يقف ياسر حسين حائرا أمام أكوام هائلة من الأنقاض والركام، في شارع "الهوجا" عله يجد أثار منزله الذي دمرته قوات الاحتلال خلال العدوان الأخير على مخيم جباليا، شمال قطاع غزة.

اختلطت بقايا منزل حسين المدمر والمكون من ثلاث طوابق، مع منازل جيرانه التي لاقت نفس المصير، بفعل آلة التدمير الوحشية الإسرائيلية التي عصفت بالمخيم على مدار أكثر من 105 أيام متواصلة من التخريب والتدمير، فأحالته إلى أثر بعد عين.



تعرض مخيم جباليا إلى اجتياحين في كانون الأول/ ديسمبر 2023 وآيار/ مايو 2024، لكن في الـ5 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي تعرض المخيم لاجتياح ثالث هو الأعنف على الإطلاق منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة.



لم تكتف قوات الاحتلال بهدف المنازل في مخيم جباليا، بل عمدت إلى تجريف العديد منها ونقل ركامها إلى مناطق أخرى، لتمعن بذلك في قهر النازحين العائدين للبحث عن بقايا بيوتهم، علهم يجدوا في جدرانها المهدمة سلوة من عبق الذكريات.

يقول ياسر حسين في حديث لمراسل "عربي21"، إنه بنى منزله من عرق جبينه حجرا حجرا على مدار سنوات عديدة، ليتمكن من السكن فيه مع عائلته الكبيرة المكونة من إخوته وأمه وأولاده.

يضيف حسين: "بدأت في بناء المنزل عام 2000، وتمكنت حينها من بناء الدور الأول الذي سكنت فيه مع زوجتي وأمي وإخوتي الثلاثة، وفي عام 2010 بنيت الطابق الثاني، على مساحة بلغت 250 مترا مربعا، وفي عام 2015 قمت ببناء الدور الثالث لي ولأولادي الثلاثة".


يسكن حسين مع عائلته الكبيرة التي لا تقل عن 20 شخصا في منزلهم الذي ولدوا وعاشوا فيه طفولتهم وشبابهم، حيث ذكرياتهم التي امتدت على مدار أكثر من 50 سنة من عمر المكان الذي أواهم بين جدرانه، وبنوه حجرا حجرا على مدار سنوات من الشقاء والعناء والمكابدة.

تابع: "لم أدخر جهدا في إضافة كل وسائل الراحة في بيتنا، فلقد حرصت على تجهيزه بأفضل المواد الأساسية، كأطقم النوم وغرف الضيافة ونظام المطابخ الحديثة المجهزة بأفضل الأجهزة والمعدات (..) فلقد كان بيت عائلي بامتياز فيه كل وسائل وأسباب الراحة والأمان".

يشير ياسر حسين في حديث لمراسل "عربي21" إلى أن كل ما بناه هدم في لحظة حين قصف الاحتلال منزله، وأحاله إلى دمار، إبان الاجتياح الثاني لمخيم جباليا في آيار/ مايو 2024. 

لكن الاحتلال لم يكتف بذلك فلقد عمدت جرافات الاحتلال إلى تدمير ونقل أنقاض المنزل خلال الاجتياح الأخير، الذي بدأ في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر واستمر لـ105 أيام متواصلة، ليكتشف حسين أنه عاجز عن تحديد موقع بيته حين عاد قبل أيام، بالتزامن مع وقف إطلاق النار.


قال حسين لمراسل "عربي21" وهو يحاول منع نزول الدموع من عينيه: "أعلم أني بيتي مهدم لكن عند عودتي كنت آمل أن أتمكن من نصب خيمة على أنقاضه والسكن فيها، حبا في بيتي وحارتي ومنطقتي وتأكيدا على رفضنا الرحيل، لكن ذلك أيضا لم يتحقق فلقد جرف الاحتلال أعمدة وأحجار المنزل، وشوه معالم المنطقة حتى أنني لم أتمكن من تحديد موقع المنزل بالضبط".


