانجانا رانوت وجسدت فيه شخصية رئيسة الوزراء الهندية السابقة إنديرا غاندي، مستوحى من حالة الطوارئ التي استمرت لمدة 21 شهرا في الهند من عام 1975 إلى 1977، خلال ولايتها.

وبعد إصدار الفيلم الأسبوع الماضي، احتجت جماعات سيخية في المملكة المتحدة وكندا وأستراليا، تتهمها الهند بدعم حركة "خالستان" الساعية لإنشاء دولة في البنجاب، مطالبةً بحظره، مما دفع بعض دور السينما لحذف مشاهد أو سحبه بالكامل في البنجاب والمملكة المتحدة.

السيخ يعترضون على فيلم "الطوارئ" بحجة أنه يقدم صورة سلبية عنهم (الجزيرة) لماذا المعارضة؟

يقول جاسوير سينغ كبير مسؤولي الصحافة في جمعية الصحافة السيخية في لندن، وهي منظمة إعلامية معنية بالتثقيف حول قضايا السيخ، إن "الفيلم يقدم تصورا سلبيًا عن زعماء السيخ المقدسين وشهدائهم"، كما يرى أن الفيلم يسعى لتبييض "إرث غاندي في العنف ضد السيخ".

إعلان

وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أن "عملية الإنتاج والعروض الترويجية للفيلم كشفت عن توجهه لتصوير حياة إنديرا غاندي، بما في ذلك دورها في الإبادة الجماعية للسيخ واغتيالها على يد حراسها السيخ الشخصيين، بطريقة يراها المجتمع السيخي غير متوازنة وغير دقيقة".

الفيلم من إنتاج وإخراج وبطولة عضوة البرلمان عن حزب "بهاراتيا جاناتا" كانجانا رانوت (غيتي)

وفي ظل احتجاجات السيخ بالمملكة المتحدة ضد الفيلم، أكد المتحدث باسم الخارجية الهندية راندهير جايسوال توقع بلاده أن يكون هناك تحرك بريطاني، وقال إن "حرية التعبير لا يمكن تطبيقها انتقائيا"، مشددا على محاسبة من يعرقلونها.

وأضاف جايسوال أن الهند تعرب باستمرار عن مخاوفها للحكومة البريطانية بشأن حوادث الاحتجاجات العنيفة والترهيب من قبل "عناصر معادية للهند".

يذكر أن إنديرا غاندي أمرت في يونيو/حزيران 1984 بعملية عسكرية ضد زعيم السيخ المسلح جارنايل سينغ بيندرانوالي في المعبد الذهبي، وهو أقدس موقع ديني للسيخ على الإطلاق، وقد أسفرت العملية عن دمار أجزاء من المعبد وأثارت غضبًا واسعا في المجتمع السيخي.

وبعد أربعة أشهر، تم اغتيال إنديرا غاندي على يد حارسها السيخ الشخصيين، مما أدى إلى موجة عنف ضد السيخ في شمالي الهند، قُتل فيها 2733 شخصا.

حركة خالستان

وفي ظل تصاعد الجدل حول احتجاجات السيخ في الخارج، تربط وسائل الإعلام الهندية والسياسيون الهنود هذه التحركات بحركة خالستان، وهي أيديولوجية تدعو إليها المنظمات السيخية لإنشاء دولة للسيخ في البنجاب، ترى بعض الجماعات السيخية أن حدود هذه الدولة ينبغي أن تمتد لتشمل مناطق مجاورة، وفقًا لسينغ.

وحسب ما أوضح سينغ للجزيرة نت، فإن هناك ثلاث نقاط تدفع السيخ للعمل من أجل إنشاء دولة مستقلة:

من حيث الخلفية اللاهوتية، إذ تقول عقيدة السيخ إن لهم الحق بأن يتمتعوا بالسيادة. دافع تاريخي، إذ سبق أن كانت هناك إمبراطوريات سيخية. ما يتعرض له السيخ في الهند من اضطهاد في السياق الحديث.

وفي الماضي، كانت هناك حركات تمرد سيخية عديدة في الهند، لكن بحسب سينغ، فإن حركة خالستان الآن تتبنى وسائل سلمية.

إعلان

وفي السياق ذاته، قال سينغ للجزيرة نت إن "حركة خالستان حاليا مدعومة باستفتاء ديمقراطي غير ملزم أجرته حركة السيخ من أجل العدالة، وهو قانوني وسلمي، ويجري تنفيذه عالميًا، بما في ذلك إيطاليا وأستراليا وكندا، لكن الهند تصنفه ضمن الإرهاب".

وأضاف "نحن نرى المزيد من الدعم لحركة خالستان، مئات الآلاف من الناس يشاركون في هذا الاستفتاء، وإذا ذهبت إلى أي حدث سيخي عام أو غوردوارا كبير، فسوف ترى الدعم لحركة خالستان".

وخلافًا لما يدّعيه مؤيدو خالستان، أعلنت الحكومة الهندية أنها قدّمت للمحكمة أدلة لتمديد الحظر المفروض على حركة السيخ من أجل العدالة، وقد تم إعلان الموافقة على الحظر أمس الأربعاء.

وفي هذا السياق، أفادت وزارة الداخلية الهندية بتلقي رسالة صوتية على الهاتف الثابت لمنزل وزير الدفاع راجنات سينغ، نُسبت إلى زعيم الحركة جورباتوانت سينغ بانون، زعمت بأن السيخ يواجهون تهديدات وجودية، وحذرت أعضاء البرلمان من مغادرة منازلهم إذا لم يرغبوا في رؤية استفتاء خالستان.

وقالت وزارة الداخلية للمحكمة إن "بانون حرض المزارعين الهنود المحتجين على تسليح أنفسهم ومحاربة القوات الهندية، وصرح بأن الأسلحة ستصل إليهم عبر الحدود".

وأضافت أن "حركة السيخ من أجل العدالة تواصل دعم أيديولوجية الانفصال وأشكال التطرف العنيفة والتشدد في البنجاب من أجل إقامة ما تسمى بدولة خالستان على أراضي الهند".

الهند تتهم زعيم حركة "السيخ من أجل العدالة" جورباتوانت بالسعي إلى إنشاء دولة مستقلة للسيخ داخل الهند (رويترز) دعم للفيلم

قال عضو البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين بوب بلاكمان إن "إرهابيين ملثمين من حركة خالستان اقتحموا دار السينما، وهددوا الجمهور وأجبروا القائمين على الدار على وقف العرض".

وأشار بلاكمان إلى أن الفيلم مثير للجدل للغاية، لكنه شدد على أنه لا يعلق على جودته أو محتواه، وأضاف "لكنني أدافع عن حق من انتخبني، وناخبي أعضاء آخرين، في أن يتمكنوا من مشاهدته واتخاذ قرار بشأنه".

إعلان

من جهتها، رحبت منتجة الفيلم والممثلة رانوت بموقف بلاكمان لدعم الفيلم في المملكة المتحدة، وأعربت عن خيبة أملها بسبب نقص الدعم من السياسيين الهنود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إندیرا غاندی فی البنجاب فی الهند

إقرأ أيضاً:

قبلة مغن لمعجبة تثير ضجة في الهند

عاد اسم المغني الهندي أوديت ناريان إلى الواجهة بعد انتشار مقطع فيديو من إحدى حفلاته، بعد اقتراب معجبة به منه لالتقاط صورة، فقبلها على شفتيها.

وأظهر الفيديو ناريان وهو يؤدي إحدى أغنية من فيلم Mohra، عندما اقتربت معجبات من المسرح لالتقاط صور سيلفي معه.
في البداية، اكتفى المغني بالمشاركة في الصور وقبل بعض المعجبات على الخد، إلا أن الموقف أخذ منعطفاً آخر عندما بادرت معجبة بتقبيله على خده، فرد عليها بقبلة على شفتيها، ما أثار استياء الحضور.
ولم يُحدد بالضبط مكان أو توقيت الحفل، لكن ناريان أشار في مقابلة صحافية إلى أنها منذ "بضعة أشهر في الولايات المتحدة أو كندا".

انتقادات لاذعة

وواجه ناريان موجة انتقادات لاذعة، حيث وصف البعض تصرفه بـ "مخيف للغاية"، فيما اعتبر آخرون أن سلوكه غير لائق لمغن في مكانته، إلا أن المغني سارع للدفاع عن نفسه، مؤكداً أن ما حدث كان انعكاساً للعلاقة العميقة والمميزة التي تجمعه بجمهوره.
وفي تصريح لموقع Bollywood Hungama، قال ناريان: "لماذا أقدم على مثل هذا التصرف في هذه المرحلة من حياتي، بعد أن حققت كل شيء؟ جمهوري حول العالم يتدفق إلى حفلاتي، والتذاكر تباع قبل أشهر. هناك رابط نقي وغير قابل للكسر بيني وبين المعجبين بي.. الفيديو الذي تصفه بالفضيحة ليس إلا تعبيراً عن هذا الحب المتبادل". وأضاف بثقة "هم يحبونني، وأنا أحبهم أكثر".