عمد ياسر كبقية جيرانه إلى وضع خيمة في منطقة قريبة من "بحر الركام الكبير" في المنطقة، قائلا : "روحي وقلبي معلق في هذه المنطقة، لا يمكن أن أفارقها حتى وإن عشت في خيمة ما تبقى لي من عمر".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال مخيم جباليا فلسطين الاحتلال الدمار مخيم جباليا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على مدار

إقرأ أيضاً:

سلطة المياه تعلن صيانة بئري مياه إضافيتين في جباليا

أعلنت سلطة المياه الفلسطينية، اليوم الأربعاء،  فبراير 05 فبراير 2025، صيانة بئري مياه إضافيتين في جباليا، شمال قطاع غزة .

وأكدت سلطة المياه في بيان لها، استمرار توريد كميات إضافية من الوقود المخصص لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي في غزة وشمال غزة، ضمن، خطة الاستجابة الطارئة لتحسين كميات الضخ من الآبار بالحد الأقصى، لتأمين احتياجات السكان والنازحين بالحد الأدنى من مياه الاستخدام المنزلي.

وأوضحت، في بيان، أنها عملت على تخصيص جزء من كميات الوقود لتشغيل مضخات الصرف الصحي، للحد من تدفق المياه العادمة وضخ المياه الراكدة في برك تجميع الأمطار والصرف الصحي، خاصة في الموسم المطري، مبينة أن هذه الكميات تم توزيع ما يقارب 46.5 ألف لتر لتشغيل 38 بئر مياه و4 محطات ضخ صرف صحي، و33 بئر مياه في مدينة غزة، ومجموعة من الآبار ذات الضخ المحدود (غواطس) في بيت حانون، بالإضافة إلى أربع آبار مياه في جباليا تشمل المرفقين اللذين تمت صيانتهما بالتعاون مع الشركاء وإدخالهما الخدمة من جديد للمرة الثالثة على التوالي منذ بدء الحرب، وهما (بئر الوكالة 2، وبئر أريجوني).

كما أكدت سلطة المياه أن فصل الشتاء وبدء المنخفضات الجوية تطلب إيجاد آليات عاجلة تسهم في استمرار تصريف المحطات والحد من تدفقها في المناطق المأهولة بالسكان، فعملت الطواقم على تغطية محطات الضخ الحرجة مثل محطة ضخ بركة الشيخ رضوان بكمية وقود 10,000 لتر لتقليل منسوب المياه فيها.

 

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية وصول 22 شهيدا لمستشفيات قطاع غزة آخر 24 ساعة غزة: إرشادات مهمة للمواطنين للوقاية من مخاطر المنخفض الجوي غزة - شهيد برصاص الاحتلال شرق خانيونس الأكثر قراءة تفاصيل لقاء الفريق الرجوب مع الرئيس العراقي في قصر بغداد كاتس: إسرائيل أعلنت الحرب على مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية محافظ شمال سيناء: معبر رفح سيفتتح خلال أيام بوجود أوروبي فلسطيني الرئيس المصري: ترحيل وتهجير الفلسطينيين ظلم لا يمكن أن نشارك فيه عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • شاهد | عدن بين الاحتلال والفساد.. احتجاجات متصاعدة ضد ارتفاع الأسعار وتردي الخدمات
  • شاهد.. مقطع فيديو جديد للغارة “الاسرائيلية” التي استهدفت الشهيد “حسن نصر الله” 
  • من قلب جباليا.. الجزيرة نت ترصد صور الحياة بين الركام
  • بوسترات مسرحية وحيد في المنزل لسامح حسين .. شاهد
  • مذيع بي بي سي ينهي مقابلة مع محلل سياسي أكد ارتكاب الاحتلال للإبادة الجماعية (شاهد)
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • سلطة المياه تعلن صيانة بئري مياه إضافيتين في جباليا
  • سكان جباليا لا يجدون شيئا في بيوتهم التي دمرها الاحتلال
  • رغم الدمار والإبادة.. هُزم العدو الإسرائيلي وبقيت غزة شامخة
  • المتحدث باسم وزارة الأوقاف أحمد الحلاق لـ سانا: منذ اليوم الأول للتحرير عملنا في وزارة الأوقاف على تشكيل لجان لإحصاء المساجد والمنشآت التعليمية الشرعية المهدمة جراء القصف الهمجي الذي شنه النظام البائد على المدن والأرياف، حيث لم تسلم أي محافظة من المحافظات