تبريرات 

عندما سُئل إذا كان يشعر بالحرج أو الندم بسبب تصرفه، أجاب دون تردد "لا، على الإطلاق.. لماذا أشعر بذلك؟ هل تسمع أي نبرة ندم في صوتي؟ في الواقع، أنا أضحك وأنا أتحدث معك. الأمر ليس سراً ولا مشيناً، بل حدث علناً وأمام الجميع".

وفي مقابلة أخرى مع HT City، بدا ناريان غير مكترث بالجدل  وهون من ردود الفعل، قائلًا: "المعجبون قد يكونون مجانين أحياناً.. نحن لسنا كذلك، نحن محترمون، لكن البعض يعبّر عن حبه بهذه الطريقة، فلماذا يضخم الموضوع؟".
وأضاف "هناك حشود ضخمة في الحفل، ولدينا حراس شخصيون أيضاً.. لكن بعض المعجبين يعتقدون أن هذه فرصتهم لمقابلتنا، فيمدون أيديهم لمصافحتنا أو حتى لتقبيلها..كل هذا جزء من الجنون الجماهيري، ولا يستحق الأمر كل هذه الضجة".

الزوجة الأولى تقتحم الفندق

والجدل ليس جديداً على أوديت ناريان، الذي تزوج رانجانا جا في 1984، عندما كان يكافح لشق طريقه في الغناء. لكن مع انتقاله إلى مومباي، تعرف على المغنية ديبا جاهاتراج، ونشأت بينهما علاقة انتهت بالزواج في 1985، دون أن يطلق زوجته الأولى.
وفي 2006 انتشرت القصة بعد اقتحام رانجانا فندقاً كان يقيم فيه أوديت استعداداً لإحياء حفل غنائي، وكانت برفقتها مجموعة من الصحافيين، وأعلنت أمام الجميع أنها زوجته الأولى واتهمته بالخداع والزواج من أخرى دون طلاقها، ما جعل وسائل الإعلام تتناول القضية على نطاق واسع.

وعندما واجهته الصحافة، أنكر أوديت هذه الادعاءات تماماً، مدعياً أن رانجانا تحاول تشويه سمعته، إلا أن الأخيرة لم تتراجع،ولجأت إلى القضاء، مؤكدة أنه هدد بالانتحار إذا كشفت زواجهما. 

مسيرة موسيقية 

ويعد وديت ناريان رمزاً موسيقياً امتدت مسيرته أكثر من ثلاثة عقود، غنى خلالها بلغات متعددة، من بينها التيلوغو، والكانادا، والتاميلية، والبنغالية، والمالايالامية، والبوجبورية، والنيبالية. وحصل على 4 جوائز وطنية إلى جانب العديد من التكريمات، وأثرى المكتبة الموسيقية الهندية بأغان تحظى بشعبية واسعة حتى اليوم.

مقالات مشابهة

  • انخفاض عائد السندات الهندية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى
  • لجنة توثيق البطولات السعودية: نلتزم بالمعايير
  • حركة “النهضة” في تونس: الأحكام القضائية محاكمة سياسية تتناقض مع الحاجة للحوار الوطني
  • توثيق البطولات تُشعل الجدل: اعتراضات من الشباب والنصر وترحيب أهلاوي
  • قبلة مغن لمعجبة تثير ضجة في الهند
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يبحث مع مجموعة TATA الهندية فرص التعاون في الصناعات العسكرية والطيران والإلكترونيات
  • تجري اليوم.. ما تريد معرفته عن انتخابات إقليم العاصمة الهندية دلهي
  • «زيادة عدد المنح والمقاعد الدراسية» مع الجامعات الهندية
  • الدفاع الهندية تعلن توقيع عقد مع روسيا لشراء صواريخ “كروز” مضادة للسفن 
  • البابا تواضروس: أسباب سياسية وراء عدم تنفيذ حكم المحكمة الإسرائيلية بشأن دير السلطان